الجديد في العلم والطب

هل بدأ عصر الطاقة المغناطيسية؟
تقدم المهندسون اليابانيون في استغلال الموصلات الفائقة Superconductors ... حيث تخلف أقرانهم الأمريكيون والأوروبيون، والموصلات الفائقة هذه قادرة على إيصال الطاقة الكهربائية دون أي هدر يذكر لدى تبريدها لدرجة بالغة الانخفاض.. فقد وفقوا إلى صنع أول سفينة في العالم تعتمد على قوة دفع مغناطيسية وتستمد طاقتها من أقطاب مغناطيسية فائقة الإيصال. وقوام الفكرة، باختصار شديد.. أن المجال المغناطيسي الذي يجري توليده يتعامل على نحو من التعارض مع تيار كهربائي يولد في البحر.

ويعمل التيار على تدفق ماء البحر ويعمل الماء المتدفق بدوره على انطلاق السفينة.

وتتميز هذه السفينة الفريدة بسرعتها الفائقة وقدرتها على المناورة وعدم وجود أي ضجيج فيها.. وقد كانت موضع البحث والتطوير منذ عام 1987 وبلغت تكاليفها حتى الآن نحو 50 مليون دولار..

حذار الوسادة الطرية

نشرت مجلة نيو إنجلند الطبية في النصف الثاني من شهر تموز الماضي 1991 بحثا علميا خطيرا، فقد قدم الباحثان اللذان أجريا وكتبا ذلك البحث، وهما الدكتور جيمس كمب والدكتور برادلي ثاتش، قدما تعليلا مقنعا للّغز الذي طالما حيرّ الأطباء في الولايات المتحدة. ذلك أن 7000 طفل كانو يموتون في تلك البلاد سنويا دون أن يكتشف الأطباء لموتهم سببا وجيها، فصحتهم جيدة وظروف معيشتهم جيدة، بحيث درج الأطباء على تسمية سبب الوفاة (متلازمة موت الأطفال المفاجئ) وهي تسمية تزيد اللغز غموضا. والأغرب من ذلك أن بعضهم فسرّ اللغز أغرب منه، وقد عزوا الوفاة إلى ضعف ذاكرة الأطفال الذين نسوا أن يتنفسوا، فآل أمرهم إلى الموت. وبقيت الوفيات والتعليلات على ما كانت عليه حتى ظهر البحث السالف الذكر الذي أجراه طبيبا الأطفال وهما من أطباء كلية الطب في سان لويس بميسوري. فقد عزا الباحثان موت الأطفال إلى اختناق غير عادي، فمن جهة وقعت الوفاة في معظم الحالات، والأطفال نائمون على بطونهم، ووجوههم إلى أسفل. ومن جهة أخرى كانت الوسائد التي ناموا عليها طرية محشوة بريش بلاستيكي من نوع البوليستر، فقد ينقلب الطفل على بطنه أثناء نومه، ويصبح وجهه متجها إلى أسفل، مغمورا أو شبه مغمور بالوسادة الطرية. ومع أن الوسادة لا تحول بين الطفل والتنفس، إلا أن حشوتها لا تلبث أن تحبس زفير الطفل بحيث يصبح هذا الزفير الخالي من الأكسجين هو الهواء الوحيد المتاح لتنفس الطفل. وهكذا يختنق الطفل بالتدريج بسبب الهواء الذي يتنفسه وقد خلا من الأكسجين أو كاد.

وما أسرع ما سحبت الوسادات الطرية من الأسواق، ولكن هذا الإجراء لن يحل إلا نصف المشكلة، ذلك أن الوسادات التي اشتريت على مدى السنين الماضية ما زالت في حوزة أصحابها ولا سبيل إلى سحبها.

وستظل، كلها أو أكثرها، قيد الاستعمال، ينام عليها الأطفال، فيموت منهم من يموت بسبب الاختناق.

ولعل مجموع الموتى الآن يبلغ نصف مجموعهم في الأمس القريب، ولكنه في تناقص على كل حال.

وهذا ما يبعث الارتياح، إلا أن ما يبعث على مزيد من الارتياح هو التعليل المقنع لظاهرة طالما اعتبرت لغزا بلا تفسير.