جدلية الـقِيم وفِتْنة الصُّورة

جدلية الـقِيم وفِتْنة الصُّورة

ثمة جدلية فنية تبنتْها السينما المصرية في جميع الأفلام التي تناولت شخصية المُعلّم، تقوم على تجليات هذه الشخصية بين الهزْل والجدّ، الخير والشر، الفقر والثّراء، القيمة المثلى والنكوص؛ وبين فتنة الصورة وغوايتها في معانقة التعبير الكاريكاتيري أحياناً والجاد، أو الدرامي في أحيان أخرى، لكي تتكشف للمعلم صور عديدة، بعضها مُفرح بما يحمله من معان نبيلة، وبعضها مُفزع بما يحمله من نوايا بشعة، وهو المعلم الذي ائتمناه على أبنائنا. 

تأتي أهمية صورة المُعلّم وتجسيدها في السينما باعتبارها واحدة من الوظائف التي تحمل كثيراً من الخصوصية، وكونها تقوم على الفكر والإحساس والتواصل مع الآخر، وتربيته ومساعدته في تحقيق آماله، وأحد العوامل التي تتحكم في رسم مستقبل الأبناء وتحديد مصائرهم، فهي ليست كالمهن الأخرى، بل تقع في منزلة المهن السامية التي تزرع الخير للإنسانية كمهنتي الطب والقضاء.. مثلاً.
وقد جاء تركيز الصورة السينمائية على هذه المهنة في إطار «تمأزقها»، أو تأثرها بظروف اقتصادية واجتماعية معيّنة، وانعكاس تلك الظروف عليها وعلى مصائرها.     
إذن كان من الممكن أن يكون التعامل الفني مع أصحاب هذه المهنة شائكاً ومحفوفاً بالتناقضات، على اعتبار أن مهنة المعلم رسالة سامية، بينما المعلم هو بشر يخطئ ويصيب، قد يكون شخصية سويّة أو غير ذلك، فكيف تعاملت السينما مع هذه الشخصية وكيف صورته، وهو القيمة الإيجابية الثابتة والراسخة في الأذهان؟      
على مدى تاريخها الطويل، تعاملت السينما المصرية مع المُعلّم بكثير من الإيجابية، على اعتبار أنه أيقونة القيم المثلى والخلق القويم، وهو رمز جليل، يحمل كثيراً من الدلالات والمعاني التي يتم الاتكاء عليها للكشف عن مقابل فج بغية معالجته درامياً. 
ومهما تعددت الأفكار وتنوعت الأحداث واختلفت الشخصيات؛ يظل الهاجس الأساسي لغالبية الأفلام التي وظفت شخصية المعلم، هو الكشف عن هذا المقابل، على اعتبار أن المعلم قيمة ثابتة، قد يتغير المعلمون باعتبارهم بشراً عاديين، لكن المعلّم كمعنى وقيمة إنسانية لا تتغير.

مجموعة قيم 
لم تجد شخصية المعلّم في السينما العربية الاهتمام النقدي الذي يليق بها، كواحدة من الشخصيات المؤثرة؛ لاسيما أن السينما أحد المؤثرات المباشرة في حياة كثير من الشباب، ولم يتم التناول الجاد لهذه الشخصية إلا من خلال بعض الكتابات العَجْلى التي تفتقر إلى الرؤية الموضوعية المتجاوزة للرصد السطحي، الذي لا يعبأ سوى بطرح أسماء الأفلام وأسماء الفنانين؛ إلى التعمق الموضوعي والكشف عن سمات فنية جديرة بالتأمل، فالمعلم ليس وظيفة، بل مجموعة من القيم، ولا يُنسى الأثر السلبي الذي خلّفته مسرحية مدرسة المشاغبين (1973) على التلاميذ في السبعينيات والثمانينيات، والاتهامات التي كيلت للكاتب المسرحي علي سالم، الذي «مصّرها». 
احتفت السينما بهذا الرمز وجاء توظيفه في صور إيجابية في أحيان كثيرة، بينما جاءت الصور السلبية بناء على أنه قيمة، وبالتالي فإن وضعها في صور سلبية أو في مآزق إنسانية أو في أي من الصور المثيرة للجدل، التي يرفضها المشاهد، تحقق هدفها من المعالجة الدرامية القائمة على المفارقة، فكيف تم توظيف هذه الشخصية / القيمة؟

النماذج الرئيسة لتجليات شخصية المُعلّم  
وظفت عشرات الأفلام شخصية المعلم، ولم يخرج جلّها عن أربعة نماذج رئيسة، فضلاً عن التنامي الدرامي الذي يحدث للشخصيات، وقد يؤثر في تطورها بالسلب أو بالإيجاب، ومن النقيض إلى النقيض، ويحدث تغيرات كلية للشخصية، فعلى سبيل المثال يحدث لـ «رمضان أبو العلمين حمودة» (محمد هنيدي) في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه هذا التطور أو الانقلاب الدرامي للشخصية (ولا نقصد بالطبع الانقلاب كأحد عناصر البناء الدرامي)، بينما «أبلة الناظرة» (هالة صدقي) في فيلم «هي فوضى» لا تتغير، وتظل المرأة القوية التي تواجه الاستبداد، وما يحدث في الفيلم هو حالة من التصاعد الدرامي.
 أما النماذج الأربعة لصورة المعلم، فهي: 
- المعلم الإيجابي المدافع عن الحق والقيم المثلى، مثل فيلم «آخر الرجال المحترمين» (1984).
- المعلم الثوري الذي يحث الجماهير على رفض القهر والاستبداد، مثل فيلم «هي فوضى» (2007). 
- المعلم الانتهازي، مثل فيلم «المذنبون» (1975).
- المعلم الأُضْحوكة مثل فيلم «السفيرة عزيزة» (1961)، حيث أدى الراحل عبدالمنعم إبراهيم - باقتدار - دور معلّم اللغة العربية، ليشكل الجانب الكوميدي في الفيلم، وعلى العكس جاء أداء محمد رمضان لشخصية عفيفي في فيلم «حصل خير» (2012)، الذي طرح صورة سطحية وساذجة للمعلم الأضحوكة. 
ومع التطور الدرامي للأحداث، قد تتطور الشخصية وتحمل أبعاداً أخرى، فالمعلم أو الأستاذ الجامعي الدكتور جلال (حسين فهمي) في فيلم «انتبهوا أيها السادة» (1978) رمز المبادئ والقيم الذي لا يستطيع توفير مسكن للزواج، يتحول إلى شخصية محبطة، بسبب سطوة المال على المبادئ والقيم؛ إذ تتزوج خطيبته من رجل يجمع القمامة «عنتر» (محمود ياسين)، ويستطيع أن يحقق ثروة طائلة، ليقدم الفيلم، الذي أخرجه محمد عبدالعزيز، صرخة مدوية في وجه سطوة المال التي تدهس كل القيم والمبادئ.
وقد عبّر الفيلم بصدق عن طبيعة المرحلة، وتنبأ بمخاطر الثمانينيات قبل وقوعها، حيث سقط المجتمع في هوّة المال، وهوت معه منظومة القيم، وهو البعد نفسه الذي عمّقه المخرج عاطف الطيب في أعماله، ومن بينها «الحب فوق هضبة الهرم» (1986)، حيث يصبح «السباك» (نجاح الموجي) أكثر قدرة على مواجهة المجتمع من الموظف والمتعلم، بعد أن سقط المجتمع على يد طبقة جديدة طفت على السطح بقوة تمثّلت في «عنتر»، و«السباك» وغيرهما. 
من صور المعلّم في السينما أيضاً، والتي طرأت عليها بعض التحولات بسبب الظروف الاجتماعية، صورة «إبراهيم» (حسين فهمي) في فيلم «انتحار مدرس ثانوي» (1989)، وهو المعلّم الملتزم في مواعيده ومستقر مادياً ويعيش حياة هادئة مع زوجته، تتحول حياته إلى النقيض بعد الزواج بامرأة أخرى، وينهي حياته بالانتحار، بعد أن فشل في الإنفاق على أبنائه، كذلك «الأستاذ حمام»، المعلّم الأضحوكة في فيلم «غزل البنات» يتحول إلى شخصية إيجابية، فحينما وقعت الفتاة ليلى (ليلى مراد) في مأزق، لم يتردد في إنقاذها، أيضا الأستاذ «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، معلّم اللغة العربية في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه، نجده شخصية حازمة وصارمة، ثم يتحول إلى شخصية سلبية تتعايش مع المجتمع الهش... وهكذا.
يأتي فيلم «غزل البنات» (1949) للراحل نجيب الريحاني، ومن إخراج أنور وجدي على رأس أفلام المُعلّم، وقد شارك في التمثيل مع ليلى مراد كوكبة من النجوم من بينهم: يوسف وهبي، وسليمان نجيب، ومحمود المليجي، وفريد شوقي، وسعيد أبوبكر، وغيرهم.
ويجسد الريحاني شخصية المعلم بشكل رمزي، ويكشف كثيراً من التناقضات الاجتماعية، والمفارقات التي صنعتها المرحلة التاريخية وقتئذ، لاسيما أن المعلّم يبدو راضياً بحاله، متهكماً على وضعه الاجتماعي وهو يرتدي ثياباً رثة وجيوبه خاوية.
وكانت هذه طبيعة الحياة في مصر قبل ثورة 1952، حيث إن البشوات والبكوات وغيرهم من أبناء الطبقة الأرستقراطية كانوا هم أصحاب الجاه والمال والنفوذ والرقيّ الزائف، في حين يواجه المعلم التقليل من وضعه الاجتماعي، ويصبح مادة للسخرية من كل جانب، وبمجرد ذكر اسمه «حمام»، تسخر منه الطالبة التي جاء ليعلّمها، ويسخر منه الباشا، ويزيد من الأمر مظهره البائس وحديثه المضحك، حتى أن ابنة الباشا ليلى (ليلى مراد) تخدعه وتستخدمه في الهرب من البيت، استناداً إلى قدْر البراءة الذي يبدو على شخصية الأستاذ حمام وغيره من معلمي اللغة العربية على شاشة السينما.
«غزل البنات»، آخر أفلام الريحاني، يعدّ محاولة صادقة لتوصيف أحوال المعلم في مرحلة زمنية لها ظروف اجتماعية واقتصادية خاصة، ويكشف عن الواقع المرير لنظرة المجتمع للمعلم، حيث صوره الفيلم بائساً ومادة للاستهزاء والتهكم، بينما جاء المسؤول عن رعاية الكلب أفضل حالاً، والمسؤول عن تقديم القهوة أكثر وجاهة. ولا يخفى الدور الإيجابي للمعلم الأستاذ حمام، حين أنقذ تلميذته من براثن الذئب «أنور» (محمود المليجي) وهرب بها من الحفل الذي كان فخاً لها لاستنزاف أبيها الباشا.

المعلم الثائر وحشد الجماهير
في فيلم «هي فوضى» (2007)، آخر أفلام المخرج يوسف شاهين، يتحدى المعلم فوضى القيم، ويسعى إلى حماية المجتمع برفض كافة مظاهر الزيف المتمثلة في فساد المال والسلطة والأخلاق، إذ يأتي دور الناظرة (هالة صدقي) كاشفاً لتجليات الفساد الذي طغى على مختلف مناحي الحياة، فتقف في وجهه بلا خوف، وتعلن رفضها له.
ويأتي توظيف المعلّم في سياق الكشف عن جبروت السلطة، فالمعلمة هي ناظرة للمدرسة، أي الرمز الأكبر للعملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة، هي المنصفة للحق، صاحبة الحكمة والمُثل والقيم الحقيقية، لا تطيق السلطة، وترفض أن يضع مرشح الحزب الحاكم لعضوية مجلس الشعب، صوره وملصقاته الدعائية على جدران المدرسة، وتمزقها وتصطدم به، كذلك موقفها الرافض لارتباط ابنها الوحيد «شريف» (يوسف الشريف) بالفتاة المدللة «سيلفيا» (درّة)، ابنة الحياة المترفة والمجتمع الرأسمالي، ومحاولة إبعاد الابن عنها وتزكية المُدرِّسة الفقيرة ابنة الحي الشعبي بدلاً منها، لأنها تحمل الكثير من القيم الأخلاقية.
كل هذا يكشف عن تركيبة رمزية لشخصية المعلم/ القيمة، في مواجهة الزيف والفساد.
أما شخصية «نور» (منة شلبي)، فهي فتاة بسيطة من حي شعبي، وتعمل في المدرسة نفسها التي تعمل بها الناظرة، يأتي توظيفها في الفيلم كمعلمة على أساس أن المدرسة هي المكان الذي تعرفها من خلاله الناظرة.
يتجلى العمق الدلالي لشخصية الناظرة عندما تعود بالذاكرة إلى الماضي، فتستحضر سيرة زوجها، وتروي كيف تعرفت إليه في «تظاهرة» وتزوجته - على حد تعبيرها - في تظاهرة أخرى، وبعد رحيله، ربّت ابنها، وقد أصبح وكيلاً للنيابة، أي رمزاً للعدل، على أن يكون صورة من أبيه، ينحاز للحق ويشعر بالبسطاء، كل ذلك في مقابل جبروت السلطة المتمثلة في أمين الشرطة «حاتم» (خالد صالح)، الذي يقهر الجميع ويبطش بالبسطاء ويحبس الشباب ويعذبهم، ويأخذ الرّشا من الأهالي، مقابل إسداء خدمات بسيطة لهم.

واقع زائف
وعلى العكس من «الناظرة الثورية» في فيلم «هي فوضى»، نجد الناظر معدوم الضمير في فيلم «المذنبون» (1975) للمخرج سعيد مرزوق، إذ يقوم الناظر الماجن ببيع أسئلة الامتحانات من أجل المال، وينتهي مصيره إلى السجن والفضيحة.
يطرح فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» (2008) للمخرج وائل إحسان، فكرة المعلم القروي الأصيل الحازم في عمله والعاشق للغة العربية التي يدرسها، لكن الأحداث تتطور وتأخذه المدينة بناسها ومدارسها الدولية، فيُسحَق تحت أقدام الاختلاف، اختلاف نمط الحياة بين عالَمه الصغير وأحلامه البريئة وأسس التعليم في المدارس الحكومية، وهمومه تجاه البسطاء من أبناء القرية، وكذلك نظرته إلى المرأة ببساطتها وعفويتها، إلى عالم آخر تماماً ومدارس دولية طلابها شباب مستهترون من الطبقة المترفة، وطرق تعليم واهية، فيجد «الأستاذ رمضان» نفسه وقد تحول في عمله كمدرس من معلّم حقيقي غير زائف ودور اجتماعي إيجابي يقوم به إزاء ذويه من القرويين، إلى معلم يحيا حياة هشة، ويعمل في منظومة تعليمية داخل مدرسة دولية تمارس تعليماً سطحياً وحياة اجتماعية على الحافة.
يستمر الأستاذ مبروك (محمد هنيدي) في نهجه التعليمي داخل المدرسة وبين أبناء القرية خارجها، إلى أن تقوده الظروف ويعمل في مدرسة دولية لتنقلب أحواله رأساً على عقب، ويكشف المعلم/ الرمز (هنيدي) عن واقع تعليمي زائف يتمثل في المدرسة الدولية وطلابها من أبناء الصفوة وكبار المسؤولين في الدولة، وكذلك بعض المعلمين الذين يسهل شراؤهم. لكن هذا الرمز يسقط بسبب المرأة، فهو حينما وقع في فخ الحب وقع في هوّة عميقة، وكأن السقوط والتردي والتخاذل لابد أن تكون بسبب المرأة.

معلّم التاريخ يواجه فوضى التزييف
إذا كان المعلم في فيلمي «غزل البنات» و«هي فوضى» شخصية إيجابية، فقد رفض «حمام» السكوت والإذعان بعد أن عرف حقيقة «أنور» (المليجي)، وظل يسعى إلى تخليصها من براثن الزيف، وكذلك شخصية «الناظرة» السيدة الإيجابية التي نجحت في الوقوف ضد مظاهر الزيف، والدور الإيجابي الذي قامت به في قيادة الناس ضد جبروت السلطة المتمثلة في أمين الشرطة، والوقوف ضد النماذج السلبية في المجتمع؛ فإن الأستاذ عبدالغني (محمود ياسين)، معلّم التاريخ في فيلم «فتاة من إسرائيل» (1999) للمخرج إيهاب راضي، يرفض تزييف التاريخ، ويقف في وجه أسرة إسرائيلية تحاول خداع ابنه الشاب طارق (خالد النبوي)، ومحاولة أخذه إلى إسرائيل بداعي أن ابنة هذه الأسرة «ليزا» (داليا حسين) تحبه، وأن الأب يوسف (فاروق الفيشاوي) سيوفر له عملاً في أمريكا بمرتب كبير.
ويتضح التحدي الكبير لمعلم التاريخ بتصحيح التاريخ الذي يزيفه الأستاذ الجامعي في إسرائيل، الفيلم يواجه - باقتدار - فوضى التزييف، ويحث الشباب على مواجهة العدو لا مجاراته، ويطرح بعداً رمزياً لحالة الخرف التي يمارسها العدو الصهيوني في تزييف التاريخ والادعاء بملكية نتاجات فريدة من التراث الفلسطيني.    
أفلام كثيرة تناولت صورة المعلم، منها «الإنسان يعيش مرة واحدة»، و«بون سواريه»، و«عسل اسود»، و«الثلاثة يشتغلونها»، و«البيضة والحجر»، وغيرها.

صورة مُثلى 
لكن من الأفلام التي وظّفت شخصية المعلّم ببراعة شديدة فيلم «آخر الرجال المحترمين» (1984)، إخراج سمير سيف، وتأليف وحيد حامد، حيث يبث الأستاذ فرجاني (نور الشريف)، القادم من الصعيد مصطحباً التلاميذ في رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوان، القيم المثلى والمبادئ من أجل توعية المجتمع كـ «قائد رأي»، والحفاظ على المستقبل متمثلاً في التقرب من الأطفال واحتضانهم وحمايتهم، ويبدو ذلك بصورة مباشرة خلال رحلة بحثه عن الطفلة التي اختُطفت من الحديقة على يد سيدة مريضة نفسياً، فيكتشف في رحلة البحث مافيا خطف الأطفال وتجار المخدرات، ولا يتردد في إبلاغ الجهات المختصة، حتى عندما يصل إلى الطفلة الضائعة، فإنه يقف إلى جانب السيدة التي اختطفتها (بوسي)، التي تعاني حالة نفسية بسبب فقدانها ابنتها، ويبدو الأستاذ فرجاني رؤوفاً بالسيدة، ومتطهراً من أي غل أو حقد، رغم معاناته في البحث.
والفيلم يقدم صورة مُثلى لما يجب أن يكون عليه المعلم في أبهى صوره، وفي كل تعاملاته مع الآخرين. 
ومن الأفلام التي حققت أصداء واسعة فيلم الناظر (2000) من تأليف أحمد عبدالله، وإخراج شريف عرفة، فقد حفل بعديد من النماذج لشخصية المعلم، منها صورة المعلم السلبي المتمثل في شخصية «الناظر» (حسن حسني)، وصورة المعلم الإيجابي، والمعلم المحتال، وأيضاً صورة المعلم الطموح الذي يسعى إلى تطوير التلاميذ وإنقاذهم من براثن الفشل، مثل الشخصية التي أداها هشام سليم، فضلاً عن نموذج الشاب الطائش صلاح (علاء ولي الدين)، الذي تطور درامياً ليصبح المربي الذي يأخذ بيد الطلبة ويؤهلهم ويمنحهم وقته وجهده من أجل مستقبل أفضل ■