طرائف عربية

طرائف عربية

حكايات في حكم

حكمة أبوحنيفة

كان الربيع صاحبا للمنصور، وكان يعادي أبا حنيفة الإمام الطيب، وكانا بحضرة المنصور، فأراد الربيع الوقيعة لأبي حنيفة عند المنصور فقال: يا أمير المؤمنين، هذا أبو حنيفة يخالف جدك، كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو بيومين جاز الاستثناء.

وقال أبوحنيفة: لا يجوز الاستثناء إلا متصلا باليمين. فقال أبوحنيفة: يا أمير المؤمنين، إن الربيع يزعم أنه ليس لك في رقاب جندك بيعة.

قال أبوجعفر المنصور: وكيف؟

قال الامام: يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطل إيمانهم.

فضحك المنصورة وقال: ياربيع لاتتعرض لأبي حنيفة.

فلما خرج أبو حنيفة قال له: الربيع: أردت أن تشيط بدمي.

قال: لا، ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي.

العفو بالقرآن

قبض زياد على رجل من الخوارج فأفلت منه فأخذ أخاه، وقال له مهدداً: جئ بأخيك وإلا ضربت عنقك، قال: أتعفو عني إذا جئت لك بكتاب من أمير المؤمنين؟

قال زياد: نعم.

فقال الرجل: فأنا آتيك بكتاب من العزيز الحكيم وأقيم عليه شاهدين، إبراهيم وموسى عليه السلام، ثم قرأ من كتاب الله: سورة النجم الآيات 36-38أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفَّى ألا تزر وازرة وزر أخرى.

قال زياد: خلوا سبيله هذا رجل لقن حجته.

الأكل يقصم ظهر الحكاية

دعا أحد الملوك أشعب لعلمه بمدى خفة ظله وطلب منه أن يقص عليه قصة.

بدأ أشعب قائلا: كان هناك رجل، لكنه ما كاد ينتهي من جملته حتى شهد الأكل قد حضر يعلو بخاره، وتفوح رائحته في المكان فتوقف عن الكلام وكأنه قد أصيب بالخرس.

فسأله الملك في حيرة: وماذا جرى للرجل؟

فأجاب أشعب: مات.

درس في الفهم

مر المهلّب بن صفره بحي من أحياء العرب فرآه شاب غرير لايعرف أقدار الرجال، ويزن الأمور بخفة، فقال:

- هل هذا هو المهلّب؟

فقالوا: نعم!

فقال: والله إنه لايساوي خمسمائة درهم.

سمعه المهلب، فلما كان الغد أخذ المهلب كيسا من المال بها خمسمائة درهم وجاء إلى الحي وانتظر الشاب حتى رآه، فأقبل نحوه وقال له: افتح حجرك.

فلما فتح الشاب حجره سكب فيه المال وقال، له: خذ قيمة عمك المهلب والله يا ابن أخي لو قومتني بعشرة آلاف درهم لأتيتك بهـا.

سمع المهـلب شيخ من أهل الحي فقال: والله، ما أخطأ من جعلك سيداً.

خجل قليل الهمة

سافر عثمان بن رواح ورفيق له، فقال له الرفيق: اذهب إلى السوق فاشتر لنا لحماً.

قال عثمان: والله ما اقدر. فمضي الرفيق واشترى اللحم ثم قال لعثمان: قم الآن فاطبخ اللحم

قال: والله ما أقدر، فطبخ الرفيق اللحم، ثم قال: قم وضع الأكل على الطاولة، فقال: والله ما أقدر، وضعها الرفيق وقال له: قم الآن فكل، فقال عثمان: والله لقد أخجلتني واستحييت من كثرة خلافي معك، ولولا ذلك ما فعلت.

ذكاء التاريخ

دخل زيد بن علي، على هشام بن عبدالملك فقال له هشام بلغني أنك نفسك بالخلافة ولا تصلح لها لأنك ابن أمة !

فأجابه زيذ هادئا: أما قولك إني أحدث نفسي بالخلافة، فلا يعلم الغيب إلا الله.

وأما قولك: إنني ابن أمه فإسماعيل عليه السلام ابن أمة أخرج الله من صلبه خير البشر محمدا صلى الله عليه وسلم.

واسحق ابن حرة أخرج الله من صلبه يعقوب ومن يعقوب أخرج الله بني إسرائيل يحملون شرور العالم إلى يوم الدينونة.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات