شجــن

شجــن

وتدور‭ ‬المنافي‭ ‬بنا‭ ‬

تتلقفُ‭ ‬‮«‬كانت‮»‬‭ ‬مفاتيحنا‭ ‬

في‭ ‬غياهبها‭ ‬يستهلُّ‭ ‬الرصاصُ‭ ‬تباريحهُ‭ 

جسدي‭ ‬شمعةٌ‭ ‬عبرها‭ ‬تتشظى‭ ‬المواعيدُ‭  

أو‭ ‬غيمةٌ‭ ‬تتسامى‭ ‬بأورادها‭ ‬

ومعارجُ‭ ‬للسر‭ ‬أنهارها‭ ‬تتدلى‭... ‬دماً،‭ ‬وقناديل‭ ‬معتمة‭ ‬

فافتح‭ ‬البابَ،‭ ‬خذني‭ ‬إليكَ،‭ ‬التشردُ‭ ‬أرهقني‭ ‬

وخيامُ‭ ‬القبائل‭ ‬ضيقةٌ

ونخيلُ‭ ‬المفازاتِ‭ ‬ليس‭ ‬كسعفك‭ ‬يا‭ ‬نخل‭ ‬أهلي

تقولُ‭:‬

الفراشاتُ‭ ‬تحرسُ‭ ‬ورداً‭ ‬على‭ ‬شفتيكِ

أقولُ‭:‬

النداءاتُ‭ ‬تجرح‭ ‬برقاً‭ ‬على‭ ‬ساعديكَ

تقولُ‭: ‬تعالي‭.‬

أقولُ‭: ‬

الحدودُ‭ ‬حديدٌ‭ ‬ونارْ

والقصيدةُ‭ ‬أصغرُ‭ ‬من‭ ‬شجني‭ ‬

انشقت‭ ‬الأرضُ‭ ‬وابتلعت‭ ‬وردها‭ 

والشموسُ‭ ‬هوت‭ ‬حينما‭ ‬كبلوكَ‭ 

السماواتُ‭ ‬تلقي‭ ‬بأبراجها‭ ‬فوق‭ ‬قبعةٍ‭ ‬من‭ ‬رخامْ

وأنت‭ ‬حبيبي‭ ‬الحروبُ‭ ‬توزعني‭ ‬مضغة‭ ‬مضغة‭   

فوق‭ ‬زرقة‭ ‬حزنكَ‭ ‬أو‭ ‬جمرِ‭ ‬ليمونةٍ‭ ‬في‭ ‬دمائي‭  

فوق‭ ‬عشب‭ ‬الشواطئ‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشظايا‭   

أبعثرُ‭ ‬آثار‭ ‬خطوي‭ ‬لأنسى‭ ‬فيخطفها‭ ‬القلبُ‭ ‬

والمفرداتُ‭ ‬حبيسةُ‭ ‬روحكَ‭ ‬

أَطلق‭ ‬لواعجها،‭ ‬كي‭ ‬أدورَ‭ ‬بحزني‭ ‬حواليكَ،

‭ ‬أقطفُ‭ ‬وردةَ‭ ‬صبركَ

إنَّ‭ ‬الصحارى‭ ‬تنامُ‭ ‬على‭ ‬بُرهةٍ‭ ‬في‭ ‬جروحي‭ 

وفي‭ ‬حلبة‭ ‬الرقص‭ ‬تعزفُ‭ ‬لحنكَ،

تعزفُ‭ ‬جمرةَ‭ ‬روحي،‭ ‬

وفي‭ ‬سُرّة‭ ‬الأرض‭ ‬ليلكةٌ‭ ‬تتهادى‭ ‬

أُناولها‭ ‬قدحي‭ ‬فتدور‭ ‬به

وحروفي‭ ‬معلقة‭ ‬في‭ ‬غصون‭ ‬فؤادكَ‭  

فوق‭ ‬الروابي‭ ‬وفي‭ ‬عنق‭ ‬الموجِ‭  

عصيانها‭ ‬عطشٌ‭ ‬

لا‭ ‬دليلَ‭ ‬لروحي‭   

ودجلة‭ ‬ضاعت‭ ‬شواطئها،‭  ‬يدها‭ ‬في‭ ‬يدي‭ ‬

وجنةُ‭ ‬الأفق‭ ‬مجروحةٌ‭ ‬بالبكاءْ

واليواقيتُ‭ ‬غائمةٌ

كلهم‭ ‬كذَبوكَ‭ ‬فلا‭ ‬تلتفتْ‭ ‬

وتعالَ‭ ‬إليَّ،‭ ‬إلى‭ ‬النبع‭ ‬يغمر‭ ‬قلبك‭ ‬بالضوءِ

جرحكَ‭ ‬تطلُعُ‭ ‬فيه‭ ‬نواعيرُ‭ ‬ترفعني‭ ‬لبهاء‭ ‬سماواتكَ

الدمعُ‭ ‬يجرح‭ ‬صمتَ‭ ‬الوسائد‭ ‬يا‭ ‬وطني

الليلُ‭ ‬يكبُرُ‭ ‬في‭ ‬شجني‭ ‬

واللآلئ‭ ‬سوداءُ‭ ‬مَنْ‭ ‬يشتري‭ ‬حزنها؟

إذ‭ ‬تغيّبني‭ ‬في‭ ‬عبير‭ ‬دمائكَ‭ ‬أرقصُ‭ ‬بالقيدِ‭ ‬

يصرعني‭ ‬الوجدُ

أبحثُ‭ ‬عمن‭ ‬تمرّغنَ‭ ‬قبلي‭ ‬بهذا‭ ‬الهديلِ‭ ‬

بهذا‭ ‬اليمام‭ ‬القتيلِ

بهذا‭ ‬العذاب‭ ‬يزركشني‭ ‬باللهبْ‭ 

ويمنح‭ ‬أنشودتي‭ ‬نايها

كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬صرخة‭ ‬في‭ ‬الحديقةِ

أو‭ ‬شهقة‭ ‬في‭ ‬الحقيقةِ

كي‭ ‬نستردَّ‭ ‬انخطافاتنا‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬الموج،‭ ‬

جوعاً‭ ‬وحرقاً‭ ‬وسلباً‭ ‬ونفياً‭ ‬

شواظُ‭ ‬الحرائق‭ ‬يشهدُ‭ ‬

‭ ‬أشلاءُ‭ ‬زورقنا‭ ‬ورمالُ‭ ‬الشواطئ‭ ‬

مَنْ‭ ‬يستردُّ‭ ‬الحواسَ‭ ‬التي‭ ‬غادرتنا؟

أناديكَ،‭ ‬وردي‭ ‬حرامٌ،‭ ‬دمي،

دمعُ‭ ‬قلبي،‭ ‬وأطفالُ‭ ‬روحي‭ ‬حرامٌ‭  ‬وأهلي‭.‬

وحبّي‭ ‬تغتالهُ‭ ‬الريحُ،‭ ‬سورُ‭ ‬الحديقةِ‭ ‬يهتزُّ

زنزانةُ‭ ‬الرقص‭ ‬مهجورةٌ‭ ‬

‭ ‬أنا‭ ‬أدخلها‭ ‬كربيعٍ‭ ‬شقيٍّ

أرى‭ ‬الشمسَ‭ ‬تطلعُ‭ ‬من‭ ‬جوف‭ ‬لؤلؤة‭ ‬كاذبة

بلا‭ ‬أخوةٍ،‭ ‬وحدها‭ ‬كانت‭ ‬الشمسُ‭ ‬تأتي‭ ‬وتذهبُ‭ 

تفتح‭ ‬جرحيَ،‭ ‬تبكي

هل‭ ‬الجرحُ‭ ‬كان‭  ‬أخَ‭ ‬الشمس‭ ‬سراً؟‭! 

نهارٌ‭ ‬يجيء‭ ‬وآخرُ‭ ‬يذهب‭ ‬والسرُّ‭ ‬يكبرُ‭   

وجدي‭ ‬الذي‭ ‬كلما‭ ‬دار‭ ‬بي،‭ ‬دارت‭ ‬الأرضُ

صارت‭ ‬أراجيحَ‭ ‬أشجارها،‭ ‬وارتديتُ‭ ‬الندى‭ 

لأفوحَ‭ ‬عبيراً،‭ ‬وتهبط‭ ‬من‭ ‬سقف‭ ‬روحكَ‭ ‬غيمةْ

سنابلها‭ ‬سدرةٌ

عشبها‭ ‬غربةٌ

ونَداها‭ ‬سرابْ

السرابُ،‭ ‬السرابْ

أمنياتِ‭ ‬الهزائم‭ ‬كان‭ ‬السرابُ

بنفسجَ‭ ‬حلمِ‭ ‬الفيافي

يُضيعُ‭ ‬تراتيلَهُ‭ ‬القلبُ‭ ‬

فلُّ‭ ‬الغيابْ

سوف‭ ‬يطلعُ‭ ‬من‭ ‬رافديكَ‭ ‬

اعرجي‭ ‬قلتَ‭... ‬آمنةً‭  ‬تدخلينْ‭ .‬