لا ذَنْبَ للأحجارِ إنْ جَرَحَتْ خُطاك

لا ذَنْبَ للأحجارِ إنْ جَرَحَتْ خُطاك

لا ذَنْبَ للأحجارِ...
إنْ جَرَحَتْ خُطاكْ
أنْتَ الَّذي تَختارُ درباً ليسَ يصْلُحُ للمسيرْ
أخطأتَ حينَ فَتَحْتَ نافذةً لأُخرى لا تُريدُ سِوى انهزامِكَ...
أيُّها الولدُ الَّذي عَشِقَ الشُّجُونَ...
فَمَنْ سيُرجِعُ هَيْبَتَكْ؟!
قُلْ لي إذا اشتدَّ الحِصَارُ أمامَ وِجهتِكَ المهيضةِ... 
كيفَ تَخْرُجُ؟!
كيفَ يَرْتَحِلُ الوَهَنْ؟!
ما عادَ قَمحُكَ يَشتهيهِ العابرونَ،
ولا حَصادُكَ في سِنينِ القحْطِ يكفي كُلَّ أفواهِ الجِيَاعْ
مازلتَ مَغْشِيًّا عليكَ...
ولَمْ تَقِفْ في وَجْهِ عاصفةٍ تَمُرُّ على الضِّيَاعْ
هَيَّا انتفِضْ
نَزَفَتْ عُيُونُ النَّهرِ،
والأوطانُ يَملؤها التَّعَبْ
هَبَّتْ رِياحُ الحُلْمِ فاصعَدْ نَحْوَ فاتحةٍ ستُغْلِقُ كُلَّ أبوابِ السَّغَبْ
هَجَرَتْ حُقولَكَ جُلُّ أسْرَابِ الطُّيُورْ
فارفقْ بنفسِكَ،
دُلَّهَا...
مِنْ أيِّ ناحيةٍ ستبتدئُ النُّشُورْ
خَضِّرْ صَحَارَى المُتْعبينَ بماءِ عُمرِكَ...
سَيِّدي
إيَّاكَ أنْ تنسى انكسارَكَ، والزَّمانَ الصَّعْبَ، والصَّمتَ/ الحِدادْ
نبِّئْ على عَجَلٍ لِتُشْرِقَ شمسُكَ الحُبلى...
بألْفِ قصيدةٍ...
تمحو مِنَ الصَّدْرِ الرَّمادْ
أطْلِقْ رَصاصَ الرَّفْضِ إنْ قَسَتِ البلادُ على البلادْ
فَلَسَوفَ تنصُرُكَ السَّماءْ،
ولَسَوفَ يأتيكَ...
الْمَدَدْ ■