«فنان الشعب» الشامل

«فنان الشعب» الشامل

تتوزع موهبة يوسف العاني (1927 - 2016م)، الفنان العراقي المعروف، على اتجاهات عدة، حين تعبر  عن موهبة كاتب وممثل ومخرج ومعدّ، موسوعي المعرفة والأداء، كتب بالعامية والفصحى، ومثَّل في السينما والتلفزيون والمسرح، وهو شخصية إنسانية مميزة، ذات فكر    نيّر، اقترن اسمه بالفئات الفقيرة، والطبقات المسحوقة حتى سُمّي فنان الشعب، وكان بعيداً عن السياسة والسياسيين في تعامله اليومي، ولكن كتاباته المشبعة بالفكر الإنساني المضرج بدموع الفقراء، جعلته أفضل من مثّل شخصية الفقير المعدم، كالحمال والسائق والأصم والجابي والحمال، ألَّف عدداً كبيراً من المسرحيات التي مثَّل غالبها على المسرح، وعدداً  آخر لم يمثل وبقي ضمن تراثه الأدبي العريق، وأصدر عدة كتب تضمنت مسرحياته التي كتبها بلغة عربية متينة، كما كتب وأعد عدداً من النصوص التي أخرجت على خشبة المسرح والشاشتين الصغيرة والكبيرة؛ وهو كاتب ذو موقف واضح وثقافة متقدمة، تقترب من - إن لم تجسد - شخصية المثقف الشامل.

 

درس‭ ‬العاني‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬ذ‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد،‭ ‬ولكنه‭ ‬أغرم‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فأصبح‭ ‬ممثلاً‭ ‬ومخرجاً‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬انتهاء‭ ‬دراسته‭ ‬للقانون،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يستثمر‭ ‬شهادته‭ ‬الجامعية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬الشهادات،‭ ‬ولكنه‭ ‬استثمر‭ ‬ثقافته‭ ‬ليكون‭ ‬فناناً‭ ‬متميزاً،‭ ‬وكاتباً‭ ‬متجدداً‭ ‬لا‭ ‬يركن‭ ‬إلى‭ ‬الصمت‭ ‬والدعة،‭ ‬يحب‭ ‬الإبداع،‭ ‬ويواصل‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬فنه‭ ‬وحياته‭.‬

 

في‭ ‬رحم‭ ‬الحياة

‭ ‬مثّل‭ ‬يوسف‭ ‬العاني‭ ‬الإنسان‭ ‬بكل‭ ‬معانيه‭ ‬الراقية،‭ ‬وله‭ ‬فكر‭ ‬ضارب‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المعرفة‭ ‬جسّده‭ ‬تمثيلاً‭ ‬وكتابةً‭ ‬وإخراجاً‭ ‬وموقفاً،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬إبداعه‭ ‬يوغل‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتصور‭ ‬الطبقات‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬افتعال‭ ‬أو‭ ‬محاباة‭ ‬أو‭ ‬تملق،‭ ‬يصور‭ ‬للمتلقي‭ ‬الشخصية‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعفوية‭ ‬مشحونة‭ ‬بطاقة‭ ‬فكرية‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬للواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي،‭ ‬عبر‭ ‬ريشة‭ ‬فنان‭ ‬له‭ ‬تجربة‭ ‬حية‭ ‬وأمينة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ثقافية‭ ‬متميزة،‭ ‬يميل‭ ‬فيها‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬الاختزال‭ ‬بإشارة‭ ‬أو‭ ‬لمحة‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬أو‭ ‬جملة‭.‬

‭ ‬للمكان‭ ‬حضوره‭ ‬البليغ‭ ‬في‭ ‬فنه،‭ ‬كما‭ ‬للأشياء‭ ‬حضورها‭ ‬أينما‭ ‬كانت‭ ‬ومتى‭ ‬وجدت؛‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬ورسم‭ ‬صوراً‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬المتلقي،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬صور‭: ‬الخان،‭ ‬البستوگة،‭ ‬المفتاح،‭ ‬الخرابة،‭ ‬الشريعة،‭ ‬المصيدة،‭ ‬الجومة،‭ ‬المسمار‭ (‬مسمار‭ ‬جحا‭)‬،‭ ‬الولاية‭ (‬ولاية‭ ‬وبعير‭)‬،‭ ‬بغداد،‭ ‬المجالس،‭ ‬الباب‭ ‬القديم،‭ ‬المنعطف،‭ ‬البستان،‭ ‬الشارع‭...‬،‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬هو‭ ‬الحيز‭/ ‬الكيان‭ ‬الأكثر‭ ‬قرباً‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وهمومهم،‭ ‬فكانت‭ ‬شخصياته‭ ‬ذات‭ ‬حضور‭ ‬شعبي‭ ‬يتعلق‭ ‬به،‭ ‬فهو‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬ومحتواها‭ ‬العميق‭ ‬المعبر‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بالواقع،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬زخرت‭ ‬أعماله‭ ‬بشخصيات‭ ‬مهمة‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬به،‭ ‬مثل‭: ‬البيك،‭ ‬السائق،‭ ‬ملاّ‭ ‬عبود،‭ ‬جحا،‭ ‬سعيد‭ ‬أفندي،‭ ‬المجنون،‭ ‬الأخرس‭...‬؛‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬تحمل‭ ‬أسماءها‭ ‬الشعبية‭.‬

‭ ‬جمع‭ ‬في‭ ‬إبداعه‭ ‬بين‭ ‬المنهج‭ ‬الحديث‭ ‬والمؤثرات‭ ‬الحضارية‭ ‬للموروث‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬أجواء‭ ‬بغداد‭ ‬وحكايات‭ ‬‮«‬ألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة‮»‬،‭ ‬وحياة‭ ‬الخانات‭ ‬والمقاهي‭ ‬والفرجة‭ ‬البغدادية،‭ ‬وهو‭ ‬ميال‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقتها‭ ‬بذلك‭ ‬الموروث‭ ‬العريق‭ ‬والغني‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬محمّل‭ ‬بفيض‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والرؤى‭ ‬والأفكار‭ ‬المشحونة‭ ‬بالمواقف‭ ‬والصدق‭ ‬والعفوية‭.‬

‭ ‬تنوعت‭ ‬المؤثرات‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬في‭ ‬تراثه،‭ ‬بين‭ ‬مسرح‭ ‬بريخت،‭ ‬والمسرح‭ ‬الأوربي،‭ ‬ومسرح‭ ‬ستافسلافسكي،‭ ‬والمسرح‭ ‬اللبناني،‭ ‬والتراث‭ ‬العربي‭ ‬والعراقي؛‭ ‬فقد‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الاتجاهات‭ ‬بصورة‭ ‬عميقة‭ ‬وواضحة‭ ‬بما‭ ‬جعل‭ ‬منها‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬لعصرها،‭ ‬وصورة‭ ‬لمسرح‭ ‬المرحلة،‭ ‬أما‭ ‬شخصيته‭ ‬ممثلاً‭ ‬فهي‭ ‬شخصية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬الحياة‭ ‬والإنسان‭ ‬وفق‭ ‬الأطر‭ ‬النموذجية،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التكلف‭ ‬والإغراق،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الكوميديا،‭ ‬أو‭ ‬السخرية‭ ‬السمجة‭/‬‭ ‬الفجة،‭ ‬وإنما‭ ‬يضمّن‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬الشخصية‭ ‬الموقف‭ ‬الساخر‭ ‬والنافذ‭ ‬والقادر‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬المشاهد‭ ‬رؤية‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬معرفية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬فضح‭ ‬الخلل‭ ‬وكشف‭ ‬التناقضات،‭ ‬فهو‭ ‬كاتب‭ ‬يمتلك‭ ‬أدواته‭ ‬وقوة‭ ‬تأثيره‭ ‬وبلاغة‭ ‬تعبير‭ ‬بلغة‭ ‬صامتة‭ ‬أو‭ ‬ناطقة‭.‬

‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬البغدادية‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬ثقافته‭ ‬وملامح‭ ‬شخصياته‭ ‬ولغتها‭ ‬وصدقها‭ ‬وعفويتها،‭ ‬لذا‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يستثمرها‭ ‬ويقدمها‭ ‬بكل‭ ‬حميميتها‭ ‬وعمقها‭ ‬ونبلها،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬‮«‬الجابي‮»‬‭ ‬و«سعيد‭ ‬أفندي‮»‬،‭ ‬وشخصيات‭ ‬روايات‭ ‬غائب‭ ‬طعمة‭ ‬فرمان،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬النخلة‭ ‬والجيران‮»‬‭ ‬و«القربان‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتسبب‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬الفني‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬التشتت‭ ‬والارتباك،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أسبغ‭ ‬على‭ ‬أعماله‭ ‬الرصانة‭ ‬والشمول‭ ‬والعمق‭ ‬الإنساني،‭ ‬والخصوبة‭ ‬الثقافية‭ ‬والتنوع‭ ‬والثراء‭ ‬الفكري‭. ‬هذا‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬الانتماء‭ ‬وحذقه‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬معرفته‭ ‬والتصاقه‭ ‬بفنه‭ ‬وإبداعه،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬فن‭ ‬المسرح،‭ ‬لأنه‭ ‬أكثر‭ ‬الفنون‭ ‬اتصالاً‭ ‬بالجماهير‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬بين‭ ‬النص‭ ‬والممثل‭ ‬والمخرج،‭ ‬مع‭ ‬المشاهد‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬مارس‭ ‬العاني‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬وقد‭ ‬ترفع‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬الإسفاف‭ ‬والتزلف،‭ ‬فحاول‭ ‬بناء‭ ‬الأبعاد‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬لكل‭ ‬عمل‭ ‬قدمه،‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المشاهد‭. ‬ولربما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تحصيله‭ ‬العلمي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬عليه،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هضم‭ ‬ما‭ ‬تعلمه‭ ‬ووظفه‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬إبداعه‭ ‬وشخصيته‭. ‬وكذلك‭ ‬فعل‭ ‬مع‭ ‬إرثه‭ ‬السياسي‭ ‬والمعرفي‭ ‬والإنساني‭.‬

ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬مشوار‭ ‬يوسف‭ ‬العاني‭ ‬الفني‭ ‬هو‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الإحاطة‭ ‬الشاملة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أفق‭ ‬تكاملي‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والمعرفة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬الشخصية‭ ‬ومؤثرات‭ ‬المكان‭ ‬وأسلوبه‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬التسلط‭ ‬والاستغلال‭ ‬والخيانة،‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬بؤرة‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الحياة‭ ‬عبر‭ ‬الفن،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الشخصية‭ ‬الإنسانية‭ ‬بكل‭ ‬صبواتها‭ ‬وعفويتها‭ ‬ورصانة‭ ‬تعبيرها‭ ‬وقوة‭ ‬تأثيرها،‭ ‬فقد‭ ‬بقي‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬شخصية‭ ‬الإنسان‭ ‬والفنان،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجهه،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يفصل‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والفن،‭ ‬والواقع‭ ‬والإبداع؛‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يمتلك‭ ‬الصورة‭ ‬المثلى‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الناس‭ ‬وآمالهم،‭ ‬أو‭ ‬أذهان‭ ‬المثقفين‭ ‬وتصوراتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رسخ‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الجميع‭ ‬صورة‭ ‬المثقف‭ ‬والممثل‭ ‬والكاتب‭ ‬والمخرج‭ ‬والمعد‭ ‬والإنسان‭ ‬البسيط،‭ ‬وصديق‭ ‬الجميع‭ ‬الساكن‭ ‬ذاكرتهم،‭ ‬فهو‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬مسرحيته‭ ‬‮«‬مجنون‭ ‬يتحدى‭ ‬القدر‮»‬‭: ‬

‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أكن‭ ‬إلا‭ ‬باصطياد‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أكتب‭ ‬أسخر‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الرديء‭ ‬المرفوض،‭ ‬أشير‭ ‬إليه‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬كي‭ ‬أقرب‭ ‬الصورة‭ ‬وأرسم‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬كائن‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬والتصوير‭ ‬لخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الهزل‭ ‬المرّ‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬أو‭ ‬موقف‮»‬‭.‬

‭ ‬وهكذا‭ ‬هو‭ ‬يوسف‭ ‬العاني‭ ‬في‭ ‬نصوصه‭ ‬الجادة،‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فاعلاً‭ ‬ومؤثراً،‭ ‬وقادراً‭ ‬على‭ ‬تثقيف‭ ‬المتلقي‭ ‬وزرع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وشعوره،‭ ‬وتداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬