كيفَ تُصبحُ فيلسوفًا؟

1
......
جَرّب أنْ تعشقَ بنتاً
كهديلِ المرمرِ
كالبدرِ السادرِ
في غُلواء الليلِ الألْيَلِ
حاوِلْ أنْ تمشيَ
خلفَ الخَطوِ المُختالِ
وغازلْها غَزَلًا مُعتدلًا
فتفرُّ كزنبقةٍ بجناحيْ رقَّتِها....
يحدث أنْ قالت لأبٍ
فأتى بالأبناءِ الخمسةِ
يعطونكَ ما لذَّ وطابَ
من الضربِ المُفرحِ
لا المبرح
وتسيلُ دماؤكَ
كالبحرِ الأحمرِ
في صحراء النَّقبِ
تعودُ إلى بيتِكَ مقهورًا
وتفكّرُ
حتى تصبحَ
في ظرفِ شهورٍ
أحدَ فلاسفةِ القرنِ الواحد والعشرين
2
تمشي
تجرُّ النهرَ خلفَها
تُرى يموُءُ النهرُ مثلَ قطةٍ عنيدةٍ
أم يُطلُق النباحَ
يستعيرُ صوتَ كلبٍ طيبٍ
أم يستكين للعبيرِ
حينما يبوحُ من ضفيرةٍ كالموجِ
كالسنابلِ التي تطيرُ في الهواء
دونما أجنحةٍ وذيل؟
3
يتفننُ في تصنيعِ عناوينِ قصائدهِ
حتى أنّ الناسَ جميعاً
لا تقرأُ إلا العنوانَ فقطْ
4
أعمى
يتلمسُ طيفَ حبيبتهِ
بخيالِ أصابعهِ
5
مُسوَّر بألفِ سورٍ شاهقٍ
فؤادي
مسوَّرٌ بأضلعِك
6
يُروّضُ النخيلَ
كي تسيلَ بالرُّطبْ
يروّضُ الغَضبْ
يروَّضُ النسورَ كي تفيضَ بالغناءِ والطربْ
يروّضُ الجبالَ كي تصيرَ مأمنًا
يروّضُ الكهوفَ كي تكون مسكنًا
يروّضُ الحَجرْ
فيصنع التمثالَ مُدهشًا وفاتنًا
يروّضُ الوحوشَ
كي تقدمَ الألعابَ
في مجالسِ الترفيهِ والسمر
يروّضُ الغيومَ كي تؤجّلَ المطر
يروّضُ الجيوشَ
لكنَّهُ لم يستطعْ ترويضَ قسوةِ البَشَر
7
قلبي أبكمُ
ولهذا ما باحَ بعشقٍ
لامرأةٍ ما أو محضِ فتاةٍ
كاللوزِ
وحين اعترفَ
اعترفَ لواحدةٍ
صمَّاءَ القلبِ،
فهل سَمِعتْ؟
لا أدري!