الفكاهة والأعراف الاجتماعية علاقة جدلية

الفكاهة والأعراف الاجتماعية علاقة جدلية

يقول المولى جل وعلا:
«وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا» (سورة النجم: 43 – 44)، «فوضع الضحك بحذاء الحياة، ووضع البكاء بحذاء الموت». (بخلاء الجاحظ 1/27).
فمن الذي يرى الحياة دائمة العبوس؟ «إن الحياة من دون ضحك عبء ثقيل. وهي بغير فكاهة جافة مملة، ثم إن الحياة مليئة بالمشقات والمتاعب والآلام، والضحك هو المتنفس الذي يخفف ضغطها، وينسي همومها، ويحرر من قيودها الثقال، فللضحك أثره في الفرد وفي الجماعة».

يقول برغسون: «الفكاهة ظاهرة إنسانية يتفرد بها الإنسان دون غيره من الكائنات الحية... وإنه لا وجود للعنصر المضحك خارج ما هو محض إنساني».
لذلك في البعد الاجتماعي للفكاهة، أن الضحك لا يكون إلا في وجود آخرين، ثم إن هذه الفكاهة تزدهر في أثناء الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مع أن آخرين يقولون بالعكس، إذ يرونها تزدهر في حالة الاكتئاب الاجتماعي فقط.

ألوان الفكاهة
منها: التهكم Irony، لغوياً، هو الترفع والتيه، ومن معانيه الاستهزاء، والبلاغيون العرب أدخلوه مدخل الاستعارة، فالسكاكي في مثاله: «أن فلاناً تواترت عليه البشارات بقتله»، يجعل اقتران الطرف الأول «تواترت عليه البشارات» والطرف الثاني «بقتله» مدار التهكم، لعدم انسجامها، فتبادل الأدوار تهكم واستهزاء، وهناك أفلاطون في أسئلته، ونيتشه في نقده. 
أما السخرية Satire فهي تقوم على انتقاد النقائص الفردية والجماعية، وتتضمن غالباً حكماً أخلاقياً، هدفها التصحيح. وهناك المداعبات، والمزاح، والرسم الكاريكاتيري، و«ألعاب التهريج المسرحي»... والطرفة أو النكتة، وهي اللون الأكـــــثر شــيوعاً، ولها تعريفات كثيرة، منها «هي فن من أوجز فنون القول، يثير نفس السامع فجـــأة للطرب فيضــــحك أو يغضب»، إذاً هي نشـــاط عقلي ونشاط لفظي، وهي من لطائف الصياغات اللغوية.

وظائف الفكاهة
من وظائف الفكاهة تعزيز عضوية الفرد في الجماعة، فالضحك يكون جماعياً، ونحن لا نضحك في عزلة، لأنّ الضحك يحتاج إلى صدى وإلى تجاوب، فهو يُعدي، والمشتركون فيه يلتقون على حالة واحدة، فيسلكون معاً في التواصل والالتقاء، وهنا تميز الشعوب، والجماعات، والزمر، تبعاً للثقافة والعمر والمهنة والانتماء الطبقي والديني.
وتأسيساً على ما سبق، تكون الوظيفة الثانية هي النقد الاجتماعي، أي هي سلوك جماعة في مهاجمة أخرى، أو مهاجمة سلوك من سلوكيات الآخرين، كأن يسخر الكرماء من البخلاء، أو العكس. ومن وظائف الفكاهة أيضاً تنفيس الضغط، أياً كان، فتصرف الطاقة المكبوتة، التي لو تراكمت لصارت ذات فاعلية سلبية. والضغوط متنوعة: سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية.
ونحن حيــــن نعمد للتفكــــه في لــــون مــــن هــذه الألوان، نطرد الخوف والقلق، والانفعـــال السيئ، ونرتاح مع المرح والانبساط، فترتخي العضلات ونعود لنسيطر على المواقف، مستعيدين القدرة على المواجهة العقلية الموزونة، فالفكاهة تكاد تكون صمام أمان للتعبير عن الانفعالات، أو هي رياضة لطرح المشاعر العدوانية جانباً.
وإزاء فرض الأعراف الاجتماعية على الفرد أو على الشعب، ينمو في الإنسان ميل واضح للخروج عليها، وكأنه يرفض الإكراه ويأبى التقييد، فالمجتمع يقول دائماً: عيب وممنوع، لا تفعل هذا، افعل ذاك، هذا حرام، هذا مكروه، وهذا «الممنوع» يثير في النفس رغبة ملحة في التمتع به، ألا يقول البعض: كل ممنوع مرغوب؟ فالنكتة أو الفكاهة على ألوانها متنفس عن كبت، أو حرمان، أو ألم.

في تاريخ الفكاهة
تاريخياً، عرف الإنسان الفكاهة قديماً، تعبيراً بطرق بدائية، ثم بطرق مهذبة، ورغبة من هذا الإنسان في تخليدها رسمها على الجدران منذ ثلاثة آلاف سنة، قبل أن تصير اللغة وسيلة ناضجة للتعامل والتعبير: «فالمصريون صوروا رجلاً اسمه ست في صورة وحش، وأطلقوا عليه لقب ست الملعون، لأنه قتل أخاه، ورمى جثته في النيل، كما تفننوا في تصوير عظمائهم بأوجه حيوانات صغيرة وكبيرة، بحسب أخلاقهم، وميولهم، وطباعهم. ويظهر الهزل فيها في إبراز الشفاه والأنوف، ونبغ من اليونان أرسطوفان الذي كان في مشاهده المسرحية يهاجم رجال السياسة ويعرّض بالسفسطائيين. وحين عمدت الكنيسة إلى القديسين تمثيلاً في أفنية الكنائس لكي يستوعبه الجمهور الأمي، كان القساوسة أبطال هذه المسرحيات، فأدخلوا الفكاهة فيها، وما لبث أن طغى هذا الفن على موضوعات المسرحيات، مما دفع  إلى طرد هذا المسرح من أفنية الكنائس إلى الشوارع حرصاً على كرامة الكنيسة، وهذا ما ساعد على تكوين جمهور لهذا الفن الجميل.
وفي الشرق العربي، لم نعدم وسيلة للتعبير، ونحن أصحاب بلاغة، فكان الندمان والمضحكون والشعراء العابثون، في نوادرهم وأشعارهم، كما أن كبار كتابنا أفردوا لهذا الفن كتباً ونصوصاً، ورووا حكايات وطرفاً، وأسهمت بدايات مسرحية «التهريج وخيال الظل» في إظهار بعض المرح والعبث، وقد ساعدت أجواء العصر العباسي على ذلك، بتشجيع من الخلفاء المترفين ومجالس الأثرياء والأسواق».

لماذا نضحك؟
الفكاهي، يملك مفاتح لعبة اللغة، مفردات وصياغات، وصوتاً، وربما لعبة الحركة أيضاً، وقد يملك غرابة الشكل، فيضيف «التهريج» عنصراً مساعداً إلى فكاهاته.
الجامع المشترك هنا هو الإحساس بالتناقض، والمزاج المرح، والجرأة في تأليف ألوان الفكاهة وعرضها، فضلاً عن المشجعين، وهم جميعاً يشعرون بـ «أنهم ينعمون بكثير من الترخيص والامتياز، يعيشون خارج إطار القانون الديني والأدبي، في حل من كل قيد، يتبرمون من طقوس المجتمع وأعرافه، ويتأففون منها».
إن إحساسنا بالتعب والملل ليس هو السبب الوحيد الذي يدفعنا لطلب الفكاهة في ألوانها المختلفة، كما قال التوحيدي: «النفس تمل، كما أن البدن يكل، وكما أن البدن إذا كلّ طلب الرحمة، كذلك النفس إذا كلّت طلبت الرَّوْح»، فهناك أسباب أخرى ترتبط ارتباطاً وثيقاً برغبتنا في الضحك، والعلاقة بين الفكاهة والضحك علاقة وطيدة، كما بين الجسم والروح، كلاهما بحاجة إلى رياضة، والرياضة هذه جماعية، يتواطأ أفرادها تحقيقاً لغاية غير التواصل والتفاعل، قد يكون العداء أو تحليل وتفكيك قيمة ما، أو تحديد نمط سلوكي معين، وذلك بقصد التعديل أو التحسين أو التصحيح، إذاً، ليس الغرض من الفكاهة هو الإضحاك فحسب، «لذا فإن نقد النقص أو القبح أو الخروج على المألوف يشترط فيه ألا يجرح كالهجاء»، وقد ذهب أفلاطون إلى القول بأن الجهل كي يُضحك يجب ألا يكون مؤذياً للآخرين»، «فنحن حين نضحك من المقصر أو الشاذ المظهر أو صاحب الغفلة أو الشحيح أو المغرور، فإنما نؤدبهم بطريق غير مباشر، أي إننا نؤدي خدمة اجتماعية مهمة»، كما يقول برغسون.
 وقد تبدو الفكاهة هدامة أحياناً، وهي تهدم لتبني، فنقدها وإنْ جرح يوقظ ويوعي ويرشد، وبما أنه جماعي، فقد يؤثر، ومن هنا كانت علاقته الجدلية بنمطية الأعراف الاجتماعية.
والضحك عند آخرين هو الشعور بالتراخي والراحة والرغبة بالانفراج، وهناك أيضاً نظرية الترقب الخائب، فحين نصاب بالدهشة أو الغرابة نضحك للمنطق المضاد، واللغة العربية غنية بالأجوبة البارعة والمسكتة التي لا ننتظرها. 
كذلك لحظ البعض نظرية الغلبة، فمع تطور المجتمع، يشعر البعض بانتصارهم على آخرين، يخامرهم الزهو، فيضحكون من عاهة أو تقاعس أو نقص أو خطأ أو عجز، ويرجع علماء النفس هذه الضحكة، ضحكة الغلبة، إلى الإنسان الوحش المختبئ فينا، راقبوا ضحك الصغار، فهو يحصل من غير إدراك، يضحكون للملموس، للمفارقات المحسوسة، فيعيدون تاريخ البشرية. 
وللضحك دلالته الاجتماعية التفاؤلية أيضاً، يقول الجاحظ: «ولفضل خصال الضحك عند العرب تسمى أولادها بالضحاك وبطليق وطليقة، وقد ضحك النبي، صلى الله عليه وسلم، وفرح وقيل: هو ضحوك السن».

الفكاهة عند الشعوب
أشار العالم البريطاني C. Davies إلى وجود علاقة جدلية بين الفكاهة السياسية والحرية السياسية، والدليل عنده أنه بعد تحرير بلاد أوربا الشرقية من الشيوعية، حدث انخفاض واضح في النكات السياسـية، وتبين له من رصده أن أنماطاً أخرى من النكات - أبرزها الجنسية- ظهرت بديلاً منها. فالنظام السياسي هناك كان يقوم على سيطرة الحزب الواحد، ولم تكن هناك مؤسسات مدنية مستقلة عن الدولة، فكل المؤسسات مصبوغة بسياسة الحزب الواحد، والتفكير الواحد، دون إتاحة الفرصة للتعددية والديمقراطية وحق الاختلاف.
وهناك جماعات تضحك من جماعات أخرى لها أنماط سلوكية مغايرة، فتنسب إلى نفسها الذكاء والمكر مثلاً وللجماعات الأخرى الغباء، مثل بعض أهل جنوب مصر الموجودين في القاهرة، فهم مدار نكات القاهريين حول سذاجتهم، أمّا الأسكتلنديون فهم البخلاء المثاليون الذين يصوغ الجميع نكات جارحة حول أخلاقهم. 
أمّا مجتمع بلجيكا، فهو برجوازي ومحافظ، مقارنة مع هولندا جارتها أو الدنمارك، ففي بلجيكا احتشام نسبي في التعامل مع قضايا الجنس مثلاً، لذا تزدهر نكاته، خصوصاً بين الجنود والطلاب والجماعات التي تستطيع تجنب الإحراج والارتباك. أما في فرنسا، فمثل هذه النكات شائع جداً، لكن حول العشاق والمخدوعين، وفي إنجلترا هي أكثر شيوعاً، خصوصاً الفاحش منها، حيث تجمع بين الجنسية والعدوانية معاً.
في الولايات المتحدة الأمريكية، الفكاهة الصداميّة رائجة، يستخدمها أهل الجنوب ضد سكان الشمال، والبيض ضد السود، والطلاب ضد المعلمين، والمرشحون للانتخابات ضد بعضهم البعض.

في مصر
أما في مصر، فيميل المصريون إلى «التنكيت» بكثرة، فيرسلون النكات في عصور المظالم، لينالوا من ظالميهم، «وهم قوم لا تؤثر فيهم الخطوب والمظالم، وربما استكانوا أو أطاعوا، ولكن الطاعة لا تقعد بهم عن إظهار غيظهم والنيل من ظالميهم ولو بالكلام. والسياسة عندهم محرض شديد على النكتة، وقد امتلأت بها صحفهم وكتبهم، فالنكتة في مصر تساير الحياة، عينها ترصد كل جديد يحدث في المجتمع المصري». 
ويتابع د. عبدالعزيز سيد الأهل، في كتابه عن النكتة في مصر: «المجتمع المصري يتكون من خليط من الأمم، فإذا اجتمعت تفتقت فيه أنواع الذكاء والمكر والدهاء، وتناقضت مظاهر المجتمع، واختلفت أزياؤه وألوانه، وإذا تناقضت هذه المظاهر، بعثت في الناس نقائض في المشاعر والأحاديث، وما النكتة إلا بنت هؤلاء».

في لبنان 
اللبنانيون، في مزاجهم الفكه، وحبهم للمرح والاجتماع، وتوقهم الدائم إلى الحرية، ونزوعهم إلى الحديث والعمل في السياسة خصوصاً، عرفوا الأدب الفكاهي مبكراً. 
وقد نقلته إلينا أزجال ترقى إلى عهد الأمير فخر الدين الكبير (1516/1545) في مواضيع شتى: الحاكم، المرأة، رجل الدين، وكذلك شرعوا بتدوين ذلك، غير مكتفين بتناقل شفهي.
وعرف بلاط الأمراء مهرجين مضحكين أمثال أخوت شاناي أيام الأمير بشير الثاني (1767 – 1850) وشعراء متندرين أمثال نقولا الترك، وشعراء ساخرين أمثال عمر الزعني الذي أتعب السلطات الفرنسية في نقده السياسي.
وكان للصحف الفكاهية في لبنان دور بارز، وقد بدأت مبكراً أيضاً في أواخر القرن التاسع عشر، أصدرها صحفيون قديرون، ذوو حس انتقادي، اعتبروا الفكاهة صالحة للتعبير الاجتماعي والسياسي، وكانت الكتابات الفكاهية متداخلة مع الكتابات الجادة، ثم سرعان ما انفصلت وباتت في دوريات مختصة، وسجل في لبنان بين 1905 و1929 صدور 22 دورية فكاهية من أسمائها: هبت، المنتقد، كراكوز، أبوالنواس، السعدان، جحا، الكشكول، النمرود، المناغش، المجنون، أبوالرياح والمسامير، والعفريت.
وقد أسهمت هذه الدوريات في تقويم السياسة وإعلاء صوت الشعب في مطالبته بالعدالة، لكن اليد العثمانية راحت تزيد من قسوة الرقابة «فكان قـــــلم الرقيــب يحذف خُمس المادة المكتوبة أحياناً، ويرفــــض نشر الشعر لأنه يثير مشاعر الشعب».
ومن طرائف هذه الحالة أنه «أصدر توفيق جانا في 17 سبتمبر 1910 صحيفة هزلية أسماها حمارة بلدنا، وجعلها تنطق بالحكمة وتستنبط الأفكار الاستعمارية من أعمال موظفي الحكومة، فلم يرقْ هذا للوالي، فأصدر أمره بإغلاقها، وأوعز جانا إلى أخيه بإصدار صحيفة جديدة هي الحمارة بتاريخ 4 نوفمبر، أي بعد بضعة أيام من إغلاق الأولى، فسارت على منوال أختها، فأمر الوالي أيضاً بإغلاقها، فأصدر جانا غيرها باسم البغلة في 4 يوليو، ولم يمض أسبوعان حتى أمر الوالي بإغلاقها، فأصدر جانا حمارة الجبل، وحملت بشدة على النظام الفاسد، فأغلقها، فأصدر صاحبها جراب الكردي، فأمر الوالي بسجنه».

الفكاهي
لكل شعب بطله المضحك، فللعرب وللأتراك جحا وقراقوش، وللروس بلاكيرف، وللطليان برتولدو، وللإنجليز جو ميلر، وللألمان أولنشبيكل، الذي جمع نوادره توماس مورنر في القرن السادس عشر، وهي تحكي عن حرب انتقامية شنها فلاح ضد الطبقات الفاسدة المالكين الأشرار.
ودون كيشوت الإســباني وغارغنتــوا الفرنسي، كل أمة تبتدع شخصية تمدها بالحكمة والحمق والبلاهة وروح الفكاهـــــة، تنازع الباحثون كونها وهمـــــية أو حقيـــقية، جحانا مثلاً ادعاه الأتــراك، فالخوجه نصر الدين التركي، أو أبوالنصر الـــفزاري العربي قيل إنه عاش فـــي القرن الخامس عشر، وأشــــار ابن النديم إلى أنه من رجال القرن العاشر، وذكره الميداني وادعاه للأتراك الذين كتبوا سيرته. 
وهكذا كانت نوادره من عصور عدة، فقال العقاد إنها استخدمت لأغراض تعليمية، أو انتقادية، وإن الأدب «الجحوي» شاع في عصر النهضة مع شيوع النقد الاجتماعي. 
والفكاهي محترف وهاوٍ، تفصل بينهما القدرة على الاستمرار المتجدد، وقد يكون جريئاً في اكتشاف لون الفكاهة، تلفته النمطية فيكسرها، والبشاعة فيبالغ في نقلها، والتناقض فيصوره، ولأن الناس يلتقون عادة على مقاييس عامة للجمال والقبح يحددها الذوق العام، يأتي الفكاهي مستثمراً القباحة المخالفة للذوق، فيبالغ في نقلها، ويحصل التناقض المضحك، فالطفيلي لا يثير الضحك، ولا يفتق السخرية إذا انسجم انسجاماً كاملاً في جو العرس أو الوليمة، وتخلّق بأخلاق الحضور، وأخضع ذاته لمقاييسهم، لكن طبعه ميال بصورة تلقائية آلية إلى تحقيق الرغبة في التهام الطعام دون أن يأبه لما تآلف عليه المدّعون، وما هو عرف عام في مثل هذه المناسبات.

خاتمة
إن ارتباط الفكاهة بالتحولات في المجتمع واضح، فغزارتها في أوقات، وحّدتها في أوقات، تؤكدان علاقتها الوثيقة بالحال السياسية والاجتماعية في البلد، فتغدو دراستها في لغتها، وفي وسائل نشرها، وفي مضامينها، وفي دلالاتها، ضرورة، كونها مؤشراً ثقافياً لدراسة المجتمع.
وقيل إن الفكاهة تمكن المتسلّح بها من أن يفر من ملاحقة القانون، وكم اتخذتها السياسة دروعاً حصينة لحماية نفسها، كما تبدو من جهة أخرى وسيلة للإصلاح إذا عجزت القوانين والتعاليم عن التأديب .