أزهار الكويت تقاوم الجفاف

أزهار الكويت تقاوم الجفاف

«الغطاء النباتي في الكويت»

صيف حار مشمس حارق، يستقبل أشعة شمس لا تخجل، شتاء قارس شديد البرودة ليلا، وأمطار شحيحة، ولدت أرضًا رملية تجهل دلالة اللون الأحمر أو اللون الأخضر، هذه بيئة لا تتجزأ من البيئة المناخية للدول العربية ولكنها اشتهرت بقسوة طبيعتها، وإن كانت سلسة التضاريس فهي صارمة المناخ.

هي الكويت، الدولة التي كان لها مع الطبيعة ومواردها حكايات وتحديات، فمن أرضها القاحلة تفجر الذهب الأسود محدثًا نهضة معمارية ومسيرة تنموية عمّت البلاد والعالم أجمع، في مقابل ذلك شهدت البيئة الطبيعية استنزافًا وحركة تصحر تكاد تعري أرضها من الداخل والخارج، لكن كرم الطبيعة الأم ليس له حد، فقد نمت على أرض الكويت الجرداء بعض النباتات التي تعايشت مع كل الظروف الطبيعية والبشرية القاسية، فارضة بذلك غطاء نباتيًا وإن كان بعضه موسميًا ضئيلاً، فإنه يضفي نوعًا من الوجود لحياة استحال وجودها.

معهد الكويت للأبحاث العلمية بذل جهودًا معطاءة لتقديم دليل مصور يتضمن عرضًا شاملاً لما تحتويه أرض الكويت من غطاء نباتي في وسط البيئة الصحراوية.

في رحلة إلى «صحراء» الكويت، تكون غالبًا في أجواء ربيعية خارجية، أو أجواء داخلية مكيفة، عادة ما يستوقفنا مرور قطيع من الماعز أو الإبل، لكن ما يلفت انتباهنا تناثر أنواع معينة من الأشجار الصامدة وان تفرق بعضها عن البعض الآخر، وكأن أحدًا ما قصد زرعها وتباعدها، وأنبت بينها حشائش وأعشابًا لا تعرف الغزارة. وبفضل وجود «دليل الغطاء النباتي في الكويت» تزودنا بمعلومات بيئية قيمة عن الكويت وتقدمها ما يثبت وجود ما يقارب الـ 374 نوعًا من النباتات أغلبها حولية و83 منها عشبية دائمة وعدد من الشجيرات المحلية التي تعرف باسم «الطلح»، وهناك أشجار زرعت وتأقلمت مع طبيعة المناخ في الكويت، حتى أننا نجدها قرب بعض البيوت وفي الشوارع مثل «أشجار السدر» ويستسهل الكويتيون زراعتها لما فيها من قوة تحمل. وإذا تمكنت من زيارة إحدى الجزر الكويتية مثل «فيلكا وبوبيان» فقد تصادفك نباتات تهوى وفرة المياه، كالقريص، الطرثوث، الكحيل، البردى، القصباء، الجثجاث، شقائق النعمان، العنيصلان، شجرة الغزال والربحلة والعديد غيرها الذي يبحث عن الوديان لينبت وينمو.

مع الحداثة والعمران قد يصعب علينا التمتع برؤية كل هذه النباتات في الكويت، فالأرض وما عليها مرتع اتخذه مربو الحيوانات لماشيتهم التي استنزفت العشيبات المتناثرة، وتنزهنا الربيعي في «البر» وهي مناطق عادة تكون غير مأهولة بالعمران يقصدها الكويتيون في فصلي الشتاء والربيع من كل عام، لم يمتع أرضنا كما أمتعنا. فقد اقتلعت الأشجار لنصب الخيام كما اقتلع البعض السياج الذي وضعته الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية للحفاظ على أشجار تجاوز عمرها الـ 80 عامًا، كما أضرت أعمال جمع الصلبوخ والبحث عن المعادن بكارة الأرض، أضف إلى هذا قلة الأمطار وندرة مصادر المياه الطبيعية بشكل عام في الكويت، وحلت الكارثة البيئية على أجواء الكويت عام 1991 حين احتلت الكويت واستبيحت الأرض وما عليها من حياة ونباتات دهست بآليات عسكرية ضخمة، وكانت نهايتها بكارثة إشعال آبار البترول التي أوجدت مناخًا يقلل فرص الحياة للنباتات الصحراوية، حيث غطت كميات كبيرة من النفط المتسرب التربة مكونة عليها طبقة تتراوح سماكتها بين 2و5 مم، وتجاوز السمك في مناطق منخفضة 15سم الأمر الذي حال دون نمو أنواع من النباتات الحولية فيها، أما الغيوم السوداء التي تكونت بالسماء وما صاحبها من قطرات بترولية فقد تصدت لنمو الأنواع الدائمة من النباتات لفترة مؤقتة، وتشكل الخطر الأكبر لهذه الكارثة في تشبع مسام التربة بالنفط الخام الأمر الذي تسبب بعقم الأرض في بعض المناطق، في مقابل مقاومة وتعايش مع الظروف البيئية التي استجدت لنباتات مثل «العرفج، الثندة، الرمث، الحماط، والحلفا».

خارطة حديثة لنباتات الكويت

استطاع فريق معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1999 من خلال مشروعه «مسح التربة» تصنيف الغطاء النباتي في الكويت وحصره في 8 مجموعات:

مجموعة الرمث: تتمثل في شجيرة قصيرة تنمو بارتفاع 60 سم، تصاحبها أنواع نباتية محدودة التوزيع مثل القتاد، حيث يتعرض الرمث للاستنزاف، يظهر مكانه نوع من الأعشاب الحولية مثل الصمعاء، وقد تتخذها بعض الحيوانات البرية كمأوى، نشاهد نباتات هذه المجموعة في المناطق الشمالية والغربية من الكويت، وتغطي ما نسبته 7.22% من المساحة الممسوحة.

مجموعة العرفج: هو النبات المفضل للرعي، يصل ارتفاعه 80 سم، البدو يستهلكون سوقه وجذوره كوقود، وعادة هو عرضة للرعي الجائر فيستبدل بالثندة، يشاركه في المجموعة نبات العضرس، الحماط، الرقروق، الحلفا، والنصي، تتركز هذه المجموعة في الأجزاء الشمالية والوسطي والجنوبية من الكويت، وتغطي هذه المجموعة ما نسبته 1.2% من مساحة الكويت.

مجموعة الثندة: هو من أفضل النباتات لعملية تثبيت التربة، وأكثرها انتشارًا في الكويت، ينمو كحزمة كثيفة في القاعدة يتجاوز طوله 100 سم، يصاحبه بعض النباتات الحولية مثل أصابع العروس، الصفيرة، والربلة، وحين يندر وجوده يحل مكانه شجيرة حولية تسمى الحاد. تمتد هذه المجموعة في اتجاه محدد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وازدادت نسبة وجوده على الخارطة النباتية حيث بلغ 9.62% من مساحة الكويت.

مجموعة النصي: تنمو هذه المجموعة في ظروف قاسية جدا، مما يجعله الأكثر عرضة للاختفاء، ويستبدل وجوده ببعض الحوليات مثل الربلة، الصمعاء أو مجتمع الرمث، ويندرج تحت هذه المجموعة نبات الحماط، الحلفا وكذلك الحوليات التي سبق ذكرها، تنتشر في الجنوب والجنوب الغربي ومجموعات قليلة منه في الشمال والشمال الغربي من الكويت.

مجموعة الهرم: أغلبها نبات الهرم، وهو شجيرة تكثر وتنتشر في المناطق الساحلية والرطبة، يصاحب هذه المجموعة أنواع من النباتات الحولية والدائمة التي تتحمل الملوحة مثل الخذراف والشويلة والمليح، تنتشر هذه المجموعة بنسبة 3.0% وتوجد حيثما وجدت المياه والتربة الرطبة.

مجموعة الحلفا: على الرغم من ديمومة وجود هذه العشبة ووفرتها على مدار السنة ومعايشتها ظروف المناخ القاسية إلا أنها لا تشكل إلا ما نسبته 1% من مساحة الكويت، وتظهر في الجنوب الغربي من الكويت، نبات النصي يدخل ضمن هذه المجموعة.

مجموعة الثمام: يسيطر على المجموعة نبات الثمام، ونبات العكرش، وهو عشبة صحراوية دائمة تكون بشكل شجيرات متشابكة يصل ارتفاعها إلى المتر الواحد، يتركز وجوده في شمال غرب الخليج أي في الكويت فقط ويمتد إلى الساحل الجنوبي الغربي، ويشكل ما نسبته 7.0% من الغطاء النباتي في الكويت.

مجموعة النباتات المحلية: تشمل هذه المجموعة الأثل، الغردق، الثلوث، والشنان، تتشابه هذه النباتات بظروف وجودها، فهي تنبت في تربة رطبة أو معرضة لجريان الماء وعادة تكون مالحة، وتشكل ما نسبته 9.1% من الخارطة النباتية الحديثة.

بعد تفصيل للغطاء النباتي الحديث للكويت (1999)، استعان فريق من المعهد بدراسات سابقة تعود إلى عام (1974) لمقارنتها بالتوزيع النباتي الحديث، وقد كشفت نتائج البحث المقارن عن عدد من التغيرات التي طرأت، فقد تراجع نمو بعض المجتمعات النباتية في مقابل انتشار واسع لأنواع أخرى، على سبيل المثال، كان مجتمع نبات الثندة يغطي ما نسبته 1.01% من الخارطة النباتية - بينما ارتفعت نسبة وجوده إلى 9.62% في الخارطة الحالية، في مقابل تراجع كبير لمجتمع نبات العرفج الذي شكل ما نسبته 6.03% في التوزيع السابق، وبلغ 1.2% في التوزيع الحالي، وبرر الفريق التراجع باعتبار العرفج من أكثر النباتات المرغوب فيها للرعي وظل وجودها محصورًا في بعض المناطق المحمية.

كما سجل الفريق هيمنة لمجتمع نبات الحاد الذي حل بديلا لمجتمع الثندة، كما رصد الفريق نباتًا يطلق علية ziziphus nummularia لأول مرة في شمال غرب ووسط الكويت.

نباتات تتعاقب وتتكيف

قد تهيمن أنواع نباتية معينة بعد اضطراب بيئي للتربة أو المناخ، مما يقلص وجود النباتات الأصيلة في المنطقة فتصبح أصغر حجمًا وأقصر عمرًا، هذا التفاعل مع الظروف المحيطة بالنبات محكوم بعاملي الزمان والمكان، فعملية تعاقب النباتات هذه تؤدي إلى تطور الأنواع وخلق نباتات أكثر ثباتًا. ويطبق فريق المعهد عملية التعاقب النباتي على الرمث والعرفج، الذي يكون وجودهما في ذروته إثر وجود بيئة مناسبة بعيدة عن الاستغلال البشري ولكن سرعان ما تتأثر التربة بسبب عوامل التعرية أو تراكم الرمال، الأمر الذي يشهد نمو المتناميات (حشائش حولية) يليه غياب لشجيرات العرفج وتفوق للمتناميات، وينتج عن مرور الزمن والتعرض المتتالي لعوامل التعرية وندرة المياه، أرض قاحلة يندر فيها وجود أي نوع من النباتات. إن عملية التعاقب النباتي تدفع المهتمين بالحياة البيئية النباتية إلى تحديد أسلوب إدارة سليمة للمراعي تحد من سوء الاستغلال البشري والرعي الجائر، بالإضافة إلى سقوط منتظم وجيد للأمطار.

الحاصل في الكويت وما أثبته فريق المعهد في خارطة الغطاء النباتي، يظهر انتشارًا لنباتي الثندة والحاد وأعداد من الأعشاب الحولية والنباتات المتنامية، التي تنتج عن الرعي الطويل للأراضي واقتلاع شجيرات العرفج، في مناطق يفترض أن يسودها بكثرة.

النبات وليد تربة ومناخ، يسعى جاهدا إلى التأقلم مع محيطه إما بإحداث تغييرات فيزيائية، أو تغييرات في وظائفه العضوية (فسيولوجية) مثلما يحدث في شجيرة العرفج، التي تنتج أوراقها بسرعة بعد هطول المطر، وحين تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تتحول أغصانها وأوراقها التي تشكلت حديثا إلى سميكة وكذلك شأن زهورها، أما في الصيف فتنزع عنها أوراقها ويزيد سمك أليافها الحية، كما يظل ثمار العرفج متجمعًا تحت شجيرته، ويظل في سبات حتى يحين المناخ الملائم للإنبات.

أما نبات الهرم، فهو يقاوم الجفاف بأوراقه التي تتكون من وريقات عصارية تقلل عملية فقدان الماء بواسطة النتح، كما تقوم بعض النباتات الموسمية بإسقاط الأجزاء الكاملة التي توجد فوق الأرض مثل نبات الجريد، والحماط التي تجف كليا عندما تسقط السوق خلال فصل الصيف، كما تتكيف بعض النباتات من خلال تغيرات في جذورها فبعضها يتشكل بسرعة بعد سقوط المطر ليستغل النبات أي تجمع مائي، كما تنمو جذور جانبية تدوم على مدار العام لبعض النباتات، لتشارك في عملية امتصاص الماء. أما النباتات الرملية فتتكيف فيزيائيًا، فبعضها عند تراكم الرمال تبدأ جذورها بالنمو على الأغصان حتى تصل إلى المياه المرتفعة بالخاصة الشعرية، أما نبات الثندة فيشكل غصينات جديدة عندما تدفن بالرمال، وجذورًا عميقة تمكنها من امتصاص رطوبة التربة، أما النباتات الملحية التي تنتشر في التربة الرطبة المالحة فتحافظ خلاياها على التناضح أعلى لتحفظ المياه، كما تتحمل جذورها مستويات الأوكسجين المنخفضة.

في ختام الرحلة

من شمال الكويت، وعلى طريق الصبية، سلك أعضاء الفريق طريقهم، مزودين بالخرائط الطبوغرافية، البوصلة، وأجهزة أخرى لتحديد الموقع الجغرافي، بالإضافة إلى منظار ثنائي العين، عدسة يدوية، وأجهزة التصوير، وكل هذا يسبقه الإسعافات الأولية لتوخي الحذر من اللدغات السامة، وانفجار الألغام، وتلوث بعض المناطق.

طريق الصليبية، على جانبه الأيسر ظهرت مراعي الأغنام، وتجمهر لرواد المخيمات، يسود الأرض نبات الثندة، الذي يكثر في المناطق المسورة المحمية، ويغلبه كثرة نبات العرفج، وحين تتوهج السماء بألسنة اللهب المشتعلة من غازات النفط في حقول المناقيش، سجل الفريق وجودًا لنباتي النصي والعرفج، ونزولاً إلى أم قدير برزت لهم مجتمعات الحلفا على مقربة من الحدود الكويتية - السعودية، وميلاً باتجاه الجنوب الشرقي يتغير الغطاء النباتي إلى الثندة والحاد والنصي. الحياة النائية البسيطة تلوح للفريق في الجنوب الغربي من الكويت حيث موطن الكمأ (الفقع)، يقال إن وجوده يصاحب وجود نبات الرقروق، وفي تحولات نباتية لا تتوقف يصادف الفريق غطاء ملونًا من النباتات الحولية يستقبلهم عند حفر الباطن، يكثر فيه الفطر الصحراوي الأبيض المستخدم في ألوان السدو.

أثبتت الملاحظة الميدانية للفريق وجود 5 أنواع من الأشجار يمكن اعتبار الكويت موطنها الأصلي وهي، السدر، وتسمى بشجرة الأحلام ويقال إنها ألهمت ديكسون اكتشاف حقل برقان (رصد الفريق شجرة وحيدة أثناء رحلته بالقرب من حقل برقان). والطلح، تعرضت إحداها إلى أضرار بشرية وبيئية بعد عام 1991 مما أدى إلى انهيارها وانقسامها إلى شطرين ولكن أغصانها تفرعت مرة ثانية عام 9991. بالإضافة إلى أشجار السلم (الصفصاف )، والأثل التي تنتشر في شمال الكويت بمنطقة الصبية، وأشجار النخيل الكريمة التي تمنح الظل والثمر الطيب. (أنشأ معهد الكويت للأبحاث العلمية بنكًا لبذور النباتات الصحراوية،لزراعتها في مشاريع إعادة تأهيل الأراضي المتضررة).

إن أروع ما تضمنه «دليل الغطاء النباتي في الكويت» هو الصور الحية للفريق أثناء الرحلة، حيث جودة الصورة ودقة التوضيح للمادة المصورة، وما سهل مهمة الفريق في عملية قياس الغطاء النباتي، تجانس سطح الأرض في الكويت، وقد استعان أعضاء الفريق بإطار مربع الشكل (20 × 20 سم) لاختيار موقع عشوائي، ويوضع على هذا الموقع إطار بمقياس أكبر (1 × 1 م) ويرمى الإطار الصغير فوق الرأس ويتحدد الموقع المدروس، واعتمدوا على نظام تسمية عالمي حيث تحديد اسم الجنس واسم النوع، مقسمين النباتات إلى 5 مجموعات من الأبسط إلى الأعقد (الطحالب، الحزازيات، السرخسيات، عاريات البذور، وكاسيات البذور) وتضمن الدليل كل المجموعات باستثناء الطحالب والحزازيات لوجود أغلبها في المياه.

خص فريق معهد الكويت للأبحاث العلمية، «دليل الغطاء النباتي في الكويت»، بفصل منفرد يعرض كل النباتات الواردة فيه، تحت اسم الرتب والعوائل التي تنتمي إليها مع وصف دقيق لكل نوع وبيئته، وفترات ازدهارها واضمحلالها، بالإضافة إلى صور لها.إن الجهد الذي بذله الباحثون في معهد الكويت للأبحاث العلمية، لتقديم دليل مصور شامل للبيئة النباتية في صحراء الكويت، هو فرصة للتعرف على عطاء الطبيعة المتجدد في ظل قسوة الإنسان عليها، ومبادرة للبدء في الحفاظ على ما تبقى لنا منها.

 

سميرة أحمد السيد 





 





 





من أبرز المشاريع لحماية المواقع الطبيعية في الكويت محمية صباح الاحمد الطبيعية





عش الشولة





رقراقة





ثريزة - ضريسة





الرقيقة





عريفيجية - رجريجة





لصيق





الطريقة التي اتبعها الفريق في قياس وتقدير النباتات





زهرة من صحراء الكويت





صحراء مزهرة في فصل الربيع





من اشكال الغطاء النباتي في الكويت