عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
يوم المخطوط العربي في مكتبة الكويت الوطنية
احتفلت دولة الكويت مع بقية دول العالم العربي بيوم المخطوط العربي، الذي أقره الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي عام 2013، برعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والذي يوافق الرابع من شهر أبريل من كل عام. ويتزامن هذا التاريخ مع يوم إنشاء معهد المخطوطات العربية عام 1946.
ونظمت مكتبة الكويت الوطنية بهذه المناسبة معرضاً قيماً، ضم مجموعة مختارة ومنتقاة من المخطوطات العربية التاريخية والنادرة، واحتضن بهو المكتبة الواسع ما يقارب 33 كتاباً من أمهات الكتب العربية، منها: «المنتقى في الأحكام عن خير الأنام» للعلامة ابن تيمية، «الميسر في شرح مصابيح السنة» للمؤلف فضل الله بن حسين، «نزهة النظر شرح نخبة الفكر» للمؤلف ابن حجر العسقلاني، والكثير غيرها. وعرض أيضاً عدد من المصاحف الشريفة الثمينة التي خُطت بالذهب والفضة والأحبار النادرة، وكتبت بمختلف الخطوط العربية المتقنة كالكوفي والرقعة والنسخة والثلث والفارسي والإجازة والديواني والطغراء.
وشاركت مكتبة الكويت الوطنية ببعض مقتنياتها إلى جانب بعض الجهات الحكومية مثل مكتبة الجابر التابعة لإدارة المكتبات في جامعة الكويت، إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية في وزارة الأوقاف، ومركز البحوث والدراسات الكويتية.
إسهام الباحث عبدالله الغنيم
علّق في بهو المكتبة ما يقارب 32 لوحة مثلت جمال الخطوط العربية، عكست عمق وعراقة الخرائط والرسومات الإيضاحية لمسالك الموانئ، قدمها الباحث الكويتي عبدالله يوسف الغنيم، والذي قدم أيضاً خريطة العالم كما جاءت في مخطوطة نزهة المشتاق للشريف الإدريسي، وخريطة الأرض كما تضمنتها كتب الجغرافيا للزهري، والكثير غيرها.
يذكر أن ما قدمه الغنيم من مخطوطات سبق أن عرض في مكتبة البودليان بجامعة أكسفورد وقام بنفسه بتصوير بعضها ونقل رسم بعضها وتلوينه طبقاً للأصل.
وحرص الغنيم على تقديم مخطوطات عن معالم البر وصور الموانئ في المرشدات البحرية الكويتية، وأهمها ما خطه المرشد البحري للنوخذة الكويتي (قائد السفينة) منصور بن إبراهيم من رسومات للموانئ التي مرت عليها السفن الكويتية.
التراث في زمن المخاطر
تماشياً مع احتفال الكويت بيوم المخطوط العربي، أقامت مكتبة الكويت الوطنية محاضرة بعنوان «التراث في زمن المخاطر» حاضر فيها
د. نواف الجحمة أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، والباحث مهنا المهنا المهتم بالتراث العربي، وفيها أكّد المحاضران ضرورة الحفاظ على التراث العربي والعناية الفردية والمجتمعية به، خاصة أنه مكون أساسي للهوية العربية الأصيلة.
إن احتفالية دولة الكويت والفعاليات التي أقيمت هي ترجمة لاهتمام القيادات بالمخطوط الذي يعد رافداً وراصداً لبواكير الثقافة والعلم في عالمنا العربي، والحفاظ عليه هو حفاظ على ثروة قومية صنعت الحضارة الإنسانية، مما يستوجب على المعنيين عرضه على الباحثين للدراسة والبحث وأيضاً حمايته من الضياع والتلف.