دوحة الخليج عاصمة للثقافة الإسلامية
الدوحة عاصمة دولة قطر, وهي مدينة جميلة جدًّا, وتكمن جماليتها في إطلالتها على الخليج العربي. فما الذي دفع المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لِاختيار الدوحة عاصمةً للثقافة الإسلامية لِسنة 2021?
في الثامن من مارس 2021 اِنطلقت بالعاصمة القطرية, الدوحة, فعاليات الاحتفال بها عاصمةً للثقافة الإسلامية, تحت شعار (ثقافتنا نور), وقد نالت هذه المدينة شرف اللّقب لِما تتميّز به من إشعاع ثقافي وإسلامي كبير, ويمكن لمس ذلك من خلال معالمها الإسلامية, كمتحف الفنّ الإسلامي الذي تبلغ مساحته 45000 متر مربع, ويطلّ على خليج الدوحة, ويحمل بين رفوفه أكثر من 800 قطعة أثرية إسلامية تمّ اقتناؤها من آسيا وأوروبا, يعود تاريخها لِفترة ما قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية, كما زُوّد المتحف بمكتبة إسلامية تحمل كتبها الورقية أو الإلكترونية تعاليم الدين الإسلامي السمحة.
يُعتبر حيّ كتارا المطلّ على شاطئ الخليج العربي رمزًا من رموز الثقافة الإسلامية والعربية في مدينة الدوحة, ويؤكّد أغلب المؤرّخين أن اسم كتارا هو اسم شبه الجزيرة القطرية منذ سنة 150 ميلادية, خصوصًا كتب التاريخ التي كتبها عالِم الفلَك والجغرافيا, بطليموس. ويستقطب هذا الحيّ طوال السنة العديد من السيّاح لِيعاينوا جماليته, خصوصًا أبراج الدفنة بِتصاميمها الجذّابة, والحيّ القديم المتميّز بأزقّته الضيّقة, وشارع شكسبير بِاعتباره أشهر شارع بِحيّ كتارا, فوق ذلك فإن حيّ كتارا, طوال السنة, يظلّ منبعًا للإشعاع الفكري لِما يحويه من مسارح مغطّاة ومكشوفة, وقاعات مناظرات, كما اشتُهرت كتارا بالمسابقات الثقافية التي تُنظّم سنويًا في كل أصناف الأدب العربي والإسلامي والعالمي.
ويُعدّ مسجد الشيوخ من أعرق وأقدم مساجد قطر, فهو مازال يقف شامخًا بمنطقة الديوان الأميري, بمدينة الدوحة, منذ تشييده سنة 1914. هذا المسجد الذي توافد عليه خيرة علماء الدين الإسلامي القطريون, والذين زرعوا فيه نور الدين الإسلامي المعتدل, الذي يحثّ على السلْم وينبذ العنف والإرهاب, ومن أشهرهم العالِم عبدالله بن زيد آل محمود.
وتزداد جمالية الدوحة في العالَم الإسلامي, بجزيرة اللؤلؤة التي تضاهي في جماليتها مدينة البندقية الإيطالية, فهي جزيرة مطلّة على شاطئ الدوحة, وقد حملت لقب اللؤلؤة لِما يختزنه بحرها من لآلئ, كما شبّهها السائحون بِشاطئ ريفيرا الفرنسي, حتى أصبحت الجزيرة تُلقّب بِجزيرة ريفيرا الخليج, وما يميّز هذه الجزيرة الأبراج العملاقة التي تحيط بسواحلها, والجميل فيها أن الزائر يمكنه التجوال في قارب خاصّ بين شوارعها, ولِجمالها الأخّاذ فهذه الجزيرة لِوحدها تستقطب ملايين السيّاح سنويًا.
أخيرًا, سأحدّثكم عن جمالية قلعة الوجبة, التي تُعدّ بِدورها أحد المعالم التاريخية الإسلامية البارزة بالدوحة, وهي أقدم قلعة بدولة قطر, تقع على بعد خمسة عشر كيلومترًا من العاصمة الدوحة, وقد تمّ الانتهاء من بنائها سنة 1893م, وما يميّز هذه القلعة أبراج المراقبة الأربعة, الشاهدة على معركة الوجبة والتي تمكّن فيها الجنود القطريون من هزيمة الجيش العثماني.