ثلاث قصائد
وَهْمُ الكتابة
أسلّي النهار بأغنية
وأبالغ كالشّاعراتِ
بتلميع أرض الكلام
وأخفي الحديقة والبيت
في الشارع الجانبي
من الغيم والغيبِ
في الرأسِ
في الطابق الألفِ
أبعدَ
أبعدَ
بيتي بعيدٌ
ولا تصل الشمس بيتي
ولا أتشمّسُ
يُسمَع صوتُ بكاء الأثاث
يُرى قطعٌ من غسيل تطير
وعصفورة تتأرجح فوق حبال الغسيل
يُشمّ خليط من الليل والعطر
قد يتسلّلُ سرّا
ولم يدخل البيت من ألف عام
ذبابة
ومن ألف عامٍ
ومنذ بدأت الكتابة
أطارد وهم الكتابة
مشي
أمشي
كأني أجمع الخطواتِ
بين يديّ
.. في جسدي
لأعرف
ما تبقى من حصى
في جعبة الأيام لي
أمشي وأعبث بالحصى
لا شيء يعنيني
كأني شارع في الليل
يتركه الجميعُ
ولا يسيرُ سواي
في جنباتِهِ
أختار أشجاري لتحرس وحدتي
أختارها بعناية وطفولة
لتكون مأوى للتفاصيل الصغيرة
ربما تُخفي دموع حبيبة
لتصير نهراً في الشتاء
وقد تسيل،
وقد تصير قصيدة
أمشي
وأحملها معي
ظلّ الأصابع
ثمّة امرأة صافحتْك
وظلّ أصابعها في القصيدة
أوضح من مرض مزمنٍ
كدْتَ تنسى الكتابة عنها
ولكنّ أعراضها مثل طفح خفيف
تروح وتأتي
..
القصيدة مثل الطريدة، قلتَ
ألاحقها
فأصيد سواها
وقلتَ أعاملها مثل كلبٍ
فتلحقني
وجهتانِ من الوهمِ،
ثمة ماءٌ
يُرى في الكلام
ليبدو جليّاً وتسطع أسماكُهُ
أو يهيل عليه الغرابُ الترابَ
ويضحك منا الغديرُ
قد نجرّب قمصاننا كي نطيرَ
...
ولكننا لا نطيرُ ■