الهلال الأحمر الكويتي نصف قرن من العطاء الإنساني
أنّى سافرت وحيثما حللت في معظم بلاد العالم، ثمة بصمة كويتية واضحة للعيان، تركت أثرها بقوة في تاريخ العطاء الإنساني، وحفرت بأحرف من نور اسم الكويت في سجل الأعمال الإغاثية والتنموية المتحررة من قيود اختلاف الأعراق وتباين الأديان وتباعد الأجناس.
إنها بصمة جمعية الهلال الأحمر الكويتي، التي امتد نشاطها شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، وتوسعت مشروعاتها التطوعية والإغاثية والتنموية في كل القارات، متوجة جهداً متواصلاً منذ خمسين عاماً أصبحت معه إحدى المنارات الإقليمية والعربية والعالمية الرائدة في مجال العمل الإنساني.
ولم يكن هذا النبراس الإنساني المتمثل في الجمعية جديداً على الكويت وشعبها، أو غريباً على تاريخها ومسيرتها، إذ جاء امتداداً لمسيرة الخير والعطاء التي انتهجها الآباء والأجداد، وسار عليها الأبناء، حتى أصبح ذلك العمل الإنساني نموذجا عملياً يحتذى في دول العالم، فضرب أروع الأمثلة في النشاط التطوعي، وأسهم في رسم صورة واضحة المعالم عن النشاط الإنساني للكويت، وقدم صورة واقعية عن رؤيته المستقبلية التي تطورت من أعمال إغاثية تقليدية إلى نشاطات إنسانية وتنموية شاملة.
اجتماع تأسيسي
منذ عام 1965 كانت فكرة تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي موجودة في ذهن ثلة من رجالات الكويت، هم عبدالعزيز الصقر، ويوسف الحجي، وسعد الناهض، وبرجس البرجس. وفي ديسمبر من العام ذاته، عقدت 18 شخصية من أهل الخير أول اجتماع تأسيسي لهذه الغاية، ووضعت النظام الأساسي للجمعية.
والشخصيات هي: عبدالعزيز حمد الصقر، ود. إبراهيم المهلهل، ود.عبدالرحمن العوضي، وبرجس حمود البرجس، وخالد يوسف المطوع، وسعد الناهض، وسليمان خالد المطوع، وعبدالرحمن سالم العتيقي، وعبدالرزاق العدواني، وعبدالعزيز محمد الشايع، وعبدالله سلطان الكليب، وعبدالله علي المطوع، وعبدالمحسن سعود الزبن، وعلي محمد الروضان، ومحمد يوسف النصف، ويوسف إبراهيم الغانم، ويوسف جاسم الحجي، ويوسف عبدالعزيز الفليج.
وتقدمت تلك الشخصيات بطلب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، فوافقت على إنشاء الجمعيــــة بعــــد وقت قصير، وتم إشهارهـــا في العاشر من يناير عام 1966، حيث أطلقت بصورة رسمية. وتم انتخـــــاب أول مجلس إدارة حينذاك، وتشكل مــن كل من: عبدالعزيز الصقر، ومحمد النصف، وعبدالمحسن الزبن، ويوسف الحجي، ويوسف الفليج، وسعد الناهض، وبرجس البرجس. وتولى الصقر رئاسة الجمعية ما بين عامي 1966 و1994 تلاه برجس البرجس حتى عام 2014.
إثـر إشـهار الجمعـية بدأ المؤسسون البحث عن مقر، فاستقر الرأي على ديوانية الجسار في منطقة «جبلة» مؤقتاً لمدة سنتين. وبعد ذلك انتقلت الجمعية إلى المقر الثاني في منطقة الشويخ مقابل ساحل الخليج العربي، ثم انتقلت إلى موقعها الحالي في منطقة الشويخ قرب العاصمة الكويت.
عمل مؤسساتي
ذهبنا إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي، للتعرف عن قرب إلى تلك المؤسسة الإنسانية الرائدة، والاطلاع على مشروعاتها المنفذة، وخططها المستقبلية. وحدثنا د. هلال الساير رئيس مجلس إدارة الجمعية عن المعالم الرئيسة لدور الجمعية وأهدافها، قائلاً إن إنشاء الجمعية قبل 50 عاماً جاء امتداداً لمسيرة الخير والعطاء التي عرف بها الآباء والأجداد، وانطلاقاً من المبادئ والقيم التي جبل عليها المجتمع الكويتي، وحبه للوقوف إلى جانب الضعفاء، ورغبته في مساعدة المحتاجين، وحرصه على مد يد العون للإنسانية جمعاء. وسهّل توقيع الحكومة الكويتية على اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، انضمام الجمعية إلى الرابطة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي عرفت في ما بعد باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في عام 1991.
وأضاف أنه عقب إشهار الجمعية رسمياً انطلقت عجلة العمل فيها من خلال مبادرات رائدة، ومشروعات عديدة، شملت مختلف المجالات، كالبرامج الإنسانية والإغاثية والتطوعية، وميادين الإنشاء كبناء المدارس والمستشفيات والقرى، وغير ذلك من المبادرات والمشروعات التي تسعى إلى تلبية الحاجات الأساسية للإنسان، وإلى تخفيف الأعباء والأزمات عن البشر في كل مكان.
نهج رسمي وشعبي
يقول د. الساير إن القيادة السياسية الحكيمة للكويت وحكومتها الرشيدة أناطت مهمة تنفيذ الأعمال الإنسانية النبيلة بجمعية الهلال الأحمر الكويتي، التي سعت إلى المساهمة في أي عمل إنساني يطلب منها، وإلى المسارعة لإغاثة أي دولة ترغب في الحصول على العون والمساعدات المختلفة. وآلت الجمعية على نفسها تقديم المساعدات الإنسانية وإنشاء المشاريع التنموية من دون تمييز بين جنس أو عرق، لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة قدر المستطاع، وتعزيز قدرة المنكوبين على تجاوز المحن والملمات التي تمر بهم.
وأشار إلى حرص الكويت طوال تاريخها على دعم ذلك العمل الإنساني وتشجيعه ورعايته، إيماناً منها بدوره الكبير في تعزيز التعاون بين الأمم وتحقيق الهدف الأسمى للبشرية؛ وهو التعاون والتكاتف والتعاضد في وجه الأزمات والتحديات والملمات.
وأضاف أن ذلك ما لمسناه أيضاً في المسيرة الإنسانية لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد - الرئيس الفخري الحالي للجمعية - وحرصه على تقديم العون والمساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة، وانطلاقاً من ذلك، حظي سموه بتقدير عالمي متميز من منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2014، بتسمية سموه قائداً للعمل الإنساني، إضافة إلى تكريم دولة الكويت بتسميتها مركزاً إنسانياً عالمياً، نظراً لدورها الإنساني الرائد المنطلق من إيمانها بوحدة الإنسانية، وقناعتها بأهمية الشراكة بين الأمم، وتوحيد الجهود الدولية وتفعيلها، بهدف المحافظة على الأسس التي قامت الحياة من أجلها.
مبادئ أساسية
وعن المبادئ الأساسية التي تعمل الجمعية وفقها يقول أنور الحساوي نائب رئيس الجمعية إنها تحرص في جميع وجوه نشاطها ومشروعاتها على العمل، استناداً إلى اتفاقيات جنيف الأربع والقوانين والمعاهدات الدولية التي تشكل في مجملها القانون الدولي الإنساني، وهي سبعة مبادئ أولها «الإنسانية»، ومعناه بذل الجهد والوقت للوقاية والتخفيف من آلام الإنسان وحماية الحياة والصحة، وضمان احترام الكرامة الإنسانية، وتعزيز التفاهم والتعاون والسلام الدائم بين شعوب العالم. والمبدأ الثاني هو «عدم التحيز» المتمثل في التقيد بمبدأ التجرد وعدم التمييز بين القوميات أو الأجناس أو الأديان أو العقائد السياسية، بينما ينص المبدأ الثالث على «الحياد»، ويعني الامتناع عن المشاركة في أي أعمال عدائية أو في مجادلات تتعلق بالقضايا السياسية والدينية والعرقية والأيديولوجية.
وعن المبدأ الرابع يقول إنه يُعنى بمفهوم «الاستقلال»؛ أي أن تعمل جمعيات الهلال الوطنية كأجهزة مساعدة للسلطات العامة، وتخضع للقوانين السارية في البلاد، مع احتفاظها باستقلالها التام حتى تستطيع العمل بموجب المبادئ الأساسية للحركة، في حين يركز المبدأ الخامس على «الخدمة التطوعية» أي أن تكون الخدمة تطوعية لا تسعى لتحقيق أي ربح، ويتمثل المبدأ السادس في «الوحدة»، بمعنى أنه لا يجوز وجود أكثر من جمعية وطنية واحدة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل بلد، ويجب أن تكون خدماتها متاحة للجميع وشاملة أنحاء البلد كافة. أما المبدأ الأخير فينص على «العالمية» أي إن هذه الحركة الدولية حركة عالمية تتمتع كل الجمعيات فيها بالحقوق نفسها وتلتزم بالتعاون في ما بينها.
ويوضح الحساوي تعريـف الجمعية ووضعها القانوني بالقول: إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي جمعية تطوعية، تتمتع باستقلالها الذاتي وشخصيتها الاعتبارية، وهي تعمل كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية في الجانب الإنساني، وتشمل دائرة عملها جميع محافظات الدولة، ويجوز لها إنشاء فروع في مختلف المحافظات، كما أن الجمعية على أهبة الاستعداد دائماً لمد يد العون والمساعدة لجميع الدول المنكوبة والشعوب المحتاجة، والانضمام إلى الجمعية متاح لكل من يؤيد أهدافها ومبادئها من دون تمييز، وبغض النظر عن الجنسية أو المذهب أو اللون.
ويشير إلى حرص الجمعية على تقديم المساعدة والعون لأشد الحالات ضعفاً، سواء كان هذا الضعف ناجماً عن وضع اجتماعي معين أو عن وقوع حروب أو كوارث طبيعية، من دون تفرقة بين دين أو مذهب أو جنس أو لون، ومن دون الالتفات إلى المعتقدات السياسية والفكرية.
تطلعات مستقبلية
وعند سؤاله عن التطلعات المستقبلية للجمعية يوضح الحساوي أن الجمعية تواصل تطوير خدماتها لتحقيق أهدافها، وذلك من خلال العمل الجاد في التدريب وإدخال تقنيات جديدة، إضافة إلى توسيع منظومة الجمعية بشكل احترافي وفعال على المستويين المحلي والعالمي من خلال المشاركة في المساعدات الإنسانية والإغاثية في المناطق والدول المنكوبة وعلى المستوى المحلي.
وتركز الجمعية خلال الفترة المقبلة على دعم العمل التطوعي وثقافة التطوع، لتصبح من الأولويات في برامجها وجوانب نشاطها، لتمكين المتطوعين من أداء دورهم الحيوي بكل فاعلية بهدف خدمة الأشخاص الأشد ضعفاً والأكثر احتياجاً، وإنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية وتلك التي يصنعها الإنسان. وستعمل الجمعية على دعم مجموعات الشباب من «المتطوعين والمتطوعات» في زياراتهم المستمرة للمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية، وتدريبهم ضمن برنامج «الدعم النفسي»، إضافة إلى برنامج «الروابط الأسرية ولم الشمل».
مشروعات تنموية
لم تخيب الجمعية أي نداء يستدعيها للمساعدة وأي دعوة لتقديم العون، بل بادرت في كثير من الأحيان من تلقاء نفسها بتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة أو اللاجئين والمشردين في كل مكان. والمشروعات الإغاثية العديدة، والمشروعات التنموية المنتشرة في آسيا وإفريقيا خير مثال على ذلك. وتحرص الجمعية عند القيام بأي مشروع تنموي أو إغاثي على إجراء دراسات جدوى تقدمها جهات معتمدة وتتم مراجعتها مراجعة دقيقة، لاتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بنجاح المشروع وتحقيق الأهداف المنشودة منه.
وعن المشروعات التنموية للجمعية خلال مسيرتها يقول مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الجمعية خالد الزيد إن أهمها مشروع «إعادة البنية التحتية في محافظة باندا اتشيه بإندونيسيا» بعد كارثة تسونامي التي أصابتها منتصف العقد الماضي. وهنالك مشروع آخر مرتبط بالمشروع الأول هو «قرية المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في إندونيسيا» الذي تضمن إقامة 150 منزلاً في قرية سميت باسم الأمير الراحل.
ومن المشروعات التنموية أيضاً «قرية الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في سريلانكا» المتضمن بناء 100 وحدة سكنية في المنطقة الشرقية «ننداور» في سريلانكا التابعة لمدينة امبارا بعد كارثة تسونامي، مزودة بجميع المرافق كالبنية التحتية وشبكات التيار الكهربائي ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق، مع توفير نحو 300 قارب صيد وتوزيعها على الصيادين، وإنشاء ورشة كبيرة لإصلاح السفن تحمل اسم الكويت.
ويشير الزيد إلى مشروع آخر مرتبط بكارثة تسونامي هو «قوارب صيد للصيادين في تايلند» المتضمن تقديم 300 قارب صيد لأهالي منطقة بوكيت التي ضربتها الكارثة، لتوفير مورد رزق لسكانها. وهنالك أيضا «مشروع محطة تنقية المياه في المالديف» بعد أن فقدت جزر المالديف آلاف الأشخاص ودمرت آلاف المنازل نتيجة كارثة تسونامي في 2004. وفي بنغلاديش نفذت الجمعية مشروعات تنموية عدة منها تقديم 500 مضخة سحب للمياه من الآبار الجوفية، و350 قارب صيد مع المكائن، و50 ماكينة حرث تستخدم في الزراعة، وبناء نحو20 ملجأ لاستيعاب المشردين بعد إعصار «سدر» الذي ضرب البلاد عام 2008، إضافة إلى بناء الجمعية مستشفيات في دول عدة، منها «مستشفى جارهي حبيب الله في كشمير بباكستان» و«مستشفى جمعية الهلال الأحمر الكويتي في طرابلس بلبنان» و«مستشفى الهلال الأحمر الكويتي للمهاجرين الأفغان في بيشاور بجمهورية باكستان».
اللاجئون السوريون
ولم تتوان الجمعية منذ بدء الأزمة السورية في تقديم المساعدات والمواد الإغاثية للاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية، ولاسيما في الأردن ولبنان، بل بات ذلك نهجاً لم ينقطع، وشمل كل أنواع المساعدات.
ويقول الزيد إن حضور الجمعية في تلك الدول كان بارزاً عبر شتى حملات الإغاثة وقوافل المساعدات للاجئين السوريين، خصوصاً في أوقات الشتاء القاسية، وفي المناسبات المهمة كالأعياد وانطلاق المدارس. وامتدت مساعدات الجمعية إلى العراق لتلامس احتياجات النازحين في أوقات عدة، وتقدم مساعدات للمخيمات في جميع المحافظات العراقية؛ إيماناً منها بأهمية الدور الإنساني لإغاثة الأشقاء في العراق. كما أن الجمعية مستمرة في تقديم الدعم المعنوي والمادي للأشقاء في فلسطين، حيث كانت ولاتزال في مقدمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في مجال تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
النشاط المحلي
تؤدي الجمعية أدواراً مجتمعية متعددة داخل الكويت تستهدف جميع الجهات المحتاجة إلى الدعم والعون والمساعدة لتجاوز الصعوبات والمحن والملمات التي تمر بها، ما يعزز جهودها الإنسانية والاجتماعية.
ويقول المدير العام لجمعية الهلال الأحمر عبدالرحمن العون إن الجمعية تسعى إلى معالجة المرضى المحتاجين المقيمين في الكويت، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والكراسي المتحركة وغيرها من الأمور الطبية. وتحرص على رعاية الأسر المحتاجة، والتواصل مع نزلاء دور الرعاية الاجتماعية، وزيارة المرضى في المستشفيات، بهدف توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والترفيهية للمرضى ونزلاء دور الرعاية الاجتماعية بالتعاون مع الجهات المعنية، وتقديم الخدمات الإنسانية لنزلاء السجون ومتابعة أحوالهم.
ويضيف أن الجمعية تشارك في انتخابات مجلس الأمة والمجلس البلدي عبر توزيع متطوعيها وسيارات الإسعاف التابعة لها وتوفير الكراسي المتحركة والمظلات لخدمة الناخبين، وتنظم دورات لتأهيل المتطوعين والمتطوعات في مجال الإسعافات الأولية بشكل دوري. وتتعاون مع الجهات المعنية في حملات التوعية الخدمية.
المتطوعون... عصب الجمعية
أنشأت الجمعية إدارة خاصة للشباب والمتطوعين تضم مجموعة كبيرة من الشباب (من الجنسين) تجمعهم روح الحماس والاستعداد الدائم للقيام بواجباتهم الإنسانية.
ويقول مدير إدارة المتطوعين د. مساعد العنزي إن المتطوعين هم العمود الفقري لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويقومون بمعظم مهام الجمعية وأوجه نشاطها، بعد أن يخضعوا لعملية تدريب مناسبة، وباب التطوع مفتوح أمام المواطنين والوافدين، ويتم دمج المتطوعين الجدد مع المتطوعين السابقين من أجل صقل خبراتهم وتحسين أدائهم.
ويضيف أن الإدارة تنظم عمليات وهمية لاسترجاع المعلومات وتثبيت نشاط المتطوعين في الكوارث الطبيعية، وتعمل على رفع جاهزية المتطوعين وإرساء ثقافة العمل التطوعي في المجتمع من خلال المشاركات في المجتمع المدني، وتوزع الحصص التموينية المقررة على الأسر المتعففة داخل الكويت (معونات غذائية)، وتشارك في كل جوانب النشاط الثقافي في المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز السياحية، وفي المعارض والمناسبات والأعياد، وتواكب جهود الرياضيين لتقديم خدمات الإسعاف التطوعية.
ويقوم المتطوعون بزيارة المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والطفولة لتقديم الهدايا وإقامة الحفلات، لتخفيف آلامهم وزرع الأمل لديهم والبسمة في وجوههم. والمتطوعون الذين يخضعون لدورات تدريب في وزارة الصحة يحصلون على رخصة إسعاف أولي، فيصبح بمقدورهم التدخل لمعالجة المصابين. أما فريق التدخل السريع فهو حاصل على دورات متخصصة عن طريق الاتحاد الدولي وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ومهمته التدخل في جميع الكوارث وهو مستعد دائما للتدخل الفوري.
وعن مركز العمليات يقول العنزي إن الجمعية أطلقت في 19 يوليو 2012 مركز العمليات التابع لإدارة الكوارث، مستهدفة التأكيد على جهوزية الجمعية من خلال مرحلة التأهب التي يشكل الحصول على البيانات العنصر الأهم فيها، تمهيداً للاستجابة للكوارث. ويستهدف المركز أيضاً توفير قاعدة بيانات متكاملة للمعنيين حول الكارثة تشمل التقييم المبدئي والاحتياجات العاجلة للمجتمع أو الدولة المنكوبة.
طوال مسيرة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الممتدة نحو خمسة عقود، ارتكز العمل فيها على مبادراتها الإنسانية الرائدة القائمة على فكرة الخير والبذل والعطاء؛ فتقديم العون للمحتاجين وتلبية حاجاتهم الأساسية، من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، وإنجاز المشروعات التنموية, كانت الأهداف الأساسية للجمعية من خلال المساعدات العديدة التي قدمتها ذ ولاتزال - للعديد من البلدان التي عانت من جراء الكوارث الطبيعية، أو الأزمات الإنسانية، أو النزاعات المسلحة ■
إغاثة المنكوبين من المبادئ الإنسانية للهلال الأحمر الكويتي
تبرعات عينية وهدايا مجانية للتخفيف من وطأة الكوارث
عمل تطوعي يبتعد عن النظرة النفعية والمادية
غرفة جراحة متطورة جاهزة لتقديم العون
لا فرق بين الأسود والأبيض في العُرف الإنساني
قرية الشيخ جابر الأحمد مجهزة بكامل خدمات البنية التحتية