الحضارة العربية الإسلامية حضارة متجددة ثقافـة الغنـاء

الحضارة العربية الإسلامية حضارة متجددة  ثقافـة الغنـاء

عرف المجتمع العربي الغناء، وتغنى العرب بأشعارهم حدواً وحُجى وأناشيد وأراجيز، وأمالوا الكلام ميلاً بتطويل مُطرب، وأطلقوا عليه «موالا»، وتغنوا بالجمال الإنساني فأسموه «غناء»، ليتماشى بذلك مع إحساس النفوس، فرحاً وحزناً وطرباً وأُنساً. وقد أخذ العرب موسيقاهم من الشرق والغرب ومن موروث الشعوب والأمم، وصاغوها بما يتناسب مع أهوائهم وصور الجمال السمعي في نفوسهم، لذة عشقتها أرواحهم، ومتعة تريح أجسادهم، فتهيم الأرواح في السماء بين الكواكب والنجوم، وترتاح النفوس في حدائق الواقع وبساتينه.

ولكل‭ ‬شعب‭ ‬لون‭ ‬من‭ ‬الموسيقى،‭ ‬يأخذ‭ ‬صفاته‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وأحاسيسه‭. ‬كما‭ ‬عرف‭ ‬العرب‭ ‬المعازف،‭ ‬وترية‭ ‬ونفخية‭ ‬وإيقاعية،‭ ‬فصاحبت‭ ‬تلك‭ ‬المعازف‭ ‬غناءهم،‭ ‬فغنوا‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬الطنبور‭ ‬والربابة،‭ ‬والطنبور‭ ‬آلة‭ ‬سبقت‭ ‬آلة‭ ‬العود‭ ‬وتُعزَف‭ ‬بوترين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أحياناً،‭ ‬أما‭ ‬الربابة‭ ‬فهي‭ ‬بوتر‭ ‬واحد،‭ ‬وهي‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لآلة‭ ‬الكمان‭ ‬أو‭ ‬الجيلو‭ ‬chello‭. ‬أما‭ ‬الآلات‭ ‬النفخية‭ ‬فلم‭ ‬يعرفوا‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬آلة‭ ‬الناي‭ ‬والبوق،‭ ‬لتأتي‭ ‬الطبول‭ ‬والدفوف‭ ‬كإيقاعات‭ ‬مصاحبة‭ ‬للغناء‭ ‬والنشيد‭. ‬وبعد‭ ‬احتكاك‭ ‬العرب‭ ‬بالحضارات‭ ‬المجاورة،‭ ‬تأثروا‭ ‬بالغناء‭ ‬الفارسي‭ ‬تأثراً‭ ‬كبيراً،‭ ‬فعرفوا‭ ‬الألحان‭ ‬المركبة‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬ألحانهم‭ ‬بسيطة،‭ ‬ومن‭ ‬الروم‭ ‬والحبشة‭ ‬أخذوا‭ ‬الإيقاعات‭ ‬السريعة‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬إيقاعاتهم‭ ‬تتسم‭ ‬بالرتابة‭ ‬والبطء‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الغناء‭ ‬مقصوراً‭ ‬على‭ ‬حاضرة‭ ‬أو‭ ‬بادية،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬طبقة‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬معروفاً‭ ‬ومنتشراً‭ ‬عند‭ ‬الجميع،‭ ‬به‭ ‬يستأنس‭ ‬الراعي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬مع‭ ‬إبله‭ ‬فيحدو،‭ ‬وبه‭ ‬تدلل‭ ‬الأم‭ ‬وليدها‭ ‬قبل‭ ‬نومه،‭ ‬وبه‭ ‬تستنهض‭ ‬الهمم‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وبه‭ ‬ينوح‭ ‬النائح‭ ‬على‭ ‬فقيده‭. ‬وعندما‭ ‬بدأت‭ ‬دعوة‭ ‬الإسلام،‭ ‬كره‭ ‬المسلمون‭ ‬الأوائل‭ ‬الغناء‭ ‬لارتباطه‭ ‬ارتباطاً‭ ‬شرطياً‭ ‬بالحانات‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحجاز‭ ‬آنذاك،‭ ‬تلك‭ ‬الحانات‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬الخمر،‭ ‬وتغري‭ ‬زبائنها‭ ‬بالمكوث‭ ‬أكثر،‭ ‬فتُعدّ‭ ‬الجواري‭ ‬للرقص‭ ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬الموسيقى‭ ‬وغناء‭ ‬المطربين‭. ‬هنالك،‭ ‬ارتبط‭ ‬الغناء‭ ‬بالمجون‭ ‬وسوء‭ ‬الأخلاق‭. ‬وتمدنا‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬بأنّ‭ ‬أوائل‭ ‬المسلمين‭ ‬كانوا‭ ‬يتغنون‭ ‬بالشعر‭ ‬رجزاً‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والأعياد‭:‬

طلع‭ ‬البدر‭ ‬علينا

من‭ ‬ثنيات‭ ‬الوداع

وجب‭ ‬الشكر‭ ‬علينا

ما‭ ‬دعا‭ ‬لله‭ ‬داع

أيها‭ ‬المبعوث‭ ‬فينا

جئت‭ ‬بالأمر‭ ‬المطاع

جئت‭ ‬شرفت‭ ‬المدينة

مرحباً‭ ‬يا‭ ‬خير‭ ‬داع

أو‭ ‬في‭ ‬شحذ‭ ‬الهمم‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والنكبات‭:‬

أقسمت‭ ‬يا‭ ‬نفس‭ ‬لتنزلنه

طائعة‭ ‬أو‭ ‬لتكرهنه

فطالما‭ ‬قد‭ ‬كنتِ‭ ‬مطمئنة

ما‭ ‬لي‭ ‬أراكِ‭ ‬تكرهين‭ ‬الجنّة؟

ولا‭ ‬شكّ‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة،‭ ‬العاصمة‭ ‬الأولى‭ ‬للدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬كانت‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬عام‭ ‬الأولى‭ ‬هجرياً‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المغنين‭ ‬أكثرهم‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬العبيد‭ ‬أو‭ ‬الإماء،‭ ‬وقليل‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الموالي،‭ ‬مثل‭ ‬نشيط‭ ‬الفارسي‭ ‬وسائب‭ ‬خاثر‭ ‬وجميلة‭ ‬ومعبد‭ ‬بن‭ ‬وهب‭ ‬والغريض‭ ‬وسلامة‭ ‬القسّ،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬مكة‭ ‬تضم‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬عبيد‭ ‬بن‭ ‬سُرَيْج‭ ‬وابن‭ ‬مُحرِز‭. ‬ويروي‭ ‬لنا‭ ‬أبوالفرج‭ ‬الأصفهاني‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الأغاني‮»‬‭ ‬أخباراً‭ ‬متفرقة‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المغنين،‭ ‬حيث‭ ‬يُرجع‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬سائب‭ ‬خاثر‭ ‬ونشيط‭ ‬الفارسي‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬آلة‭ ‬العود،‭ ‬بأوتاره‭ ‬الثلاثة،‭ ‬إلى‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭. ‬أما‭ ‬جميلة،‭ ‬مولاة‭ ‬بني‭ ‬سليم،‭ ‬التي‭ ‬تعلمت‭ ‬ضرب‭ ‬العود‭ ‬على‭ ‬دي‭ ‬سائب‭ ‬خاثر،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬دارها‭ ‬ومجلسها‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬لتعليم‭ ‬العزف‭ ‬والغناء‭. ‬وكان‭ ‬علية‭ ‬القوم‭ ‬يرسلون‭ ‬إماءهم‭ ‬لتعلم‭ ‬الغناء‭ ‬من‭ ‬جميلة،‭ ‬فتجيز‭ ‬من‭ ‬تراه‭ ‬مناسباً‭ ‬وتمنع‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬الغناء‭. ‬وقد‭ ‬شاع‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬أنّهم‭ ‬يشترون‭ ‬الإماء‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭ ‬الخدمة‭: ‬كالطبخ‭ ‬والعناية‭ ‬بالمنزل‭ ‬والأطفال‭ ‬أو‭ ‬الحرث‭ ‬والزرع‭ ‬والعناية‭ ‬بالدواب،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المُوَلِّدة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يشتريها‭ ‬السيد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تُوَلِّد‭ ‬عبيداً‭ ‬وإماءً‭ ‬لبيعهن‭ ‬بغرض‭ ‬التجارة،‭ ‬أو‭ ‬تُشترى‭ ‬‮«‬القارئة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬حافظة‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أو‭ ‬أجزاء‭ ‬منه‭ ‬بغرض‭ ‬تعليم‭ ‬نساء‭ ‬وبنات‭ ‬البيت،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المحظية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يتخذها‭ ‬مالكها‭ ‬للمسرة،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬القينة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تجيد‭ ‬الغناء‭ ‬والعزف‭ ‬والرقص،‭ ‬وكانت‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬الأغلى‭ ‬ثمناً‭ ‬والأقرب‭ ‬مكانة‭ ‬عند‭ ‬سيدها‭. ‬وقد‭ ‬وضع‭ ‬العرب‭ ‬قوانين‭ ‬للتعامل‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬العبيد،‭ ‬استقر‭ ‬بعضها‭ ‬بعد‭ ‬مجيء‭ ‬الإسلام،‭ ‬مثل‭ ‬تحريم‭ ‬وطء‭ ‬الابن‭ ‬محظية‭ ‬أبيه‭ ‬والعكس‭. ‬وقد‭ ‬حرّم‭ ‬الإسلام‭ ‬تشريعات‭ ‬متبعة‭ ‬في‭ ‬الجاهلية،‭ ‬كوأد‭ ‬ابنة‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬سيدها،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬شائعاً‭ ‬في‭ ‬الجاهلية،‭ ‬وأقر‭ ‬التشريع‭ ‬الإسلامي‭ ‬بأنّ‭ ‬المولود‭ ‬ذكراً‭ ‬من‭ ‬أمَةٍ‭ ‬إقرار‭ ‬لها‭ ‬بالحرية،‭ ‬لتكون‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حُرّة‭ ‬‮«‬أُم‭ ‬وَلَد‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬انتشر‭ ‬الغناء‭ ‬في‭ ‬ديار‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬القينات،‭ ‬وكانت‭ ‬أشهرهن‭ ‬سلامة‭ ‬القسّ،‭ ‬وحَبّابة،‭ ‬وعزّة‭ ‬الميلاء،‭ ‬ومُتَيّم‭ ‬البصرية،‭ ‬وشارية‭ ‬السامرائية‭.‬

وشهد‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭ ‬الأول‭ ‬النقلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للغناء‭ ‬العربي،‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬إسحق‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬الموصلي،‭ ‬الذي‭ ‬عاصر‭ ‬هارون‭ ‬الرشيد‭. ‬وعلى‭ ‬يد‭ ‬الموصلي‭ ‬تطور‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬تطوراً‭ ‬واضحاً،‭ ‬إذ‭ ‬قام‭ ‬برسم‭ ‬قواعد‭ ‬الغناء‭ ‬ووضع‭ ‬قوانينه‭ ‬وتصنيف‭ ‬المقامات‭ ‬الموسيقية‭ ‬بأسلوب‭ ‬عملي‭ ‬واضح‭ ‬ومنهج‭ ‬علمي‭ ‬دقيق،‭ ‬حتى‭ ‬نهل‭ ‬من‭ ‬علمه‭ ‬الموسيقي‭ ‬مغنو‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬كان‭ ‬أشهرهم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬نافع،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عذب‭ ‬الصوت،‭ ‬داكن‭ ‬البشرة،‭ ‬فأطلق‭ ‬عليه‭ ‬أستاذه‭ ‬إسحق‭ ‬الموصلي‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬زرياب‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬الطائر‭ ‬الأسود‭ ‬الغَرِد‭. ‬استطاع‭ ‬زرياب‭ ‬أن‭ ‬يهضم‭ ‬فنون‭ ‬الموسيقى،‭ ‬غناءً‭ ‬وعزفاً،‭ ‬حتى‭ ‬أضاف‭ ‬وتراً‭ ‬خامساً‭ ‬لآلة‭ ‬العود،‭ ‬ليأتي‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬نغمات‭ ‬شجية‭ ‬جديدة‭ ‬أطربت‭ ‬السامعين‭ ‬والمتذوقين‭ ‬للغناء‭ ‬والموسيقى‭. ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أستاذه‭ ‬له‭ ‬إنّ‭ ‬بغداد‭ ‬لا‭ ‬تسعهما‭ ‬معاً،‭ ‬جعله‭ ‬يرتحل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬ليستقر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الأندلس‭. ‬وكان‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬الطويلة‭ ‬تلك‭ ‬ينهل‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬الشعوب،‭ ‬كالنحلة‭ ‬تنهل‭ ‬من‭ ‬رحيق‭ ‬الأزهار‭ ‬ثم‭ ‬تُعطي‭ ‬العسل‭. ‬وفي‭ ‬الأندلس‭ ‬صدح‭ ‬زرياب‭ ‬شادياً‭ ‬مغنياً‭ ‬ومؤسساً‭ ‬لمدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬ابتكر‭ ‬طريقة‭ ‬الإيقاع‭ ‬الغنائي‭ ‬لتُوافق‭ ‬الإيقاع‭ ‬الشعري،‭ ‬وولّف‭ ‬بين‭ ‬الغناء‭ ‬الإسباني‭ ‬والغناء‭ ‬العربي‭ ‬بمقامات‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تُعرف‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وصلت‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬أصبحت‭ ‬فيها‭ ‬حضارة‭ ‬العالم‭ ‬الأولى‭ ‬دون‭ ‬منازع،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬ترتقي‭ ‬الحضارات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬حتى‭ ‬تتفتق‭ ‬عنها‭ ‬ألوان‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم،‭ ‬كفنون‭ ‬العمارة‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬وفنون‭ ‬الشعر‭ ‬والنثر‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬وفنون‭ ‬الغناء‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والفلسفة‭. ‬وهكذا‭ ‬نرى‭ ‬رأي‭ ‬الفلاسفة‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬‮«‬غذاء‭ ‬الروح‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬إنّ‭ ‬فيلسوفاً‭ ‬مثل‭ ‬الفارابي‭ ‬نراه‭ ‬مهتماً‭ ‬بالموسيقى‭ ‬ليخترع‭ ‬آلة‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ ‬نقرأ‭ ‬رسالة‭ ‬لابن‭ ‬سينا‭ ‬عن‭ ‬فضل‭ ‬الموسيقى،‭ ‬أما‭ ‬أخوان‭ ‬الصفا‭ ‬في‭ ‬رسالتهم‭ ‬عن‭ ‬الموسيقى‭ ‬فقد‭ ‬اعتبروها‭ ‬شفاء‭ ‬للنفس‭ ‬العليلة،‭ ‬وقالوا‭ ‬إنها‭ ‬فردوس‭ ‬النفوس‭ ‬ولذة‭ ‬الأرواح‭ ‬طرباً‭ ‬وطلباً‭ ‬للسعادة‭ ‬والخير‭ ‬