قوسان على النيل وقرطاج

قوسان على النيل وقرطاج
        

شعر

من زمنٍ لم يلمعْ قوسٌ
في أرض الصبوات
أو يهدلْ طيرٌ فوقَ
الربواتْ
كم كنتُ أرى النيلَ حزينًا
ويدانِ لهُ موثقتانْ
وزمانُ أبي القاسمِ
أبعدُ من شمسِ الحدقات
يأوي في توزر
روحٌ لهُ والجسمُ حصاةْ
حتى أبصرتُ على النيلِ
جمالاً
ورأيتُ الشَّابيَّ
يُظللُ تونسهُ
ويداهُ ترُشَّانِ على الساحاتِ
بذورَ حياةْ
قوسانِ من الحدقاتِ
يَفضَّانِ الأوهام
وَيُرِيقانِ المسكَ على
الزمنِ الآتي
ما أجملَ جيلَ الثورةْْ
أبناء وبناتْ
غسلوا بَعد النصرِ
هشيمَ الصيحاتْ
وسقوا العلمَ العالي
دمهمْ 
لِيظلَّ رَفيقَ الأحلامْ
وَسميرَ النجماتْ
آهٍ.. ما أجملَ أن تلبسَ
سيرتُنَا العربيةْ
إِكسيرَ الثوراتْ
في يومِ الخامسِ والعشرينْ
من شَهرِ النبوءاتْ
انتفضَ السدُّ العالي
وتنفستِ الأنفاقُ العطشى
أنسامَ الحريةِ في غَزَّةْ
وانهارتْ كلُّ الشُّبُهَاتْ
وتمزَّقَ غيظا في سينا
شريانُ الغازْ
واستأسدَ نخلُ النيلِ
وأحرقَ كلَّ الألغازْ
وتراءى فوقَ الأهرامِ
جمالٌ أخَّاذْ
حَبَسَتْهُ الشمسُ بقمقمها
سنواتٍ
وَرمَتْهُ أخيرًا أعراسَ
نجاةْ
قوسانِ على النيلِ وقرطاجْ
كتبا ملحمتينِ على الأمواجْ
في لغةٍ كانتْ مَنْسِيَّةْ
في كتبِ الأبراجْ.
-----------------
* شاعر من لبنان.

 

 

 

 

حسن جعفر نورالدين*