شُرفة فنية تطلّ على الجمال وتنتصر للحداثة مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط

شُرفة فنية تطلّ على الجمال وتنتصر للحداثة  مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط

في‭ ‬عام‭ ‬1985،‭ ‬قررت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المتحمسين‭ ‬والحالمين‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬عشقها‭ ‬وتعلّقها‭ ‬بالسينما،‭ ‬فأسست‭ ‬جمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬السينما‭ ‬بتطوان،‭ ‬لتقتسم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬انجذابها‭ ‬الجارف‭ ‬نحو‭ ‬الفن‭ ‬السابع،‭ ‬ولتحثّهم‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬سحرية‭ ‬متخيلة‭ ‬منتمية‭ ‬لجغرافيات‭ ‬ومدارس‭ ‬متباينة‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بحركية‭ ‬النوادي‭ ‬السينمائية‭ ‬التي‭ ‬نادت‭ ‬بحق‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬فرجة‭ ‬سينمائية‭ ‬ذكية،‭ ‬وتبنت‭ ‬مطالب‭ ‬التغيير‭ ‬والتحديث‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬كان‭ ‬الاحتقان‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يميّز‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بالمغرب‭.‬

تطورت‭ ‬هذه‭ ‬الجمعية‭ ‬التي‭ ‬رصدت‭ ‬انتظارات‭ ‬الجمهور،‭ ‬وخاصة‭ ‬الجمهور‭ ‬الشاب،‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬وطبيعة‭ ‬تفاعله‭ ‬مع‭ ‬الظاهرة‭ ‬السينمائية،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تنظيمها‭ ‬عروضًا‭ ‬منتظمة‭ ‬واستضافتها‭ ‬تجارب‭ ‬سينمائية‭ ‬مختلفة،‭ ‬متأثرة‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬عدة‭ ‬بالأحلام‭ ‬والشعارات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬روجت‭ ‬لها‭ ‬حركة‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬1968‭ ‬الباريسية،‭ ‬ومتبنيّة‭ ‬في‭ ‬اقترابها‭ ‬من‭ ‬الفعل‭ ‬السينمائي‭ ‬طروحات‭ ‬النقاد‭ ‬الطلائعيين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬منهم‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬نشروا‭ ‬كتاباتهم‭ ‬بمجلتي‭ ‬دفاتر‭ ‬السينما‭ ‬وبوزيتيف،‭ ‬أو‭ ‬لنقاد‭ ‬منتمين‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬قبل‭ ‬تفككه،‭ ‬أو‭ ‬لبعض‭ ‬بلدان‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭.‬

استمرت‭ ‬المغامرة‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬بإمكانات‭ ‬متواضعة‭ ‬وبطموح‭ ‬وبعناد‭ ‬قويّين،‭ ‬واصطدمت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بأبواب‭ ‬مسدودة،‭ ‬لكنها‭ ‬تمكّنت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحايل‭ ‬على‭ ‬المعيقات‭ ‬والصعوبات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تبيّن‭ ‬لجهات‭ ‬عدة‭ ‬ولمؤسسات‭ ‬رسمية‭ ‬وغير‭ ‬رسمية‭ ‬وجاهة‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬دافع‭ ‬عنها‭ ‬أولئك‭ ‬الشباب،‭ ‬فانخرطت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وساندته‭.‬

وبهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬ومنذ‭ ‬ربيع‭ ‬1999،‭ ‬تحولت‭ ‬لقاءات‭ ‬سينمائية‭ ‬هاوية‭ ‬إلى‭ ‬مهرجان‭ ‬متوسطي‭ ‬جذّاب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭.‬

 

مهرجان‭ ‬ومدينة

ليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المصادفة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬السينمائية‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬تربة‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬بمدينة‭ ‬تطوان،‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬التاريخية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬مبادرات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬وإعلامية‭ ‬رائدة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬العالمية‭ ‬تصنفها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017‭ ‬مدينة‭ ‬مبدعة،‭ ‬لتكون‭ ‬بذلك‭ ‬المدينة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬هذا‭ ‬الوسام‭ ‬الرمزي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القاهرة‭ ‬وتونس‭. ‬وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬صنفت‭ ‬المدينة‭ ‬العتيقة‭ ‬لتطوان‭ ‬تراثًا‭ ‬إنسانيًّا‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تطوان‭ ‬ذات‭ ‬تاريخ‭ ‬أندلسي،‭ ‬فسماها‭ ‬البعض‭ ‬اأخت‭ ‬غرناطةب،‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬مجاورة‭ ‬لحاضرة‭ ‬رومانية‭ ‬تدعى‭ ‬اتمودةب،‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬تأسيسها‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وكانت‭ ‬مركزًا‭ ‬تجاريًّا‭ ‬مهمًا‭ ‬مطلًا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭. ‬والجائزة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬لسينما‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬تحديدًا‭ ‬اسم‭ ‬اتمودةب،‭ ‬تيمّنًا‭ ‬بهذه‭ ‬الحاضرة‭ ‬وربطًا‭ ‬لحاضر‭ ‬متوثب‭ ‬بماض‭ ‬مضيء‭.‬

وفي‭ ‬ورقة‭ ‬أثارت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتفكير،‭ ‬سجّل‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬الراحل،‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬المغربي‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬العربي‭ ‬المساري،‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬انريد‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬المهرجان‭ (‬يقصد‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭) ‬قائمًا‭ ‬تقديرًا‭ ‬للرؤية‭ ‬التنبؤية‭ ‬لمؤسسيه‭ ‬الذين‭ ‬أطلقوا‭ ‬المبادرة‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ (‬1985‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬أحداث‭ ‬سياسية‭ ‬وثقافية،‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬لترسخ‭ ‬الاقتناع‭ ‬بالهوية‭ ‬المتوسطيةب‭. ‬

وقد‭ ‬انتبهت‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬بالفعل،‭ ‬بشكّل‭ ‬مبكر،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يستثمر‭ ‬المغرب‭ ‬موقعه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وانتماءه‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬المتوسطي‭ ‬الغني‭ ‬بروافده‭ ‬الثقافية‭ ‬المتعددة،‭ ‬والمنفتح‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬التأثيرات‭ ‬والتيارات‭.‬

 

نحب‭ ‬الحياة‭ ‬فنعشق‭ ‬السينما

إن‭ ‬أي‭ ‬مهرجان‭ ‬فني‭ ‬هو‭ ‬فسحة‭ ‬للقاء‭ ‬والحوار‭ ‬وذريعة‭ ‬للدهشة‭ ‬والاكتشاف،‭ ‬ومناسبة‭ ‬لتأكيد‭ ‬حق‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬الفرح‭ ‬والحلم‭.  ‬وهذه‭ ‬الخاصيات‭ ‬المذكورة‭ ‬تنسحب‭ ‬بيُسر‭ ‬على‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬لسينما‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬الذي‭ ‬نظّم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2019‭ ‬دورته‭ ‬الفضية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬ذخيرة‭ ‬المهرجان‭ ‬25‭ ‬دورة،‭ ‬أساسها‭ ‬حب‭ ‬السينما‭ ‬وعشق‭ ‬الفن‭ ‬الرفيع‭ ‬والتعلق‭ ‬بالحياة‭. ‬فما‭ ‬يحرك‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬هي‭ ‬السينيفيليا‭ (‬عشق‭ ‬السينما‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الاختيار‭ ‬واعتماد‭ ‬معايير‭ ‬للتمييز‭ ‬بين‭ ‬المنتوج‭ ‬السينمائي‭ ‬الجيد‭ ‬والمنتوج‭ ‬الهزيل،‭ ‬وبما‭ ‬تعنيه‭ ‬من‭ ‬إلحاحها‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالسينما‭ ‬كشكل‭ ‬قائم‭ ‬الذات،‭ ‬ومن‭ ‬ارتباطها‭ ‬بالمواقف‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الواقعة‭ ‬جنوب‭ ‬المتوسط،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬حرص‭ ‬دومًا،‭ ‬وما‭ ‬يزال،‭ ‬على‭ ‬طابعه‭ ‬الحميمي‭ ‬وعلى‭ ‬قربه‭ ‬من‭ ‬جمهوره‭ ‬وضيوفه،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المنجذبين‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬هوايات‭ ‬أخرى‭ ‬وانشغالات‭ ‬مغايرة‭.‬

وقد‭ ‬تكون‭ ‬أهم‭ ‬ميزة‭ ‬تسم‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬لسينما‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬مهرجانات‭ ‬عربية‭ ‬كبيرة‭ ‬ومكرّسة‭ ‬مثل‭ ‬امهرجان‭ ‬القاهرة‭ ‬السينمائي‭ ‬الدوليب‭ ‬واأيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائيةب‭ ‬وامهرجان‭ ‬وهران‭ ‬للفيلم‭ ‬العربيب‭ ‬مثلاً،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬تظاهرات‭ ‬تنظمها‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬خطها‭ ‬التحريري‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬العامة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬تنظمه‭ ‬هيئة‭ ‬مدنية،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬منتخبة‭ ‬وجهات‭ ‬ممولة‭ ‬أو‭ ‬حاضنة،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬له‭ ‬فسحة‭ ‬حرية‭ ‬أكبر‭ ‬لحظة‭ ‬الاختيار‭ ‬والبرمجة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفقرات،‭ ‬سواء‭ ‬تعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬باختيار‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬ستتبارى‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬اختيار‭ ‬مواضيع‭ ‬الندوات‭ ‬والموائد‭ ‬المستديرة‭ ‬التي‭ ‬تؤطر‭ ‬الفرجات‭ ‬المقترحة‭ ‬وتمنحها‭ ‬المعنى‭.‬

 

مهارات‭ ‬إنسانية

حرص‭ ‬المهرجان،‭ ‬خلال‭ ‬مختلف‭ ‬دوراته،‭ ‬على‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالفنانين‭ ‬المتوسطيين‭ ‬وبتجاربهم‭ ‬المثيرة‭ ‬للاهتمام،‭ ‬إيمانًا‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬السينما‭ ‬هي‭ ‬إبداع‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬صناعة،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الإبداع‭ ‬مصدره‭ ‬مهارات‭ ‬إنسانية‭ ‬وأحلام‭ ‬وحالات‭ ‬تمرّد‭.‬

كما‭ ‬اهتم‭ ‬المهرجان‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬بالورشات‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات،‭ ‬لاقتناعه‭ ‬بأن‭ ‬السينما‭ ‬هي‭ ‬فن‭ ‬يخاطب‭ ‬المستقبل،‭ ‬لذا‭ ‬وجب‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬بالفئات‭ ‬الشابة‭.‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬في‭ ‬تصوره‭ ‬وهندسته‭ ‬إلى‭ ‬مهرجانات‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المضيق،‭ ‬مثل‭ ‬مهرجانات‭ ‬فالنسيا‭ ‬ومونبوليي‭ ‬ومارسيليا‭. ‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬المغربية‭ ‬المعروفة‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬معطفه،‭ ‬وأن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬المغاربة‭ ‬والعرب‭ ‬المرموقين‭ ‬قد‭ ‬أصابتهم‭ ‬لوثة‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬من‭ ‬دوراته،‭ ‬ثم‭ ‬إنه‭ ‬مهرجان‭ ‬أعلن‭ ‬دون‭ ‬مواربة‭ ‬أنه‭ ‬يتعهد‭ ‬أحلامًا‭ ‬مشتركة‭ ‬وينتصر‭ ‬للانفتاح‭ ‬وللحرية،‭ ‬ضدًّا‭ ‬للانغلاق‭ ‬والتطرف،‭ ‬وأنه‭ ‬يعلي‭ ‬إلى‭ ‬الضوء‭ ‬قيم‭ ‬الصداقة‭ ‬والإبداع‭ ‬والحرية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مهرجانًا‭ ‬ملتزمًا،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬يغضّ‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭ ‬حارقة‭ ‬وذات‭ ‬راهنية،‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المتوسطي‭. ‬

ويمكن‭ ‬الاستدلال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بمثالين‭ ‬اثنين‭: ‬المثال‭ ‬الأول،‭ ‬تجسده‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بمختلف‭ ‬تعقيداتها‭ ‬ورهاناتها،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬التزامه‭ ‬هذا‭ ‬ظل‭ ‬ثابتًا‭ ‬منذ‭ ‬الدورات‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬عرض‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أفلام‭ ‬المبدع‭ ‬ميشيل‭ ‬خليفي‭ ‬انشيد‭ ‬الحجارةب،‭ ‬واحكاية‭ ‬الجواهر‭ ‬الثلاثب،‭ ‬واعرس‭ ‬الجليلب،‭ ‬وعرض‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬فيلم‭ ‬امفكب‭ ‬للمخرج‭ ‬الشاب‭ ‬بسام‭ ‬الجرباوي،‭ ‬وفيلم‭ ‬اتقارير‭ ‬حول‭ ‬سليم‭ ‬وسارةب‭ ‬للمخرج‭ ‬مؤيد‭ ‬عليان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخصيص‭ ‬السينما‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بفقرة،‭ ‬عرضت‭ ‬فيها‭ ‬أفلامًا‭ ‬تمثّل‭ ‬مختلف‭ ‬مراحلها‭ ‬التاريخية‭ ‬واختياراتها‭ ‬الجمالية‭.‬

 

مواقف‭ ‬فكرية‭ ‬مثيرة

يهتم‭ ‬المهرجان‭ ‬بالسينما‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لا‭ ‬لأنها‭ ‬فلسطينية،‭ ‬بل‭ ‬لمجازفاتها‭ ‬الفنية‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬رؤى‭ ‬ذاتية‭ ‬مبدعة‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬فكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬أحيانًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬السجلات‭ ‬المطروقة،‭ ‬وبغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التصنيفات‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬بها‭ (‬سينما‭ ‬الداخل،‭ ‬سينما‭ ‬الشتات،‭ ‬سينما‭ ‬عرب‭ ‬إسرائيل‭). ‬

أما‭ ‬المثال‭ ‬الثاني‭ ‬بخصوص‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬على‭ ‬إثارتها،‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬بآلامها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬الرهيبة،‭ ‬إذ‭ ‬تبنى‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬موقفًا‭ ‬مناهضًا‭ ‬لكل‭ ‬أنواع‭ ‬الحدود،‭ ‬وعمد‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬إلى‭ ‬فضح‭ ‬ما‭ ‬تخلّفه‭ ‬من‭ ‬مآسٍ‭ ‬إنسانية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭ ‬والجماعات،‭ ‬سواء‭ ‬تعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬بالهجرة‭ ‬السريّة‭ ‬وبالمد‭ ‬العنصري‭ ‬والحرمان‭ ‬اللذين‭ ‬يرافقانها،‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬حدودًا‭ ‬فعليّة‭ ‬أو‭ ‬ذهنية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الأفكار‭ ‬المسبقة‭ ‬والصور‭ ‬النمطية‭ ‬والتحجر،‭ ‬فالسينما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬حريّة،‭ ‬وهي‭ ‬إبداع‭ ‬إنساني‭ ‬مشترك‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬أوليّة‭ ‬الأولويات‭.‬

انفتح‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬السينمائي‭ ‬منذ‭ ‬بداياته‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬سينمائية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬والمتوسطية‭ (‬مصر،‭ ‬لبنان،‭ ‬سورية،‭ ‬فلسطين،‭ ‬فرنسا،‭ ‬إسبانيا،‭ ‬إيطاليا،‭ ‬تركيا،‭ ‬الجزائر‭ ...)‬،‭ ‬وكان‭ ‬بمنزلة‭ ‬ورشة‭ ‬للنقاد‭ ‬المغاربة‭ ‬والعرب‭ ‬والمتوسطيين،‭ ‬واستضاف‭ ‬منهم‭ ‬أسماء‭ ‬لامعة،‭ ‬أمثال‭ ‬أمير‭ ‬العمري‭ ‬وخميس‭ ‬خياطي‭ ‬ونورالدين‭ ‬الصايل‭ ‬وسيد‭ ‬سعيد‭ ‬وجورج‭ ‬توبيانا‭ ‬وميشيل‭ ‬جوست‭ ‬ومحمد‭ ‬نورالدين‭ ‬أفاية‭ ‬ومصطفى‭ ‬المسناوي،‭ ‬الذي‭ ‬سميت‭ ‬جائزة‭ ‬النقد‭ ‬بالمهرجان‭ ‬باسمه‭. ‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسينما‭ ‬المغربية،‭ ‬فقد‭ ‬احتفى‭ ‬المهرجان‭ ‬بمسارات‭ ‬مختلفة‭ ‬لفنانين‭ ‬متميزين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الممثلين،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬محمد‭ ‬البسطاوي‭ ‬وثريا‭ ‬العلوي‭ ‬والسعدية‭ ‬لديب‭ ‬ومحمد‭ ‬خيي‭ ‬وأمل‭ ‬عيوش‭ ‬وثريا‭ ‬جبران،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المخرجين‭ ‬سعد‭ ‬الشرايبي‭ ‬وحكيم‭ ‬بلعباس‭ ‬وفوزي‭ ‬بنسعيدي،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬المتتبعين‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬ومسارات‭ ‬سينمائيين‭ ‬متوسطيين‭ ‬مكرسين‭.‬

 

أسماء‭... ‬وأسماء‭ ‬

تعتبر‭ ‬الفرجة‭ ‬السينمائية‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬المجتمع‭ ‬الحداثي‭ ‬أو‭ ‬مجتمع‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬كذلك‭. ‬لذا،‭ ‬فالمهرجان‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬الوساطة‭ ‬بين‭ ‬الإنتاجات‭ ‬السينمائية‭ ‬وبين‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬فيهم‭ ‬مشاهدتها‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬مشاهدتها‭. ‬والمهرجانات‭ ‬السينمائية‭ ‬ببرمجتها‭ ‬توجّه‭ ‬وتؤطر‭ ‬وتدافع‭ ‬ضمنيًّا‭ ‬عن‭ ‬توجّه‭ ‬فني‭ ‬محدد‭. ‬والملاحظ‭ ‬أن‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬قد‭ ‬تميّز‭ ‬بالجرأة‭ ‬في‭ ‬البرمجة‭ ‬وفي‭ ‬اختيار‭ ‬مواضيع‭ ‬اللقاءات‭ ‬والندوات،‭ ‬وأيضًا‭ ‬في‭ ‬انفتاحه،‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه،‭ ‬على‭ ‬جمهور‭ ‬عريض‭ ‬وعلى‭ ‬متلقين‭ ‬جدّ‭ ‬متطلبين،‭ ‬باستضافته‭ ‬لسينمائيين‭ ‬كبار،‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ (‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬وصلاح‭ ‬أبوسيف‭ ‬ومحمد‭ ‬خان‭ ‬ونادية‭ ‬لطفي‭ ‬ونبيلة‭ ‬عبيد‭ ‬وفريد‭ ‬شوقي‭ ‬ومنى‭ ‬زكي‭ ‬ونور‭ ‬الشريف‭ ‬وليلى‭ ‬علوي‭ ‬وهدى‭ ‬سلطان‭ ‬وحسين‭ ‬فهمي‭ ‬وكمال‭ ‬الشيخ‭ ‬وكمال‭ ‬الشناوي‭ ‬ومحمود‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬وأحمد‭ ‬حلمي‭)‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استضافته‭ ‬نجومًا‭ ‬سينمائيين‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ (‬أنييس‭ ‬فاردا‭ ‬وجان‭ ‬بركين‭ ‬وكلود‭ ‬لولوش‭) ‬ومن‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ (‬ميشيل‭ ‬خليفي‭ ‬وأحمد‭ ‬بكري‭ ‬وميساء‭ ‬عبدالهادي‭ ‬ومنى‭ ‬واصف‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬إسبانيا‭ (‬لويس‭ ‬بيرلانكا‭ ‬وبيلار‭ ‬طافورا‭ ‬وشوس‭ ‬كوتييريس‭ ‬وإيسيار‭ ‬بوايلين‭ ‬وإيمانويل‭ ‬أرياس‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النجم‭ ‬السوري‭ ‬محمد‭ ‬ملص،‭ ‬والمبدعين‭ ‬التونسيين‭ ‬ناصر‭ ‬لخمير‭ ‬وهند‭ ‬صبري‭ ‬ورضا‭ ‬الباهي،‭ ‬وغيرهم‭. ‬لقد‭ ‬ترك‭ ‬مرور‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفنانين‭ ‬بفضاءات‭ ‬تطوان‭ ‬أثرًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانه،‭ ‬فمنح‭ ‬المدينة‭ ‬وجاهة‭ ‬مضاعفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المتتبعين‭ ‬المحترفين،‭ ‬وبعد‭ ‬مراجعتهم‭ ‬للائحة‭ ‬الفنانين‭ ‬المتوسطيين‭ ‬والنجمات‭ ‬المتوسطيات‭ ‬المحتفى‭ ‬بهم‭ ‬وبهن،‭ ‬ما‭ ‬فتئوا‭ ‬يطالبون‭ ‬المهرجان‭ ‬بتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬وجغرافيات‭ ‬المحتفى‭ ‬بهم‭. ‬

 

تظاهرة‭ ‬غير‭ ‬مهادنة

عمد‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬السينمائي،‭ ‬منذ‭ ‬بداياته،‭ ‬إلى‭ ‬مد‭ ‬الجسور‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬السينيفيلية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقفه‭ ‬عند‭ ‬تجارب‭ ‬بعينها،‭ ‬مثل‭ ‬تجربة‭ ‬روسيليني‭ ‬أو‭ ‬روسي،‭ ‬ولويس‭ ‬بيرلانكا،‭ ‬وعرض‭ ‬روائع‭ ‬سينمائية‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬مثل‭ ‬الأفلام‭ ‬التالية‭: ‬االليلب‭ ‬لمحمد‭ ‬ملص،‭ ‬اليه‭ ‬يا‭ ‬بنفسجب‭ ‬واعرق‭ ‬البلحب‭ ‬لرضوان‭ ‬الكاشف،‭ ‬واسارق‭ ‬الأطفالب‭ ‬لجياني‭ ‬أميليو،‭ ‬واكارمنب‭ ‬لكارلوس‭ ‬ساورا‭.‬

ومن‭ ‬دواعي‭ ‬اعتزاز‭ ‬فريق‭ ‬المهرجان‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدورات‭ ‬لفيلم‭ ‬المخرج‭ ‬العبقري‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬االمهاجرب،‭ ‬رغم‭ ‬طروحاته‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬المشاكسة،‭ ‬وعرضه‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الفضية‭ ‬للمهرجان‭ ‬فيلم‭ ‬االضيفب‭ ‬للمخرج‭ ‬هادي‭ ‬الباجوري،‭ ‬رغم‭ ‬صداميته‭ ‬وتسميته‭ ‬الأشياء‭ ‬بمسمياتها،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يسمح‭ ‬بوصف‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬بأنها‭ ‬غير‭ ‬مهادنة،‭ ‬وبأنها‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬اختياره‭ ‬المتوسطي،‭ ‬انفتح‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دوراته‭ ‬على‭ ‬سينمات‭ ‬وتجارب‭ ‬لا‭ ‬تنتمي‭ ‬لحوض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬السينمات‭ ‬الإفريقية‭ ‬والسينما‭ ‬الإيرانية‭ ‬والتشيلية‭ ‬والمكسيكية‭ ‬والبلجيكية‭ ‬والصينية،‭ ‬وذلك‭ ‬توخيًّا‭ ‬منه‭ ‬لخلق‭ ‬فسحة‭ ‬حوار‭ ‬وتلاقح‭ ‬فنيين‭.‬

 

عشق‭ ‬متواصل‭ ‬للسينما

سيبقى‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬لسينما‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬تظاهرة‭ ‬فنية‭ ‬راقية،‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬مدينة‭ ‬تطوان‭ ‬كما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬المغرب‭ ‬وتحتاج‭ ‬إليها‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬اليوم‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬والتطاحن‭. ‬وهو‭ ‬فسحة‭ ‬للتفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬وللانصهار‭ ‬المنتج‭ ‬بين‭ ‬حساسيات‭ ‬وتجارب‭ ‬جمالية‭ ‬متباينة،‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬وتلتقي‭ ‬في‭ ‬انتمائها‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الجميلة،‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬الفاتنة‭. ‬وقد‭ ‬ظل‭ ‬مهرجان‭ ‬تطوان‭ ‬محتفظًا‭ ‬بتلك‭ ‬الصلة‭ ‬مع‭ ‬بداياته‭ ‬اللذيذة‭ ‬الأولى،‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬عشق‭ ‬السينما‭ ‬هو‭ ‬الموجّه،‭ ‬وحينما‭ ‬علت‭ ‬الصداقة‭ ‬والحميمية‭ ‬لتصبحا‭ ‬شعارين‭ ‬مركزيين‭ ‬وتلقائيين‭ ‬يسندان‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬ويغنيانها‭. ‬إنه‭ ‬لحظة‭ ‬جذابة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التثقيف‭ ‬المرتبط‭ ‬بالبرمجة‭ ‬الجيدة‭ ‬والإثارة‭ ‬التي‭ ‬يضمنها‭ ‬حضور‭ ‬النجوم‭ ‬والترويج‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬إيجاد‭ ‬قنوات‭ ‬للتعريف‭ ‬بالإنتاجات‭ ‬السينمائية‭ ‬المتفردة‭ ‬والجديدة‭ .

عرض‭ ‬للمهرجان‭ ‬بالهواء‭ ‬الطلق