إبراهيم الحضراني.. صوت الرومانسية والتجديد في الشعر اليمني
اليمن أرض الشعر العربي، ومنشؤه ومهاده. ومن اليمن، جاء امرؤ القيس - أمير شعراء العصر الجاهلي- ورأس شعرائه (497 - 545م). وكان أبوه اليمني الأصل ملكاً على غطفان وبني أسد الذين ثاروا عليه وقتلوه.
ومن بعده جاء وضّاح اليمن الذي توفي عام 708م، من آل خولان من حمير. وهو أرق الشعراء اليمنيين وأكثرهم تشبيباً بالنساء، قتله الوليد بن عبد الملك - الخليفة الأموي - لأنه تغزَّل بزوجته.
وفي العصر الحديث, قدّم اليمن لديوان الشعر العربي عدداً من أبرز شعراء العربية الكبار, في طليعتهم: الزبيري والشامي والبردّوني والحضراني, الذين خرج بعضهم على قوالب الكلاسيكية الجديدة التي صنعها البارودي وشوقي وحافظ في مصر, وتوهَّجت قصائد المجددين منهم بعنوان النَّفَس الرومانسي, محدثين ثورة الشعر الحديث في اليمن. وعندما بزغ الشعر الجديد في اليمن كان نجمه عبدالعزيز المقالح.
وقد جاءت هذه الروح الثورية الرومانسية تعبيراً عن انتفاضة اليمن, وتطلعه إلى الانعتاق من أسْر التخلف والخروج على المألوف من القضايا السياسية والاجتماعية التي شاعت في الواقع وملأته بالمآسي والفجائع المتلاحقة. فأصبح الشعر بسببها -كما يقول الشاعر والناقد الدكتور عبدالعزيز المقالح في تقديمه الضافي لديوان إبراهيم الحضراني- مادة خصبة للشكوى المرة والصراخ الحزين.
يقول إبراهيم الحضراني:
أنا ثورة كبرى, تلوح وتختفي
أنا من أنا? أنا جذوة لا تنطفي
أنا روح جبار تئن حزينةً
تحت الإسار, وما لها من مُسعفِ
أنا أنَّة المسكين تأخذ حقه
كفُّ الغنيِّ, وما له من مُنصفِ
أنا خطْرةُ الصوفيِّ في محرابه
عظمت, ففاضت عن نطاق الأحرفِ
لا الدهر يسعفني بما أهوى, ولا
هذه الحياة بها فؤادي يكتفي
ويقول المقالح إن هذه المقطوعة تعود إلى عام 1944, وهي إحدى السنوات ال
يا من أذبْتُ فؤادي في هواه, وما
مُنيت إلا بإبعاد وحرمان
ما زال يصطاد بالآمال مجتهداً
قلبي, ويرميه من آنٍ إلى آنِ
حتى ذوى زهر آمالي وأعقب لي
بين الجوانح آلامي وأحزاني
أهذه هي أيام الصبا, وإلى
رجوعها يتنزّى العاجز الفاني
فلو بلغت قصارى العمر ما نزعت
عواطفي نحوها يوماً, ووجداني
ماذا? سوى أنةٍ حرَّى يكاد لها
قلبي يذوب, وجفن دمعه قاني
وصاحب أنا لا أنفكُّ أذكرُهُ
على المدى, وهو لا ينفكُّ ينساني
هذا هو الحبُّ لا ينفكُّ يخلق لي
عوالماً ذات أشكالٍ وألوانِ
دنيا وعالم أشجانٍ أعيش به
وحدي, وللناس حولي عالمٌ ثاني
يا موقظ الفتنة العمياء مُجتهداً
دعني أعشْ, لسْتَ من همّي ولا شاني
وأنت لا زلت يا ذا الجاه في دعةٍ
مباركاً لك في مالٍ وولدانِ
نفسي الخلية عن دنياكمو, ولها
منها منادحُ من شجوٍ وأشجانِ
لذاكَ لم تطْوِ في طياتها حنقاً
على الزمان, ولا بُغْضاً لإنسانِ
كما يرى الشاعر والناقد اليمني المقالح أن إبراهيم الحضراني حافظَ - بحساسية شعرية فائقة - على مستوى من التعبير الشعري تنسجم فيه بداياته مع أحدث إبداعاته من دون أن يفقد شيئاً من ارتعاشة الحنين الرومانتيكي (الرومانسي) أو يتخلى عن قدر من ذاتية صوته الغنائي الحالم. يقول الحضراني:
مستهامٌ يعبث الشوق به
عبث الموج بأنّات الغريق
قلبه الدامي وقد حمَّلهُ
من تباريخ الهوى ما لا يطيقُ
ليس ينفكُّ حزيناً موجعاً
يصحب الأيام بالجرح العميق
وحّدتْه في الورى أشجانهُ
فهو في وادٍ من الشَّجْوِ سحيق
حيث لا موجدة من ناقمٍ
تبلغ الشكوى, ولا نجوى صديق
حار في حمل الهوى, لا كفُّه
عافت الكأس, ولا جفَّ الرحيق
ويرى قرّاء شعره أن رومانتيكية الشاعر إبراهيم الحضراني ولدت معه في أوائل الأربعينيات, ورافقته, متمردة تارة, ناعمة هادئة تارة أخرى, يطفو عليها النشوة والفرح حيناً, كما يطفو عليها الحزن واليأس أحياناً, وهي في كل الحالات تقول ما لا يقوله إلا شاعر أحرق نفسه ليضيء.
كما يرى المقالح -في اكتشاف مثير- أن الحضراني سبق بدر شاكر السيَّاب ونازك الملائكة في الريادة لشعر التفعيلة, الذي تمرد على سيطرة العمود الشعري الخليلي الذي يعتمد البيتية إلى شعر يعتمد التفعيلة ويلغي نظام الشطرين. ولقد شغل الدارسون وما زالوا بمحاولة الكشف عن السابق الأول في هذا المجال هل هو السيَّاب أم نازك?, غير مدركين أن الحضراني قد سبق الاثنين معاً في قصيدة له أبدعها في عام 1942, أي قبل قصيدة «هل كان حبّاً» للسياب المنشورة في عام 1946 و«الكوليرا» لنازك المنشورة في عام 1947 بأربعة أعوام وخمسة أعوام على التوالي. بل هو يرى أن قصيدة الحضراني أكثر جرأة في استيعاب الشعرية الإبداعية للتجديد من قصائد البدايات الأخرى, وأنها تتجاوز بنية العروض الخليلي إلى خروج شبه حاسم وإلى صياغة شعرية أكثر تمثيلاً وإدراكاً لطبيعة التغيير المطلوب. بهذا المعنى يصبح الحضراني أقدم من السيَّاب ونازك الملائكة في الريادة لهذا الشكل الشعري الذي أصبح شعر العصر والصوت المثير في النصف الثاني من القرن العشرين, وأن هذا النصّ قد نجح في أن يكون خروجاً صارخاً في وجه المكان والزمان:
ما لقلبي يتضرّم? وكياني يتهدم?
أيها النفس حنانيك اهدئي
أيها الآمال مه, لا تعبسي, وابتسمي
لمَ لا أحيا كما تحيا الطيورْ.. وادعا?
أتغنى حين أغدو وأروحْ.. لاهيا
لا أبالي همَّ أمسي أو غدي
واجداً في كلّ شيءٍ مُتعتي
في الهواء الطلْق, في عَرْف النسيم
في خرير الماء, في سحْر الأصيل
لست بالمسؤول عن هذا الوجود:
أنا فيه ذرة في جبلٍ
أو حصاة في خِضمٍّ مُزبدِ
إنما جئتُ لأحيا
بفؤادٍ كالربيع
وهزارٍ يتغنى فيه, أو زهرِ يضوعْ
لمَ لا أقطع شوطي هاديا
وادعاً كالبدر يهدي السائرين
ويُجلِّي ظلمات الغَسقِ
دون أن يطلب أجرا
من جميع الخلْقِ,
أو يرهب ضُرّاً?
لمَ لا أسرِ كما يسري النسيم
عاطرا
يُنعش الناس شذاهْ
كلما هَبَّت صَباهْ
* * *
لمَ لا أقضي حياتي وأنا
مثلما الزهرة في الروض النضير
كم تَسرُّ الناظرين
وتُزيلُ الحزن عن قلب الحزين
فإذا آن الأوانْ.
تَركتْ هذي الحياة الصاخبة
ثم تمضي في خِضمّ الأبدية
حيثما تفْنى الحياة!
* * *
يا لهذا القبر ما أوسعهُ
يلتقي فيه جميعُ العالمين
من شريفٍ ووضيع
وعصيٍّ ومطيع
يتلاقى الذئب فيه بالحملْ
ولديْه الشهد والحنظلُ, حلاَّ في مَحلّ
والحصى والدرُّ والمسك الثمين
كلها تُجمع, والطين المهينُ!
ومن بين صفحات ديوان الخضراني -الذي جمعه وحققه وقدّم له علوان مهدي الجيلاني- الحافل بما أبدعه على مدار رحلة إنسانية وشعرية طويلة شغل فيها بهموم وطنه اليمن, وبقضايا أمته العربية, وبانتمائه الإنساني الرحب, المتسع لقضايا الإنسان وأشواقه ومطامحه في كل مكان, من بين هذه الصفحات تطالعنا قصيدته «رمال عطشى» التي تعتصر بقايا ما في الوجدان من تجارب وأحزان ومرارات وانكسارات, يقول فيها:
الندامى, وأين مني الندامى
ذهبوا يمْنةً, وصرتُ شآما
يا أحباءنا تنكّر دهرٌ
كان بالأمس ثغرهُ بسّاما
ما عليكم في هجرنا من ملامٍ
قد حملْنا عن الليالي الملاما
وطويْنا على الجراح قلوباً
دميتْ لوعةً, وذابت غراما
سوف يدري من ضيّع العهد أنّا
منه أسمى نفْساً, وأوفى ذماما
نحن من لقّن الحمامَ فغنى
ومن الشوق عطَّر الأنساما
والندى في الرياض فيض دموعٍ
من جفونٍ لنا أَبتْ أن تناما
كم سجا الليل والجوانحُ هيما
تباريحها, تُناجي الظلاما
الندامى, وأين مني الندامى
ذهبوا يمْنةً, وصرتُ شآما
* * *
الرمال العطشى وتلك نفوسٌ
تتلظَّى صبابةً وهُياما
هوّمي يا رمال, ما دامت النّعْ
قد بذلْنا النفيس من كلّ شيءٍ
فجنيْنا الأحلامَ والأوهاما
يا ليالي الأحلام عودي, فإنا
قد عشقْنا برغمنا الأحلاما
نبتدي حيث ننتهي, ما بلغْنا
من مرامٍ, ولا شَفيْنا أُواما
وفي قصيدة ثانية يكشف إبراهيم الحضراني عن وهم الشعراء المحبين, عندما يرون محبوباتهم على صورة هي من صنعهم هم, جمالاً وفتنةً وتأثيراً, ويخلعون عليهن من الصفات ما ليس فيهن لكنها عين المحب, عندما يقول:
الله قد صاغِك من طِينةٍ
كسائر الناس, ولا أكثرُ
فحدّثيني يا مُنى خاطري
من خلق الحسن الذي يبهرُ?
من جعل الألحاظ فتّاكةً?
والثغر من صيّرهُ يُسكرُ?
من خلق الفتنة غيري أنا
أنا.. أنا خالقُكِ الأكبرُ
لولاي ما افترَّت زهورُ الرُّبا
ولا شدا نايٌ ولا مزهرُ
ولا عَلتْ عينيْكِ إشراقةٌ
يُسبّحُ اللهَ لها عبقرُ
ما جسمُكِ الرجراجُ لولا أنا?
ما سحره? ما طرْفهُ الأحورُ?
إن تسأليني: كيف صوّرتني?
وأنت لا تقوى ولا تقدرُ!
أنت لعمري أعرفُ الناسِ بي
ما أحدٌ مثلُكَ بي أَخبرُ
ورعشة الوجنة عند اللّقا
تشهد لي, والطرف إذ يكسرُ
خلقتُ هذا الحسن من خافقٍ
مُضنًى, وطرْفٍ في الدجى يسهرُ
خلقتُه من همسات المنى
من كلِّ ما أَهْوى وما أُكبرُ
من ومضات النور عند الدجى
والليل من حوليَ يعكوْكرُ
أوّاهُ من قلبٍ يُقاسي الضنى
في كلِّ يومٍ جرحهُ يَنْغَرُ
أشكوكِ? لا أدري, ألستُ الذي
بكفِّه قد وُضع الخنجرُ?
وفي وقفة للحضراني على قبر الشاعر الألماني الأشهر جوته -عندما زار ألمانيا لأول مرة- متذكراً رائعته الشهيرة الباكية آلام فرتر التي قرأ ترجمة لها في الأربعينيات وتركَتْ في نفسه أثراً لا يبلى ولا يزول, لكن وجدانه كان يرتعش ويتماوج ببقايا سطورها ومواقفها في نفسه, يقول:
أنا على قبرك يا شاعري
أستلهم الفن وأُذكى الشجون
وتعبرُ الذكرى على خاطري
في لحظاتٍ تتخطّى القرون
أنا هنا جئتُ من المشرقِ
أزورُ مثواكَ بأقصى الغروبْ
من قال إنّا قطُّ لا نلتقي
قد جمعتْنا خفقاتُ القلوبْ
أنا هنا حيثُ ترى مُقلتي
مجال عينيْك النديَّ الفسيح
حيث تناجى السَّفْحَ في رقةٍ
وحيث تدعو القلْبَ أن يستريحْ!
هنا أرى السحر الذي ألهما
وألمِسُ الحسن الذي تيَّمَكْ
في الأرض, في أبنائها, في السَّما
في كلّ شيءٍ سرُّهُ كلّمكْ
أُهِيبُ بالمقلة أن ترعوي
فقد كفى الأحشاء ما تنطوي
عليه من جُرحٍ وحزن عميقْ
جئتُ وفي قلبي جراحُ الوجود
وفي جفوني قلقُ الراحلِ
أودّ لو زالت أمامي السُّدودْ
أو تستقرُّ النفسُ في السّاحلِ
الحسنُ يا شاعر لمّا يزلْ
كمثلِ ما شاهدْتَ أو أروعا
والناس كلُّ الناس تهوى العمل
وتمقتُ الخنجر والمدفعا
والموكب الفخم الذي يُفزعُ
قد اختفى والنظراتُ الغِضابُ
لم يبْق إلا كلُّ من ينفعُ
أو يحمل الفأس ويبني الخراب
بمثل هذا هزموا الماردا
وحُقّ للشيطان أن ينهزمْ
بالنفس تسمو, بالنُّهى صاعدا
بالصدق في أفعالهم والشيّمْ
والذين أتيح لهم أن يع
يعيش في هامش الأيام ما عرف ال
إلا خيالات أوهامٍ يصوّرها
غير الحقيقة إحساس ووجدانُ
يا قوم, إنْ حياتي كلّها حُلُمُ
وإنني من عجيب الأمر يقظانُ
وربما كانت الدنيا بأجمعها
حلما سترويه أجيالٌ وأزمانُ
هو الوجود, ولكن كلُّهُ عدمٌ
وإنّ أضعف شيءٍ فيه إنسانُ
يا ويح قلبٍ عميق الحزن, ليس له
من كلّ ما هو فوق الأرض سلوانُ
وفي قصيدة تجمع بين ثناياها لفح العروبة والوطنية وجذوة الانتماء إلى الأرض والإنسان
يا رجال الجهاد في أمة الضَّا
دِ, ورواد م
كادت الدار هذه إذ نزلْتم
سُوحَها, أن تشيد بالأشواقِ
فاعذروها إذ لم تطق أن تُحيّي
فيكمو كلَّ ماجدٍ سبّاقِ
حين كنتم أحبابَها من قديمٍ
فبخلْتم أن تسمحوا بالتلاقي
كم أذابت قلباً رجاءَ وصالٍ
من حبيبٍ منكم, وخوْفَ فراقِ
فلماذا جفوتموها إلى أن
بلغت روحها حبال التراقي?
نَحلتْ هيكلاً, وذابت فؤاداً
ودبيب الفناءِ في الأعماقِ
فاعذروها إن أنشدتْ قولَ حِبٍّ
قال -لما براه طولُ الفراق-:
حُلْتِ دون المزارِ واليومَ لو زُرْ
تِ, لَ
ونقلِّب صفحات جديدة من ديوان الحضراني, وتستوقفنا القصيدة التي شارك بها في احتفال القاهرة بالذكرى الخمسين لرحيل شاعريها العَلَميْن: أحمد شوقي وحافظ إبراهيم, في أكتوبر 1982.
لم يكن الحضراني يمثل وحده اليمن في هذه المناسبة, وإنما ك
حرسَا الروض وهو ريّانُ حالمْ
واعداتٌ زهورُه والبراعمْ
حرساهُ, جذورهُ تضربُ الأر
ضَ, وأغصانُه اللّدانُ النواعمْ
ملءُ قلبيهما حنينٌ لماضٍ
مشرقٍ, وانتظارُ خيرٍ قادم
سألاني هل أخلف الروضُ أْم كا
نَ له موسمٌ كأغلى المواسم?
لم أُجبْ, بل صمتُّ حين تولّى الرَّد
من مقْلتيَّ دمعٌ ساجمْ
ويْك ماذا عَرَا? أصوَّح نبتٌ?
أيُّما حاصبٍ? وأيُّ مُداهمْ?
أجيوش التتار عادت وجنكيز خا
نُ من بينها يدكُّ العواصم?
أجمالُ السَّفاكُ عاد إلى الشا
مِ, يحزُّ الطُّلى ويفري الجماجمْ?
ودِنَشْوايُ, هل دِنِشْوايُ عادَت
يا لأيامها الطوالِ القوائمْ
قلتُ: كلا, لا ذا ولا ذاك قد عا
د, ولكن هناك هولٌ حاطمْ
حكم الشرُّ, أو فَقُلْ حكم الفرْ
دُ, وأصل البلاء فردٌ حاكمْ
وهكذا لم يترك الحضراني المناسبة من غير أن يشير إلى حكم الفرد وسيطرة الطغيان وغيْبة الحرية التي أخّرت تقدم العالم العربي وجرَّته إلى التخلف والهوان.
ولإبراهيم الحضراني بكائيات كثيرة في شعره, كان يفقلبي يكاد لفرط الشوق ينصدعُ
أحبّتي حمّلوهُ فوق ما يسعُ
قد عاد كالطفل يهوى كلَّ سانحةٍ
تبدو له, وبلمْح الطرْفِ ينخدعُ
والقلب في قبضة الوجدان يعوزهُ الت
وفي ختام الرحلة مع هذا الشاعر اليمني الرمز في الريادة والتجديد, وجمال اللغة وانطلاق الخيال, واحتشاد العقل وصفاء الوجدان, نستمع إليه وهو يقول:
لا أُحبُّ العيش إلا قمةً
إن تفُتْ, فالموتُ أعلى القممِ .