ورحل الشاعر بازرعة «نبع الرقة وبحر الكلمات الدافئة»

ورحل الشاعر بازرعة «نبع الرقة وبحر الكلمات الدافئة»

  شكّل رحيل الشاعر الغنائي حسين بازرعة في يونيو 2017 فاجعة كبرى في الأوساط السودانية، فهو أهم وأبرز حملة لواء تجديد القصيدة الغنائية في السودان، وغنيٌ عن البيان أن الناس عرفوا إبداعه وعبقريته في تبنيه أسلوباً يحفر في العمق الوجداني بلغة فصيحة ورؤية متفردة، وخطاب شعري جديد بالغ الشفافية، وشديد التأثير على مر الأجيال. 

 

استهوت عودة الشاعر حسين بازرعة إلى مدينة بورتسودان في يونيو 2006 من غربته التي استمرت ثمانية وثلاثين عاماً في المملكة العربية السعودية كل أطياف المجتمع السوداني، وتنادت الأنفس للتعرف على شخصيته وتكريمه في مهرجانات كثيرة، وطالما سمعوا به كثيراً، ولم تعرفه أجيال عدة إلا من خلال قصائده الغنائية التي لحّنها وغناها الفنان المعروف عثمان حسين «أبو عفان» (1927 - 2008) وغيره، وحققت النفاذ إلى عمق الشارع السوداني، وأضحت على كل لسان، واستطاع من خلالها أن يفرض ذاته وموهبته بكثافة على الكافة منذ إطلالته في مطالع خمسينيات القرن الماضي وإلى ما بعد رحيله الذي حدث في 13 يونيو 2017، مقدماً خدمة عظيمة لفن الغناء باستحداثه أسلوباً جديداً له خصائصه المميزة  وله أفكار ومفردات وتراكيب لم تطرق من قبل، وهو يعتبر أن الأغنية  «يجب أن تنهض بكثير من المفاهيم، عما كانت عليه في السابق» (*)، فجاءت أشعاره عميقة المعاني، وبسيطة سهلة، مما يسّر التعاطي معها، منها «من أجل حبـي»:
اجتمعنا على المحبة في ثواني..
في طريق مفروش بحبي وحناني..
وافترقنا كل واحد في طريقه...  
أنا ضائع وأنت مخدوع بالأماني..
كل زادي في ضياعي قلبي مفتوح للأحبة..
للجمال الأشجى روحي في شعوري سحره شبّ..
ورسالة فني سامي تدعو للخير والمحبة...
كان حظي عظيماً حينما كلفتني إذاعة ولاية البحر الأحمر بإعداد وإدارة حوار معه برفقة المذيع محمد عبدالرحمن، وكانت رؤيتـــنا للشاعر فلتة من فلتات حسن الحظ النادرة، وعندما التقيناه للمرة الثانية، ولم تكن تختلـــف عن الأولى إلا فيما حظينا به من زمن وافــــر لزوم الحوار، كنا في كلتا الزيارتيــــن أمام رجل فريد من نوعه كــــشِعرِه تمــــاماً، تفــــوح منه رائحة الغربة والحنين، وكانت الرقة حاضرة بقوة في سلامه، في حركتــــه، في سكـــونه، بل تنسال من كل جانب فيه، وكانت عـــيناه النافذتــــان تفيــــضان بالأسى، وتهربان بين الفينة والأخرى إلى حيث لا ندري، وهو مقلّ في الحديث، ودائماً ما يتحاشى الخوض في تجاربه العاطفيــة وسماع أشعاره المغناة، لأنها تنكأ جراحاً لا يقوى على آلامها، وتعيد عليه ما لا يريد أن يتذكره.
 يقول في «لا تسلني»:
لا تَسلْ عني لياليّ فقدْ بِتنـــَا حُطامـا
كم حَرَقناها شُعوراً وأماني وغرامَا
وسَلِ الشاطئ لمَّا كنت ألقَاكَ دوامـا
ونُذيبُ الليلَ هَمساً وعِناقاً وملاما
وها هو يقول في «ناداني غرامي»:
مأساتي في دنيايّ هوايّ 
وهوايّ في دنياك شظايا
ودعتَ لياليَّ وأمسي
وطفأتِ أماني َّ وشمسي
وبقيتِ في أيامي رواية
أما إذا تكلم فنبرات صوته حزينة، وكلماته صادقة ورقيقة دافئة، مع ابتسامة غامضة لا تفارقه، يختبئ خلفها خلق نبيل، وذوق رفيع، وجاذبية لا تخطئها العين، وتواضع قلما نجده في مَن بلغ حداً من الشهرة، وهو يستحق أن نُطلق عليه «نبع الرقة وبحر الكلمات الدافئة». 

حياتـــــــه
الشاعر بازرعة اسمه بالكامل حسين بن محمد سعيد بازرعة، وهو من ناحية أبيه من أسرة تنتمي إلى إحدى قبائل حضرموت اليمانية التي استقرت بشرق السودان منذ زمن بعيد، أما أمه فهي هدندوية من قبائل البجا. ولد في عام 1934م بمدينة سنكات الجبلية التي تقع على بعد مائة كيلومتر ونيّف عن ميناء بورتسودان، ودرس المرحلة الأولية في مدرستها، ثم انتقل إلى «الأهلية الوسطى» في بورتسودان، ومنها التحق بمدرسة الأحفاد الثانوية بأم درمان، ولم يلبث فيها سوى تسعة أشهر حتى تهيأت له سانحة للالتحاق بمدرسة وادي سيدنا، ومكث فيها حتى أكمل الصف الثالث، و«في الصف الرابع فصلت من الدراسة لأنني كنت مشاغباً ضد المستعمر»، فلم يتح له الحظ العاثر فرصة مواصلة تعليمه والبقاء بالعاصمة، ومن ثمّ غادرها إلى حيث جاء، واتخذ طريقاً لا يتناسب مع اهتماماته الأدبية، وموهبته التي تفجرت في أثناء سنوات الدراسة، فعمل بالتجارة مع شقيقه الأكبر، وظل يختلف من فترة إلى أخرى إلى السعودية حتى استقر فيها عام 1968، «لم تكن هجرتي للمملكة لدوافع مادية، ولكن بعض أفراد أسرتي كانوا هناك، وأصروا علي بقائي معهم»، حيث عمل في بادئ الأمر مترجماً ثم التحق موظفاً بإحدى الشركات الملاحية بميناء جدة.
 
طالب ومواهب
كان بازرعة طالباً متعدد المواهب، فهو شاعر، ولاعب كرة القدم، ورسام جيد، ومثقف واسع الاطلاع على اللغتين العربية والإنجليزية، وذو فكر يطل على فضاءات الثقافة والأدب، وكاتب دأب على نشر كتاباته النثرية بجريدة حزب الأمة التي كان يشرف على تحريرها الشاعر قرشي محمد حسن، وقد قطف أولى ثمار موهبته الشعرية عام 1953 بقصيدة «القبلة السكرى» التي غناها الفنان الكبير عثمان حسين:
أتذكــري قبلــتي واللــيل   
يـروى طلعــــة البـــــدر
كيـف أناملي الحــــــيرى
تداعــب خصلة الشعـــر 
وتنعـس في ظــلال النور
تحلمي بالهـوى العذري 
أثارت هذه الأغنية الجديدة وقتذاك ضجة واسعة في أواسط السودانيين، لما فيها من جرأة، وخروج عن المألوف في مجتمع تسوده الروح التقليدية، زادها إثارة كونها لطالب لم يتجاوز العشرين من عمره، لكن كما قال لنا «كانت الساحة الفنية تنتظر مثل هذا اللون من الشعر، ومجرد مصادفة أن أكون أول من يكتب بهذه اللونية»، وهي سر نبوغه، وفتحت له الطريق أمام الجماهير، وهو مزهو بذلك، لكن برغبة قوية وطموح كبير في التقدم للأمام «كنت أجلس وأنا طالب إلى الذين سبقوني في هذا المضمار، وشجعوني كثيراً، وهم أساتذة لي، منهم الشاعر بابكر أحمد موسى، والأستاذ أحمد سليمان – المحامي المعروف».

مصادفة نادرة
من المصادفات النادرة أن تلتقي مشاعر الشاعر والمغني، وتتلامس وجدانياً وفكرياً، وكلاهما يبطن إعجابه بالآخـــر دون أن يلتقيا، فقد تصادف إعجاب بازرعة بأبي عفان «كنا ونحن طلبة معجبين به، وكنا نتحلق حول الراديو لسماع أغنياته، فهو أول من غنى بالعربية الفصحى، في العصر الحديث، حيث غنى «غرد الفجر»، و«خمرة العشاق» للشاعر قرشي محمد حسن»، وعندما نشر الشاعر قصيدته «القبلة السكرى» بالفصحى صادفت هوى في نفس المغني، و«كان اختياره لإحدى قصــــائدي مصادفة... وهي قصـــــيدة مطــــولة من أكــــثر من أربــــعيـــــن بيتاً، كنت قد دفعت بها مشاركاً في مسابقة مجلة هنا أم درمان، وفازت بالجائزة الثالثة، وهي مبلغ كان أكبر مما توقعت لطالبٍ في الثانوية»، واجتزأ بعض أبياتها وعزم على تلحينها وأدائها من دون علم الشاعر الذي سمعها مصادفة من خلال الإذاعة، ثم جمع بينهمــا لاحقاً الشاعر قرشي حسن. ولولا عبقرية «أبو عفان» في اختيار نصوصه، وهذه المصادفة، لربما ظل الشاعر من المواهب المطمورة إلى الآن. 
وعندما التقى الثلاثي للمرة الأولى أفصح أبوعفان عن إعجابه بالشاعر التلميذ، بعد أن لمس فيه شاعرية فريدة، وخصوبة واعدة بعطاء جديد نادر، ودفعه للمواصلة «أقحمت إقحاماً، ودخلت هذا المعترك بتشجيع من الفنان عثمان حسين، والشاعر قرشي محمد حسن». وكان لهذا الدفع المعنوي الأثر الأكبر في تقدم مسيرة الشاعر، ومن ثمّ غنى له بالفصحى «الوكر المسحور»، التي تُعرف بـ «الوكر المهجور»:
إن أنسى ما أنســى
ذكـــراك يا سلـــمى 
في وكرنا المسحور
والصمــت قـد عــم
ومع رياح استقلال السودان غنى له «أرضنا الطيبة»:
بلادي أنا
تراث كرام ومجد العرب 
وسفر كفاح روته الحقب
نسمت شذاها وطيب ثراها
وذوب هواها جرى في دمي
يعزز في السير من مقدمي
صاحب هذا الدفع بازرعـــــة حــــتى بعد عودته إلى بورتسودان، وجعل فصله من المدرسة حافزاً لأن ينجح في تطوير مواهبه الأخرى بجانب نشاطه في القراءة، وعمله في التجارة، وكلها شواغل لم تمــــنعــــه من ممارســـة الحب، أو تحد من انطلاقـــاتـــه في التحليــــــق بفضـــاءات الشعر، كما لم تنقـــطع صلته بأبي عفان، بعد أن توطدت عرى الصداقة بينهــــما، واستــــمر تعاونهــمــــا معاً، وقدما أغنيات في غاية الروعة والإبهار؛ «أنا والنجم والمساء»، «المصير»، «ناداني غرامي»، «بعد الصبر»، «شجن»، «أنت لـــي»، «أجمل أيامي»، «لا... وحبك»، «حــبي»، «لا تسلني»، «من أجل حبي»، «ذكرتني»، و«قصتنــــا»، لاسيما أن أبا عفان كان متفهماً لما يعتري صديقه الشاعر، وعاطفـــــته الرقيقة، وبالتالي حرص على تلحين قصائده وأدائها بالروح والعمق ذاتهما اللذين كُتِبــــت بهما، وبما يكفي لأن تفعل في النفوس فعل السحر، ويبقى تأثيرها واضحاً في الساحة السودانية، فيما أصبح شعر الشاعر مرغوباً لدى كبار المطربين، تغنى به الفنان التاج مصطفى «عازف الأوتار» و«ليلة الذكرى»، وعبدالعزيز داؤود «صبابة» و«الفرقـــة من بُكرة»، وأحمد المصطــــفى «قلبي».

الشاعر والتجريب
كانت العربية الفصحى والأسلوب الطلق الجميل هما الجاذب الأعظم لقصائد بازرعة، وكان هو حريصاً على لغة القصيدة وعذوبتها وجدتها، حرصه على صدقها وسلاستها وسلامتها، إلى جانب التزامه بممسكات الشعر التقليدي العمودي، برغم أن الفترة التي ظهر فيها صاحبت فترة التجديد في الشعر العربي بظهور قصيدة التفعيلة (الشعر الحر)، إذ كانت لديه رؤية واضحة «لا أؤمن بالشعر الحر، ولا أشجع على كتابة هذا اللون من الشعر، وأعتبر أن القصيدة المقفاة هي أكثر موسيقى، وهناك بحور لا يستطيع الإنسان أن يكتب فيها الشعر الحر، وأعتقد أن الشعراء الذين يكتبون القصيدة المقفاة هم أكثر نبضاً وأكثر إدراكاً بالشعر العربي». وهذا لم يمنعه من أن يكتب على سبيل التجريب ثلاث قصائد منها «قلبي معه»:

هذا الفتى ...
ذو الجبهة السمراء يرتاد الردى... ما أروعه
لا الغاز لا البارود... لا التعذيب يوما أفزعه
كلا ولا الجند الغلاظ، ولا الرماح المشرعة
وعن تداعيات هذه القصيدة ذكر لنا «مقصود بها الشهيد القرشي وهو طالب في جامعة الخرطوم، استشهد في أحداث أكتوبر 1964، وأذكر أنني كتبتها في منزل الفنان عثمان حسين بالخرطوم، وجاءت على نمط الشعر الحر، عندما وجدت أنه يجب عليّ أن أدلي بدلوي مثل الآخرين في هذا اللون من الشعر، وبالنمط ذاته كتبت قصيدة «قصــتنا» وأخرى ثالثة». 
كما نهج بازرعة نهجاً تجديدياً آخر «حاولت أن أمزج بين الفصحى والعامية، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وهذا ربما لم يسبقني إليه أحد، واستقبلني الجمهور استقبالاً طيباً، بيد أني واجهت هجوماً شرساً من النقاد والصحفيين، إلا أنني صمدت لذلك».

الشاعر والحب
برغم أن بازرعة تأثر بهوى جامح ملك حواسه وروحه، فإنه لم يفض به، وتقول الحكايات، وما أكثرها حينما تتصل بالمشاهير، إنه كان عاشقاً لإحدى الفتيات في المدينة التي أنجبته، وكانت فتاة ذات جمال باهر وثقافة عالية، تجيد العزف على آلة العود، وهي ملهمته الأولى. يقول في «عازف الأوتار»:
يا عــــازف الأوتار ما أحلي أوتارك
ذكرتني الماضي كأســــك وسمــارك
لكن الحظ العاثر لازم الشاعر أيضاً عندما اقترنت محبوبته بغيره، فتهشمت مفاصل الحب الذي مازج بين روحيهما، وتكسرت أجنحة الشوق التي كان يحلق بها، وخلَّف الهوى المقتول في نفسه جُرحاً عميقاً، وصار التمزق والألم حاضرين في قصائده، يقول في «صبابة»:
أنسيت أنك في شعوري وفي دمـي؟
مهمـا بعـُــدت وزاد مــنك تألمـــي
سأعيــش بعـــدك راهــباً في مأتمي 
وتعيــش أبداً ذكــرياتك فــي فمـــي
ما دام حبُــــــك يا حياتـــي ملهمــي
ولما لم يجد بازرعة ما يستعيض به عن حبه، اتخذ ساحل البحر متنفساً له، وسميره الأصدق الذي يلجأ إليه كلما استبد به الحنين:
إنــــها رقيــــــــتي الـتي   
خلـّـدت لحـــن شهرتي 
أسرجت لـــيل وحــــدتي
بالأســـى والصـــــبابة 
يا رُؤى البحــــر اشهدي   
ها هـــنا كان موعـــدي 
وهـــنا كـــــان مقعــــدي  
أنا والنجــــم والمســاء
وحتى بعد أن شيد بازرعة معبداً جديداً للهوى، وأحب ثانية حباً جامحاً باحت به مشاعره في «بعد الصبر»:
كل واحد «ليهــو» في تاريخُـه ماضي  
أي ماض... «وليهو» ذكرى حب قديمة
وانت عــارف لما اخـــترتك حبيبي
كان في قلبي جرحي ينـزف بالهزيمـة 
إلا أن الحظ أصر على أن يعانده في هواه، وقضت الأقدار أن يتداعى ما شيده، مما انعكس على شعوره وشعره، وانتهى بأن يعتزل الحب، ويبقى وحيداً حتى غادر الدنيا، يقول في قصيدته «المصير»:
فـي حـــياتي قبـــــــلك انت
عشـت قصة حب قـاسية
لـســه مازالــت في قـــلبي
ذكرياتها المُـــرة باقــــية
لما أهلـــــيت في وجــودي  
وقلت بيك سعادتي باقــية
لكـــن أنت هدمــــت أملــي  
بعـد عشرة نبيـلة سامــية

اعترافات ذكية
حملت قصائد بازرعة اعترافات ذكية تميزت بالأمانة والدقة في تصوير مشاعره، لاسيما وهو يذيب كل معاناته وانفعالاته فيها، وكشفت فكرة واضحة عن أسلوبه، كما أسفرت عن تضاريس دواخله وما تنطوي عليه شخصيته التي توزعت بين الصبابة، والشكوى، والألم، وفي الآن ذاته مازجت بين حب الوطن ووطن الحب في أصفى المعاني، مُبرِزاً قدراته العالية في تحويل هذه الأبعاد إلى قطع فنية رائعة، يقول في «حــــــبي»:
حبي نابع من بلادي من جمالها وانطلاقـها   
أودعت حسن حبيبي من صباها كل باقــة
وإيماناً بهذا الحب كتب قصيدة «لا... وحبك»:
حبنا أكــــبر من الدنيا وأطــــــول من سنيـنها   
فيه من وطني المسالم كل طيبة وأغلى زينة
وحتى عندما عاش الغربة كان الوطن حاضراً في عوالمه الشعرية... وفي قصيدة «أنت لي» يقول:
عاهدتني ترسل بدمع الشوق خطابي
مع كل نسمة من البلـــــد تطفي عذابي
وها هو يقول في «قصتنا» التي تعد واحدة من عيون قصائد الغناء في السودان:
كل طائر مرتحل... عبر البحر... قاصد الأهل... حمَّلتُه أشواقي الدفيقة
ليك يا حبيبي للوطن... لترابه... لشطآنه... للدار الوريقة
لكن حنانك لي... أو حتى مشاعرك نحوي... ما كانت حقيقة
كانت وهم... كانت دموع... مسفوحة بأحرف أنيقة
وغير هذا فقد ظل بازرعة منفعلاً بكل ما يدور حوله، فلما انطلقت الانتفـــــاضة الفلسطينية عام 1978 كتب قصيدة مطولة بعنوان «عرس الأربعين»، كما كتب مرثية في رحيل الشاعر العربي نزار قباني في أبريل 1998م.
بعد رحيل الفنان عثمان حسين بأشهر قلائل في عام 2008 أصيب الشاعر حسين بازرعة بجلطة دماغية ألزمته الصمت حتى انتقل إلى عالم الخلود، بعد أن خلدت سيرتاهما بين أهل السودان، رحمة الله عليهما ■

* ما بين الأقــواس من الحوار الذي أعده الكاتـــب وأجـــري مع الشاعر في سبتـــــمبر 2006.