تأثير الإسلام في أوربا العصور الوسطى

تأثير الإسلام في أوربا العصور الوسطى

صدر‭ ‬حديثاً‭ (‬2016م‭) ‬عن‭ ‬‮«‬جسور‭ ‬للترجمة‭ ‬والنشر‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‮»‬‭ ‬للمستشرق‭ ‬الإنجليزي‭ ‬الشهير‭ ‬مونتجمري‭ ‬واط‭ ‬Montgomery‭ ‬Watt،‭ ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬واط‭ ‬راعياً‭ ‬لكنائس‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وأدنبرة،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬رئيساً‭ ‬لقسم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بجامعة‭ ‬أدنبرة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1947‭-‬1979‭. ‬نال‭ ‬درجة‭ ‬الأستاذية‭ ‬عام‭ ‬1964م،‭ ‬ثم‭ ‬دعي‭ ‬للعمل‭ ‬أستاذاً‭ ‬زائراً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الآتية‭: ‬جامعة‭ ‬تورنتو‭ (‬1963و1978)‭ ‬وكلية‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬باريس‭ (‬1970)،‭ ‬وجامعة‭ ‬جورج‭ ‬تاون‭ ‬بواشنطن‭ ‬عام‭ (‬1978‭-‬1979م‭). ‬

اعترف‭ ‬واط‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬هذا‭ ‬بفضل‭ ‬العرب‭ ‬والإسلام‭ ‬على‭ ‬أوربا،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬مساهمات‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬كانت‭ ‬متعددة،‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬كالفن‭ ‬والعمارة‭ ‬والطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬والزراعة‭ ‬والموسيقى‭ ‬واللغة‭ ‬والتكنولوجيا‭. ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬عشر،‭ ‬نهلت‭ ‬أوربا‭ ‬المعرفة‭ ‬من‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نقل‭ ‬الكلاسيكيات‭ ‬وبالأخص‭ ‬أعمال‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الإغريقي‭ ‬أرسطو،‭ ‬بعد‭ ‬ترجمتها‭ ‬من‭ ‬العربية‭.‬

وقد‭ ‬فنّد‭ ‬واط‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬أسباب‭ ‬نظرة‭ ‬بعض‭ ‬مسيحيي‭ ‬أوربا‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬العدائية‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وبحث‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬علوم‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬في‭ ‬أوربا،‭ ‬معترفاً‭ ‬بأهمية‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬هذه‭ ‬العلوم‭ ‬لها‭.‬

ويعترف‭ ‬واط‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬بسبب‭ ‬وقوف‭ ‬أوربا‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام،‭ ‬قلّلت‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التأثير‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وبالغت‭ ‬في‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬تراث‭ ‬الإغريق‭ ‬والرومان‭. ‬ولذلك،‭ ‬مهمتنا‭ ‬نحن‭ ‬أوربيي‭ ‬اليوم‭ - ‬حيث‭ ‬إننا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬العالم‭ ‬الواحد‭ - ‬تصحيح‭ ‬الاعتقادات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بفضل‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬الحطّ‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬أنتج‭ ‬حضارة‭ ‬متميزة‭ ‬وأصيلة‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬الحضارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وراكمت‭ ‬عليها،‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬أوربا‭. ‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬القيم‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الإسلامي‭ ‬فيها‭ ‬والسمات‭ ‬المميزة‭ ‬لتأثير‭ ‬العرب،‭ ‬مروراً‭ ‬بالعلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬والتقنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والأوربي،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة‭.‬

والعنوان‭ ‬الأصلي‭ ‬للكتاب‭ ‬هو‭: ‬The‭ ‬Influence‭ ‬Of‭ ‬Islam‭ ‬On‭ ‬Medieval‭ ‬Europe،‭ ‬ويمثل‭ ‬الكتاب‭ ‬دراسة‭ ‬معمقة‭ ‬لفضل‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬الغرب‭. ‬وتندرج‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المباحث‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بالحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬فقهها‭ ‬وتاريخها،‭ ‬ويفتح‭ ‬الباحث‭ ‬زاوية‭ ‬نظر‭ ‬جديدة‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬المتخيل‭ ‬الجمعي‭ ‬الغربي‭. ‬

جاء‭ ‬هيكل‭ ‬الكتاب‭ ‬مقسماً‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬فصول؛‭ ‬تناول‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬الوجود‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬أوربا‮»‬،‭ ‬وتعرض‭ ‬واط‭ ‬إلى‭ ‬دوافع‭ ‬التوسع‭ ‬العربي‭ ‬ثم‭ ‬ناقش‭ ‬السمات‭ ‬المميزة‭ ‬لتأثير‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أوربا‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭ ‬الأوربي‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬الإسلامي‭ ‬هناك‭.‬

وتناول‭ ‬أيضاً‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬لإسبانيا،‭ ‬وصقلية‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا،‭ ‬فعلى‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬سبعمائة‭ ‬سنة‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬القرنين‭ ‬الثامن‭ ‬والخامس‭ ‬عشر‭ ‬الميلاديين‭ ‬كانت‭ ‬إسبانيا‭ ‬موطن‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭. ‬وقد‭ ‬نشرت‭ ‬الأندلس‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬أوربا،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التجارة‭ ‬والجامعات‭ ‬والأدب،‭ ‬وكان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬يقرأون‭ ‬اللاتينية‭ ‬ويكتبونها،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الإسبان‭ ‬المسيحيون‭ ‬أو‭ ‬المستعربون‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬الحكم‭ ‬العربي‭ ‬للأندلس‭ ‬يعرفون‭ ‬العربية‭. ‬

‭ ‬وامتازت‭ ‬حضارة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الأندلس‭ ‬بميلها‭ ‬الشديد‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬بالآداب‭ ‬والعلوم‭ ‬والفنون،‭ ‬فأنشأوا‭ ‬المدارس‭ ‬والمكتبات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ناحية‭ ‬وترجموا‭ ‬الكتب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ودرسوا‭ ‬العلوم‭ ‬الرياضية‭ ‬والفلكية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والكيميائية‭ ‬والطبية‭ ‬بنجاح‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬نشاطهم‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فكانوا‭ ‬يصدرون‭ ‬منتجات‭ ‬المناجم‭ ‬ومعامل‭ ‬الأسلحة،‭ ‬ومصانع‭ ‬النسائج،‭ ‬والجلود‭ ‬والسكر،‭ ‬وبرعوا‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬براعتهم‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والصناعات،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الأندلس‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الري‭ ‬خلا‭ ‬ما‭ ‬أتمه‭ ‬العرب،‭ ‬وأدخلوا‭ ‬إلى‭ ‬حقول‭ ‬الأندلس‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬والأرز‭ ‬والقطن‭ ‬والموز‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬المسيحيون‭ ‬الإسبان‭ ‬الذين‭ ‬هاجروا‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬أوربا‭ ‬قد‭ ‬أشادوا‭ ‬بالعرب‭ ‬وشرائعهم،‭ ‬وحضارتهم،‭ ‬وثقافتهم،‭ ‬وبالعمران‭ ‬الذي‭ ‬عم‭ ‬البلاد‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬أيديهم؛‭ ‬فنشروا‭ ‬بذلك‭ - ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يقصدون‭ - ‬دعاية‭ ‬طيبة‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬أوربا،‭ ‬ونبهوا‭ ‬أذهان‭ ‬أهلها‭ ‬إلى‭ ‬النهضة‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صقلية‭ ‬Sicilian،‭ ‬فتعد‭ ‬مركزاً‭ ‬رائعاً‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مراكز‭ ‬الترجمة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬تأثيراً‭ ‬بالغاً‭. ‬فقد‭ ‬حكم‭ ‬العرب‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬ونصف‭ ‬القرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ (‬212‭-‬484‭ ‬هـ‭/‬828‭ ‬إلى‭ ‬1078م‭) ‬ونشروا‭ ‬في‭ ‬ربوعها‭ ‬حضارة‭ ‬مزدهرة‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬انعكاساتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬نهضة‭ ‬أوربا،‭ ‬وتطور‭ ‬الحياة‭ ‬العلمية‭ ‬فيها‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬استمرت‭ ‬مؤثرات‭ ‬العرب‭ ‬الحضارية‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتي‭ ‬سنة‭ ‬أخرى،‭ ‬وكان‭ ‬التفاعل‭ ‬الحضارى‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والصقليين‭ ‬والأوربيين‭ ‬طوال‭ ‬خمسة‭ ‬قرون‭ ‬في‭ ‬أوسع‭ ‬مدى‭ ‬حضاري،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬صقلية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحكم‭ ‬العربي‭ ‬قاربوا‭ ‬مليوناً‭ ‬وستمائة‭ ‬ألف‭ ‬نسمة،‭ ‬بينهم‭ ‬ستمائة‭ ‬ألف‭ ‬مسلم،‭ ‬وهي‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬مرتفعة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قيست‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬أوربا‭ ‬تتتلمذ‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬العرب،‭ ‬وكانت‭ ‬تتعلم‭ ‬لغتهم،‭ ‬وتترجم‭ ‬علمهم،‭ ‬وتنشئ‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مدارسهم،‭ ‬وتضع‭ ‬لها‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬المنقولة‭ ‬عن‭ ‬المناهج‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للعلماء‭ ‬الأوربيين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬إنتاج‭ ‬علمي‭ ‬خاص،‭ ‬لاعتمادها‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬العربي،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬من‭ ‬مؤلفات‭ ‬لاتينية‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ترجمات‭ ‬لمؤلفات‭ ‬إسلامية‭ ‬أو‭ ‬نقلاً‭ ‬عنها‭. ‬

وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تأثيرات‭ ‬عربية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬العقلية‭ ‬الأوربية‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬المناجاة،‭ ‬والشعر‭ ‬الشعبي،‭ ‬والحكم‭ ‬والأمثال‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكوميديا‭ ‬الإلهية‮»‬‭ ‬Divina‭ ‬Commedia‭ ‬للشاعر‭ ‬الفلورنسي‭ ‬الشهير‭ ‬دانتي‭ ‬الليجيري،‭ ‬ومازال‭ ‬موضوع‭ ‬تأثر‭ ‬دانتي‭ ‬بالآداب‭ ‬الإسلامية‭ ‬فكرة‭ ‬جذابة‭ ‬تأثر‭ ‬الكثيرين‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬للدراسة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬التجارة‭ ‬والتقنية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬رصد‭ ‬واط‭ ‬مكانة‭ ‬التجارة‭ ‬عند‭ ‬المسلمين،‭ ‬والتجارة‭ ‬بين‭ ‬غرب‭ ‬أوربا‭ ‬والعالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والتقنيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسفر‭ ‬بحراً،‭ ‬والمنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬والمعادن،‭ ‬وفن‭ ‬‮«‬العيش‭ ‬برفاهية‮»‬،‭ ‬وتناول‭ ‬كذلك‭ ‬امتزاج‭ ‬الثقافات‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬الموريسكية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬أوربا‭.‬

ويرى‭ ‬واط‭ ‬أن‭ ‬الوجود‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وصقلية‭ ‬والوجود‭ ‬الأوربي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشرق‭ ‬خلال‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية‭ ‬أديا‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬الثقافات‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬الأوربيين‭ ‬سمات‭ ‬ثقافية‭ ‬إسلامية‭ ‬عدة‭. ‬كانت‭ ‬مهارات‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬البيع‭ ‬والتجارة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬شجعت‭ ‬هذا‭ ‬الانتشار‭ ‬للثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬الثقافات‭ ‬متوافقة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكم‭ ‬الإسلامي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬صُدِّرت‭ ‬البضائع‭ ‬التي‭ ‬أنتجها‭ ‬المسلمون‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭.‬

أما‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث،‭ ‬فقد‭ ‬خُصِّص‭ ‬لدراسة‭ ‬إنجازات‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والفلسفة،‭ ‬وبين‭ ‬فضلهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرياضيات،‭ ‬وعلم‭ ‬الفلك،‭ ‬والطب،‭ ‬والمنطق،‭ ‬والميتافيزيقا‭. ‬ويؤكد‭ ‬واط‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬قدموا‭ ‬إنجازات‭ ‬علمية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬وأنهم‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬استخدموا‭ ‬علم‭ ‬الأصفار،‭ ‬وأسسوا‭ ‬علم‭ ‬الحساب‭ ‬والجبر،‭ ‬وحساب‭ ‬المثلثات‭ ‬والهندسة‭ ‬التحليلية‭.‬

كما‭ ‬نبغ‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬ووضعوا‭ ‬فيه‭ ‬المؤلفات‭ ‬القيمة‭ ‬كما‭ ‬نبغوا‭ ‬في‭ ‬الخيمياء‭ (‬الكيمياء‭) ‬وتتصدّر‭ ‬أعمال‭ ‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‭ ‬طليعة‭ ‬الأعمال‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الكيمياء‭. ‬كما‭ ‬ألّف‭ ‬العرب‭ ‬أعمالاً‭ ‬في‭ ‬النبات‭ ‬والحيوان‭ ‬والمعادن،‭ ‬ونبغوا‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬المنطق‭ ‬والميتافيزيقا‭.‬

وجاء‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الحروب‭ ‬الصليبية‭ ‬وحروب‭ ‬الاسترداد‮»‬،‭ ‬وتناول‭ ‬فيه‭ ‬واط‭ ‬حروب‭ ‬الاسترداد‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬كما‭ ‬تعرض‭ ‬لتطور‭ ‬فكرة‭ ‬الحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬وانطلاقها‭ ‬ومسارها،‭ ‬وأهمية‭ ‬الحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬لأوربا‭. ‬

‭ ‬لقد‭ ‬أثبت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤرخين‭ ‬أن‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حروباً‭ ‬متصلة،‭ ‬وإنما‭ ‬تخللتها‭ ‬فترات‭ ‬سلم‭ ‬كثيرة،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الألفاظ‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬تعدّ‭ ‬بالآلاف‭ ‬إلى‭ ‬اللغات‭ ‬الأوربية؛‭ ‬وتعلم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإفرنج‭ ‬القادمين‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬التخاطب‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬المتاجر‭ ‬والمناسبات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويذكر‭ ‬ابن‭ ‬شداد‭ ‬أن‭ ‬أرناط‭ ‬كان‭ ‬يستعين‭ ‬بأحد‭ ‬المسلمين‭ ‬لكي‭ ‬‮«‬يقرأ‭ ‬له‭ ‬ويفهمه‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬ريموند‭ ‬الثالث‭ ‬أمير‭ ‬طرابلس‭ ‬يتقن‭ ‬العربية‭ ‬وتعلمها‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬وقوعه‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬حلب‭. ‬

‭ ‬ومن‭ ‬الطريف‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬ابن‭ ‬جبير‭ ‬في‭ ‬رحلته،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المرء‭ ‬إذا‭ ‬أتقن‭ ‬لغتين‭ ‬أخذ‭ ‬يقلِّب‭ ‬بهما‭ ‬لسانه‭ ‬وكأن‭ ‬اللغتين‭ ‬هما‭ ‬ملكته‭ ‬اللسانية‭ ‬ولغته‭ ‬الأصلية،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬فصعد‭ ‬واعظ‭ ‬خرساني‭ ‬حسن‭ ‬الشارة‭ ‬مليح‭ ‬الإشارة،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬اللسانين‭ ‬عربي‭ ‬وعجمي،‭ ‬فأتى‭ ‬في‭ ‬الحالين‭ ‬بالسحر‭ ‬الحلال‭ ‬من‭ ‬البيان‭ ‬فصيح‭ ‬المنطق‭ ‬بارع‭ ‬الألفاظ‭ ‬ثم‭ ‬يقلب‭ ‬لسانه‭ ‬للأعاجم‭ ‬بلغتهم‭ ‬فيهزهم‭ ‬إطراباً‭ ‬ويذيبهم‭ ‬زفرات‭ ‬وانتحاباً‮»‬‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬وجود‭ ‬الشرق‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النتاج‭ ‬الفكري‭ ‬الأدبي‭ ‬والتاريخي‭ ‬الذي‭ ‬أعقب‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭. ‬والواقع‭ ‬فإن‭ ‬المجتمع‭ ‬الغربي‭ ‬قد‭ ‬اكتشف‭ ‬أهمية‭ ‬الشرق‭ ‬ومعارفه‭ ‬وعلومه‭ ‬منذ‭ ‬العصور‭ ‬الوسطـى،‭ ‬ونقل‭ ‬ذلك‭ ‬التراث‭ ‬نقلاً‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬فيه‭ ‬التصرف‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬ذكر‭ ‬المؤلفين‭ ‬الحقيقيين،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬ذلك‭ ‬خطت‭ ‬أوربا‭ ‬خطواتها‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النهضة‭ ‬المعروفة‭ ‬بالنهضة‭ ‬الأوربية،‭ ‬وبذلك‭ ‬الفكر‭ ‬وعلى‭ ‬هديه‭ ‬أخذت‭ ‬أَوربا‭ ‬منهج‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬وبنت‭ ‬لنفسها‭ ‬الشخصية‭ ‬العلمية‭ ‬الرائدة‭. ‬وأدرك‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حروبه‭ ‬الصليبية‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬يتفوق‭ ‬عليه‭ ‬فكرياً‭ ‬وحضارياً‭ ‬واقتصادياً،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الغربيين‭ ‬أن‭ ‬يسيروا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬فيه‭ ‬شعوب‭ ‬الشرق،‭ ‬لكي‭ ‬ينهضوا‭ ‬ويتقدموا‭. ‬فالفكر‭ ‬الاستشراقي‭ ‬إذن‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬البعض‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الكنيسة،‭ ‬وخضع‭ ‬فيما‭ ‬صدر‭ ‬عنه‭ ‬لتوجيهاتها،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عملاً‭ ‬علمياً‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬الأنحاء،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬لوناً‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬المقاومة‭ ‬للمد‭ ‬الإسلامي‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬فكان‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العلوم‭ ‬والفلسفة‭ ‬في‭ ‬أوربا‮»‬‭ ‬وناقش‭ ‬فيه‭ ‬بداية‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬علوم‭ ‬العرب،‭ ‬وفترة‭ ‬ازدهار‭ ‬الترجمة،‭ ‬وتطور‭ ‬الرياضيات‭ ‬والفلك‭ ‬في‭ ‬أوربا،‭ ‬وكذلك‭ ‬تناول‭ ‬تطور‭ ‬الطب‭ ‬والمنطق‭ ‬والميتافيزيقا‭ ‬في‭ ‬أوربا‭.‬

‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬توطَّدت‭ ‬الحضارة‭ ‬العربيَّة‭ ‬الإسلاميَّة‭ ‬فاحتكَّت‭ ‬بالحضارات‭ ‬والثَّقافات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتهيَّأ‭ ‬لها‭ ‬المناخ‭ ‬لحركة‭ ‬علميَّة‭ ‬واسعة‭ ‬بدأت‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بالتَّرجمة،‭ ‬وخلال‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭ ‬حوالي‭ ‬750‭-‬850‭ ‬م‭ ‬تمت‭ ‬ترجمة‭ ‬كتب‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الرياضيات‭ ‬والفلك‭ ‬والطب‭ ‬والفلسفة‭ ‬اليونانية‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬فكان‭ ‬خلفاء‭ ‬بني‭ ‬العبَّاس‭ ‬يشترطون‭ ‬على‭ ‬أباطرة‭ ‬الروم‭ ‬بيْعَهم‭ ‬المخطوطات‭ ‬اليونانيَّة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬لترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬العربية،‭ ‬حتى‭ ‬إنَّ‭ ‬المنصور‭ ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬ما‭ ‬يساوي‭ ‬وزن‭ ‬المخطوطات‭ ‬ذهباً،‭ ‬وكان‭ ‬أهم‭ ‬مركز‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬حركة‭ ‬الترجمة‭ ‬هذه‭ ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬الحكمة‭ ‬الذي‭ ‬أنشأه‭ ‬الخليفة‭ ‬المأمون‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬ووقف‭ ‬عليه‭ ‬الأموال‭ ‬للذين‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬ينقطعوا‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬الكتب‭ ‬الفلسفية‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬وكان‭ ‬بيت‭ ‬الحكمة‭ ‬يضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المكتبة‭ ‬والأكاديمية،‭ ‬مكتباً‭ ‬للترجمة‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬لغة‭ ‬البحث‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمسلمين‭ ‬والأوربيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬

أما‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬والأخير،‭ ‬فتناول‭ ‬‮«‬الإسلام‭ ‬والوعي‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬أوربا‮»‬،‭ ‬وناقش‭ ‬فيه‭ ‬الصورة‭ ‬المشوهة‭ ‬للإسلام‭ ‬والوضع‭ ‬المختلف‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭. ‬وأكد‭ ‬واط‭ ‬أهمية‭ ‬التقارب‭ ‬مع‭ ‬الإسلام‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أوربا‭. ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬الفصل‭ ‬العبارة‭ ‬المهمة‭ ‬التالية‭: ‬‮«‬وإذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بالحسبان‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسيحية‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬فسنجد‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬المسيحي‭ ‬الغربي‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬يعتقد؛‭ ‬فالإسلام‭ ‬لم‭ ‬يشارك‭ ‬الغرب‭ ‬منتجاته‭ ‬وتقنياته‭ ‬واختراعاته‭ ‬فحسب،‭ ‬ولم‭ ‬يحفز‭ ‬أوربا‭ ‬فكرياً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والفلسفة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬حفزها‭ ‬لتشكل‭ ‬صورة‭ ‬لنفسها‭. ‬وبسبب‭ ‬وقوف‭ ‬أوربا‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام،‭ ‬قللت‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التأثير‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وبالغت‭ ‬في‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬تراث‭ ‬الإغريق‭ ‬والرومان‭. ‬ولذلك،‭ ‬مهمتنا‭ ‬نحن‭ ‬أوربيي‭ ‬اليوم‭ ‬–‭ ‬حيث‭ ‬إننا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬العالم‭ ‬الواحد‭ - ‬تصحيح‭ ‬الاعتقادات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بفضل‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‮»‬‭.‬

‭ ‬واختتم‭ ‬واط‭ ‬الكتاب‭ ‬بقائمة‭ ‬بالكلمات‭ ‬الإنجليزية‭ ‬المشتقة‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ثم‭ ‬قائمة‭ ‬بأهم‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬استعان‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المتميز‭ .