الاضطرابات النفس جسديّة عند الطفل والمراهق

الاضطرابات النفس جسديّة  عند الطفل والمراهق

الاضطرابات النفس - جسديّة (السيكوسوماتيّة) هي أعراض جسمية تنشأ عن عوامل انفعالية وكأن الطفل، بدلاً من البكاء بعينه يبكي بأحد أعضاء جسده؛ وهذا العضو يكون تحت تحكّم الجهاز العصبي المستقل الذي يترجم التوتر الانفعالي إلى تغيّرات فسيولوجية. بتعبير آخر نقول: إن هذه الأعراض تنتج عن التفاعل الحاصل بين الأمراض العضوية والنفسية، ممّا يؤدّي  إلى حدوث أعراض جسدية متكرّرة عند الطفل و/أو المراهق مثل: الصداع، الألم في البطن، الغثيان، الاستفراغ، الإسهال، تسارع ضربات القلب، وعديد من الأعراض الأخرى الناجمة عن تفاعل الجسد مع الضغوط النفسية؛ مثال على ذلك أن يحصل صداع عند الطفل قبل الامتحان، وغالباً ما يستمر هذا الصداع، لأنّ الطفل ليست لديه القدرة على التعامل مع هذه الضغوط النفسية. 

قد يعاني الطفل وجود أمراض أوّلية مثل السكري والربو تنشط نتيجة وجود ضغوط نفسية، مثال على ذلك الطفل المصاب بالربو، فقد يتضاعف لديه المرض عندما يتعرض للخوف أو للانفعالات العاطفية، مع أنّ الربو ينتج عن تفاعل تحسّسي، أو قد تظهر أحياناً آلام المعدة والبطن مع الغثيان والاستفراغ لديه، عندما يتعرض للانفعالات العاطفية. يضاف إلى ذلك عديد من الأمراض، مثل التبول الليلي اللاإرادي والخروج اللاإرادي للبراز والحساسية في الجلد، التي قد تحدث أو تزداد مع تعرّض التلميذ لضغوط الامتحان والمدرسة.
لا شك في أنّ الجانب النفسي يؤثّر في صحّة الجسم، ولا يُعتبر ذلك اكتشافاً جديداً نظراً لتكراره عبر المطبوعات منذ اليونانيين حتى يومنا هذا، حيث يعتبر أبُقراط مؤسّس الموقف النفس - جسدي، لأنّه حثّ الطبيب على الاهتمام بالمريض وليس فقط بالمرض؛ وأشار ابن سينا إلى أهميّة التنفيس الانفعالي لعلاج الجسم وتوجيه المريض للقيام بالرياضة ولمشاهدة مناظر جميلة، كما تكلم ابن رشد عن الجانب النفسي في نشأة المرض الجسمي. لكن، وفق الدراسات، يعتبر الرازي من أكبر الأطبّاء الذين حثّوا على طب شامل يضم المريض ومرضه ومحيطه وطبيبه؛ وهذا ما يحث عليه الطب النفس - جسدي الحديث، الذي دفع الأطبّاء ومراكز الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث إلى الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية في مجال التشخيص والعلاج، وذلك من دون إغفال العوامل العضويّة.

تعريف الاضطراب السيكوسوماتي (النفس جسدي) Le Trouble PSychosomatique
سيكو: نفس،  سوماتي: جسد
تبعاً للعلماء العضويين، «الاضطراب السيكوسوماتي» أو النفس-جسدي هو اضطراب يحدث في وظائف الجسم بسبب عوامل بيئيّة تسبّب الصرع والتوترات؛ لكنّه، وفق علماء النفس، عبارة عن تعبير خاص عن أسلوب الحياة لدى الفرد وعن طرائقه في مواجهة القلق والنزعات النفسية المكبوتة. 
وبجمع وجهتي النظر العضويّة والنفسيّة يمكن تأكيد تأثير العوامل النفسيّة على الجسد، على غرار تأثير الجسد على الحالة النفسيّة لدى الفرد.

انتشار الاضطرابات النفس جسديّة عند الطفل
تجدر الإشارة، بادئ ذي بدء، إلى أنّه من الصعب تحديد نسبة انتشار الاضطرابات ذات التعبير الجسدي عند الطفل، نظراً لتغيّرها تبعاً لعوامل متعدّدة يبقى أهمّها الطابع المتموّج لهذه الأعراض وعمر الفرد ونموّه. ومع ذلك، كشفت بعض الدراسات عن مراوحة هذه النسبة ما بين 15 و25 في المائة لدى الأطفال، مع العلم بأنّ كثيراً من الشكاوى النفس-جسديّة لا يصل إلى مستوى الاضطراب النفسي ويعد أعراضاً مؤقتة.
وبالنسبة إلى دراسات أخرى، تزداد نسبة الشكاوى الجسدية مع ازدياد العمر: 13 في المائة ما بين 2 و6 سنوات، 17 في المائة ما بين 7 و 12 سنة، 23 في المائة ما بين 13 و 17 سنة؛ وأكثر الأعراض تمثيلاً لشكاوى الصغار ما بين 3 و 12 سنة هي: آلام الرأس Céphalées، آلام المعدة، آلام العضلات أو المفاصل. وهذه الآلام تتسبّب في إفساد الوظائف على الصعيد المدرسي والاجتماعي والعلائقي والعائلي أو النشاطات اليوميّة.
وقد يجمع وجود عوامل خطر Facteurs De Risque عند الطفل بين وجود اختلال وظائفي صغير وتأثير عوامل عائليّة (سوابق عند الأهل مثلاً) ليُحدِث سلوكيات بيئيّة تعزِّز حدوث الاضطراب بفعل انشغال الوالدين الزائد بالطفل مثلاً؛ هذا إلى جانب عوامل أخرى، هي نوعاً ما مجال جدل مثل: وجود بيئة اجتماعية -اقتصاديّة محرومة، اختلالات وظائفيّة عائليّة، والعلاج المقترح يتم تنظيمه، عموماً، تبعاً لكل وضعية ولكل طفل (أي على قياس الفرد، موضوع الشكوى والعلاج)، حيث لكلٍّ من طبيب الأطفال والمعالِج النفسي كلمته.

تلازم الاضطرابات خلال المراهقة Comorbidité
بالنسبة إلى المراهق، نادراً ما تظهر الشكاوى الجسديّة والأعراض بشكل معزول، إذ تترافق، غالباً، مع اضطرابات قلق أو اكتئاب، ونادراً مع اضطراب هذياني تفكّكي؛ تبدأ هذه الاضطرابات مع انشغالات جسديّة. هناك، أيضاً، حالة اضطراب ما بعد الصدمة، إسراف في تعاطي المخدّرات، اضطرابات السلوك الغذائي أو اضطرابات سلوكيّة. ينبغي التنويه هنا إلى وجوب إيلاء هذا التلازم انتباهاً شديداً، نظراً إلى حاجة هذه الاضطرابات المختلفة إلى علاج خاص.

تصنيف الاضطرابات النفسجسديّة خلال الطفولة والمراهقة
المحك الأساسي هو الألم الشديد لدرجة إنتاج حزن ووجع أو إعاقة في الوظيفة الاجتماعية أو المدرسية أو المنزلية؛ وتعتبر العوامل النفسية مهمّة جداً في بداية الألم وفي شدته وظهوره واستمراره؛ وينقسم الألم إلى نوعين: ألم حاد (في مدة تقل عن 6 أشهر)؛ ألم مزمن (في مدة تزيد على 6 أشهر)؛ وهو يتّخذ أشكالاً عدّة: 

آلام البطن Abdominal Pain
تحدث ما بين سن السابعة والحادية عشرة من العمر عند الأطفال (من الجنسين)، قد تأخذ شكل مغص Colic عند الأولاد المصابين بـ «فوبيا» المدرسة أو الرافضين لها، ويكون الفحص الطبي سلبياً رغم وجود آلام في البطن. وقد تأخذ الآلام شكل الصداع وآلام الأطراف وآلام الصدر. معدّل انتشار هذه الآلام ما بين 7 و30 في المائة لدى الأطفال.
هناك تفسيرات نظرية متنوّعة لهذا الاضطراب:
- النظريات السلوكية ترى أنّ التشريط الكلاسيكي والإجرائي قد يؤدّي إلى استمرار السلوكيات المرتبطة بالألم بعد فترة من إزالة المثير المسبِّب له، إذ قد تُدعَّم بالاهتمام والتعاطف من الآخرين.
- النظريات السيكوديناميّة ترى أن الصراعات اللاشعورية تتمثّل رمزياً بألم, فالأطفال الذين يعانون سوء المعاملة أو الإهمال قد يطوّرون الألم المرتبط بالإحساس بالذنب المرتبط بالدوافع العدوانية تجاه الوالدين.
- نظريات التعلم الاجتماعي ترى أنّ أعراض الألم هي نتيجة التعلّم بالملاحظة، أو نتيجة الخلافات الأسريّة؛ لذا، يسمح التركيز على مرض الطفل للأسرة بتجنّب الخلافات التي تدعّم السلوك المرضي لدى الطفل.
- عوامل بيولوجية غير موحّدة في تفسير الألم، وهي تركّز على التفاعلات المعقّدة في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي التي تؤدّي إلى اضطراب الألم.
علاج آلام البطن: يبدو العلاج السلوكي والمعرفي الأكثر فاعليّة في هذا المضمار؛ فالعلاج السلوكي يهدف إلى مساندة السلوكيات المرتبطة بالصحة وتقليل استجابات الألم كتعليم الطفل، مثلاً، التحكم في عمليات فسيولوجية من النشاط الإرادي عن طريق تزويده بمعلومات بيولوجية مهمّة في هذا الإطار وتدريبه على الاسترخاء؛ والعلاج المعرفي يهدف إلى تحديد الأفكار السلبية وسوء التكيف أو الانفعالات التي قد تزيد درجة الألم والعمل، ومن ثمّ العمل على تعديلها (يدخل ذلك ضمن إطار ما يسمّى «إعادة البناء المعرفي» La Restructuration Cognitive)
 
الربو الشُّعبي Bronchial Asthma
 هو أحد أمراض الجهاز التنفسي ويأخذ شكل نوبات تظهر خلال فترات متباعدة عند البعض ونوبات مزمنة عند البعض الآخر؛ من أهم المؤشّرات على وجوده: طول التنفس شهيقاً وزفيراً، سعال مستمر، إحساس بحشرجة في الصدر، ضيق تنفس وبلغم، وقد تستمر الأعراض دقائق أو أياماً.
من أهمّ التفسيرات النظرية لهذا الاضطراب:
- تأثير العوامل النفسية ويتمثل في:
الإحباط، بمعنى أنّ الطفل المصاب بالربو لم تُشبَع لديه الحاجة إلى الأمان النفسي والحب والاستقلال، حاجة ترتبط بمقدار كبير بالاعتماد على الأم، حيث يمكن تعريف الاتجاه اللاشعوري للمريض لفظاً كما يلي: أريد الاتحاد مع أمي وأن أكون غير مولود وأن أموت، لكنني، في الوقت نفسه، أود لو أعيش حياة مستقلّة، أن أتنفس بحرية وأمان وأن أرفض الاتجاه الطفلي-القلِق؛ ويشكّل تشنّج الشُّعَب الهوائية جزءاً من التوتر العضلي الذي ينتشر في كل أنحاء الجسم بحالة القلق التي تنشأ أساساً عن الخوف من الانفصال البدني عن الأم وكل ما من شأنه إغضابها.
الميول العدوانية، تعتبر نوبة الربو بمنزلة بلاء يستوثق المريض من خلاله أنّ الأم لن تغضب منه مهما كان في سلوكه من عدوانيّة تجاه الأخ أو الأخت بسبب الغيرة؛ وللضغوط النفسية دور مهم في بداية حدوث أزمة الربو (كوفاة أحد الوالدين، طلاق الأهل، مشكلات عائليّة).
- العوامل الوراثية:
تؤكّد بعض الدراسات الارتفاع النسبي لحدوث الربو في الأسرة الواحدة.
- الحساسية: توجد مواد معينة قد تثير الحساسية وبالتالي أزمة الربو، كانتشار حبوب اللقاح أو الغبار أو روائح تنبعث من الحيوانات أو تناول أطعمة معينة، لذا يفرض إجراء الاختبارات الجلدية للتعرّف على أسباب الربو.
- العدوى, وتتسبّب في التهاب شُعبي.
علاج الربو الشُعبي:
يأتي في المقام الأوّل العلاج السلوكي - المعرفي الذي يتبلور عبر رفع مستوى وعي الطفل بالترابط والتأثير المتبادل بين الجسم والانفعالات والتفكير، وعبر البحث عن العوامل المحدّدة للصراعات العصبية بهدف تمييز العوامل النفسية في إنتاج النوبات. للعلاج الأسري، أيضاً، أهميّته في علاج الربو ويتبلور عبر توجيه الأسرة وإرشادها بخصوص أهمية العوامل الانفعالية المرتبطة بالمرض. وفي الحالات الأكثر حدّة وخطورة يتحول القلق إلى شكل مَرَضي (باثولوجي)؛ هنا، لابد من استبعاد العوامل التي تثير قلق الطفل أو غضبه أو إثارة مشاعره. هناك، أيضاً، العلاج الدوائي، إذ تفيد بعض العقاقير في سرعة الشفاء، لكنّ عدم حصول نكسات يعتمد على جودة العلاج النفسي.  

الاضطرابات التحوليّة
 Conversion Disorders
توصف بواحد أو أكثر من الأعراض التي تؤثّر في الوظيفة الحسّية أو الحركيّة اللاإراديّة والتي لا تنتج عن قصد أو يتم التظاهر بها، إذ لا يمكن تفسيرها على أنّها حالة طبّية وتكون بداية الأعراض مسبوقة بصراعات أو ضغوط نفسية؛ تحدث الأعراض عند الأطفال فجأةً، وتكون مؤقّتة  وتشمل فقدان الإحساس كالعمى وفقدان اللمس وفقدان الإحساس بالألم وازدواجية الرؤية؛ وهي تشمل، أيضاً، أعراضاً حركيّة كالشلل واحتباس البول وعدم القدرة على تنسيق الحركات اللاإراديّة وفقدان الصوت وعسر الكلام/عسر فهمه, وفقدان الوعي الكامل، كما تشمل الإغماء والعجز عن المشي. تتراوح نسبة انتشارها بين  0.5 و10 في المائة  لدى الأطفال، وهي ثلاث مرات أكثر شيوعاً لدى المراهقين منها لدى من هم قبل هذا العمر. 

أهمّ التفسيرات النظرية لهذه الاضطرابات التحوليّة 
 - النظريات السيكودينامية, وهي ترى أنّ الاضطرابات التحوّليّة هي تعبير رمزي مباشر عن صراع سيكولوجي، إذ يتحول الصراع اللاشعوري إلى أعراض جسدية، والأعراض قد تقدّم مكسباً ثانوياً بتقديم مهرب من شعور ووعي لابد منهما أو مسؤوليات قد لا يكون لها معنى رمزي لكنها قد ترتبط بصراعات لاشعورية عامة تتضمن قلق الأداء أو حاجات معينة.
– العوامل البيولوجية، يشير البعض هنا، إلى وجود أدلّة على أنّ الأعراض التحوليّة تترسّب عن طريق الإثارة الزائدة على الحد في قشرة الدماغ.
- النظريات السلوكية ترى في هذه الاضطرابات عملية تعلّم من قبل الطفل لفوائد القيام بدور المريض.
- العوامل الأسرية ذات الدور المهم في تنمية الاضطراب كالقسوة أو الحماية الزائدة أو الخلافات الأسرية... إلخ.
علاج الاضطرابات التحولية: العلاج النفسي هو الأساس ويتضمّن:
- الإيحاء: تجب مطابقته مع حاجات الطفل (الواعية وغير الواعية) وأن تكون الإيحاءات بسيطة، محدّدة وتهدف إلى نتائج متأخرة (مثلاً ستصبح أكثر قوّة في الأسابيع المقبلة).
- التنفيس الانفعالي: يتذكر الطفل الظروف التي تنشأ فيها الأعراض ويتم التعبير عن العواطف المكبوتة التي صاحبت هذه الظروف.
- التصوّر: يتصور الطفل سلسلة من المؤشرات المثيرة للقلق المتزايد، إلى أن يقل ويتبدد بفعل عدم مواجهته (أي القلق) مع التجارب المكبوتة.
- العلاج الاجتماعي: تتم محاولة تغيير البيئة التي يعاني منها الطفل وتهيئة مناخ أسري سوي، أو التعاون مع المرشد الاجتماعي ضمن الإطار المدرسي؛ ولإسهام الرفاق والأقارب هنا دور مهم في التخفيف من حدّة التوتّر والقلق لدى الطفل.

اضطرابات جسدية
إنّها شكاوى متعددة، يصعب التمييز بينها مع أنّها واضحة سريرياً (إكلينيكياً)؛ الشكاوى الغالبة فيها هي الإجهاد المزمن، فقدان الشهية، الاضطراب المعوي، آلام في التبوّل وآلام عصبية.
التفسيرات النظرية: هناك النظريات السلوكية والأسرية (تمّت مناقشتها بالنسبة للاضطرابات النفس - جسدية) والنظرية البيولوجية، حيث أظهرت الدراسات أن العوامل الجينية قد تسهم في تطور الاضطرابات الجسدية.
بالنسبة إلى العلاج يمكن القول إن العلاج السابق وصفه يمكن تطبيقه على مستوى هذه الاضطرابات.

اضطرابات سوء المظهر الجسدي
مثال على ذلك انشغال البال بنقص أو بعيب جسدي يتخيّله شخص ذو مظهر طبيعي لا يعاني سوى عيوب بسيطة، مثل وجود بثور في الوجه أو حب الشباب، شحوب الوجه، شعر خفيف؛ وانشغال البال هذا يؤدّي إلى الإحباط ويثير الأسى والحزن. هنا، أيضاً، العلاج السابق وصفه يبقى قابلاً للتطبيق.
خلاصة القول، إن علاقة الجسم بالنفس هي علاقة متكاملة، فهما يتبادلان التأثير, وهذا ليس اكتشافاً حديثاً كما سبقت الإشارة. هناك من يفسّر الأمراض على أساس إصابة عضويّة كتلف في الدماغ مثلاً، وهناك من يرجعها إلى أسباب نفسيّة كالصراعات اللاشعوريّة، وهناك من يرجعها إلى الاقتران والتعلّم إلخ. وكل من هذه الأسباب انتهجتها نظريّة معيّنة: فالأولى انتهجتها النظريّة العضويّة مثلاً، والثانية انتهجتها النظريّة التحليليّة والثالثة النظريّة السلوكيّة... إلخ. لكن، هناك نظريتين أساسيّتين هما النظرية التحليليّة التي تبيّن دور الانفعال المكبوت في الإصابة النفس-جسديّة ونظريّة الضغط Stress التي تبيّن أثر الضغوط التي يتعرّض لها الإنسان على جسمه.
ختاماً، لابد من الإشارة إلى الملاحظة التالية: في الإصابة النفس-جسديّة يكون العضو الأكثر هشاشة هو المعرّض للإصابة؛ ومن بين الوسائل العلاجيّة هناك العلاج الدوائي والنفسي، لكن يُستحسَن الدمج بينهما للحصول على نتائج أكثر فاعلية، أكثر استمراراً، وبشكل خاص أكثر ضماناً لتجنّب الانتكاس (أي عودة الإصابة).