بحر الندى

شعر

يا بحرُ قلْ
- للقادمين الحاملين الغدرَ والموت الحرامْ-:
من أنت..
ما اسمك..
من بقلبك وسَّد الذكرى.. ونام
***
يا بحرُ صفْ
للقادمين الناقمين عليك كيف حملتنا
لنجوزَ أصقاع الدُّنى
ومنحتنا..
ملحَ المحبة في دراريك الحسان..
***
ثم اتكأت على شطوط التبرْ؛
ترقب موكب الأيام..؛ والأجيال؛
تشرب همسَك المخضوضرَ الريانَ ينفَحه الأثيرْ..
يا بحر.. يسقي كلَّ قلب منك نهرٌ..
أو غديرْ
أنت الصفاءُ.. يموجُ في أحداقنا..،
أنت السخاءُ.. يفيضُ من أعماقنَا..؛
أنت العبيرُ.. يفوح من سيمائنا..؛
فلتسمع الدنيا.. بأنك لن تكون لغيرنا..؛
أبدا..، ولن يرسو على كتفيك إلا حبنا
تاريخنا.. أحلامنا.. أبدَ العصفورْ
يا بحرُ قل..
قلْ للورى.. أسمعهم (النهمات) و (اليامال)
يطلقهُ السُّرى
سلهم: تُرى..
من شدَّ خيط الضوء في الليل اليتيمْ؟
من هَدْهَدَ الشطآن؟ كفكف لوعة الصبر العتيَّ
- إذا تمادى النأيُ؛ واشتطَّ الأسى -
من غير بحارٍ كظيمْ
يجني المنى..
ويضمُّ في أضلاعه الحلمَ المقيمْ
بالرزق..، والتوفيق.. والخير العميمْ
وبحسن خاتمة المطافْ
***
وقد استجابَ الله للبحار
فجَّر في صحاريه العطاش الدُّهمِ أنهارَ النضار
وعلت شموسُ العزِّ..؛
شلت أذرعُ الباغي..؛
فلولُ الليل زالت.. واستوى وضحُ النهار
فبأيِّ حقٍ تزعمون البحرِ بحركمُ..؟
وهذي الأرض ملكاً للجنونْ..
لا.. لن يكونْ..
ما تدعونْ..؟؟!!
هذي الكويتُ سماؤها.. ومياهها
وترابُها ملكٌ لنا..
وهي الردى
لمن اعتدى..
ومن ارتدى..
وجها.. خئونا أربدا..
يا بحرُ قلْ للعالمينْ
إن اسمَكَ اليوم الندى..
ورمالكَ السمر الإباءْ
وبأننا عربُ الدماء
مهما جرى..
تبقى الكويت لنا وطن
ودم العروبة الانتماءْ..
***