امرؤ القيس

امرؤ القيس

ما بين القبض على الجمرِ
وقبض الريح
يتلاقى الحطَّابون بليل
بين طريح وجريح
بين تباريح عُناه
وتراتيل صلاه
والحادي للحطابين الملِك الضِّلِّيل
يصرخ في البريّه:
(اليومَ خمر
وغدًا أمر
لا صحوَ اليوم ولا سُكْرَ غدا)(1)

***

لكن البيداء مناحة
والأفْق متاهة
والواحة نبع سراب
وبني الأرحام القتلة خلف الأبواب
والشبح الجوَّاب
مازال يطالبه بالثأر
فيغُذُّ السعيَ إلى قيصر(2)

***

يهتف ملك الروم:
ها قد جاء العربيّ التائه
كَيْ ننصره في قومه
فتعالَوْا
يا أبناء الرب وأرباب المجد
نأخذ بالثّأر
من قبل مجيء (محمد)
وتدور الدائرة علينا

***

يهوِي فارس نجدٍ في شَرَك الحُسْن
تُبصره عذراءُ القصرِ فتهواهُ
تَصغي حالمةً لقوافيهِ
صرخ القيصر:
كيف لصحراويّ
أن يختليَ بفلذةِ كَبِدي
قُرَّة عيني ريحانة مُلكي
معشوقة أمرائي
وهْو أمير رمال وأسير رياح
بين صياح ونواح!!

***

أطلق قيصر سهمَ الغدر
فكسا الضيفَ رداءً من خزٍّ مسموم
خرَّ الملك الضِّلِّيلُ
صريع الثأرِ العشقِ شهيدَ الشعر
وغوايات السلطان
ليكون لنا آية
في القرن الحادي والعشرين
نحن الحطابين بليل
أحفاد الملك الضِّلِّيل
(المستجير من الرمضاءِ بالنار)(3)
ضعُفَ الطالبُ والمطلوب
وانتحرَ الشاعر
بينَ القبضِ على الجمرِ وقبض الريح
بينَ تباريح عُناه
وتراتيل صلاه.
----------------------------------------
(1) هذه القصيدة من وحي قصة، أو أسطورة عن حياة ومأساة امرئ القيس أمير الشعراء العرب قبل الإسلام، والملقب بالملك الضليل وذي القروح. والكلمات له فيما روى الرواة، وتعني عزمه على الثأر لأبيه من قاتليه.
(2) أغذ السير: أسرع.
(3) شطر بيت من التراث.

 

حسن فتح الباب