دار الأوبرا السلطانية في مسقط عندما تصنع الفنون ميثاق السلام والمحبة

لكل مدينة مَعلم لا يمكن أن تتجاوزه خلال زيارتك لها، وإنْ حدث، فإن زيارتك منقوصة جداً وغير كاملة. وعندما تجد نفسك في مدينة مسقط العاصمة البهية لسلطنة عمان والمستكينة بهدوء ودعة على البحر، فلا يمكن إلا أن تحجز تذكرة لحضور حفل أوبرالي أو موسيقي أو مسرحي في دار الأوبرا السلطانية بمسقط تتوج به زيارتك للمدينة.
في دار الأوبرا السلطانية ستجد نفسك تبحر في سمائها وأنت تستعيد موزارت وبيتهوفن والأعمال الأوبرالية الخالدة التي سطرها بوتشيني وفيردي، وتستعيد أم كلثوم عبر آمال ماهر وكونشرتو العود عبر عمالقة العود في العالم العربي، وتعيش مشهداً ثقافياً باذخاً بالجمال الراقي، وتحلق عالياً عالياً إلى سماوات الإبداع.
على الرغم من أن مسقط مدينة متخمة بالتاريخ وبالقلاع الشامخة والأسواق التقليدية التي تشتم عبرها عراقة الشرق، والمعالم التي تعيدك إلى قرون طويلة مضت، ليس على عُمان فقط بل على منطقة الجزيرة العربية بأكملها، وعلى الرغم من أن صوت الفنون الشعبية العمانية المغناة وصوت العازي يتردد صداه بين البحر والجبل، فإن دار الأوبرا السلطانية منذ افتتاحها عام 2011 أعادت رسم خريطة طريق أي رحلة إلى مسقط، واستطاعت أن تضع نفسها في مقدمة برنامج الرحلات للمدينة وتصنع مع معالم المدينة معادلة الأصالة والمعاصرة التي ارتضتها عُمان لنفسها منذ بداية عصر نهضتها الحديث مطلع سبعينيات القرن الماضي، وصارت أسوارها تطاول قلعتي الجلالي والميراني، وجمالها يحاكي جمال نقوش جامع السلطان قابوس الأكبر ومبنى مجلس عُمان والمحكمة العليا.
وفي المسافة الزمنية بين شهري سبتمر ومايو، يغيب عنك وأنت في مسقط سؤال «أين أذهب الليلة؟»، فدار الأوبرا التي تزدحم روزنامة فعالياتها على مدار أيام العام تعطيك كثيراً من الخيارات الخيالية والمتنوعة.
في الذكرى الخامسة لافتتاح دار الأوبرا السلطانية، كانت مجلة العربي حاضرة في المشهد لترصد التجربة استقراء للمتحقق واستشرافاً للمستقبل.
أوبرا في جزيرة العرب
لم يكن استيعاب فكرة إنشاء دار للأوبرا في مسقط أو في منطقة الخليج العربي بالأمر السهل قبل خمس سنوات من اليوم فقط لأسباب كثيرة، ليس أولها أن فن الأوبرا فن غريب عربياً وخليجياً، وهو إنْ كان معروفاً فعند نخب النخب فقط، وليس آخرها أيضا النظرة الدينية التي ترى في إنشاء مثل هذه الدُور ابتعاداً حقيقياً عن روح الإسلام إلى مناطق تغريبية أقرب إلى الضفة الأخرى منه.
وواجهت دار الأوبرا السلطانية منذ افتتاحها كثيراً من النقد من بعض رجال الدين حتى أنهم طالبوا، بعد التجاذبات والأحداث التي شهدها عام 2011، بتحويلها إلى مركز إسلامي.
ولكن إدارة الدار استطاعت أن تذيب الجليد شيئاً فشيئاً وتجسر الهوة بين الدار وعموم الجمهور، فعمدت إلى تنظيم أيام مفتوحة للأسر تكشف لهم حقيقة دار الأوبرا والدور الذي تقوم به، واستضافت الدار أيضاً عروضاً في الإنشاد الديني، وعروضاً في الرقص الصوفي (رقص الدراويش) من مختلف البلدان الإسلامية، كما تحتفي الدار سنوياً بكثير من المناسبات الدينية.
وبعد أنْ زار بعض رجال الدين دار الأوبرا اكـــــتشفوا أنها ليـــست مبنى لــــهدم أركـــــان الدين الإسلامي، ولــكنها مبنــى للثقـافة والفـــن الراقــــي، فخفت خطاب النقد، ولم يعد غريباً أن تصادف معممين يحضـــرون عـــروضاً فـــي دار الأوبرا أو ينشرون صوراً لهم في وسائط التواصل الاجتماعي وهم في حفــــلات أوبرالية.
لكن قوة دار الأوبرا في مسقط تأتي في المقام الأول من رعاية السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لها بشكل مباشر، وهو، كما قالت «اليونسكو» ذات يوم، أحد أهم الحكام العرب الداعمين للثقافة والفن، ليس في المشهد العربي فقط وإنما في المشهد العالمي.
ويرأس اللجنة العليا لدار الأوبرا السيد فهد بن محمود نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في عُمان، وهو الرجل الثاني في المشهد السياسي العماني.
ريادة عمانية
عندما افتتحت دار الأوبرا السلطانية في مسقط عام 2011 كانت الأولى في منطقة الخليج، وأحدثت مفاجأة على كل المستويات العربية والعالمية، وكان التحدي الأول أمام الدار ليس تجهيز مبنى ومسرح وفق أحدث ما تبنى عليه دور الأوبرا في العالم فقط، ولكن كان في قدرتها على استقطاب العروض العالمية وفق مستوى جودة لا تنزل عنه، وفي تناغمها مع المجتمع العماني وبالتالي تشكل تواصلاً بينها وبين الجمهور مع تفهم لرسالتها. لكن المفاجأة كانت أن التذاكر تنفد في الغالب فور عرضها في بداية كل موسم. ولم يعد رواد الدار من الأوربيين الذين يقطعون آلاف الكيلومترات لحضور عرض لأوبرا عايدة أو أوبرا توراندوت أو أوبرا روميو وجولييت أو كارمن أو سماع أحد نجوم السوبرانو العالميين، بل صار الحضور العماني والخليجي يزاحم الحضور الأوربي. وسرعان ما تحولت دار الأوبرا السلطانية خلال خمس سنوات فقط من قاعة عرض تستقطب العروض العالمية إلى دار تنتج عروضاً متكاملة، كما حدث في عرض «الرحلة العظيمة» الذي حاول اختزال التاريخ العماني في عرض استمر 90 دقيقة. وهو العرض الذي أُنتج بمناسبة مرور خمس سنوات على افتتاح الدار.
5 سنوات من النجاح
من بين الشخصيات التي لابد أن تقابلها وأنت تزور دار الأوبرا السلطانية شخصية كامل بن فهد آل سعيد، عضو مجلس إدارة الدار، الذي يتحدث بابتسامة دائمة عن الإنجازات، ولكنه أيضاً يتحدث عن طموحات الدار.
يقول كامل بن فهد: «كانت خمس سنوات رائعة شعرنا فيها بالنجاح الكبير، ساهمت في بناء السمعة التي اكتسبتها الدار على المستوى العالمي كواحدة من دور الأوبرا الرائدة في التنّوع والتميّز وفي تقديم أعلى مستويات الجودة، مما جعلها تتربع في قلوب الآلاف في عُمان والعالم».
ويحلو لابن فهد أن يتحدث عن دار الأوبرا السلطانية باعتبارها رسالة السلام العمانية للعالم أجمع، فما تفرقه السياسة تجمعه الفنون، معتبراً الموسيقى والفنون لغة تعبر فوق كل شيء وتعانق بجمالها كل شيء بعيداً عن اختلاف الثقافات واللغات، فهي تحمل لغة عالمية يفهمها الجميع ويشعرون بها من دون وسائط.
وما يذهب له كامل بن فهد صحيح إلى حد كبير، فلم يعد غريباً أن تجد عمانيين قادمين من ولايات على تخوم الربع الخالي لحضور عروض موسيقية أو أوبرالية، وليس غريبا أن تجدهم يتحدثون عن أوبرا روميو وجولييت أو تسمعهم يتحدثون حول أداء التينور العالمي بلاسيدو دومينجو. لقد أحدثت دار الأوبرا السلطانية في المشهد العماني والخليجي تغيرات جوهرية، وصار خطاب الأوبرا وما تقدمه من عروض حديث كثير من فئات المجتمع العماني والخليجي.
ومن تابع عرض «الرحلة العظيمة» وعشرات الآلاف من الحضور الذين احتشدوا في ساحة الدار لمتابعة العرض، يعرف حجم التغيير الذي حدث في المشهد خلال سنوات قليلة.
لكن المدهش أيضاً أن التقارير العالمية أكدت أن دار الأوبرا السلطانية أصبحت خلال خمس سنوات ضمن أجندة المطاردين للعروض الأوبرالية والموسيقية في العالم، ولذلك يزور عُمان عشرات الآلاف سنوياً بهدف حضور العروض الأوبرالية التي تعرضها الدار بشكل حصري أحياناً.
دروس تعليمية
قبل ساعة من أي عرض من عروض الدار، يفتتح الدكتور ناصر الطائي ما يشبه الفصل الدراسي، ويقدم تعريفاً بالعرض وقراءة فنية وموسيقية له، يضعان الحضور في السياق التاريخي للعمل والرموز التي يحملها، كما يضعان العمل في مكانه وسياقه الفني. هذه الندوات التي تسبق العروض استطاعت هي الأخرى أن تعزز الثقافة الموسيقية والأوبرالية التي ساهمت العروض المتوالية في بنائها.
لكن هذه الندوات والمحاضرات اليومية التي يقدمها د.ناصر الطائي ليست وحدها التي تساهم في بناء ثقافة الناس على الأوبرا، ولكن الرجل يصمم برامج تعليمية وأياماً مفتوحة للأطفال والناشئة يعرفهم بهذه الفنون وقيمتها الحضارية، وهو يأمل وينتظر أن يكون جيل الأطفال والناشئة الذين يزورون دار الأوبرا أو يذهب هو ليلتقيهم ويتحدث إليهم ومعهم في المدارس، رافداً من روافد الدار وحاملا مشاعل رسالتها في المرحلة التي سيتبوأونها في المستقبل.
دار لكل العمانيين
يقول د.عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة: إن من ضمن أهدافنا في دار الأوبرا أن نحقق أحد شعارات الدار وهو «دار الأوبرا دار كل عماني»، ولذلك من يحب البرامج الدينية يجدها لدينا، ومن يحب الأوبرا يجدها، ومن يحب عروض الباليه يجدها لدينا، ومن يحب كاظم الساهر يجده ومن يحب محمد عبده يجده، ومن يحب أم كلثوم يجدها من خلال عرض سنوي أسميناه «كلثوميات»، ونحن نراهن على تغير أفكار البعض، فمن يأتي للفعاليات الدينية فلا بد أن يتعرف على عروض الأوبرا، ونراهن أن رأيه سيتغير تجاهها بعد أن يتعرف على أذواق الآخرين.
وبرغم أن عصام الملاح بدا متحفظاً قليلاً، فإنه تحدث عن مشروع «أوبرا عربية» تفكر فيها دار الأوبرا السلطانية بشكل جاد قد يرى النور قريباً. ووفق الملاح فإن الأوبرا العربية ستكون منطلقة من روح عربية بكل تفاصيلها بدءاً بالموسيقى وليس انتهاء بالأداء.
وتبدو المرحلة المقبلة في دار الأوبرا السلطانية مرحلة الحفاظ على المستوى والجودة اللذين حققتهما الدار خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها، إضافة إلى الخوض في تجارب الإنتاج التي شجعها النجاح الكبير للعرض العماني الأول «الرحلة العظيمة»، الذي مازال صدى نجاحه يتردد في الأرجاء المحلية والعالمية.
هنا كانت البداية
في عام 1972 كان أربعـــــة موســـيقيين عمانيين قد انتظـــــموا في أول فرقة موسيقية عمانية تابعة لشرطة عمــان السلــــطـــانية، ولم يكن الأمـــر سهـــلاً أبداً، فــــهذا النوع مـــن الموسيقى لم يكن داخلاً ضمن السياق العمـــاني، لكن لكل شيء بداية، وكانت تلـــك هي بداية حكاية التطور الموسيقي الذي تشهده عُمان اليوم.
وبرغم أن عُمان في تلك المرحلة من سبعينيات القرن الماضي كانت مشغولة بإخماد كثير من الجبهات العسكرية التي تقلق فكرة بناء الدولة الحديثة، فإن لبنات بناء الدولة كانت توضع في مكانها ولو بشكل بسيط ومتدرج.
في عام 1973 كانـــت الموسيقى العمانية المطورة حاضرة في الأعياد الوطنية، وهو ما استمر في السنوات اللاحقة وبمشاركة نخبة كبيرة من الموسيقيين الخليجيين، وبشكل خاص الكويتيين، الذين أعادوا تطــــوير كثير من الألحان التقليدية العمانية إضافة إلى الموسيقيين العرب، أمثال محمد عبدالوهاب وعمار الشريعي وغيرهما.
وبعد ذلك بعشر سنوات أنشئ مركز عمان للموسيقى التقليدية الذي استطاع جمع وتوثيق كل الفنون العمانية التقليدية وحفظها وفق أسس علمية من مصادرها الأصلية. وكان المشهد في ذلك الوقت مهيأً لتأسيس أول أوركسترا في منطقة الخليج والثالثة عربياً بعد الفرقة السيمفونية العراقية، وأوركسترا القاهرة السيمفونية المصرية، وكلتاهما أُسست عام 1959.
لم يمض وقت طويل حتى صارت الأوركسترا السلطانية - التي أصبح كل العازفين فيها من العمانيين - من بين أفضل الأوركسترات في العالم، وأسست هي الأخرى ثقافة موسيقية مختلفة في عُمان.
ومع هذا التأسيس جاءت دار الأوبرا السلطانية متسلسلة مع الخط الموسيقي الذي انتهجته عُمان ومتناغمة مع المرحلة.
بذخ المكان وجماله
نتجاوز العتبات النظرية لما أحدثته الدار من تغييرات في المشهد الثقافي العماني، لنضع أقدامنا على العتبات الأولى لمبنى الدار، التي تعد أحد أهم مباني دور الأوبرا في العالم. ومنذ العتبة الأولى سيحاصرك انطباع بعظمة المكان وهيبته، وستبقى رهن ذلك الشعور الذي سيسكنك منذ اللحظ الأولى.
يحضر المعمار العماني المستمد من نماذج القلاع والحصون التي تنتــشـــر فــي كل بقاع عمان في مبنى دار الأوبــــرا، فالأوبـــرا وإن كـــانــــت فناً غربـــياً بحتاً، إلا أن العمانيـــــين أرادوا لــــهذه الدار أن تنطــلق من تفاصــــيل المكان، ومن منجزه الثقافي والحضاري. ويمكن أن تلحظ من المشربيات الخشبية في المبنى، وكذلك الفوانيس والثريات، تأثراً بالتراث المعماري في العصر المملوكي.
لكن المعمار العمانـــــي ليس وحده حاضراً في مشهد مبنى دار الأوبرا السلطانية، بل هناك مشاهد لزخارف مغـــولية وهندية في الكُوات العديدة على جدران المبنى، هذه الزخارف وذلك الميراث متعدد الأعراق والحضارات يتناغمان بشكل حواري مع الرخام الذي يلعب دوراً أساسياً في تصميم دار الأوبرا، حيث استخدام رخـــام الترافرتيـــــن الجــــيري بشكل كبير، ما أنتج بـــريقاً بديعاً في الأجزاء الداخلية والخارجية، وأعطى المكان كثيراً من سمات الاتســاع والإضاءة التي يمكن أن نطلق عليها بهدوء وحب إضاءة كلاسيكية؛ وهي تعطي بسخاء مساحة للرؤية العميقة من خلال الأروقة والعقود المتتابعة، وهذا في مجمله ثيمة معمارية بارزة في بناء دار الأوبرا السلطانية، حيث فكرة العبور فوق الأزمنة، وعبرها، ما ينتج في النهاية تراكماً معمارياً يُستلهم من مختلف الحضارات التي مرت على الشرق.
تقنية حديثة
صممت دار الأوبرا السلطانية لتتناسب مع آخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة، سواء من حيث حركة خشبة المسرح أو الإضاءة والصوت.
وعندما تضع قدمك في الردهة الرئيسة للمبنى، تشعر بمعنى الفخامة والأناقة، ويمكنك أن تسمع صوت الموسيقى المضخمة بأجهزة تكبير الصوت، ولكن تم إخفاء مكبرات الصوت داخل الأعمدة المحيطة والعالية ليبقى المكان محتفظاً بأبهته وخفيفاً من أي تعقيدات. وصمم المبنى ليكون قادراً على امتصاص الصوت وترجيع الصدى من خلال تصميم ألواح المشربيات حول المقصورات الجانبية، حيث يمكن تخفيض ورفع العناصر الماصة للصوت وفق مقتضيات الحاجة دون أن يراها أحد من الحضور.
ويجد الزوار للدار عندما يصلون إلى الطابق الأول صعودا من الردهة الرئيسة أنفسهم أمام هيبة المبنى من خلال النظر إلى السقف العالي المعقود والمزين بفن الزواق والثريات المعدنية، بالإضافة إلى حضور كبير لفن التجصيص المطعم بالزجاج الملون المعروف بفن «الشماسية»، الذي يأخذ اسمه من كلمة «شمس» العربية. وتستند القبة في الردهة الرسمية إلى قبة أخرى تحيط بها، وينعكس الضوء على سطح تلك القبة غير المرئية ثم يعبر من خلال الزجاج الملون في العمل الجصي المتشابك والزخرف، وينتج ذلك إطاراً دقيقاً خفيفاً للثريا الباهرة في الأسفل، ويعكس التصاميم الخارجية الموجودة في الردهة الرئيسة.
وتستلهم القاعة الرئيسة - حيث المسرح الذي يستوعب 1100 مقعد والمكون من مقاعد مقدمة القاعة وثلاث شرفات وعدد من مقصورات الجلوس الجانبية - تصاميمها من التراث العربي والإسلامي، كما تتميز بالفخامة بما يناسب اتساعها، ويكثر في التصميم استعمال خشب الساج في العوارض والشرفات والمسطحات الخشبية والألواح المفرغة، وتتميز القاعة بروعة نقوشها وزخارفها الدقيقة المتشابكة، وهنا أيضا توجد نقوش «الزواق» المطلي باليد في السقف.
ويعتبر المسرح قلب الدار، ويحوي نظام تحكم صوتياً متطوراً جداً، وكذلك نظام إضافة يعتبر آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الإضافة في بناء المسارح في العالم.
أما خشبة المسرح فهي قابلة للتحرك والتعديل بحسب العرض الذي تستضيفه، سواء كان عرض أوبرا أو عرضاً لفرق أوركسترالية أو فنون أدائية.
شاهدة على التاريخ
ليس من السهل تقديم وصف للمكان ولا لإمكاناته التقنية الحديثة، فالمخرجون وشركات العرض في العالم هم من يستطيع معرفة التقنيات، لأنهم يتعاملون معها بشكل مباشر.
أما على مستوى المبنى فالزائر وحده من يعيش الدهشة، وهو يجول ببصره في أرجاء المبنى الذي يتناغم بهدوء مع المباني التاريخية العمانية التي يعرفها كل من زار قلاع عمان وخاصة قصر جبرين.
والمدهش أن كل الأحجار والرخام والنقوش والزخارف والمشربيات والفوانيس والأخشاب صنعت في مصانع عمانية وفي ورش عمل محلية على أيدي متخصصين من عمان ودول أخرى تمت الاستعانة بهم.
ولم يعد مبنى دار الأوبرا السلطانية غريباً في الطراز المعماري العماني الذي يستلهم التاريخ، فقد بني مبنى مجلس عمان (البرلمان) بالطريقة نفسها، وكذلك مبنى المحكمة العليا ومباني مجمعات المحاكم في كل عمان والمساجد الحديثة؛ مثل جامع السلطان قابوس الأكبر وجوامع السلطان المنتشرة في كل الولايات. وهي مبان بنيت بمواصفات لتبقى سنوات طويلة تفوق ثلاثة قرون لتكون شاهدة على مرحلة من مراحل عُمان الحديثة، كما كانت القلاع والحصون شاهدة على مراحل مهمة من تاريخ السلطنة >
كل عروض الدار تحلق عاليا في سماوات الإبداع والتميز
الرزحة العمانية تتناغم مع الصوت الأوبرالي بين جنبات دار الأوبرا السلطانية
أطفال عمانيون يشاركون في العرض العماني «الرحلة العظيمة»
الأوركسترا السمفونية العمانية تطرب الحضور في دار الأوبرا السلطانية
لون السماء ينعكس على ساحات الدار ... والإضاءة ترسم لوحة جمالية خلابة