الروائية إيزابيل الليندي و«الحبيب الياباني»

الروائية إيزابيل الليندي و«الحبيب الياباني»

تضمن‭ ‬العدد‭ ‬قبل‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الثقافية‭ ‬الإسبانية‭ ‬‮«‬كي‭ ‬ليير‮»‬‭ ‬Que‭ ‬Leer‭ ‬حواراً‭ ‬أجراه‭ ‬دفيد‭ ‬زوردو‭ ‬مع‭ ‬الكاتبة‭ ‬الشــــيلــــية‭ ‬الــــــمــــقيمة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمـــــريكية،‭ ‬إيــــــــــــزابيل‭ ‬الليندي،‭ ‬التي‭ ‬أغنت‭ ‬الخزانة‭ ‬الأدبية‭ ‬العالمية‭ ‬بعـــديد‭ ‬من‭ ‬الــــروايات،‭ ‬التــــي‭  ‬تـــرجم‭  ‬بعـضها‭ ‬إلى‭ ‬العــــربية‭. ‬وأخــــيراً‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المكتبات‭ ‬روايتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬الحبيب‭ ‬الياباني‮»‬‭ ‬El‭ ‬amante‭ ‬japonés،‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬فــــيها‭ ‬الـــــــــقراء‭ ‬عـــــــن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬الحب،‭ ‬الألم،‭ ‬الرأي‭ ‬المسبق‭ ‬وقرارات‭ ‬الحياة‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬مترجماً‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭:‬

‭- ‬السيدة‭ ‬‮«‬الليندي‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬التعريف‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تعطينه‭ ‬لأسلوبك‭ ‬لحظة‭ ‬الكتابة؟

‭- ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جداً‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬فأنا‭ ‬لست‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬أسلوبي‭... ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬إنه‭ ‬يستطيع‭ ‬قراءة‭  ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الفقرات‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬كتبتها‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬لكن‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭. ‬ليس‭ ‬بوسعي‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬مؤلفاتي‭.‬

‭- ‬بداية‭ ‬‮«‬الحبيب‭ ‬الياباني‮»‬‭ ‬ممتعة‭ ‬وفي‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬مشبكة؟

‭- ‬هي‭ ‬رواية‭ ‬تبتدئ‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬للمتقاعدين‭. ‬لا‭ ‬أقدر‭ ‬أن‭ ‬أستهل‭ ‬الرواية‭ ‬بشكل‭ ‬مذهل‭. ‬ألتزم‭ ‬إعطاءها‭ ‬وتيرة‭ ‬هادئة‭ ‬في‭ ‬البدء‭. ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬تكون‭ ‬الحركة‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬القارئ‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬استراحة‭.‬

‭- ‬إذن،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬ترومان‭ ‬كابوتي‭ ‬Truman‭ ‬Capote،‭  ‬أنت‭ ‬تلتزمين‭ ‬تطبيق‭ ‬الأسلوب‭ ‬المناسب‭ ‬بحسب‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬تؤلفينه؟

‭- ‬بالضبط،‭ ‬الحكاية‭ ‬تعيِّن‭ ‬الكيفية،‭ ‬تعيِّن‭ ‬الوتيرة‭... ‬هناك‭ ‬روايات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حوار‭ ‬خالص،‭ ‬وأخرى‭ ‬سردية‭ ‬أكثر‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬كثيراً‭ ‬بالقصة‭ ‬التي‭ ‬أنت‭ ‬بصدد‭ ‬حكيها‭.‬

‭- ‬لك‭ ‬شعار‭ ‬عام‭: ‬‮«‬اتركوا‭ ‬خيالكم‭ ‬يحلق،‭ ‬واكتبوا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ضروري‮»‬‭... ‬هل‭ ‬تظلين‭ ‬مخلصة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعار؟‭ ‬

‭- ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬أبقى‭ ‬مخلصة،‭ ‬لكن‭ ‬الناس‭ ‬يظنون‭ ‬أني‭ ‬أكتب‭ ‬لتشغيل‭ ‬القلم،‭ ‬بالخيال،‭ ‬بالإبداع‭. ‬أنا‭ ‬أشتغل‭ ‬كثيرا،‭ ‬أبحث‭ ‬كثيرا،‭ ‬لا‭ ‬أكتب‭ ‬لتشغيل‭ ‬القلم‭.‬

‭- ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬للناس‭. ‬شكل‭ ‬كتابتك‭ ‬رشيق‭ ‬تماماً،‭ ‬أنت‭ ‬تقولين‭ ‬إنك‭ ‬عندما‭ ‬تكتبين‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لك‭ ‬خطة‭ ‬عمل،‭ ‬فكيف‭ ‬تكتبين؟

‭- ‬لا،‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬سيناريو‭. ‬حينما‭ ‬أكون‭ ‬بصدد‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬معينة،‭ ‬أعرف‭ ‬مثلا‭ ‬أنني‭ ‬سأحدد‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو،‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬صغير،‭ ‬وأنني‭ ‬سأؤلف‭ ‬رواية‭ ‬معاصرة،‭ ‬وأنها‭ ‬ستعيش‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬محدد‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬وما‭ ‬سيقع‭ ‬وكيف‭ ‬ستتطور‭ ‬القصة‭ ‬وكيف‭ ‬سأحكيها،‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

‭- ‬إذن،‭ ‬يكون‭ ‬عليك‭ ‬القيام‭ ‬بتمرين‭ ‬كبير‭ ‬للذاكرة؟

‭- ‬حينما‭ ‬أجلس‭ ‬للكتابة‭ ‬لا‭ ‬أقوم‭ ‬من‭ ‬مقعدي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنقل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬اختزنته‭ ‬ذاكرتي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مستغرقة‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تنفلت‭ ‬مني‭ ‬أي‭ ‬جزئية‭. ‬أكتب‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الحاسوب‭ ‬ولا‭ ‬أطبع‭ ‬الصفحات‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬تصبح‭ ‬منتهية‭. ‬لا‭ ‬الكتاب‭ ‬التام‭ ‬وإنما‭ ‬الحكاية‭. ‬وعندما‭ ‬أطبعها‭ ‬أقف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينقصها،‭ ‬وعلى‭ ‬العقدة‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ربط‭. ‬آنذاك‭ ‬فقط‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬الدقيق‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تنفلت‭ ‬مني‭ ‬التفاصيل،‭ ‬لكن‭ ‬القصة‭ ‬صارت‭ ‬محكية‭.‬

‭- ‬أفهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الكتابة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليك‭ ‬هي‭ ‬إعادة‭ ‬كتابة؟

‭- ‬نعم،‭ ‬هذا‭ ‬واضح‭: ‬أقرأ‭ ‬وأكتب‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لدينا‭ ‬اليوم‭ ‬هذه‭ ‬الميزة‭ ‬العجيبة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬تمكنك‭ ‬من‭ ‬التصحيح‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬نفسها‭. ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬حينما‭ ‬تكتب،‭ ‬كنت‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬بالآلة‭ ‬أو‭ ‬بالقلم،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬ارتكبت‭ ‬خطأ‭ ‬ما،‭ ‬يجب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬لكتابة‭ ‬الصفحة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

‭- ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الكتَّاب‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬استعمال‭ ‬معالجات‭ ‬النص‭ ‬مشكل‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬ميزة؟

‭- ‬فترة‭ ‬آلة‭ ‬الكتابة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬فضل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬المرء‭ ‬بنظام،‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬جيداً‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬سيكتبه،‭ ‬مع‭ ‬تنظيمه‭ ‬في‭ ‬الذهن‭. ‬لكن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تمكنك‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬التصحيح‭ ‬أثناء‭ ‬الكتابة‭. ‬أنا‭ ‬تقريباً‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬السابقة،‭ ‬
لا‭ ‬أستطيع‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الكتابة‭ ‬بالقلم‭ ‬أو‭ ‬بالآلة‭ ‬الكاتبة‭ ‬والمسح‭ ‬باستعمال‭ ‬السائل‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬فظيعاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭.‬

‭- ‬كتبت‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬منزل‭ ‬الأرواح‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬جدتك‭... ‬كيف‭ ‬نشأت‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬الحبيب‭ ‬الياباني‮»‬‭ ‬في‭ ‬خيالك؟

‭- ‬نشأت‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬محادثة‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬جولة‭ ‬مع‭ ‬صديقة‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬حكت‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الصديقة‭ ‬أن‭ ‬أمها‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬صديق،‭ ‬بستاني‭ ‬ياباني،‭ ‬صار‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬الموتى،‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬تظن‭ ‬أنهما‭ ‬كانا‭ ‬عشيقين‭. ‬بقيت‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬ذهني‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬طورتها‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬تجلب‭ ‬الشيخوخة‭ ‬معها‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬كذلك؟

‭- ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك،‭ ‬مباشرة،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬معي‭ ‬الآن‭ ‬وعمري‭ ‬يفوق‭ ‬الـ‭ ‬70‭ ‬عاما‭. ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬المرء‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬فاقداً‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬كلما‭ ‬شاخ‭ ‬المرء‭ ‬فقد‭ ‬أشياء‭. ‬الأبناء‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬ولا‭ ‬تراهم‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬يبدأ‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬الرحيل‭ ‬عن‭ ‬الحياة،‭ ‬الحب‭ ‬أيضا‭ ‬يرحل‭ ‬ويترك‭ ‬مكانه‭ ‬أحياناً‭ ‬للكره‭. ‬إذن‭ ‬فالمرء‭ ‬يشعر‭ ‬بالوحدة‭ ‬كثيراً‭. ‬إنه‭ ‬زمن‭ ‬دخول‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬ذاته‭ ‬واللقاء‭ ‬مع‭ ‬ذاته،‭ ‬لأن‭ ‬الذات‭ ‬هي‭ ‬الرفقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬كانت‭ ‬والدتي‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الفرد‭ ‬يولد‭ ‬وحيداً‭ ‬ويموت‭ ‬وحيداً‭.‬

‭- ‬ماذا‭ ‬تقولين‭ ‬عن‭ ‬وحدة‭ ‬الكاتب،‭ ‬وكيف‭ ‬تواجه‭ ‬إيزابيل‭ ‬الليندي‭  ‬وحدة‭ ‬الكاتب؟

‭- ‬الكتابة‭ ‬كبقية‭ ‬الفنون،‭ ‬انعزالية‭ ‬كثيراً،‭ ‬شخصية‭ ‬جداً‭. ‬هي‭ ‬عمل‭ ‬طويل‭ ‬جداً،‭ ‬وبطيء‭ ‬جداً‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منعزلاً‭. ‬أتوفر‭ ‬خلف‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬كوخ‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬مكتبا‭ ‬لي‭.  ‬لا‭ ‬هاتف‭ ‬ولا‭ ‬فاكس‭ ‬هناك؛‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الموجود‭ ‬هو‭ ‬حاسوب‭ ‬يحوي‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬أنا‭ ‬بصدد‭ ‬كتابته‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بريد‭ ‬إلكتروني‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭. ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬أحبس‭ ‬نفسي‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬ولا‭ ‬أحدث‭ ‬أحداً‭ ‬أياً‭ ‬كان‭.‬

‭- ‬في‭ ‬روايتك‭ ‬تتحدثين‭ ‬عن‭ ‬مسنين‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬جيدة،‭ ‬مسنين‭ ‬متسلين‭. ‬هل‭ ‬تتصورين‭ ‬آخر‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل؟

‭- ‬يوجد‭ ‬مسنون‭ ‬في‭ ‬محيطي‭. ‬أمي‭ ‬أولاً‭ ‬التي‭ ‬يناهز‭ ‬عمرها‭ ‬95‭ ‬عاماً،‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬صديقة‭ ‬عمرها‭ ‬90‭ ‬سنة،‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬خلال‭ ‬زلزال‭ ‬نيبال‭. ‬تمكث‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الاغتسال‭. ‬إنها‭ ‬امرأة‭ ‬لديها‭ ‬برنامج‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬البلد،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬مثل‭ ‬شابة،‭ ‬تتدفق‭ ‬طاقة‭ ‬وسروراً‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متعلق‭ ‬كثيرا‭ ‬بالحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للشخص،‭ ‬بموارده‭ ‬الاقتصادية‭... ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متعلق‭ ‬بامتلاك‭ ‬قصد‭ ‬ما،‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يحفزك،‭ ‬يمنحك‭ ‬السرور‭. ‬ما‭ ‬أشاهده‭ ‬في‭ ‬محيطي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الفرحين‭ ‬جداً‭ ‬هم‭ ‬أيضا‭ ‬الأشخاص‭ ‬المبدعون،‭ ‬الذين‭ ‬يساعدون‭ ‬الآخرين‭. ‬

‭- ‬تذكرين‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أطفالاً‭ ‬بقدرات‭ ‬سيكولوجية‭...  ‬هل‭ ‬تعتقدين‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬حاسة‭ ‬سادسة،‭ ‬قدرات‭ ‬سيكولوجية‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حكي‭ ‬لنا؟

‭- ‬أجل،‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬يطورون‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬وآخرون‭ ‬لا،‭ ‬لكني‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ملغز‭ ‬ومعقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يعاش‭ ‬في‭ ‬الظاهر،‭ ‬هناك‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬نفهمها‭. ‬أتخيل‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬بضع‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬كانت‭ ‬أي‭ ‬ظاهرة‭ ‬كهربائية‭ ‬تبدو‭ ‬‮«‬ملغزة‮»‬‭ ‬وسحرية،‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬عادية‭ ‬جداً‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الحدس‭ ‬الكبير‭ ‬قد‭ ‬تصير‭ ‬أكيدة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭. ‬أنا‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تعطينا‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬سحر‭.‬

‭< ‬في‭ ‬حكايتك‭ ‬تتعمقين‭ ‬في‭ ‬المآسي‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬أثناء‭ ‬الحروب‭. ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬لا‭ ‬تسترجعين‭ ‬فحسب‭ ‬مأساة‭ ‬اضطهاد‭ ‬النازيين‭ ‬لليهود،‭ ‬المشهورة‭ ‬جداً،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬مأساة‭ ‬معروفة‭ ‬بقدر‭ ‬أقل،‭ ‬هي‭ ‬مأساة‭ ‬اليابانيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية؟

‭- ‬اضطهاد‭ ‬اليابانيين‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬نتيجة‭ ‬عملية‭ ‬إخفاء‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬كره‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬الجميع‭: ‬الألمان،‭ ‬الإيطاليين،‭ ‬الشرقيين،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يشتغلون‭ ‬ويقتصدون‭ ‬كثيراً،‭  ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الأمريكيون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬منافستهم‭. ‬هم‭ ‬ضحية‭ ‬هوس‭ ‬دائري‭. ‬مازالت‭ ‬العنصرية‭ ‬موجودة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬تزايد‭.‬

‭- ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬دائما‭ ‬الاختيار،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬وفي‭ ‬الحياة؟

‭- ‬سأحكي‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭. ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬صديقة‭ ‬مهنتها‭ ‬طبيبة‭ ‬ذ‭ ‬يرد‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬ذ‭ ‬صديقة‭ ‬حقيقية،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬مع‭ ‬أهلها،‭ ‬تراودها‭ ‬فكرة‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬بخلدها،‭ ‬مثلا‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أتواصل‭ ‬مع‭ ‬والدتي‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‮»‬‭. ‬إذا‭ ‬وددت‭ ‬فعل‭ ‬ذلك،‭ ‬كلمها،‭ ‬لا‭ ‬تنتظر‭. ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الانتظار،‭ ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬العيش‭ ‬بالماضي‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭. ‬يجب‭ ‬عليك‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭.‬

‭- ‬في‭ ‬كتابك،‭ ‬يمكننا‭ ‬قراءة‭ ‬الجملة‭ ‬التالية‭: ‬‮«‬يوجد‭ ‬ناس‭ ‬كثيرون‭ ‬خيرون‭ ‬جداً،‭ ‬يا‭ ‬‮«‬إيرينا‮»‬،‭ ‬لكنهم‭ ‬كاتمون‭ ‬لسرهم‭. ‬الشريرون،‭ ‬بالمقابل،‭ ‬كثيرو‭ ‬الصخب،‭ ‬ولذلك‭ ‬هم‭ ‬البارزون‭ ‬أكثر‮»‬،‭ ‬هل‭ ‬تعتقدين‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬مكون‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬خيرين؟‭ ‬

‭- ‬أجل،‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬كذلك‭. ‬انظر‭ ‬حولك‭! ‬والآن،‭ ‬أنا‭ ‬أوجه‭ ‬لك‭ ‬السؤال‭: ‬قل‭ ‬لي،‭ ‬كم‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬السيئين؟

‭- ‬شريرون‭ ‬حقاً،‭ ‬قليل‭ ‬جداً‭. ‬تقريبا‭ ‬لا‭ ‬أحد؟

‭- ‬الشر‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭ ‬ضرر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭. ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬بالشيوع‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬به‭.‬

‭- ‬والحب،‭ ‬هل‭ ‬ينتصر‭ ‬دائماً،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬متعلق‭ ‬بالحروب‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭ ‬والتفاوت‭ ‬الاقتصادي؟‭ ‬كيف‭ ‬تحددين‭ ‬رسالة‭ ‬روايتك؟

‭- ‬في‭ ‬الرواية،‭ ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬ينتصر‭. ‬إنه‭ ‬يحتضر‭ ‬في‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬البقاء‭ ‬بعد‭ ‬حياة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لائقة‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬سيعودون‭ ‬للقاء،‭ ‬لكي‭ ‬يولد‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬وفي‭ ‬الأخير،‭ ‬يظهر‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان،‭ ‬بفضل‭ ‬الخيال،‭ ‬تسريع‭ ‬الحب‭. ‬وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لي‭. ‬أنا‭ ‬رومانسية‭. ‬إذا‭ ‬صادفت‭ ‬رجلا‭ ‬قد‭ ‬أحبه،‭ ‬أتخيل‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يمنحني‭ ‬واقعياً‭. ‬خيالاً‭ ‬ورومانسية‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬ألما‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭: ‬بخيالها‭ ‬وحبها‭ ‬تحافظ‭ ‬بسمو‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬متمتعاً‭ ‬بالحياة‭.‬

‭- ‬لن‭ ‬نكشف‭ ‬عن‭ ‬نهاية‭ ‬الرواية،‭ ‬لكن‭ ‬القصة‭ ‬في‭ ‬جملتها‭ ‬تتضمن،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬قسطا‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬للبطلة،‭ ‬‮«‬إيرينا‮»‬‭... ‬هل‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك؟

‭- ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬كذلك،‭ ‬إنه‭ ‬تعلم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إيرينا‮»‬‭. ‬لماذا‭ ‬تميل‭ ‬بشدة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ألما»؟‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬ألما‮»‬‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬بمنزلة‭ ‬مرشدة‭ ‬لها،‭ ‬رفيقة‭ ‬وصديقة‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬البؤس‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭. ‬وأنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬حب‭ ‬حفيدها‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬إيرينا‮»‬‭ ‬شيء‭ ‬عجيب‭. ‬كان‭ ‬يعشقها‭ ‬تمام‭ ‬العشق،‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الانتظار‭. ‬وسينتبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إصراره‭ ‬قد‭ ‬يجعلها‭ ‬ترحل‭ ‬عنه‭. ‬ينتظر‭ ‬وهو‭ ‬واعٍ‭ ‬بأنها‭ ‬ملاك‭ ‬حبه‭. ‬يعجبني‭ ‬كثيراً‭ ‬أن‭ ‬ألتقي‭ ‬رجلاً‭ ‬مثله‭! ‬لم‭ ‬أتعرف‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجعلني‭ ‬مفتونة‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يبقى‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحياة؟

‭- ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يبقى‭ ‬لك‭ ‬هو‭ ‬ذكرى‭ ‬كم‭ ‬أحببت‭. ‬تفقد‭ ‬مفاتيحك،‭ ‬حيوانات،‭ ‬أشخاصا،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يبقى‭ ‬لك‭ ‬هو‭ ‬كم‭ ‬أحببت‭. ‬أنا‭ ‬أتشبث‭ ‬بابني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ابنتي‭ ‬‮«‬باولا‮»‬‭ ‬توفيت‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭. ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬أحبها‭ ‬بالقدر‭ ‬نفسه‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬موتها،‭ ‬إنها‭ ‬ترافقني‭.‬

‭- ‬سيروقني‭ ‬أن‭ ‬تعلقي‭ ‬على‭ ‬نظرتك‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬آخذة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬اسمك‭ ‬العائلي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الليندي‮»‬‭.‬

‭- ‬أنا‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬‮«‬سالفادور‭ ‬الليندي‮»‬‭ ‬تم‭ ‬منذ‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬هنا‭ ‬يربط‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬اسمي‭ ‬واسمه‭. ‬يمر‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حزن‭ ‬ولا‭ ‬مجد‭. ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بلد‭ ‬رهيب،‭ ‬مهووس‭ ‬بالعنف،‭ ‬لكنه‭ ‬بلد‭ ‬يمنح‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فرصاً‭ ‬للناس‭. ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬يستمر‭ ‬المهاجرون‭ ‬في‭ ‬المجيء‭ ‬إلى‭ ‬هنا،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬أنا‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬كل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬كل‭ ‬التقدم‭. ‬إنه‭ ‬بلد‭ ‬يتميز‭ ‬بتعدد‭ ‬القوميات‭ ‬وكثرة‭ ‬الاختلافات،‭ ‬وأعترف‭ ‬أنني‭ ‬أحبه‭ ‬كثيراً‭. ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تركه‭. ‬وبالفعل‭ ‬فابني‭ ‬أمريكي‭ ‬الجنسية‭.‬

‭- ‬بماذا‭ ‬تشعرين‭ ‬حينما‭ ‬تعلمين‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬قراء‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬إسبانيا؟

‭ -‬إنهم‭ ‬كرماء‭ ‬جداً،‭ ‬واهتمامهم‭ ‬عميق‭. ‬أتذكر‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬توفّيت‭ ‬ابنتي‭ ‬ارتمى‭ ‬الناس‭ ‬علي‭ ‬لمعانقتي،‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أشعر‭ ‬بالخجل‭... ‬لطيف‭ ‬جدا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعجبني‭ ‬لأنهم‭ ‬متعلقون‭ ‬بالأدب‭.‬

‭ - ‬أنت‭ ‬طبَّاخة‭ ‬ماهرة،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تعدي‭ ‬طبقاً‭ ‬يمثل‭ ‬مؤلفاتك،‭ ‬فماذا‭ ‬سيكون؟

‭- ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬رواياتي‭ ‬غنية‭ ‬بالتفاصيل،‭ ‬أمنحها‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الزينة‭. ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬رواياتي‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬بأطباق‭ ‬بدوية‭ ‬بحمص‭ ‬وسجق‭ ‬وبطاطس‭... ‬وبكل‭ ‬شيء،‭  ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬طبقاً‭ ‬شعبياً‭ ‬قروياً‭.