حرف الواو... في 500 صفحة!

حرف الواو...  في 500 صفحة!

تزخر مكتباتنا بكتب «تصويب القراءة والكتابة»، ومؤلفات لا تحصى، موضوعها «قل... ولا تقل»، والأخطاء اللغوية التي كثيراً ما تبهرنا محتوياتها وتكشف جهلنا بأسرار اللغة.
من نماذج تلك الكتب مثلاً، «2000 خطأ شائع بين العامة والخاصة»، للدكتور فهد خليل زايد، من مطبوعات عمان بالأردن 2007.
يقول د. زايد في المقدمة «تلقفتُ كثيراً من الأخطاء الواردة في هذا الكتاب من أفواه الخطباء ومذيعي الراديو والتلفاز، ومن الصحف والمجلات والكتب». فمثلاً:
- لا تقل تاجَرَ فلان في كذا، بل قل تَجرَ أو اتّجر فلان في كذا، لأن كلمة تاجَرَ تكون بين اثنين، فيقال: تاجَرَ فلان فلاناً، أي اتّجر معه.
- لا تقل «أبعد الله عنك التعاسة»، وقل: أبعد الله عنك التّعَس، فليس في اللغة كلمة تعاسة.
- لا تقل رفاهية العيش، وقل «رفاهة العيش»، لأن الرفاهية تعني البطر في الغنى.
- لا تقل داهمهُ الخبر، بل قل «دهمه الخبر»، والمعنى جاءه فجأة، وليس في اللغة «داهَم».
- لا تقل مثل هذه الأمور بسيطة، بل قل «مثل هذه الأمور بسيط»، لأن «بسيط» خبر «مثل»، والخبر يجب أن يكون مشابهاً للمبتدأ في التذكير والتأنيث.
ولا أستطيع أن أمنع نفسي عن إيراد نماذج أخرى، فمثلاً «رابعة النهار»، وصوابها «رائعة النهار»، و«حقك مصان» وصوابها «حقك مصون»، ولا تقل «هذا يتيم الأبوين وهذا يتيم الأم»، والصواب «هذا لَطيمُ الأبوين»، و«هذا عميُّ الأم»، فاليتيم مَنْ فقد أباه، والعميُّ من فقد أمه، واللطيم من فقد أبويه.
هكذا إلى «2000 خطأ لغوي» بالتمام والكمال، ومنها أخيراً لا تقل «أرسلت إليه رسالة بطريق البريد»، فالصواب «أبردتُ إليه برسالة».
ولعلنا نضيف اليوم لتصويب د. زايد «أسمسته برسالة SMS»، و«أيملته برسالة Email».
هذه بعض أخطائنا في التعبير، ودَعْ عنك أخواتها في الإملاء والنحو، ومَن يطالع كتب النحو والبلاغة ودقائق القواميس، يدرك بأسى أن عمر أكثرنا يقصر عن استيعاب كل قواعد صحة التعبير وجودة الصياغة في اللغة العربية.
اشتريت ذات مرة من القاهرة كتاباً ضخماً في نحو 500 صفحة عنوانه «بلوغ الإِرَب في الواو في لغة العرب» للدكتور عبدالحميد محمد عبدالحميد، المدرس بكلية الآداب في قنا بجامعة جنوب الوادي. 
و«الواو» في هذا الكتاب لا علاقة لها بواو التعجّب الأمريكية WOW، إذ إن الكتاب 500 صفحة، تشرح في مجالات استخدام حرف الواو في مختلف مجالات التعبير العربية.
هل في الإنجليزية كتاب مماثل عن استخدام كلمة And مثلاً أو أخواتها في لغتهم؟ لا أدري! .