رذاذ الخريف يصنع مهرجان صلالة

رذاذ الخريف يصنع مهرجان صلالة

بدعوة كريمة من سلطنة عمان إلى «العربي»، زارت المجلة منطقة صلالة في محافظة ظفار، وكان لقاء معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار محمد بن سلطان البوسعيدي برئيس التحرير د. عادل سالم العبدالجادر، لقاء دارت فيه حوارات فكرية وثقافية عكست اهتمامات السلطنة بالثقافة العربية، والحرص على ترقي وتقدم العلوم والفنون والآداب، مع المحافظة على الأصالة والتراث. وقد أظل هذا اللقاء روح المودة وعطر البخور الذي تصاعدت نسائمه من دخان اللبان العماني الأصيل، ليعكس الأصالة وينشر الحبور.

 

 يعتبر مهرجان صلالة السياحي الذي يقام في صلالة بمحافظة ظفار في سلطنة عمان، من أهم الأحداث التي تحظى باهتمام كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويأتي هذا العام ليفتح آفاقاً جديدة من برامج الترفيه والمُتعة المقترنة بالثقافة الإيجابيّة، تحت مظلّة المهرجان.
وتشرف بلدية ظفار على المهرجان الذي ينطلق خلال الموسم الاستثنائي للمحافظة من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر من كل عام، والذي يعرف محلياً بموسم الخريف، حيث يعد المهرجان قيمة سياحية وواجهة لسلطنة عمان، وحاضناً لعديد من الفعاليات الثقافية والدينية والتعليمية والترفيهية والفنية والرياضية، وكل ما يتناسب مع جميع أفراد الأسرة.
تعتبر بلدية ظفار الجهاز التنفيذي لتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين بمحافظة ظفار، وتعزيز مستوى البنية الأساسية وتطوير مدن وولايات المحافظة من خلال المشروعات الحيوية والمهمة في مجال الطرق والجسور والأنفاق والإنارة والصرف الصحي، وتقديم خدمات البلدية للارتقاء بالمحافظة وإكسابها رونقاً حضارياً وجمالياً من خلال الحفاظ على النظافة والصحة العامة.
وحصلت بلدية ظفار على مجموعة من الجوائز، من بينها جائزة المركز الأول في تجميل المدينة من منظمة المدن العربية.

ولادة الفكرة 
من جانبه، أكد معالي رئيس بلدية ظفار، رئيس المجلس البلدي لمحافظة ظفار الشيخ سالم الشنفري لـ«العربي» أن المحافظة تتمتع بمقوّمات سياحية حقيقية تستقطب من خلالها كثيراً من الزوار والسياح، حيث توجد هناك القلاع والحصون التي تجسد عراقة الماضي وحضارة الأجداد، وفيها العيون والشواطئ والخلجان الزاخرة بالرمال الذهبية اللامعة، إلى جانب الجبال والسهول والصحاري، فضلاً عما تتميز به المحافظة من إرث تاريخي موغل في القدم، يرجع إلى ما قبل الميلاد، حيث كانت تشتهر بإنتاج أجود أنواع اللبان وبعديد من الحضارات المعروفة، الأمر الذي أكسب المحافظة شهرة تاريخية عظيمة، وذلك لزيارة المآثر والمزارات التاريخية.
من هنا ظهرت الحاجة الماسة إلى إيجاد قالب ترويجي وسياحي للمحافظة، ومن هنا وُلد مهرجان الخريف خلال عقد الثمانينيات، حيث بدأ بأنشطة فلكلورية بسيطة وبعض الفنون والرقصات الشعبية التي تقام في عديد من المواقع السياحية، إضافة إلى الحفلات والأمسيات الشعرية والفنون التشكيلية الأخرى.
وشهد عام 2008 تغيير مسمّى المهرجان من «مهرجان خريف صلالة» إلى «مهرجان صلالة السياحي»، وتأتي هذه التسمية تأكيداً لما تحظى به محافظة ظفار من مقومات سياحية تؤهلها إلى أن تكون ضمن أهم المدن السياحية على خارطة السياحة الإقليمية في المنطقة، وإعطاء مساحة أكبر للموروث الشعبي والتقليدي الذي تتمتع به المحافظة، والتعريف بالإرث الحضاري للسلطنة بشكل عام.

فوائد اقتصادية
يعد مهرجان صلالة السياحي ذا جدوى اقتصادية مهمة، إلى جانب الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية، من خلال الترويج والتسويق الناجح للمهرجان، واستقطاب مختلف المؤسسات والشركات، التي أوجدت مناخاً اقتصادياً، وقوة شرائية واستهلاكية من قبل زوار المهرجان، كما يظهر البعد الاقتصادي للمهرجان في توفير فرص عمل للشباب العمانيين في مختلف المجالات والتخصصات.
وعن ذلك سلط الشنفري الضوء على الفوائد الاقتصادية التي يحققها المهرجان، إذ تم توفير نحو 6500 فرصة عمل لعديد من شرائح المجتمع المختلفة، وكانت الأولوية للأسر ذات الدخل المحدود، إضافة إلى استفادة أصحاب سيارات الأجرة، وأصحاب المقاهي والمطاعم، والفنادق والعقارات، والمؤسسات والمراكز التجارية وغيرهم كثير، فضلاً عن زيادة حركة الإشغال في الفنادق، حيث تصل إلى 100 في المائة، ونهوض حركة التسوق.
وشهدت مدينة صلالة توسعة في الفنادق ذات المستوى العالي، إضافة إلى توافر المباني والشقق الفندقية للأسر بأسعار مناسبة جداً، مقارنة مع بعض المناطق السياحية في البلدان الأخرى. فلم تعد هناك صعوبات في إيجاد السكن، سواء عبر التنسيق مع المكاتب السياحية المنتشرة، أو عبر المواقع الإلكترونية المختصة. 

عروض عالمية
من حيث الفعاليـات العالمية، أوضح الشنفري أن مهرجان صلالة يسعى سنوياً لاستقطاب مجموعة من الفعاليات والعروض العالمية، مثل السيرك العالمي والألعاب والعروض النارية ومسابقات الأطفال، مضيفاً أن مهرجان هذا العام شهد مشاركة نحو 40 دولة بالتعاون مع منظمة IFDA ، وهي منظمة ثقافية عالمية لتطوير الفلكلور ومقرّها في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك بهدف تقديم ثقافات الدول من جميع أنحاء العالم على أرض المهرجان، وتسليط الضوء على محافظة ظفار وبروزها عالمياً.
كما يحرص المهرجان على المسرحيات المحلية للفرق الأهلية، نظرا إلى الإقبال الكبير عليها من الجماهير، ودعماً من المهرجان للحراك الثقافـي في السلطنة، كما أن المهرجان طرح مناقصة لاستقطاب مسرحيات عربية وخليجية لكي تمثل تنوعاً جيداً في الحراك الثقافي المسرحي بالمهرجان.
وفي ختام حديثه, تحدث الشنفري عن النظرة المستقبلية لتطوير مهرجان صلالة وصناعة السياحة، كاشفاً عن وجود لجان لوضع تصورات ومرئيات تحقق الطابع الحضاري والعصري، بما يسهم في مواصلة النهج الذي يحقق التطور النوعي والكمي مع زيادة أعداد زوار المحافظة ■

 

معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار يقدم هدية تذكارية لرئيس تحرير «العربي»

 

جمال الطبيعة يعكس البهجة العمانية في ظفار