انطلاق جائزة الملتقى للقصة القصيرة... مازن معروف يفوز في دورتها الأولى

تعتبر جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية ثمرة شراكة بين الملتقى الثقافي الذي يديره الأديب الكويتي طالب الرفاعي والجامعة الأمريكية في الكويت، وتعد هذه الجائزة الأكبر والأعلى مادياً على المستوى العربي للقصة القصيرة، ويحصل الفائز بالمركز الأول بالجائزة على مبلغ 20 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى درع وشهادة تقدير، كما تتكفل الجامعة الأمريكية في الكويت بترجمة المجموعة الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، في حين يقوم معهد العالم العربي في باريس بترجمتها للفرنسية.
إعادة الألق
قال رئيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة الروائي طالب الرفاعي: إن فكرة الجائزة انطلقت من الملتقى الثقافي، ثم جاء توقيع مذكرة التفاهم مع الجامعة الأمريكية في الكويت، وبعدها تم تشكيل مجلس أمناء للجائزة من الكويت، وتالياً مجلس استشاري عربي عالمي، وعقد المجلسان اجتماعاً موسعاً في الكويت لوضع اللائحة الخاصة بالجائزة. كذلك فُتحت صفحة للجائزة على موقع الجامعة الأمريكية، تلاها فُتح باب الترشيح للجائزة للفترة من 1 يناير حتى 31 مارس من كل عام.
وأضاف الرفاعي: «جاء انتشار الرواية في الأعوام الأخيرة على حساب القصة القصيرة والشعر عموماً، وربما أتت هذه الجائزة كمحفز للعودة مجدداً إلى كتاب القصة القصيرة للاشتغال عليها، آملاً أن تساهم هذه الجائزة بإعادة الألق لكتابة القصة وكتّابها، وخاصة أن العالم الغربي في أوربا وأمريكا يحتفي كثيراً بأنواع القصة القصيرة».
ويلفت الرفاعي إلى الدعم الكبير الذي قدمه وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، ويقول ضمن هذا السياق: «لا تفوتني الإشادة بالدور الكريم والمهم والكبير الذي نهض به مشكوراً وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، في دعم الجائزة وتشجيعها، وتبني احتفاليتها الأولى بوصفها تقدم أحد الوجوه المشرقة لدعم دولة الكويت للإبداع الثقافي العربي، وتأكيد حضورها في مشهد الجوائز العربية».
وعن التغييرات التي ستطرأ على لجنة التحكيم في النسخ التالية من المسابقة، قال الرفاعي: «جرى العرف أن تكون لكل دورة لجنة تحكيم جديدة تخصّها، يختارها مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري للجائزة. وبالتالي تكون لجنة تحكيم الدورة الثانية 2016/2017 جديدة لا علاقة لها البتة باللجنة السابقة، مؤكداً أنها ستعمل وفق قناعاتها ومعاييرها لفن القصة القصيرة. وبخصوص المتسابقين، فمن الطبيعي أن بإمكان الذين وصلوا إلى القائمتين الطويلة والقصيرة المشاركة في الدورة التالية، ولكن بمجموعة قصصية جديدة لم تسبق لهم المشاركة بها ضمن المسابقة.
وبالإمكان الترشح للجائزة من أول يناير حتى 31 مارس من كل عام. وحسب لائحة الجائزة، يحق لكل ناشر المشاركة بمجموعتين قصصيتين، كذلك يحق لكل كاتب أن يشارك مستقلاً، لذا فإن المشاركة في الجائزة متاحة للناشرين والكتّاب جميعاً، وشكّل إجمالي عدد المجموعات القصصية المشاركة مفاجأة سارة لنا، إذ بلغ 189 عملاً وهو رقم مرتفع قياساً بالدورة الأولى، ويدلل على حيوية المشهد القصصي العربي، وعلى تلهفه لجائزة يلتف من حولها».
مكانة مرموقة
وفيما يتعلق بالجديد الذي ستقدمه الجائزة في النسخ المقبلة، أجاب الرفاعي: «سررنا جداً بالمكانة المرموقة التي تبوأتها الجائزة، وفي سنة ميلادها، وأصبحت حاضرة في مجالس ولقاءات الكتّاب والمثقفين العرب وحواراتهم، خصوصاً أن كثيرين يُشيرون إليها بوصفها جائزة الكويت للقصة القصيرة العربية، ومن الأمور الجديدة التي نأمل تحقيقها انفتاح الجائزة على مشاركات بأعمال قصصية جديدة، وبالتالي لقاء متجدد مع القارئ والمهتم على امتداد الوطن العربي. كما أود أن أشير إلى إنجاز يحسب للجائزة في عامها الأول، إذ جرى توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة الجائزة، ممثلة بالجامعة الأمريكية في الكويت، ومعهد العالم العربي في باريس، لترجمة المجموعة الفائزة إلى اللغة الفرنسية ونشرها، ما يعني وصول القص العربي، والكاتب العربي، إلى قراء مختلفين، ومد جسر من التواصل مع الثقافات الأخرى، وستعمل الجائزة على مزيد من الوصل مع الكاتب والناقد والقارئ والمثقف العربي، وربطهم بأعمال قصصية عربية لافتة. كذلك نحن في صدد دراسة فتح مكتب إعلامي للجائزة يغطي نشاطاتها من جهة ويكون صوتها إلى جمهور الكتّاب والناشرين وجمهور القراءة من جهة ثانية».
وعن تحديات المرحلة المقبلة التي ستواجهها الجائزة، قال الرفاعي: «يشكّل المستقبل تحدياً حقيقياً لنا، وهو أمر مطروح على جدول اجتماع مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري، كذلك على استفتاء سنعرضه قريباً على صفحة الجائزة، للتواصل مع الكاتب والناشر والقارئ والمثقف المعني بفن القصة القصيرة العربية للاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم في تطوير الجائزة وتجويدها. وبالتالي، تعمل إدارة الجائزة من الداخل لتحقيق الجديد والمغاير في مشهد الجوائز العربية، وتثابر من جهة ثانية لمد جسورها إلى المعنيين بالكتابة الإبداعية كلهم، لاسيما في مجال القصة القصيرة».
النشاط المصاحب
حول أهمية النشاط الثقافي المرافق لاحتفالية توزيع الجائزة سنوياً، أشار الرفاعي أن النشاط الثقافي المصاحب للاحتفالية يأتي لتقديم شهادات قصصية لأهم كتاب القصة العرب، وللاحتفاء بفن القصة القصيرة العربية، ومحاولة إعادة الحيوية إلى هذا المشهد، كذلك تقديم كاتب القصة العربية بما يستحق من اهتمام ولفت النظر إلى نتاجه بوصفه إبداعاً مهماً بملامح فنية ناجزة، كما أن هذا النشاط الثقافي العربي، يأتي بوصفه أحد روافد العمل الثقافي على الساحة الثقافية الكويتية، خصوصاً وصلها في المشهد العربي والعالمي، معتبراً أن جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، تشكل التفاتة إبداعية لفن القصة القصيرة العربية، واحتفاء من الكويت بالمبدع القصصي العربي خاصة، والانتقال بإبداعه إلى المتلقي الآخر، في زمن بات فيه الإنسان العربي أحوج ما يكون إلى أن يمد بجسر وصل طيب مع الآخر، ويتبادل معه عبر الكتابة القصصية تفاصيل الحياة الإنسانية بأجمل صورها.
وسلمت رئيس أمناء الجامعة الأمريكية في الكويت الشيخة دانة ناصر صباح الأحمد، الفائز بالدورة الأولى درع الجائزة وشهادة تقدير.
اهتمام كبير
من جهته، قال رئيس لجنة التحكيم أحمد المديني: «إن الدورة الأولى للجائزة حظيت باهتمام كبير من الكاتب والناشر العربي، حيث تلقت الجائزة 189 مجموعة قصصية من مختلف الأقطار العربية شملت مختلف مدارس الكتابة في فن القصة القصيرة».
الدورة الأولى
اقتنص الفلسطيني مازن معروف جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها الأولى عن مجموعته - الصادرة عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت- بعنوان «نكات للمسلحين»، وتشمل المجموعة الفائزة 14 قصة قصيرة تسرد الواقع غير المنطقي من وجهة نظر طفل يعيش حياته اليومية في ظل حرب لا تتصدر موضوع القصص، إنما تعتبره واقعاً فانتازياً يعيشه الطفل ومن خلاله يقص المؤلف الرؤى الإنسانية والمفارقات والدعابات الساخرة.
وتعتبر المجموعة الفائزة هي الأولى للمؤلف الفلسطيني/ الأيسلندي الذي ولد في لبنان عام 1978 لعائلة فلسطينية. وحرص على استكمال تحصيله العلمي، إلى أن حصل على بكالوريوس في الكيمياء من كلية العلوم بالجامعة اللبنانية وعمل لسنوات عدة في تدريس الكيمياء قبل أن يبدأ مشواره الأدبي في 2008 وصدرت له سابقاً ثلاث مجموعات شعرية.
وعقب التتويج قال معروف: « إن ثمة رمزية كبيرة للجائزة لأنها ترد الاعتبار لأدب القصة القصيرة، وفي الوقت ذاته، تعزز المشهد الثقافي الفلسطيني، وتكرم الكاتب الفلسطيني، فأنا مولود في الشتات ولم أزر فلسطين إلا أخيراً».
وتفوقت مجموعة معروف «نكات للمسلحين» على أربع مجموعات قصصية من المغرب وفلسطين واليمن ومصر، ونالت الأعمال التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة، خمسة آلاف دولار لكل منها عن بلوغ هذه المرحلة.
وشارك ضمن النشاط الثقافي المصاحب للاحتفالية عدد من الأكاديميين ومجموعة من الأدباء والنقاد العرب، وشهدت الجلسات الأدبية تنوعاً كبيراً من حيث الموضوعات والأفكار، وشارك في الجلسة الأولى تحت عنوان «شهادات قصصية لكتّاب القائمة القصيرة»، كل من مازن معروف وزياد خداش وأنيس الرافعي ولطف الصراري، وأدار الجلسة الدكتور حسن النعمي، أما الجلسة الثانية فشهدت مشاركة سعيد الكفراوي وإلياس فركوح وسلوى بكر وجبير المليحان.
وشارك في الجلسة الثالثة «الأماكن في البنية الروائية» كل من الأديبة ليلى العثمان والسعيد بوطاجين وبشرى خلفان ومحمد خضير وأدارها الكاتب فهد الهندال.
شروط المسابقة
تُمنح الجائزة سنوياً لمجموعة قصصية واحدة منشورة ورقياً باللغة العربية، وتُقبل الترشيحات من المؤلف أو الناشر، حيث يمكن لكل ناشر المشاركة بمجموعتين لكاتبين مختلفين، كما تُقبل المجاميع القصصية المنشورة في عام الإعلان عن فتح باب الترشح أو العام السابق له. ويُراعى في الأعمال المتقدمة للجائزة احترامها لمبادئ الملكية الفكرية وقوانين المطبوعات والنشر، على أن يتحمل المؤلف والناشر وحدهما المسؤولية الكاملة حيال أي اختراق لتلك المبادئ والقوانين، كما يجب أن يكون لكل مجموعة رقم معياري عالمي، ويُشترط مرور عامين على ممارسة الناشر لعمله، وأن يتقدم لهيئة الجائزة بقائمة منشوراته خلال السنتين الماضيتين، ومن أبرز الشروط الأخرى أن يقوم المتقدم للجائزة بملء استمارة المشاركة، ويتم تحميل المجموعة بنسخة «بي دي إف» عبر الرابط الخاص بالجائزة وتحميل استمارة الترشح.
وتعتبر المجموعة مشاركة في الجائزة عند تسلُّم رد عن طريق البريد الإلكتروني من إدارة الجائزة يُفيد بتسلُّم المجموعة القصصية، ولا تُقبل أي مجموعة قصصية اشترك أكثر من شخص في تأليفها أو الموجّهة للأطفال. وأيضاً لا يحق للمجاميع القصصية التي سبق لها أن فازت بجوائز محلية أو عربية أو عالمية الترشح للجائزة، وتحتفظ إدارة الجائزة بحق رفض أي مجموعة قصصية لا تتطابق مع الشروط المذكورة.
أعضاء لجنة التحكيم
تكونت لجنة تحكيم الدورة الأولى لجائزة الملتقى من الكاتب والناقد المغربي أحمد المديني رئيساً وعضوية كل من الروائي المصري عزت القمحاوي والروائية الأردنية فادية الفقيرة، والكاتب الكويتي علي العنزي، والقاصة العراقية سالمة صالح.
وأقيم حفل توزيع الجائزة في الجامعة الأميركية بالكويت بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين.
مجلس أمناء الجائزة
يتألف أعضاء مجلس الأمناء، من عدد من الأكاديميين والروائيين، هم: رئيس الجامعة الأمريكية بالكويت نائب رئيس الجائزة نزار حمزة، ونائبة رئيس الجامعة الأميركية بالكويت مقررة الجائزة أمل البنعلي، والأعضاء د. سليمان الشطي والروائي إسماعيل فهد إسماعيل ود.سعود العنزي ود. ريموند فارين ومناف الهاجري وندى الفارس.
الأعمال المتأهلة إلى القائمة الطويلة
مجموعة «هدهد في زجاجة» - أحمد عمر من سورية.
«مصحة الدمى» - أنيس الرافعي من المغرب.
«قطط عارية» - حيدر عبدالمحسن من العراق.
«الأفكار السابحة بين الأرض والسماء» - خديجة النمر من السعودية.
«أسباب رائعة للبكاء» - زياد خداش من فلسطين.
«السكابندو» ذ عبدالسميع بن صابر من المغرب.
«كأن أمضي خلف جثتي» - عيسى جبايلي من تونس.
«الرجاء عدم القصف» - لطف الصراري من اليمن.
«نكات للمسلحين» - مازن معروف من فلسطين.
«عسل النون» - محمد رفيع من مصر.
شفافية
أعلنت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، استبعاد مجموعة «الأفكار السابحة بين الأرض والسماء»، للكاتبة السعودية خديجة النمر، لدورتها الأولى لعام 2015-2016 لمخالفتها شروط المسابقة.
وذكرت الجائزة عبر بيان صحافي: «ترسيخاً لمبدأ الشفافية، والتعامل الصادق مع كتّاب وجمهور الجائزة في الوطن العربي، فلقد تحقق لإدارة الجائزة أن مجموعة الكاتبة السعودية خديجة النمر «الأفكار السابحة بين الأرض والسماء» قد صدرت في عام 2014، وليس خلال عام 2015 وحتى 30 مارس 2016، وعليه فلقد تدارس أعضاء لجنة التحكيم الموضوع، وتم استبعاد المجموعة المخالفة من القائمة القصيرة، وإدخال إحدى مجاميع القائمة الطويلة، وهي مجموعة «أسباب رائعة للبكاء» للفلسطيني زياد خداش لتحل محلها» ■