الهلال الأحمر الكويتي نصف قرن من العطاء الإنساني

الهلال الأحمر الكويتي  نصف قرن من  العطاء الإنساني

أنّى‭ ‬سافرت‭ ‬وحيثما‭ ‬حللت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬بلاد‭ ‬العالم،‭ ‬ثمة‭ ‬بصمة‭ ‬كويتية‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان،‭ ‬تركت‭ ‬أثرها‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العطاء‭ ‬الإنساني،‭ ‬وحفرت‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الإغاثية‭ ‬والتنموية‭ ‬المتحررة‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬اختلاف‭ ‬الأعراق‭ ‬وتباين‭ ‬الأديان‭ ‬وتباعد‭ ‬الأجناس‭.‬

إنها‭ ‬بصمة‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي،‭ ‬التي‭ ‬امتد‭ ‬نشاطها‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً،‭ ‬وشمالاً‭ ‬وجنوباً،‭ ‬وتوسعت‭ ‬مشروعاتها‭ ‬التطوعية‭ ‬والإغاثية‭ ‬والتنموية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القارات،‭ ‬متوجة‭ ‬جهداً‭ ‬متواصلاً‭ ‬منذ‭ ‬خمسين‭ ‬عاماً‭ ‬أصبحت‭ ‬معه‭ ‬إحدى‭ ‬المنارات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعربية‭ ‬والعالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬النبراس‭ ‬الإنساني‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬الكويت‭ ‬وشعبها،‭ ‬أو‭ ‬غريباً‭ ‬على‭ ‬تاريخها‭ ‬ومسيرتها،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬امتداداً‭ ‬لمسيرة‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬وسار‭ ‬عليها‭ ‬الأبناء،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬نموذجا‭ ‬عملياً‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فضرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬التطوعي،‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬الإنساني‭ ‬للكويت،‭ ‬وقدم‭ ‬صورة‭ ‬واقعية‭ ‬عن‭ ‬رؤيته‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬إغاثية‭ ‬تقليدية‭ ‬إلى‭ ‬نشاطات‭ ‬إنسانية‭ ‬وتنموية‭ ‬شاملة‭.‬

 

اجتماع‭ ‬تأسيسي‭ ‬

‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬ثلة‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الكويت،‭ ‬هم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الصقر،‭ ‬ويوسف‭ ‬الحجي،‭ ‬وسعد‭ ‬الناهض،‭ ‬وبرجس‭ ‬البرجس‭. ‬وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬عقدت‭ ‬18‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬تأسيسي‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬ووضعت‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للجمعية‭.‬

والشخصيات‭ ‬هي‭: ‬عبدالعزيز‭ ‬حمد‭ ‬الصقر،‭ ‬ود‭. ‬إبراهيم‭ ‬المهلهل،‭ ‬ود‭.‬عبدالرحمن‭ ‬العوضي،‭ ‬وبرجس‭ ‬حمود‭ ‬البرجس،‭ ‬وخالد‭ ‬يوسف‭ ‬المطوع،‭ ‬وسعد‭ ‬الناهض،‭ ‬وسليمان‭ ‬خالد‭ ‬المطوع،‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬سالم‭ ‬العتيقي،‭ ‬وعبدالرزاق‭ ‬العدواني،‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬محمد‭ ‬الشايع،‭ ‬وعبدالله‭ ‬سلطان‭ ‬الكليب،‭ ‬وعبدالله‭ ‬علي‭ ‬المطوع،‭ ‬وعبدالمحسن‭ ‬سعود‭ ‬الزبن،‭ ‬وعلي‭ ‬محمد‭ ‬الروضان،‭ ‬ومحمد‭ ‬يوسف‭ ‬النصف،‭ ‬ويوسف‭ ‬إبراهيم‭ ‬الغانم،‭ ‬ويوسف‭ ‬جاسم‭ ‬الحجي،‭ ‬ويوسف‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الفليج‭.‬

وتقدمت‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬بطلب‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فوافقت‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬الجمعيــــة‭ ‬بعــــد‭ ‬وقت‭ ‬قصير،‭ ‬وتم‭ ‬إشهارهـــا‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1966،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬بصورة‭ ‬رسمية‭. ‬وتم‭ ‬انتخـــــاب‭ ‬أول‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬حينذاك،‭ ‬وتشكل‭ ‬مــن‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬عبدالعزيز‭ ‬الصقر،‭ ‬ومحمد‭ ‬النصف،‭ ‬وعبدالمحسن‭ ‬الزبن،‭ ‬ويوسف‭ ‬الحجي،‭ ‬ويوسف‭ ‬الفليج،‭ ‬وسعد‭ ‬الناهض،‭ ‬وبرجس‭ ‬البرجس‭. ‬وتولى‭ ‬الصقر‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمعية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1966‭ ‬و1994‭ ‬تلاه‭ ‬برجس‭ ‬البرجس‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2014‭.‬

‭ ‬إثـر‭ ‬إشـهار‭ ‬الجمعـية‭ ‬بدأ‭ ‬المؤسسون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مقر،‭ ‬فاستقر‭ ‬الرأي‭ ‬على‭ ‬ديوانية‭ ‬الجسار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬جبلة‮»‬‭ ‬مؤقتاً‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬انتقلت‭ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬المقر‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشويخ‭ ‬مقابل‭ ‬ساحل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬موقعها‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشويخ‭ ‬قرب‭ ‬العاصمة‭ ‬الكويت‭. ‬

 

عمل‭ ‬مؤسساتي

ذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي،‭ ‬للتعرف‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرائدة،‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬مشروعاتها‭ ‬المنفذة،‭ ‬وخططها‭ ‬المستقبلية‭. ‬وحدثنا‭ ‬د‭. ‬هلال‭ ‬الساير‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬عن‭ ‬المعالم‭ ‬الرئيسة‭ ‬لدور‭ ‬الجمعية‭ ‬وأهدافها،‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬إنشاء‭ ‬الجمعية‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬جاء‭ ‬امتداداً‭ ‬لمسيرة‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء‭ ‬التي‭ ‬عرف‭ ‬بها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬جبل‭ ‬عليها‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي،‭ ‬وحبه‭ ‬للوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضعفاء،‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬للإنسانية‭ ‬جمعاء‭. ‬وسهّل‭ ‬توقيع‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬الأربع‭ ‬لعام‭ ‬1949،‭ ‬انضمام‮ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬الرابطة‭ ‬الدولية‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر،‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬باسم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬عقب‭ ‬إشهار‭ ‬الجمعية‭ ‬رسمياً‭ ‬انطلقت‭ ‬عجلة‭ ‬العمل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬رائدة،‭ ‬ومشروعات‭ ‬عديدة،‭ ‬شملت‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬كالبرامج‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬والتطوعية،‭ ‬وميادين‭ ‬الإنشاء‭ ‬كبناء‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والقرى،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬الحاجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان،‭ ‬وإلى‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬والأزمات‭ ‬عن‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

 

نهج‭ ‬رسمي‭ ‬وشعبي

يقول‭ ‬د‭. ‬الساير‭ ‬إن‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬للكويت‭ ‬وحكومتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬أناطت‭ ‬مهمة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬بجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي،‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬إنساني‭ ‬يطلب‭ ‬منها،‭ ‬وإلى‭ ‬المسارعة‭ ‬لإغاثة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العون‭ ‬والمساعدات‭ ‬المختلفة‭. ‬وآلت‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإنشاء‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬جنس‭ ‬أو‭ ‬عرق،‭ ‬لإعادة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬المنكوبين‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬المحن‭ ‬والملمات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بهم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬الكويت‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وتشجيعه‭ ‬ورعايته،‭ ‬إيماناً‭ ‬منها‭ ‬بدوره‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬وتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬للبشرية؛‭ ‬وهو‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتعاضد‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬والملمات‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لسمو‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ - ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬الحالي‭ ‬للجمعية‭ - ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لكل‭ ‬البلدان‭ ‬المحتاجة،‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬حظي‭ ‬سموه‭ ‬بتقدير‭ ‬عالمي‭ ‬متميز‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬بتسمية‭ ‬سموه‭ ‬قائداً‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكريم‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بتسميتها‭ ‬مركزاً‭ ‬إنسانياً‭ ‬عالمياً،‭ ‬نظراً‭ ‬لدورها‭ ‬الإنساني‭ ‬الرائد‭ ‬المنطلق‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬بوحدة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وقناعتها‭ ‬بأهمية‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬وتفعيلها،‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬

 

مبادئ‭ ‬أساسية

وعن‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬الجمعية‭ ‬وفقها‭ ‬يقول‭ ‬أنور‭ ‬الحساوي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬إنها‭ ‬تحرص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬وجوه‭ ‬نشاطها‭ ‬ومشروعاتها‭ ‬على‭ ‬العمل،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬جنيف‭ ‬الأربع‭ ‬والقوانين‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهي‭ ‬سبعة‭ ‬مبادئ‭ ‬أولها‭ ‬‮«‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬ومعناه‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت‭ ‬للوقاية‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الإنسان‭ ‬وحماية‭ ‬الحياة‭ ‬والصحة،‭ ‬وضمان‭ ‬احترام‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬والسلام‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭. ‬والمبدأ‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬التحيز‮»‬‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التقيد‭ ‬بمبدأ‭ ‬التجرد‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬القوميات‭ ‬أو‭ ‬الأجناس‭ ‬أو‭ ‬الأديان‭ ‬أو‭ ‬العقائد‭ ‬السياسية،‭ ‬بينما‭ ‬ينص‭ ‬المبدأ‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحياد‮»‬،‭ ‬ويعني‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬عدائية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجادلات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬والأيديولوجية‭. ‬

وعن‭ ‬المبدأ‭ ‬الرابع‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬يُعنى‭ ‬بمفهوم‭ ‬‮«‬الاستقلال»؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬جمعيات‭ ‬الهلال‭ ‬الوطنية‭ ‬كأجهزة‭ ‬مساعدة‭ ‬للسلطات‭ ‬العامة،‭ ‬وتخضع‭ ‬للقوانين‭ ‬السارية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬مع‭ ‬احتفاظها‭ ‬باستقلالها‭ ‬التام‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬العمل‭ ‬بموجب‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للحركة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يركز‭ ‬المبدأ‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬‮«‬الخدمة‭ ‬التطوعية‮»‬‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الخدمة‭ ‬تطوعية‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أي‭ ‬ربح،‭ ‬ويتمثل‭ ‬المبدأ‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬‮«‬الوحدة‮»‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خدماتها‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭ ‬وشاملة‭ ‬أنحاء‭ ‬البلد‭ ‬كافة‭. ‬أما‭ ‬المبدأ‭ ‬الأخير‭ ‬فينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬العالمية‮»‬‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬الدولية‭ ‬حركة‭ ‬عالمية‭ ‬تتمتع‭ ‬كل‭ ‬الجمعيات‭ ‬فيها‭ ‬بالحقوق‭ ‬نفسها‭ ‬وتلتزم‭ ‬بالتعاون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينها‭.‬

ويوضح‭ ‬الحساوي‭ ‬تعريـف‭ ‬الجمعية‭ ‬ووضعها‭ ‬القانوني‭ ‬بالقول‭: ‬إن‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‭ ‬جمعية‭ ‬تطوعية،‭ ‬تتمتع‭ ‬باستقلالها‭ ‬الذاتي‭ ‬وشخصيتها‭ ‬الاعتبارية،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬كهيئة‭ ‬مساعدة‭ ‬للسلطات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني،‭ ‬وتشمل‭ ‬دائرة‭ ‬عملها‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬الدولة،‭ ‬ويجوز‭ ‬لها‭ ‬إنشاء‭ ‬فروع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬دائماً‭ ‬لمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬المنكوبة‭ ‬والشعوب‭ ‬المحتاجة،‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجمعية‭ ‬متاح‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يؤيد‭ ‬أهدافها‭ ‬ومبادئها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬المذهب‭ ‬أو‭ ‬اللون‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬والعون‭ ‬لأشد‭ ‬الحالات‭ ‬ضعفاً،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الضعف‭ ‬ناجماً‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬اجتماعي‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬حروب‭ ‬أو‭ ‬كوارث‭ ‬طبيعية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬مذهب‭ ‬أو‭ ‬جنس‭ ‬أو‭ ‬لون،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬المعتقدات‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭.‬

تطلعات‭ ‬مستقبلية

وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬التطلعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للجمعية‭ ‬يوضح‭ ‬الحساوي‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬تواصل تطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬وذلك من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬وإدخال‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬منظومة‭ ‬الجمعية‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭ ‬وفعال‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬والدول‭ ‬المنكوبة‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭.‬‮ ‬

وتركز‭ ‬الجمعية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬وثقافة‭ ‬التطوع،‭ ‬لتصبح‭ ‬من‭ ‬الأولويات في‭ ‬برامجها‭ ‬وجوانب‭ ‬نشاطها،‭ ‬لتمكين‭ ‬المتطوعين‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورهم‭ ‬الحيوي‭ ‬بكل‭ ‬فاعلية‭ ‬بهدف‭ ‬خدمة‭ ‬الأشخاص الأشد‭ ‬ضعفاً‭ ‬والأكثر‭ ‬احتياجاً،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬ضحايا‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬الإنسان‭. ‬وستعمل‭ ‬الجمعية‭ ‬على دعم‭ ‬مجموعات‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬‮«‬المتطوعين‭ ‬والمتطوعات‮»‬‭ ‬في‭ ‬زياراتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬للمستشفيات ودور‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية،‮ ‬وتدريبهم‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬النفسي‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‮»‬‭.‬

 

مشروعات‭ ‬تنموية

لم‭ ‬تخيب‭ ‬الجمعية‭ ‬أي‭ ‬نداء‭ ‬يستدعيها‭ ‬للمساعدة‭ ‬وأي‭ ‬دعوة‭ ‬لتقديم‭ ‬العون،‭ ‬بل‭ ‬بادرت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسها‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للمناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬أو‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمشردين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬والمشروعات‭ ‬الإغاثية‭ ‬العديدة،‭ ‬والمشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وتحرص‭ ‬الجمعية‭ ‬عند‭ ‬القيام‭ ‬بأي‭ ‬مشروع‭ ‬تنموي‭ ‬أو‭ ‬إغاثي‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬جدوى‭ ‬تقدمها‭ ‬جهات‭ ‬معتمدة‭ ‬وتتم‭ ‬مراجعتها‭ ‬مراجعة‭ ‬دقيقة،‭ ‬لاتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بنجاح‭ ‬المشروع‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬منه‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬للجمعية‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬يقول‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬خالد‭ ‬الزيد‭ ‬إن‭ ‬أهمها‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬باندا‭ ‬اتشيه‭ ‬بإندونيسيا‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬كارثة‭ ‬تسونامي‭ ‬التي‭ ‬أصابتها‭ ‬منتصف‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭. ‬وهنالك‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمشروع‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬‮«‬قرية‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬إقامة‭ ‬150‭ ‬منزلاً‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬سميت‭ ‬باسم‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭. ‬

ومن‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬قرية‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬سريلانكا‮»‬‭ ‬المتضمن‭ ‬بناء‭ ‬100‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬‮«‬ننداور‮»‬‭ ‬في‭ ‬سريلانكا‭ ‬التابعة‭ ‬لمدينة‭ ‬امبارا‭ ‬بعد‭ ‬كارثة‭ ‬تسونامي،‭ ‬مزودة‭ ‬بجميع‭ ‬المرافق‭ ‬كالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وشبكات‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬ومياه‭ ‬الشرب‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والطرق،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬قارب‭ ‬صيد‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬الصيادين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬ورشة‭ ‬كبيرة‭ ‬لإصلاح‭ ‬السفن‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭.‬

ويشير‭ ‬الزيد‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬مرتبط‭ ‬بكارثة‭ ‬تسونامي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬قوارب‭ ‬صيد‭ ‬للصيادين‭ ‬في‭ ‬تايلند‮»‬‭ ‬المتضمن‭ ‬تقديم‭ ‬300‭ ‬قارب‭ ‬صيد‭ ‬لأهالي‭ ‬منطقة‭ ‬بوكيت‭ ‬التي‭ ‬ضربتها‭ ‬الكارثة،‭ ‬لتوفير‭ ‬مورد‭ ‬رزق‭ ‬لسكانها‭. ‬وهنالك‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬محطة‭ ‬تنقية‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المالديف‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬جزر‭ ‬المالديف‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬ودمرت‭ ‬آلاف‭ ‬المنازل‭ ‬نتيجة‭ ‬كارثة‭ ‬تسونامي‭ ‬في‭ ‬2004‭. ‬وفي‭ ‬بنغلاديش‭ ‬نفذت‭ ‬الجمعية‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬500‭ ‬مضخة‭ ‬سحب‭ ‬للمياه‭ ‬من‭ ‬الآبار‭ ‬الجوفية،‭ ‬و350‭ ‬قارب‭ ‬صيد‭ ‬مع‭ ‬المكائن،‭ ‬و50‭ ‬ماكينة‭ ‬حرث‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬الزراعة،‭ ‬وبناء‭ ‬نحو20‭ ‬ملجأ‭ ‬لاستيعاب‭ ‬المشردين‭ ‬بعد‭ ‬إعصار‭ ‬‮«‬سدر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬البلاد‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الجمعية‭ ‬مستشفيات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬جارهي‭ ‬حبيب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كشمير‭ ‬بباكستان‮»‬‭ ‬و«مستشفى‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬بلبنان‮»‬‭ ‬و«مستشفى‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‭ ‬للمهاجرين‭ ‬الأفغان‭ ‬في‭ ‬بيشاور‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‮»‬‭.‬

 

اللاجئون‭ ‬السوريون

‭ ‬ولم‭ ‬تتوان‭ ‬الجمعية‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬والمواد‭ ‬الإغاثية‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لسورية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬ولبنان،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬ذلك‭ ‬نهجاً‭ ‬لم‭ ‬ينقطع،‭ ‬وشمل‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المساعدات‭.‬

‭ ‬ويقول‭ ‬الزيد‭ ‬إن‭ ‬حضور‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬كان‭ ‬بارزاً‭ ‬عبر‭ ‬شتى‭ ‬حملات‭ ‬الإغاثة‭ ‬وقوافل‭ ‬المساعدات‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الشتاء‭ ‬القاسية،‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬المهمة‭ ‬كالأعياد‭ ‬وانطلاق‭ ‬المدارس‭. ‬وامتدت‭ ‬مساعدات‭ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬لتلامس‭ ‬احتياجات‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬عدة،‭ ‬وتقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬للمخيمات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬العراقية؛‭ ‬إيماناً‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭ ‬لإغاثة‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والمادي‭ ‬للأشقاء‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ولاتزال‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬جمعيات‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬والصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

 

النشاط‭ ‬المحلي

‭ ‬تؤدي‭ ‬الجمعية‭ ‬أدواراً‭ ‬مجتمعية‭ ‬متعددة‭ ‬داخل‭ ‬الكويت‭ ‬تستهدف‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬المحتاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬والعون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لتجاوز‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمحن‭ ‬والملمات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬جهودها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

‭ ‬ويقول‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬العون‭ ‬إن‭ ‬الجمعية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬المرضى‭ ‬المحتاجين‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وتوفير‭ ‬الأدوية‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬والكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الطبية‭. ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬نزلاء‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وزيارة‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬بهدف‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬والترفيهية‭ ‬للمرضى‭ ‬ونزلاء‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لنزلاء‭ ‬السجون‭ ‬ومتابعة‭ ‬أحوالهم‭.‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬والمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬عبر‭ ‬توزيع‭ ‬متطوعيها‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬وتوفير‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬والمظلات‭ ‬لخدمة‭ ‬الناخبين،‭ ‬وتنظم‭ ‬دورات‭ ‬لتأهيل‭ ‬المتطوعين‭ ‬والمتطوعات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭. ‬وتتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬الخدمية‭.‬

‭ ‬

المتطوعون‭... ‬عصب‭ ‬الجمعية

أنشأت‭ ‬الجمعية‭ ‬إدارة‭ ‬خاصة‭ ‬للشباب‭ ‬والمتطوعين‭ ‬تضم‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ (‬من‭ ‬الجنسين‭) ‬تجمعهم‭ ‬روح‭ ‬الحماس‭ ‬والاستعداد‭ ‬الدائم‭ ‬للقيام‭ ‬بواجباتهم‭ ‬الإنسانية‭. ‬

ويقول‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المتطوعين‭ ‬د‭. ‬مساعد‭ ‬العنزي‭ ‬إن‭ ‬المتطوعين‭ ‬هم‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر،‭ ‬ويقومون‭ ‬بمعظم‭ ‬مهام‭ ‬الجمعية‭ ‬وأوجه‭ ‬نشاطها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يخضعوا‭ ‬لعملية‭ ‬تدريب‭ ‬مناسبة،‭ ‬وباب‭ ‬التطوع‭ ‬مفتوح‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬والوافدين،‭ ‬ويتم‭ ‬دمج‭ ‬المتطوعين‭ ‬الجدد‭ ‬مع‭ ‬المتطوعين‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صقل‭ ‬خبراتهم‭ ‬وتحسين‭ ‬أدائهم‭.‬

‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬تنظم‭ ‬عمليات‭ ‬وهمية‭ ‬لاسترجاع‭ ‬المعلومات‭ ‬وتثبيت‭ ‬نشاط‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬جاهزية‭ ‬المتطوعين‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وتوزع‭ ‬الحصص‭ ‬التموينية‭ ‬المقررة‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬داخل‭ ‬الكويت‭ (‬معونات‭ ‬غذائية‭)‬،‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬والمراكز‭ ‬السياحية،‭ ‬وفي‭ ‬المعارض‭ ‬والمناسبات‭ ‬والأعياد،‭ ‬وتواكب‭ ‬جهود‭ ‬الرياضيين‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الإسعاف‭ ‬التطوعية‭.‬

ويقوم‭ ‬المتطوعون‭ ‬بزيارة‭ ‬المستشفيات‭ ‬ودور‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬والطفولة‭ ‬لتقديم‭ ‬الهدايا‭ ‬وإقامة‭ ‬الحفلات،‭ ‬لتخفيف‭ ‬آلامهم‭ ‬وزرع‭ ‬الأمل‭ ‬لديهم‭ ‬والبسمة‭ ‬في‭ ‬وجوههم‭. ‬والمتطوعون‭ ‬الذين‭ ‬يخضعون‭ ‬لدورات‭ ‬تدريب‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬إسعاف‭ ‬أولي،‭ ‬فيصبح‭ ‬بمقدورهم‭ ‬التدخل‭ ‬لمعالجة‭ ‬المصابين‭. ‬أما‭ ‬فريق‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬فهو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬دورات‭ ‬متخصصة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬وجمعيات‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬والصليب‭ ‬الأحمر،‭ ‬ومهمته‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الكوارث‭ ‬وهو‭ ‬مستعد‭ ‬دائما‭ ‬للتدخل‭ ‬الفوري‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬مركز‭ ‬العمليات‭ ‬يقول‭ ‬العنزي‭ ‬إن‭ ‬الجمعية‭ ‬أطلقت‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2012‭ ‬مركز‭ ‬العمليات‭ ‬التابع‭ ‬لإدارة‭ ‬الكوارث،‭ ‬مستهدفة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬جهوزية‭ ‬الجمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬التأهب‭ ‬التي‭ ‬يشكل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬العنصر‭ ‬الأهم‭ ‬فيها،‭ ‬تمهيداً‭ ‬للاستجابة‭ ‬للكوارث‭. ‬ويستهدف‭ ‬المركز‭ ‬أيضاً‭ ‬توفير‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬متكاملة‭ ‬للمعنيين‭ ‬حول‭ ‬الكارثة‭ ‬تشمل‭ ‬التقييم‭ ‬المبدئي‭ ‬والاحتياجات‭ ‬العاجلة‭ ‬للمجتمع‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭ ‬المنكوبة‭.‬

‭ ‬طوال‭ ‬مسيرة‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي‭ ‬الممتدة‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬ارتكز‭ ‬العمل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مبادراتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرائدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬الخير‭ ‬والبذل‭ ‬والعطاء؛‭ ‬فتقديم‭ ‬العون‭ ‬للمحتاجين‭ ‬وتلبية‭ ‬حاجاتهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬ومشرب‭ ‬وملبس‭ ‬ومسكن،‭ ‬وإنجاز‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭,‬‭ ‬كانت‭ ‬الأهداف‭ ‬الأساسية‭ ‬للجمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساعدات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬ذ‭ ‬ولاتزال‭ - ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أو‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬

إغاثة‭ ‬المنكوبين‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬للهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الكويتي

تبرعات‭ ‬عينية‭ ‬وهدايا‭ ‬مجانية‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الكوارث

عمل‭ ‬تطوعي‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬النظرة‭ ‬النفعية‭ ‬والمادية

غرفة‭ ‬جراحة‭ ‬متطورة‭ ‬جاهزة‭ ‬لتقديم‭ ‬العون

لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الأسود‭ ‬والأبيض‭ ‬في‭ ‬العُرف‭ ‬الإنساني

قرية‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬مجهزة‭ ‬بكامل‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية