ليلة ورد

ليلة ورد

إيهِ «وردٌ» يا مُنايا
إيهِ «وردٌ» يا صغيرة
أنتِ عشقٌ يستبيني
وأنا نيران غيرة

***

زار ديكُ الجنّ نفسي،
حسمَ الأمرَ برأسي
فجأة أشرعتُ فأسي
حطّمَ الأغلالَ حيرة
وهو يُرثيني ضميرَه
وهو يبكي فوق رَمسي
كلّما ثار حنينا
ذَكّرَ القلبَ بأمسي
نسيَ الشكُّ عبيره
وهو يرجوني جنونا
صاخبا يلهو بكأسي
كلّما أُتْرِعَ يفري الكبدا
ملأ الكأس وهزّ الموقدا
وأنا إن ثار يأسي، نَسَفَ العهدَ
وخانَ الموعِدا

***

اذهبي عنّي لعلّي
من بعيدٍ، من بعيدْ
أعرف الدَّرْبَ رويدا، فأعودْ
بيننا بعض الخطى
لكنها بيدٌ وَبيدْ
كان سدًا واحدًا،
أمست سدودْ
كلّما قرّبتُ خَطوًا
صاح وسواسي وهجسي
ورضيتُ الحبَّ بُعدًا وجنون
هذه النظرةُ تَسبي
كيفَ بالله تخونْ؟
كيف لوّثنا هوانا بالخطايا
ورضينا كلَّ رجسِ؟

***

خبّريني كيفَ كُنّا
فمضى الغدرُ ببأسي
كنتُ أمرًا في يديكِ، في العيونْ
كُنْ قريبًا فأكونْ
كُنْ بعيدًا فأكونْ
ورضيتُ الحبَّ أعمى
مثلَ كلِّ العاشقينْ!
للهَوى قلنا: شئونُة
والصبَا يزهو فُتُونُهْ
واغترافُ الوصلِ من أُنثى
له أيضًا شجونهْ
وافتِضاضُ الحبِّ منها
كافتضاض اللؤلؤ المكنونِ من قلبِ المحارهْ
مثل غوصٍ بمحيطٍ لم نصلْ يومًا قرارهْ
كاشتعالِ الجمرِ يكوينا ولا نخشى إوارهْ
مثلَ ثغرٍ تاه في حرفٍ فخانتهُ العِبارهْ

***

خبريني كيف كنا
وعصينا كلَّ عادات القبيلهْ
ومضينا نزرع الجدْبَ خميلهْ
ونغني لا نبالي أيّ همسٍ
وهدمنا كلَّ أسوارِ السجونْ
لم نُبالِ بإشارات الظنونْ
وسؤالِ الناس عنّا من نكونْ؟
من نكونْ؟
ونسينا من نكونْ
وعرفنا من نكونْ.

 

عبدالعزيز خوجة