محمد كامل حسين الطبيب.. الأديب.. الفيلسوف

محمد كامل حسين الطبيب.. الأديب.. الفيلسوف

بعض الأعمال الروائية، مثل رواية «قرية ظالمة»، تنبعث منها إشعاعات يزيدها مرور السنين جمالاً وفتنةً، وهذا ما يسعى هذا المقال إلى تقديمه.

مازلت أعتقد اعتقادًا راسخًا أن قصة «قرية ظالمة»، التي كتبها المرحوم الأستاذ الدكتور محمد كامل حسين في خمسينيات القرن الماضي، هي من روائع الأدب العالمي قديمه وحديثه، وفي كل اللغات الحية. وأنها تقف على القمة مع هذه الروائع. ومع ذلك، فيكاد النقّاد يجمعون على أن «قرية ظالمة» ليس فيها من فن القصّ وهندسته وبنائه شيء كثير، وأنها أقرب إلى أن تكون نوعًا من الفلسفة الكونية الشاملة، عرض صاحبها فيها رأيه في مسائل الفلسفة الكبرى بلغة أدبية رائقة وصافية وعذبة، واختار لها يومًا من أيام التاريخ الإنساني الذي لم يتكرر قط: اليوم الأخير في حياة السيد المسيح - عليه السلام - عندما قرر بنو إسرائيل صلبه، ولكن الله جلّت قدرته رفعه إليه.

وعلى مدار ذلك اليوم، وفي حوارات كثيرة شارك فيها أشتات من الناس منهم الرجل، ومنهم المرأة، ومنهم اليهودي المتدين المتعصب، ومنهم من يحاول أن يعمل عقله، ومنهم الجندي ذو الحزم والبأس، ومنهم من يؤمن بالسيد المسيح إيمانًا عميقًا، ومنهم من يراود نفسه، ومن يتردد بين الإيمان والإنكار.

كل ألوان الطيف الإنساني، وكل ألوان القوة النفسية، وكل ألوان الضعف الإنساني، كلها شاركت على نحو أو على آخر في الحوارات، التي عرضها الكاتب الكبير على صفحات «قرية ظالمة» في ذلك اليوم الخالد والبائس والظالم أشد الظلم في تاريخ الإنسانية.

والكاتب الكبير له إنتاج أدبي وفلسفي غزير إلى جوار «قرية ظالمة» منه «وحدة المعرفة» و«الوادي المقدس» و«التحليل البيولوجي للتاريخ» و«أثر العرب والإسلام في النهضة الأوربية»، وغير ذلك كثير، ولكن تظل «قرية ظالمة» هي درة العقد في إنتاج محمد كامل حسين الأدبي والفلسفي.

ولعله الوحيد في مصر الذي حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1957- بعد ظهور قرية ظالمة بعامين - وحصل بعد ذلك على جائزة الدولة التقديرية في العلم عام 1967، وأظنه حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب بعد طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم مباشرة.

وقد أتيح لي - لحسن حظي - أن ألتقي محمد كامل حسين في فترتين متباعدتين من العمر، وفي مناسبتين مختلفتين أشد الاختلاف وأبعده.

أما المرة الأولى، فقد كنت فيها في بداية دراسة المرحلة الثانوية، وكان لي عم مريض بمرض عضال في العمود الفقري، وتردد على عديد من الأطباء في الإقليم، ونصحه الجميع أن يعرض نفسه على أستاذ الأساتذة، ومؤسس قسم العظام في كلية الطب بجامعة فؤاد الأول - آنذاك - فلما جاء إلى القاهرة ذهبت معه وعدد آخر من الأقارب - على عادة أهل الريف - لكي يراه ويطب له الأستاذ الكبير محمد كامل حسين.

كانت هذه هي المرة الأولى التي رأيته فيها، والتي ما أظن أنني أذكر عنها شيئًا سوى ما ارتسم على وجه عمي ووالدي وأقاربي من طمأنينة بعد المقابلة مع الأستاذ الكبير.

أما المرة الثانية، فقد كانت بعد ذلك بعدد من السنين قد يقرب من الأربعين، عندما أنشئت في مصر المجالس القومية المتخصصة، وقصد من وراء إنشائها أن تضم خيرة العقول والمتخصصين في مناحي المعرفة المختلفة، لكي تدرس مشاكل مصر، وتصف لها العلاج - هكذا أراد واضعو الدستور أن تكون هذه المجالس بمنزلة عقل مصر الكبير - وكان بين هذه المجالس المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، وفي عام 1975 عيّنت عضوًا في ذلك المجلس، وأظن أنني كنت آنذاك أصغر أعضاء المجلس سنًا. وكان من بين شيوخ المجلس وقممه أستاذنا الكبير محمد كامل حسين، الذي كان أول رئيس لجامعة عين شمس،عندما كان اسمها جامعة إبراهيم باشا الكبير، ولم يشأ محمد كامل حسين أن يأخذه المنصب الإداري طويلاً بعيدًا عن عمله، وعن أدبه وفلسفته وقراءاته، فآثر الاستقالة من العمل الإداري مع ما فيه من مغريات للكثيرين والتفرغ للأستاذية.

وكان المجلس يجتمع مرة أو مرتين في الشهر، وكنت أشعر بسعادة غامرة، وأنا ألتقي بهذا العلامة الكبير، وأتبادل معه أطراف الحديث، وأحس أحيانًا بحدبه وتشجيعه ورضاه عن بعض ما أقول في المجلس من آراء.

وفي عام 1977 انتقل محمد كامل حسين إلى جوار ربه راضيًا مرضيًا.

وبعد هذه المقدمة أعود إلى فكر محمد كامل حسين وفلسفته كما عرضها في «قرية ظالمة» وفي إنتاجه الفكري الآخر.

الضمير... قبس إلهي

وإذا كانت الفلسفة تنقسم عند دارسيها إلى قسمين كبيرين: فلسفة مثالية وفلسفة مادية، فإن محمد كامل حسين هو من الفلاسفة المثاليين من غير شك. ويظهر ذلك من استعراض موقفه من قضية الدين ومن قضية المعرفة، ومن النظرة إلى الإنسان ومن كل مشاكل الفلسفة.

وسأحاول أن أعرض لموقف عالمنا الكبير من هذه القضايا، معتمدًا أساسًا على ما أورده من أفكار ورؤى وفلسفات في «قرية ظالمة»، وإن كنت لن أغفل الرجوع إلى غيرها من أعماله الفكرية.

وأظن أن أول قضية محورية في فلسفة محمد كامل حسين هي قضية «الضمير» ذلك أنه يدير مجمل فلسفته على تقديم الضمير على العقل، وعلى اعتبار أن الضمير هو الذي يفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات، وأنه يرى الضمير قبسًا من روح الله أودعه في الإنسان عندما خلقه، وبه - أي بالضمير - أصبح الإنسان إنسانًا.

انظر إليه يعرض فلسفته في أمر الضمير على لسان حواريي السيد المسيح عليه السلام بقوله: «اللهم إنك أنعمت على الناس، فوهبتهم الضمير، وهو روح منك، وجعلت أمره أمرك، ونهيه نهيك، فمن أطاعه فقد أطاعك، ومن عصاه فقد عصاك. وتركت أمر اتباعه لنا، فاجعل أعمالنا في حدود هذا الضمير. اللهم لا تجمع علينا من أمور الدنيا ما يحملنا على تعدي حدود الضمير. اللهم ألهم الناس ألا يهتدوا بغيره، وأوزعهم ألا يتغاضوا عنه لأمر مهما يكن جللاً، وألا يقيموا أوثانًا يعبدونها من دونه يحسبونها خيرًا، فإنه لا خير وراء الضمير. اللهم واهد الذين يتولون أمور الناس إلى ألا يضعوا نظمًا تضطرهم إلى تعدي حدود الضمير، وألا يوقعوا بغيرهم أذى عاجلاً محققًا في سبيل ما يحسبونه خيرًا آجلاً ينفع الجماعة، فإن هذا أصل بلاء الناس ومصدر الشر فيهم. اللهم إنك لم تجعل للضمير قوة مادية تحمل الناس على اتباعه مرغمين، فاجعل فيهم من القوة الروحية ما يجعلهم يتبعونه مختارين راضين. إن هذا يمحو الظلم، ومحو الظلم والشر يقوي إيمان الناس، ويهديهم سواء السبيل. اللهم فاهد عبادك إنهم يكادون يضلون ضلالاً لا رجعة فيه. إنك أنت السميع المجيب».

بهذه العبارات العذبة الواضحة القوية الواثقة يعرض محمد كامل حسين في «قرية ظالمة» فلسفته حول الضمير الإنساني، وهو يرجع قوة الدعوة المسيحية إلى أن السيد المسيح كان رجلاً آمنًا مطمئنًا هادئًا لا يرتقي إليه الشك أو القلق. ولا يعبأ بما ستحدثه دعوته من أثر في حياة الناس لأنه لا يعنيه منها إلاّ الحق. إن دعوته تتعلق بالضمير وحده... أما ضعف الطبيعة الإنسانية الذي يقلب الخير شرًا ويخلط بين الحق والباطل، فلم يكن يجوز عليه، لأنه لم يكن يستمع إلا إلى الضمير خالصًا، ومن اهتدى بهدي ضميره وحده فلن يضل أبدًا.

وكذلك كان السيد المسيح وكذلك يكون المؤمنون بحق.

والضمير عنده هوغاية ما ترتقي إليه النفس الإنسانية، وهو قبس من نور الله ونفحة منه، والإنسان لا يكون إنسانًا بغير الضمير.

انظر إليه وهو يتحدث عن اليوم الذي قرر اليهود فيه صلب السيد المسيح «في ذلك اليوم أجمع بنو إسرائيل أمرهم على أن يطلبوا إلى الرومان صلب المسيح ليقضوا على دعوته، وما كانت دعوة المسيح إلا أن يحتكم الناس، إلى ضميرهم في كل ما يعملون وما يفكرون، في هذا اليوم أراد الناس أن يقتلوا ضميرهم. وفي هذا الذي أرادوه تتمثل نكسة الإنسانيةالكبرى، ولم يحدث في العالم شر إلا كان أصله ما يريد الناس من قتل ضميرهم، وإطفاء نوره، والتماس الهدى من غير سبيله، ولن يصيب الناس شر إلا ومرجعه ما يعتريهم من رغبة في تجاهل أوامر الضمير».

والضميرعنده يأتي قبل العقل وفوقه إذ يقول «الرأي عندي أن تهتدوا بالعقل ما لم يتعد حدود الضمير، وإن دليل الهدى للإنسان، فيما يأتيه أو يدعه، هو حدود الضمير في أعماقه».

الإيمان فطرة

وبالرغم من كل هذه الأهمية، التي يعطيها محمد كامل حسين للضمير، فإنه - وهو العالم - لم يعرفه تعريفًا علميًا، ولعله قصد إلى ذلك، لأنه كان يرى أن الضمير فوق العلم وفوق العقل، لأنه جوهر النفس المؤمنة الراضية، ولأنه عنده قبس من نور الله.

ويتصل بفلسفته عن الضمير الإنساني موقفه من قضية الدين، فهو يرى أن الإيمان فطرة في النفس السوية، وأن الإنسان الذي يعيش بغير إيمان بالله يعيش في قلق ولا يعرف الطمأنينة، وأن الذي يعيش من دون الله لا يطمئن ولا يطمأن إليه.

وقريب من هذا الرأي قول العقاد، هل من المعقول ألا يستقر الإنسان إلا على إيمان من الوهم المحض، أو أن يسلب القرار؟ في محاولة منه لأن يقول إن الإيمان هو الحقيقة الكبرى، وليس وهمًا كما يراه البعض.

ويرى محمد كامل حسين أن أمراض النفس الإنسانية تصيبها إذا حلّ بها الحرمان من الإيمان، وهو أشد أنواع الحرمان خطرًا، وفاقد الإيمان لا يعد عنده كامل الإنسانية.

ويفرق محمد كامل حسين بين الأديان السماوية الثلاث - اليهودية والمسيحية والإسلام - تفرقة عميقة، من حيث موقف المؤمنين بهذه الأديان من الحقيقة الإلهية، ذلك أنه يرى أنه: «موقفنا من الله لا يكون إلا خوفًا أو حبًا أو أملاً. وفي نفس كل متدين شيء من هذه الأمور الثلاثة، ولكن تَغْلب إحدى هذه العواطف على غيرها في النفس الواحدة، ويتوقف ذلك على مزاجها الخاص. فإن كنت ممن يدفعهم إلى الخير خوفهم من الله، ويتوقف ذلك على مزاجها الخاص. فإن كنت ممن يدفعهم إلى الخير خوفهم من الله، وخشيتهم من عدله حين يبطش بالظالمين والخاطئين، وإن كنت ممن يمنعهم من الشر أن الله يعلم ما يُسرونه وما يعلنون، وأن عدله لا يخطئ المذنبين، إذا كنت من هؤلاء فأنت موسَوِيّ مهما يكن الدين الذي تدين به. وإذا كنت تشعر في قرارة نفسك أن الذي يدعوك إلى الخير حبك لله، وحبُّك الناس الذين يحبهم الله، وإذا كنت ترى أن تجنب الناس شرّك، لأن الله يحبهم جميعًا، فأنت عيسوي مهما يكن الدين الذي تدين به.

وإذا كان الذي يدفعك إلى الخير أملك في الله والرغبة في الجزاء الأوفى والنعيم المقيم، وإن كنت تشتاق إلى القرب من الله، قربًا يكفل لك النعيم السرمدي والسعادة الخالدة، فأنت إسلامي مهما يكن الدين الذي تدين به. هذا التقسيم أقرب إلى فهم الواقع من تقسيم الناس إلى يهود ومسيحيين ومسلمين».

ولا أجد في نفسي حرجًا من أن أقول إنني أرى في هذا الخصوص ما يراه محمد كامل حسين ومن هنا ما أردده أحيانًا من أنني في أعماقي عندما أكون مع نفسي فقط أحس أنني أقرب إلى الفهم المسيحي للإيمان وعندما أخوض غمار الحياة وأعيش بين الناس أكون أقرب إلى الفهم الإسلامي للدين، وليس في ذلك من حرج وآيات الكتاب الكريمة في ذلك واضحة.

ويتصل بهذه القضية أيضًا موقفه من الإنسان فهو يرى أن الشر ليس من طبع الإنسان، وأن الإنسان في أعماقه ينجذب نحو الخير ويرغب في الإحسان، وتصبو نفسه إلى العمل الكريم.

وإذا كان كاتبنا الكبير يرى أن الحرمان من الحب هو أحد أسباب القلق الإنساني لا يسبقه في ذلك إلا الحرمان من الإيمان فإنه يجدر بنا أن نعرف بعض فلسفته عن الحب.

الله محبة

والحب الذي يعنيه هو ذلك الحب بمعناه الشامل وليس معناه الجنس فحسب، وهو يرى أن «الله هو الحب» وأن ذلك الرأي لا يضع من قدر الله ولكنه يرفع من قدر الحب.

وما أمتع هذا الحوار الذي يديره بين ذلك الإسرائيلي المكلف بتوجيه الاتهامات إلى السيد المسيح طالبًا صلبه، وبين امرأته يوم عيد ميلادها - الذي صادف يوم الخطيئة الكبرى، يجري الحوار الممتع والعميق على هذا النحو بين الرجل وزوجته، تقول الزوجة:

- «أتقتلون رجلاً أن يقول إن الله هو الحب، تلك كلمة لا يقولها مجرم. الله هو الحب!

- إنك ممتعة حقًا، وجمالك ولطفك يضفيان على خطئك عذوبة، وعلى سوء فهمك للأمور لذة ليست إلا لك. أتظنين أن الحب الذي يدعو إليه يمت إلى حب المرأة بصلة، إنه لا يعرف شيئًا عن المرأة.

- إن المرأة لا تعرف الحب كما يعرفه الرجل، فالرجل يحب المرأة، ولكن المرأة تحب أن ترى نفسها محبوبة عند رجل بعينه، فهي تحب أن ترى نفسها في مرآة، هي ذلك الرجل الذي تحبه.

- إن رأيك في المرأة لعجيب. هل هذا رأيك فيّ؟ أترى أن حبي هو الذي قعد بك عن حب الله؟

- إنك لاتزالين على ضلالك القديم. تجعلين كل حديث بيننا، مهما يكن عامًا، يرجع في نفسك إليك وإلي. إن الحب يملأ قلوبكن ولكنه لا يلمأ قلوب الرجال، إذ ليس للمرأة في الحياة شيء غير الحب. أما الرجل فله بعد ذلك عقله وعمله».

وهو في هذا الحوار الممتع يبين الفارق بين موقف الرجل وموقف المرأة من قضية الحب.

وهل لي بعد ذلك كله أن أعرج على رأيه في السياسة والسياسيين وأنظمة الحكم؟!

ينطوي محمد كامل حسين على رأي في أهل السياسة لا يسرهم ولا يرضيهم، وهو لا يعنيه على أي حال أمر رضاهم أو غضبهم، فليس به حاجة إليه، إن لديه من علمه وإيمانه ورضاه عن نفسه ما يغنيه عنهم. وهو يرى أن من السياسيين قلة نادرة من حسني النية وذوي الخلق والكفاية، وأن أكثرهم يسعى إلى الحلول القريبة. وهو يرى أن أحكم السياسيين من كان منهم متوافقًا مع حركة التاريخ وتطوره ومن ثم فهو يرى أن الديمقراطية هي أفضل النظم السياسية وهي غاية تطورها.

ويسخر كاتبنا الكبير من نظرية المستبد العادل، ويراها نوعًا من الخداع الكبير، ذلك أن الاستبداد والعدل نقيضان لا يجتمعان، ولابد من الاختيار بين الاستبداد والعدل. ويرى أنه إذا كانت الديمقراطية قد اختارت العدل فإن الشيوعية اختارت الاستبداد، ويقترب رأيه في الشيوعية من رأى صديقه الأستاذ العقاد، حيث يرى محمد كامل حسين أن النظام السياسي الشيوعي هو الدكتاتورية المطلقة، والحكم الشامل، وأنه نظام ليس للفرد فيه رأي ولا قوة. وفيه تخضع الأمة كلها لفرد واحد أو عدد قليل من الأفراد. وحرية الفكر عنده لا يغني عنها أي أمر آخر، ذلك أن القوة والغنى والعلم لا تمنع الدولة من الانحطاط إذا لم يكن الناس فيها يتمتعون بحرية الفكر.

ترى هل أستطيع أن أقول إنني ألممت بالملامح الأساسية في فكر هذا العملاق الكبير الذي يوشك أن يكون محيطًا واسعًا بغير حدود?!

على أي حال يكفيني أني حاولت أن أقدم هذا الرجل العظيم لشباب هذه الأمة, الذين أتصور أن غالبيتهم لم تسمع عنه, وإن سمع بعضهم عنه فإنهم لا يعرفون عمق أفكاره وغزارتها.

رحم الله محمد كامل حسين رحمة واسعة، بقدر رجاحة عقله وعمق إيمانه ونقاء ضميره.

 

يحيى الجمل