قيم ثابتة في زمن متغير

قيم ثابتة في زمن متغير

عام‭ ‬جديد‭ ‬لعالم‭ ‬متغير‭ ‬الملامح،‭ ‬كثيرة‭ ‬أحداثه،‭ ‬سريعة‭ ‬الإيقاع،‭ ‬وبلمح‭ ‬البصر‭ ‬تجول‭ ‬في‭ ‬الأصقاع‭ ‬أخباره‭... ‬عالم‭ ‬مليء‭ ‬بالآلام‭ ‬والحروب‭ ‬والفتن،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬تحققت‭ ‬فيه‭ ‬الآمال‭ ‬والأحلام،‭ ‬ورأينا‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬العلوم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نظن‭ ‬يوماً‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬نراه،‭ ‬فتقاربت‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬أكثر،‭ ‬وكأنّ‭ ‬العالم‭ ‬بدأ‭ ‬يصغر،‭ ‬وعشنا‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬النِّعم‭ ‬حياة‭ ‬أورثت‭ ‬فينا‭ ‬يقينا‭ ‬بأنّ‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬تم‭... ‬ولكن‭... ‬

لكل‭ ‬شيء‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمّ‭ ‬نقصان

فلا‭ ‬يُغَرُّ‭ ‬بطيب‭ ‬العيش‭ ‬إنسانُ

أصبحت‭ ‬حلاوة‭ ‬دنيانا‭ ‬مسمومة‭ ‬بأمراض‭ ‬وأوبئة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الإنسان‭ ‬يعرفها،‭ ‬وتلَوث‭ ‬الماء‭ ‬والهواء‭ ‬حتى‭ ‬كاد‭ ‬يُهلك‭ ‬الزرع‭ ‬والضرع‭. ‬في‭ ‬الحين‭ ‬نفسه‭ ‬نرى‭ ‬شعوباً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬تعاني‭ ‬الفقر‭ ‬والمجاعة،‭ ‬والقهر‭ ‬والجهالة،‭ ‬والحرب‭ ‬والشتات،‭ ‬وتواجه‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭... ‬بينما‭ ‬يعيش‭ ‬آخرون‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬ألوان‭ ‬الملبس‭ ‬والمأكل‭ ‬والمسكن‭! ‬إنها‭ ‬متناقضات‭ ‬عاشها‭ ‬الإنسان‭ ‬ولم‭ ‬يزل،‭ ‬بين‭ ‬نور‭ ‬العلم‭ ‬وعتمة‭ ‬الجهل،‭ ‬العدل‭ ‬والظلم،‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬السلام‭ ‬والحرب،‭ ‬النجاح‭ ‬والفشل،‭ ‬البناء‭ ‬والهدم،‭ ‬الصعود‭ ‬والانحدار،‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭. ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الضدَّ‮»‬‭ ‬واقع‭ ‬قديم‭ ‬الوجود،‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬موجودٍ‭ ‬إلا‭ ‬له‭ ‬ضدّ،‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬جلَّ‭ ‬جلاله‭.‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬اشتعال‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ومصر‭ ‬وسورية‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن،‭ ‬وبعد‭ ‬معاناة‭ ‬العراق‭ ‬داء‭ ‬الفتنة‭ ‬والإرهاب‭... ‬كانت‭ ‬كلها‭ ‬جمهوريات‭ ‬عربية‭ ‬خضعت‭ ‬لأنظمة‭ ‬سياسية،‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬شعبها‭ ‬رمزاً‭ ‬ومن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬شعاراً،‭ ‬وأقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬حادت‭ ‬عن‭ ‬الرمز‭ ‬والشعار،‭ ‬فذاقت‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬صبرها‭ ‬على‭ ‬الأسى‭ ‬الأمرَّيْن‭: ‬الجوع‭ ‬وتفشي‭ ‬الشر‭ ‬والفساد‭. ‬ولكن‭ ‬الشعوب‭ ‬بجدّها‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تغيّر‭ ‬طريق‭ ‬الظلم‭ ‬والباطل‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬العدل‭ ‬والحقّ،‭ ‬فبعض‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬تعافى‭ ‬ليسير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬البناء،‭ ‬وبعضها‭ ‬انتكس‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬النقاهة‭ ‬ودرب‭ ‬الشفاء،‭ ‬وبعضها‭ ‬لايزال‭ ‬في‭ ‬معاناته‭ ‬بين‭ ‬الألم‭ ‬والأمل‭ ‬والعناء،‭ ‬أمل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬كهف‭ ‬الظلام‭ ‬إلى‭ ‬فيض‭ ‬نور‭ ‬الحرية‭... ‬وللحرية‭ ‬ثمن‭. ‬فماذا‭ ‬جرى؟‭ ‬

 

صوتٌ‭ ‬من‭ ‬الكهف

سأقصّ‭ ‬عليكم‭ ‬قصة‭ ‬أوردها‭ ‬أفلاطون‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬محاوراته،‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬قبل‭ ‬2500‭ ‬عام،‭ ‬يحكي‭ ‬فيها‭ ‬أنّ‭ ‬حكيماً‭ ‬كان‭ ‬يجول‭ ‬البلاد،‭ ‬فاستوقفه‭ ‬صوت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الكهوف،‭ ‬فدخله‭ ‬وسار‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬أدى‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬قوماً‭ ‬يعيشون‭ ‬أسوأ‭ ‬عيش،‭ ‬لا‭ ‬علم‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬عمل،‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الجهل‭ ‬والظلام،‭ ‬كالأنعام‭ ‬أو‭ ‬أضل‭ ‬سبيلاً،‭ ‬يتنفسون‭ ‬هواء‭ ‬ملوثاً،‭ ‬ويشربون‭ ‬ماء‭ ‬آسناً،‭ ‬ويأكلون‭ ‬أخبث‭ ‬الطعام‭. ‬فجلس‭ ‬الحكيم‭ ‬يحاور‭ ‬كبراءهم‭ ‬وساداتهم،‭ ‬وينصحهم‭ ‬بأن‭ ‬يتركوا‭ ‬هذا‭ ‬الكهف‭ ‬ويغادروه‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬أفضل‭ ‬جواً‭ ‬وأكثر‭ ‬خيراً،‭ ‬مكان‭ ‬يجدون‭ ‬فيه‭ ‬الجمال‭: ‬سماء‭ ‬صافية‭ ‬زرقاء‭ ‬وشمس‭ ‬ساطعة‭ ‬وهواء‭ ‬نقي،‭ ‬وأشجار‭ ‬خُضر‭ ‬تحمل‭ ‬ألواناً‭ ‬من‭ ‬الفاكهة‭ ‬الطيبة،‭ ‬وجداول‭ ‬وأنهار‭ ‬يجري‭ ‬الماء‭ ‬فيها‭ ‬ليروي‭ ‬الناس‭ ‬والطير‭ ‬والأنعام‭... ‬إنّه‭ ‬الجمال‭ ‬الصريح‭... ‬سمعاً‭ ‬وبصراً‭ ‬وإحساساً‭. ‬وبعد‭ ‬الإتيان‭ ‬بالأدلة‭ ‬والاحتجاج‭ ‬بواقع‭ ‬الحقيقة،‭ ‬اقتنع‭ ‬الملأ‭ ‬ورضوا‭ ‬بالمضي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الحرية‭ ‬من‭ ‬الظلام‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الفوز‭ ‬بتاج‭ ‬الجمال،‭ ‬كان‭ ‬الصبح‭ ‬قد‭ ‬حل،‭ ‬السماء‭ ‬صافية‭ ‬والشمس‭ ‬ساطعة،‭ ‬والهواء‭ ‬يحمل‭ ‬نسائم‭ ‬الزهور،‭ ‬والماء‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬غدائره‭ ‬يعزف‭ ‬ألحان‭ ‬الهدير‭. ‬وترى‭ ‬القوم‭  ‬قد‭ ‬هالهم‭ ‬ما‭ ‬رأوا‭ ‬من‭ ‬نعيم،‭ ‬فرفعوا‭ ‬أنظارهم‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬منبهرين‭ ‬بوهج‭ ‬الشمس‭ ‬وشعاعها‭ ‬الساحر‭. ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬ينظرون؟‭! ‬وهم‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬ظلمات‭ ‬الكهف‭ ‬طوال‭ ‬سنين‭. ‬ولكن‭... ‬ويا‭ ‬للأسف‭! ‬خطفت‭ ‬الشمس‭ ‬الباهرة‭ ‬أحداقهم‭ ‬فأصبحوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يُبصرون‭. ‬عند‭ ‬ذلك،‭ ‬عمي‭ ‬القوم،‭ ‬فلا‭ ‬هم‭ ‬بالحياة‭ ‬الجديدة‭ ‬مستمتعون،‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬لكهفهم‭ ‬قادرون،‭ ‬فعاشوا‭ ‬عمرهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الظلام‭ ‬متخبطين‭. ‬

 

من‭ ‬المذنب؟

هنالك،‭ ‬يطرح‭ ‬أفلاطون‭ ‬سؤاله‭ ‬الصعب،‭ ‬الذي‭ ‬اختلفت‭ ‬فيه‭ ‬الرؤى‭ ‬والإجابات‭: ‬من‭ ‬المُذْنِب؟‭ ‬أهو‭ ‬ذاك‭ ‬الحكيم‭ ‬الصادق‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يذكر‭ ‬للقوم‭ ‬إلا‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع؟‭ ‬أم‭ ‬هم‭ ‬كبار‭ ‬القوم‭ ‬الذين‭ ‬صدقوه‭ ‬وتبعوه؟‭ ‬هكذا‭ ‬يأتي‭ ‬السؤال‭ ‬ليتعايش‭ ‬مع‭ ‬واقع‭ ‬حال‭ ‬اليوم‭ ‬باحتمال‭ ‬سمو‭ ‬مبادئ‭ ‬الثورة‭ ‬وأهدافها،‭ ‬إلا‭ ‬أنّها‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬وعي‭ ‬الشعوب‭ ‬وإمكاناتهم‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرهم‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم،‭ ‬ولا‭ ‬يتوافر‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بناء‭ ‬طريق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بمعول‭ ‬الديماغوجية‭ (‬الغوغائية‭)‬،‭ ‬فلن‭ ‬يسلم‭ ‬الطريق‭ ‬ولن‭ ‬يأمن‭ ‬سالكه‭. ‬

 

ديمقراطية‭ ‬بأيدي‭ ‬النخبة

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إلا‭ ‬بأيدي‭ ‬النخبة‭ ‬المختارة‭ ‬من‭ ‬الحكماء‭ ‬والمتخصصين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بتنمية‭ ‬الإنسان‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الفاعلة‭. ‬والدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬لا‭ ‬ترتقي‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬إلا‭ ‬بمشاركة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬وتداولها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الرأي‭ ‬والمشورة‭ ‬والعمل‭. ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسلوب،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاستفتاء‭ ‬المباشر،‭ ‬أو‭ ‬اختيار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تمثله‭ ‬في‭ ‬سنّ‭ ‬القوانين‭ ‬وتفعيلها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اختيار‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الشعب‭ ‬بجميع‭ ‬شرائحه‭ ‬وتوجهاته،‭  ‬والقيام‭ ‬بسن‭ ‬التشريعات‭ ‬ومراقبة‭ ‬تنفيذها‭. ‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬مؤسس‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الحديثة،‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الصباح‭ (‬مبارك‭ ‬الكبير‭) ‬رحمه‭ ‬الله‭. ‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬عَقْد‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬الإسلامي‭ ‬الخامس‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬قراراته‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬5‭/‬19‭-‬س‭ (‬ق‭.‬أ‭) ‬بشأن‭ ‬شجب‭ ‬واستنكار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬إعراب‭ ‬المؤتمرين‭ ‬عن‭ ‬عميق‭ ‬القلق‭ ‬والانزعاج‭ ‬لبروز‭ ‬وتفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬وأشكاله‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬بالغ‭ ‬الأسف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬ضحية‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬بريئة‭ ‬وخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭... ‬ومدركا‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬إساءة‭ ‬بالغة‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وما‭ ‬أفرزته‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬الريبة‭ ‬والمرارة‭ ‬والعداء‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والشعوب،‭ ‬ومستنكراً‭ ‬ورافضاً‭ ‬بشدة‭ ‬المزاعم‭ ‬والادعاءات‭ ‬المغرضة‭ ‬والباطلة‭ ‬التي‭ ‬تبثها‭ ‬الدوائر‭ ‬المعادية‭ ‬للإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتفاقمها‭ ‬البغيض‭ ‬والمسلمين‭.‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬جحافل‭ ‬الظلم‭ ‬والطغيان‭ ‬الغاشم‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬إلا‭ ‬السِلم‭ ‬والسلام،‭ ‬والتي‭ ‬وقفت‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعدوان،‭ ‬فناصرتها‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬جميعا،‭ ‬أشقاء‭ ‬وأصدقاء‭...‬‭ ‬وقفوا‭ ‬مع‭ ‬الحقّ‭ ‬فزالت‭ ‬وطأة‭ ‬الظلم‭ ‬وانقشعت‭ ‬غمامة‭ ‬الباطل‭.‬

 

عاصمة‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية

عام‭ ‬جديد،‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬تسمية‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬‮«‬مركزاً‭ ‬إنسانياً‭ ‬عالمياً‮»‬‭ ‬وتسمية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬‮«‬قائداً‭ ‬للإنسانية‮»‬‭.‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬اختيرت‭ ‬فيه‭ ‬الكويت‭ ‬عاصمة‭ ‬للثقافة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بما‭ ‬ضمَّت‭ ‬من‭ ‬صروح‭ ‬أُنشئت‭ ‬بجهود‭ ‬حكومية‭ ‬وأخرى‭ ‬فردية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬ودور‭ ‬تلك‭ ‬الصروح‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والعلوم‭ ‬والآداب‭. ‬ويأتي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬دار‭ ‬الآثار‭ ‬الإسلامية‭ ‬والهيئة‭ ‬الخيرية‭ ‬الإسلامية‭ ‬العالمية‭ ‬والمنظمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للعلوم‭ ‬الطبية‭. ‬كما‭ ‬أسهمت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬الموسوعة‭ ‬الفقهية‮»‬‭ ‬ومجلة‭ ‬‮«‬الوعي‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬وإصدارات‭ ‬أخرى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭ ‬كمعيار‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬مفاهيم‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭. ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬نفسها‭ ‬بوضع‭ ‬‮«‬موسوعة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬للتعريف‭ ‬بالإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

عام‭ ‬جديد،‭ ‬تبادر‭ ‬فيه‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬الإعداد‭ ‬لندوتها‭ ‬السنوية‭ ‬لعام‭ ‬2016م،‭ (‬7‭ - ‬9‭ ‬مارس‭)‬،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬الكويت‭ ‬عاصمة‭ ‬للثقافة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬وبعنوان‭ ‬‮«‬حضارات‭ ‬متجددة‮»‬،‭ ‬لتعيد‭ ‬الذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬الإنجاز‭ ‬الحضاري‭ ‬الإنساني،‭ ‬وإسهام‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والترقي،‭ ‬وتسجّل‭ ‬للتاريخ‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬للعنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬جميعاً‭ ‬لنصرة‭ ‬الإنسان‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي‭.