بواكير الحركة التشكيلية في الكويت

بواكير الحركة التشكيلية  في الكويت

لا‭ ‬تعتبر‭ ‬الموروثات‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬ظاهرة‭ ‬فنية،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصفها‭ ‬بهذا‭ ‬الوصف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدقة‭ ‬التعبيرية‭ ‬أو‭ ‬الدليل‭ ‬الدامغ،‭ ‬فما‭ ‬يكتشف‭ ‬من‭ ‬آثار‭  ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬يدخل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التصنيف‭ ‬ضمن‭ ‬الفنون‭ ‬التطبيقية‭ ‬أو‭ ‬الحرفية،‭ ‬لأنها‭ ‬تفتقر‭  ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬الحس‭ ‬التعبيري‭ ‬والتخاطب‭ ‬الرمزي‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والتفرد‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬والتناول‭ ‬والمعالجة‭.‬

الأختام‭ ‬السريانية‭ ‬أو‭ ‬الدلمونية‭ ‬والآشورية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الفرعونية‭ ‬والهندية‭ ‬والفارسية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الرسوم‭ ‬عند‭ ‬إنسان‭ ‬الكهوف،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالحس‭ ‬ولا‭ ‬بالشعور‭ ‬الإنساني،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬تعاملات‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬هدفها‭ ‬لغوي‭ ‬وتواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان‭.‬

ولكنها‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تعتبره‭ ‬فناً‭ ‬بمعناه‭ ‬العلمي‭ ‬والأكاديمي،‭ ‬طرحاً‭ ‬راقياً‭ ‬من‭ ‬التخاطب‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬اعتباره‭ ‬نواة‭ ‬لظاهرة‭ ‬فنية‭ ‬مستقبلية‭ ‬استند‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان‭ ‬كمادة‭ ‬حياتية‭ ‬ضرورية،‭ ‬واتخذها‭ ‬طريقاً‭ ‬وسبيلاً‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬بمفهومه‭ ‬العلمي‭ ‬الأكاديمي‭.‬

وللتوضيح‭ ‬فقط،‭ ‬فإننا‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬ضمن‭ ‬الاكتشافات‭ ‬التاريخية‭ ‬لوحة‭ ‬مؤطرة‭ ‬تحكي‭ ‬معاناة‭ ‬فرد‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬عاشق‭ ‬أو‭ ‬شاعر‭ ‬ملهم،‭ ‬فكل‭ ‬الآثار‭ ‬المكتشفة‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬السنين‭ ‬هي‭ ‬إما‭ ‬أختام‭ ‬لها‭ ‬استخدام‭ ‬يومي‭ ‬خاص،‭ ‬وإما‭ ‬هي‭ ‬جداريات‭ ‬لغوية‭ ‬تعتبر‭ ‬نمطاً‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬شعوبهم‭ ‬وانتماءاتهم‭.‬

هذا‭ ‬تقديم‭ ‬مهم‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬الباحث‭ ‬المتمكن‭ ‬د‭. ‬خليفة‭ ‬الوقيان‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬الرائعة‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ - ‬بواكير‭ - ‬اتجاهات‭ - ‬ريادات‮»‬‭ ‬الطبعة‭ ‬الرابعة،‭ ‬حيث‭ ‬استدل‭ ‬الباحث‭ ‬الفاضل‭ ‬بكتاب‭ ‬التشكيل‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬للفنان‭ ‬عبدالرسول‭ ‬سلمان‭ ‬ص97،‭ ‬باعتبار‭ ‬العصر‭ ‬البرونزي‭ ‬عهداً‭ ‬مبكراً‭ ‬للجهود‭ ‬الفنية‭ ‬لإنسان‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ (‬الكويت‭)‬،‭ ‬مستعيناً‭ ‬بالاكتشافات‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬فيلكا،‭ ‬ومعتبراً‭ ‬الأختام‭ ‬الدائرية‭ ‬طرازاً‭ ‬فنياً‭ ‬محلياً‭ ‬لما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬زخارف‭ ‬وخطوط‭ ‬هندسية‭ ‬وأشكال‭ ‬حيوانية‭ ‬مختلفة‭ ‬تمتاز‭ ‬بالرشاقة‭ ‬وإبداعات‭ ‬الفنان‭ ‬القديم‭.‬

 

جذور‭ ‬الفن‭ ‬وجذوته

كما‭ ‬أن‭ ‬الباحث‭ ‬ذكر‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬نشره‭ ‬طارق‭ ‬فخري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أصول‭ ‬الفن‭ ‬الكويتي‮»‬‭ ‬بمجلة‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬الفن‮»‬‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬الثاني‭ ‬بتاريخ‭ ‬10/10/1971،‭ ‬وكذلك‭ ‬استمد‭ ‬رؤيته‭ ‬في‭ ‬طرحه‭ ‬لكتاب‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬في‭ ‬الكويت‮»‬‭ ‬عن‭ ‬فنون‭ ‬الصناعات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬لصفوت‭ ‬كمال،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬الحرف‭ ‬الشعبية‭ ‬والصناعات‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السدو‭ (‬غزل‭ ‬الصوف‭) ‬وصناعة‭ ‬الحلي‭ ‬الشعبية‭ ‬وبعض‭ ‬الزخارف‭ ‬المعمارية‭ ‬والصناعات‭ ‬الخشبية‭ ‬دليل‭ ‬ظاهر‭ ‬لاعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬توثق‭ ‬انطلاقة‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭.‬

وهذا‭ ‬طبعاً‭ ‬لا‭ ‬يطابق‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع،‭ ‬مع‭ ‬احترامي‭ ‬وتقديري‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬القامات‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬طرحت‭ ‬من‭ ‬شواهد‭ ‬وقرائن‭ ‬كدليل‭ ‬يؤرخ‭ ‬لبدايات‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬مع‭ ‬يقيني‭ ‬واعترافي‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬ذهب‭ ‬إليها‭ ‬الباحثون‭ ‬الأفاضل‭ ‬هي‭ ‬دلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬للحس‭ ‬المطابق‭ ‬للمعاينات‭ ‬اليومية‭ ‬للمفردات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬صناعة‭ ‬السدو‭ ‬أو‭ ‬هيكل‭ ‬السفينة،‭ ‬وما‭ ‬يشبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الضرورية‭ ‬لتلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬البدائية‭ ‬في‭ ‬نشأتها‭ ‬وحاجتها‭ ‬لتلك‭ ‬الصناعات،‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬بعض‭ ‬التخريجات‭ ‬التي‭ ‬ممكن‭ ‬مجازاً‭ ‬أن‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬دلالة‭ ‬حسية‭ ‬للبعض‭ ‬منهم‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬قطعية‭.‬

ومازلت‭ ‬مستعيناً‭ ‬بدراسة‭ ‬د‭. ‬خليفة‭ ‬الوقيان‭ ‬الرائعة،‭ ‬حيث‭ ‬تطرق‭ ‬موفقاً‭ ‬إلى‭ ‬اعتبار‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالله‭ ‬الفرج‭ (‬1836‭ - ‬1901‭) ‬فناناً‭ ‬شاملاً،‭ ‬واعتبار‭ ‬الفراغ‭ ‬بين‭ ‬المرحلة‭ ‬السابقة‭ ‬والعصر‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬فيه‭ ‬الفرج‭ ‬والفترة‭ ‬التي‭ ‬برز‭ ‬فيها‭ ‬الفنان‭ ‬معجب‭ ‬الدوسري‭ ‬تأخراً‭ ‬كبيراً،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬المرحلتين‭.‬

وأتفق‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ (‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭) ‬هي‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لظهور‭ ‬البذرة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬الفرج‭ ‬الشاعر‭ ‬والملحن‭ ‬والرسام،‭ ‬لأن‭  ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬هي‭ ‬بداية‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحاضر‭ ‬إذا‭ ‬اعتمدنا‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬الفرج‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬نحت‭ ‬وتصوير‭ ‬جداري،‭ ‬وتمكنه‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬وبراعته‭ ‬في‭ ‬نقشه‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الأستاذ‭ ‬خالد‭ ‬الفرج،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬عبدالله‭ ‬الفرج‭ ‬اشتغل‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬والنحت‭ ‬والتصوير‭ ‬الذي‭ ‬اندثر‭ ‬بعد‭ ‬وفاته،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الصور‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭ ‬والمحظورات‭ ‬الدينية،‭ ‬حسب‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭.‬

وعلى‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬عبدالله‭ ‬الفرج‭ ‬يعتبر‭ ‬الظاهرة‭ ‬الأولى‭ ‬المبشرة‭ ‬لريادة‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬قياسنا‭ ‬للعمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬للحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وما‭ ‬بعده،‭ ‬باعتبار‭ ‬معجب‭ ‬الدوسري‭ ‬هو‭ ‬الرائد‭ ‬الأول‭ ‬وفق‭ ‬الوثائق‭ ‬والصور‭ (‬1922‭ - ‬1943‭) ‬الموثقة‭ ‬لتلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬قياساً‭ ‬بالعمر‭ ‬الذي‭ ‬عاشه‭ ‬الفنان‭ ‬الرائد‭ ‬معجب‭ ‬الدوسري‭ ‬وأعماله‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬الكويتي،‭ ‬وما‭ ‬استند‭ ‬إليه‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬محبوب‭ ‬العامر،‭ ‬والأستاذ‭ ‬الباحث‭ ‬خالد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬العبدالمغني‭ ‬في‭ ‬رسائلهما‭ ‬وبحوثهما‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الدوسري،‭ ‬وتقديم‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬دليلاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬ثابتاً‭ ‬لنبوغ‭ ‬وظهور‭ ‬فنان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬نستطيع‭ ‬وبكل‭ ‬واقعية‭ ‬اعتباره‭ ‬الرائد‭ ‬الأول‭ ‬والحقيقي‭ ‬للبذور‭ ‬التشكيلية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬وأينعت‭ ‬ورأت‭ ‬النور‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬وحلقة‭ ‬وصل‭ ‬أساسية‭ ‬بين‭ ‬القرنين‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬والعشرين‭ ‬وزماننا‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭.‬

 

معرض‭ ‬الأبطال

كان‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سلف‭ ‬ضرورة‭ ‬مهمة‭ ‬أيضاً‭ ‬حتى‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬الفترة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬فيها‭ ‬النشاط‭ ‬التشكيلي‭ ‬ضمن‭ ‬اهتماماتها‭ ‬الرسمية‭ ‬والأطر‭ ‬التأسيسية‭ ‬لحركة‭ ‬تشكيلية‭ ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬فتراتها‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬ضمن‭ ‬المهرجانات‭ ‬والبيناليات‭ ‬الدولية،‭ ‬وقدمت‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬الكويتيين‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليهم‭ ‬اثنان‭ ‬بأنهم‭ ‬فنانون‭ ‬وموهوبون‭ ‬ومتميزون‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬خططت‭ ‬له‭ ‬الدولة‭ ‬وجهودهم‭ ‬الخاصة‭.‬

ويعتبر‭ ‬معرض‭ ‬الأبطال‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬عام‭ ‬1957‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬المباركية،‭ ‬واشترك‭ ‬فيه‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬ومنهم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالله‭ ‬القصار‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬أيوب‭ ‬حسين‭ ‬والفنان‭ ‬بدر‭ ‬القطامي،‭ ‬الباب‭ ‬المشرع‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬الكويتي‭ ‬للانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬عصر‭ ‬تشكيلي‭ ‬متطور‭ ‬ومزدهر‭.‬

وجاءت‭ ‬منه‭ ‬فكرة‭ ‬تشجيع‭ ‬النشء‭ ‬والهواة‭ ‬ممن‭ ‬تتوافر‭ ‬فيهم‭ ‬البوادر‭ ‬الفنية،‭ ‬فكانت‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والإعداد‭ ‬بقيادة‭ ‬مدير‭ ‬المعارف‭ ‬آنذاك‭ ‬الشيخ‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالله‭ ‬الجابر،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كريماً‭ ‬معطاءً‭ ‬سخياً‭ ‬ذا‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬بأمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬وحكمة‭ ‬غير‭ ‬متناهية‭ ‬في‭ ‬قراراته‭ ‬وأوامره،‭ ‬وهذه‭ ‬الفترة‭ ‬هي‭ ‬الفارق‭ ‬الصحيح‭ ‬الموثق‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬السجلات‭ ‬الرسمية‭ ‬الكويتية،‭ ‬حيث‭ ‬رأت‭ ‬إدارة‭ ‬التوجيه‭ ‬بإدارة‭ ‬المعارف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬ضرورة‭ ‬إنشاء‭ ‬وإعداد‭ ‬مقر‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬الشباب‭ ‬الكويتي‭ ‬موهبته‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وتمكن،‭ ‬ويكون‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬نواة‭ ‬لتأسيس‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬بالكويت‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

فكانت‭ ‬المبادرة‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬الذي‭ ‬انتسب‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬موهبة‭ ‬من‭ ‬الكويتيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬المقيمة،‭ ‬بهدف‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬وصقلها‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬رسمي‭ ‬لتطوير‭ ‬تلك‭ ‬المواهب،‭ ‬واختيار‭ ‬إنشاء‭ ‬وتأسيس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬والبعثة‭ ‬الأولى‭ ‬للقاهرة‭.‬

بعد‭ ‬نجاح‭ ‬فكرة‭ ‬معرض‭ ‬الأبطال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1957‭ ‬بمدرسة‭ ‬المباركية،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬بعض‭ ‬المواهب‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬أو‭ ‬متنفس‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬هؤلاء‭ ‬الهواة‭ ‬موهبتهم،‭ ‬رأت‭ ‬كما‭ ‬أسلفت‭ ‬إدارة‭ ‬المعارض‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬إنشاء‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬للفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬حيث‭ ‬انتسب‭ ‬لهذا‭ ‬المرسم‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬القصار،‭ ‬والفنان‭ ‬عيسى‭ ‬صقر،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬سجل‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬ظهر‭ ‬منهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬صقلوا‭ ‬موهبتهم‭ ‬بالدراسة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬أو‭ ‬التقنية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الممارسة‭ ‬والاستمرار‭ ‬العملي‭.‬

 

فان‭ ‬جوخ‭ ‬الكويت

ومنهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬الفنان‭ ‬بدر‭ ‬القطامي،‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الحشاش،‭ ‬والفنان‭ ‬محمد‭ ‬الدمخي،‭ ‬الذي‭ ‬سافر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬لتلقي‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬الفنان‭ ‬د‭.‬عبدالهادي‭ ‬الجزار‭ ‬إنه‭ ‬نابغة‭ ‬الفن‭ ‬الخليجي‭ ‬و«فان‭ ‬جوخ‮»‬‭ ‬الكويت،‭ ‬الذي‭ ‬حاز‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬أقصر‭ ‬للفنون‭ ‬عام‭ ‬1966‭ ‬وبعدها‭ ‬توفاه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬تاركاً‭ ‬حصيلة‭ ‬فنية‭ ‬تثبت‭ ‬ما‭ ‬أقول‭ ‬وهي‭ ‬إنتاجه‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1961‭ ‬و1967‭ ‬فقط،‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الزيتية‭ ‬توثق‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬بالكويت،‭ ‬التي‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬من‭ ‬أتى‭ ‬بعدهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭.‬

ولما‭ ‬رأت‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف‭ (‬وزارة‭ ‬التربية‭) ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬عام‭ ‬1961،‭ ‬وبعد‭ ‬تأسيس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬كنواة‭ ‬لفكرة‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬أخذت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬إرسال‭ ‬البعثات‭ ‬الدراسية‭ ‬إلى‭ ‬الكليات‭ ‬المتخصصة‭ ‬لتلقي‭ ‬العلوم‭ ‬الفنية‭ ‬بشكل‭ ‬أدق‭ ‬وأوسع‭ ‬ومميز،‭ ‬فكانت‭ ‬البعثات‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬وغيرها‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عامي‭ ‬1963‭ ‬و1965‭ ‬كدفعة‭ ‬دراسية‭ ‬أولى‭ ‬ضمت‭ ‬الفنانة‭ ‬سامية‭ ‬السيد‭ ‬عمر‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬فتاة‭ ‬كويتية‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬فنية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬أوربية‭.‬

وكانت‭ ‬الفنانة‭ ‬موضي‭ ‬الحجي‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬فتاة‭ ‬كويتية‭ ‬تبعث‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭.‬

وكان‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الفنان‭ ‬محمود‭ ‬الرضوان‭ ‬والفنان‭ ‬صالح‭ ‬العجيل‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الحشاش‭ ‬والفنان‭ ‬المبدع‭ ‬عبدالله‭ ‬القصار‭ ‬والفنان‭ ‬عيسى‭ ‬صقر‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬سالم‭ ‬والفنان‭ ‬العالمي‭ ‬المعروف‭ ‬سامي‭ ‬محمد،‭ ‬الذي‭ ‬صبّ‭ ‬اهتمامه‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬النحت،‭ ‬حاملاً‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هموم‭ ‬فن‭ ‬التصوير‭ ‬والرسم‭ ‬الزيتي،‭ ‬وقد‭ ‬تتلمذ‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الفنان‭ ‬المصري‭ ‬المبدع‭ ‬جمال‭ ‬السجيني‭ ‬رائد‭ ‬فن‭ ‬النحت‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬محمود‭ ‬مختار،‭ ‬أستاذ‭ ‬الأساتذة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬هناك‭ ‬الأساتذة‭ ‬د‭. ‬حسني‭ ‬البناني‭ ‬ود‭.‬عبدالعزيز‭ ‬درويش‭ ‬ود‭.‬صلاح‭ ‬عبدالكريم‭ ‬ود‭. ‬حامد‭ ‬ندى‭ ‬ممن‭ ‬منحوا‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬علمهم‭ ‬للطلبة‭ ‬المبتعثين‭ ‬من‭ ‬الكويت‭.‬

وقد‭ ‬ظهر‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬هم‭ ‬الخطوة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬مَن‭ ‬ذكرت،‭ ‬وليسوا‭ ‬بعيدين‭ ‬عنهم‭ ‬زمنياً،‭ ‬وهم‭: ‬الفنان‭ ‬خزعل‭ ‬القفاص‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالحميد‭ ‬إسماعيل‭ ‬والفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬إسماعيل‭ ‬والفنان‭ ‬خالد‭ ‬القعود‭ ‬والفنان‭ ‬خليفة‭ ‬القطان‭ ‬والفنان‭ ‬الإماراتي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الريس‭ ‬والفنان‭ ‬جاسم‭ ‬بوحمد‭.‬

‮«‬وللعلم‭ ‬والملاحظة‭ ‬وبين‭ ‬قوسين‭ ‬ذكر‭ ‬أسماء‭ ‬الفنانين‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التسلسل‭ ‬التاريخي،‭ ‬إنما‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬كذلك‮»‬‭.‬

ومنذ‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تحديداً‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1961م،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات‭ ‬بدأت‭ ‬النهضة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬انطلق‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬يطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحصيل‭ ‬والعلم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فذهبت‭ ‬مجموعة‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يتسابق‭ ‬عليها‭ ‬طلاب‭ ‬الفنون‭ ‬بدعم‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭ - ‬طيّب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ - ‬حيث‭ ‬كان،‭ ‬ومعه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬المهتمين‭ ‬بمستقبل‭ ‬الكويت‭ ‬وأبنائها،‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭. ‬وهنا‭ ‬أذكر‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬الأدبي‭ ‬والأخلاقي‭ ‬جهود‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬والأستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬حسين‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬والأستاذ‭ ‬المرحوم‭ ‬أحمد‭ ‬محبوب‭ ‬العامر‭ ‬وأحمد‭ ‬العدواني‭ ‬وأحمد‭ ‬السقاف‭ - ‬رحمهم‭ ‬الله‭ - ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬المخلص‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬أكتافه‭ ‬الكويت‭ ‬الحديثة،‭ ‬ومعهم‭ ‬الأستاذ‭ ‬الفاضل‭ ‬سعدون‭ ‬الجاسم‭ - ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬العم‭ ‬أبوعمر‭ - ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬داعماً‭ ‬ومؤسساً‭ ‬للحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬خلال‭ ‬تحمله‭ ‬المسؤولية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬وكيلاً‭ ‬لوزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

هكذا‭ ‬أُسس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر،‭ ‬وخطت‭ ‬الكويت‭ ‬خطواتها‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬الفن‭ ‬والحضارة‭ ‬التشكيلية‭ ‬الحديثة‭.‬

والفنان‭ ‬أمير‭ ‬عبدالرضا‭ ‬أحد‭ ‬الذين‭ ‬يشار‭ ‬إليهم‭ ‬بالبنان‭ ‬كموجه‭ ‬أسس‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى،‭ ‬وأحد‭ ‬رؤساء‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭,‬  ‬أما‭ ‬الأستاذ‭ ‬الفنان‭ ‬محمود‭ ‬بوشهري‭ ‬فهو‭ ‬موجه‭ ‬رائد‭ ‬ظل‭ ‬معطاء‭ ‬لتلامذته‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭.‬

وكان‭ ‬محمود‭ ‬سويلم‭ ‬الموجه‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬بتأسيس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬أما‭ ‬الأستاذ‭ ‬الفنان‭ ‬جواد‭ ‬جاسم‭ ‬بـوشــهري،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الأوائل،‭ ‬والذي‭ ‬ساهم‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬ونموها‭.‬

 

تأسيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬الجميلة

عيسى‭ ‬صقر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يجتمع‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬الفنانين‭ ‬لمعالجة‭ ‬أمر‭ ‬جديد‭ ‬هو‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المرسم‭ ‬يعتبر‭ ‬مرفقاً‭ ‬حكومياً‭ ‬يغلق‭ ‬أبوابه‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي‭ ‬الصباحي‭ ‬للحكومة‭ ‬ومرافقها‭.‬

فيجد‭ ‬الشباب‭ ‬أنفسهم‭ ‬مساء‭ ‬متشوّقين‭ ‬لممارسة‭ ‬الهواية،‭ ‬فكانت‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬تجمّع‭ ‬فني‭ ‬آخر‭ ‬يكون‭ ‬مرادفاً‭ ‬ومؤازراً‭ ‬للمرسم‭ ‬الحر‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬يصب‭ ‬الشباب‭ ‬الموهوبون‭ ‬طاقاتهم‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬فني‭ ‬ناجح‭ ‬ومثمر‭!‬

فكانت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬منطلقاً‭ ‬على‭ ‬أساسين‭ ‬مهمين،‭ ‬الأول‭ ‬والرئيس‭ ‬هو‭ ‬التشجيع‭ ‬الرسمي‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬والثاني‭ ‬وجود‭ ‬بذرة‭ ‬يانعة‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬منارة‭ ‬شامخة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬فكان‭ ‬فعلاً‭ ‬ذلك،‭ ‬ونهضت‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬سواعد‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬لزماننا‭ ‬هذا‭ ‬بخمسين‭ ‬عاماً‭ ‬تقريباً‭ ‬أُسست‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬وأخذت‭ ‬مقراً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القبلة‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬السيد‭ ‬طالب‭ ‬النقيب،‭ ‬وهو‭ ‬مبنى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إذ‭ ‬ضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الناشئين‭ ‬ممن‭ ‬كانت‭ ‬أعمارهم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬ومازالوا‭ ‬طلاب‭ ‬مدارس،‭ ‬بصفتهم‭ ‬أعضاء‭ ‬مؤازرين،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭: ‬الفنان‭ ‬عبدالرضا‭ ‬باقر‭ ‬والفنان‭ ‬علي‭ ‬نعمان‭ ‬والفنان‭ ‬يوسف‭ ‬القطامي‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬التميمي‭ ‬والأخ‭ ‬الصديق‭ ‬عبدالحميد‭ ‬البلالي‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬جاسم‭ ‬مبارك‭ ‬والفنان‭ ‬الإماراتي‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الشريف،‭ ‬المعروف‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬بالفنان‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الريس،‭ ‬هؤلاء‭ ‬كانوا‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬أعضاء‭ ‬مؤازرين‭ ‬يعملون‭ ‬بجانب‭ ‬الفنانين‭ ‬الكبار‭ ‬الأعضاء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الجمعية،‭ ‬ولم‭ ‬يبخل‭ ‬الكبار‭ ‬على‭ ‬الصغار‭ ‬أبداً‭ ‬بالنصيحة‭ ‬أو‭ ‬التوجيه‭ ‬لإرشادهم‭ ‬نحو‭ ‬الطريق‭ ‬الفني‭ ‬الصحيح‭.‬

حيث‭ ‬كانت‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أشبه‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بخلية‭ ‬نحل‭ ‬تعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬تمهّد‭ ‬الطريق‭ ‬بكل‭ ‬قوّة‭ ‬وصلابة‭ ‬أمام‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المراكز‭ ‬الفنية‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية‭.‬

فظهر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬وكانت‭ ‬الأخت‭ ‬الفنانة‭ ‬ثريا‭ ‬البقصمي‭ ‬أصغر‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية،‭ ‬واتخذت‭ ‬لنفسها‭ ‬طريقاً‭ ‬ومنهجاً‭ ‬فنياً‭ ‬شخص‭ ‬للجمهور‭ ‬بصمتها‭ ‬وعرفها‭ ‬للناس‭ ‬بأنها‭ ‬الفنانة‭ ‬ثريا‭ ‬البقصمي،‭ ‬وقد‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمعية‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬إسهامه‭ ‬وعطاؤه‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬شيخ‭ ‬الفنانين‭ ‬المرحوم‭ ‬الفنان‭ ‬خليفة‭ ‬القطان‭ ‬رئيساً،‭ ‬والفنان‭ ‬والصديق‭ ‬خالد‭ ‬القعود،‭ ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬أمير‭ ‬عبدالرضا‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬والفنان‭ ‬محمود‭ ‬الرضوان‭ ‬الذي‭ ‬سلّم‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمعية‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬للفنان‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالرسول‭ ‬سلمان،‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬للجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬ورئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬الفنانين‭ ‬العرب‭.‬

 

جيل‭ ‬أكاديمي

وفي‭ ‬بداية‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ظهر‭ ‬جيل‭ ‬تميّز‭ ‬بأنه‭ ‬مدعم‭ ‬أكاديمياً‭ ‬ومؤسس‭ ‬علمياً،‭ ‬أخذ‭ ‬علومه‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬فصار‭ ‬عندنا‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المبدعين،‭ ‬تخرجوا‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬تميز‭ ‬بصفة‭ ‬مهمة‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬قليلاً،‭ ‬فهم‭ ‬عشقوا‭ ‬الفن‭ ‬وحملوه‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬أهمها‭ ‬معرض‭ ‬الربيع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقيمه‭ ‬الفنانون‭ ‬الرواد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1958،‭ ‬واستمر‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بحلته‭ ‬الجديدة،‭ ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬لأعمال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬مدرسة‭ ‬مجانية‭ ‬تضيف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬وشغف‭ ‬للفن‭ ‬إضافات‭ ‬تثري‭ ‬خزينتهم‭ ‬الثقافية‭ ‬وتمدهم‭ ‬بالدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والفكري‭.‬

ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفنانين‭ ‬المبدعين‭ ‬ممن‭ ‬اعتبرهم‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الحضارة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬قمبر‭ ‬والفنان‭ ‬قاسم‭ ‬ياسين‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آرتي‭ ‬والفنان‭ ‬محمد‭ ‬الشيباني‭ ‬والفنان‭ ‬جعفر‭ ‬إصلاح‭ ‬والفنان‭ ‬صفوان‭ ‬الأيوبي‭ ‬والفنان‭ ‬سالم‭ ‬الخرجي‭ ‬والفنان‭ ‬جعفر‭ ‬دشتي‭ ‬والفنان‭ ‬حميد‭ ‬خزعل،‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬برزوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وبعد‭ ‬تخرّجهم‭ ‬وتقلّدهم‭ ‬مهام‭ ‬أعمالهم،‭ ‬فصارت‭ ‬مشاركاتهم‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬لبنة‭ ‬جديدة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الصرح‭ ‬التشكيلي‭ ‬الكويتي‭. ‬وصار‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬أسلوب‭ ‬وبصمة‭ ‬تميّزه‭ ‬عن‭ ‬غيره،‭ ‬وسارت‭ ‬سفينة‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬جلّت‭ ‬قدرته،‭ ‬ثم‭ ‬العطاء‭ ‬الرسمي‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يدعم‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬رغم‭ ‬بعض‭ ‬الصعاب‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬الفترة‭ ‬الأخرى‭.‬

 

المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬محراب‭ ‬الفنون‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬الكويت

وفي‭ ‬استعراض‭ ‬لمسيرة‭ ‬تأسيس‭ ‬المرسم‭ ‬الحر،‭ ‬فإنه‭ ‬بدأ‭ ‬بذرة‭ ‬انبثقت‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المعارف،‭ ‬ثم‭ ‬احتضنته‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتشكيل‭ ‬الوزاري‭ ‬الأول،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬تبنّي‭ ‬رعاية‭ ‬المرسم‭ ‬الحر،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬المرسم‭ ‬الحر‭ ‬من‭ ‬مقره‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬قتيبة،‭ ‬الملاصقة،‭ ‬للمتحف‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المرقاب،‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الغانم‭ ‬ليكون‭ ‬مقراً‭ ‬جديداً‭ ‬يضم‭ ‬المجموعة‭ ‬المتفرغة‭ ‬للفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬وهم‭ ‬جيل‭ ‬الروّاد‭ ‬والمبتعثين‭ ‬الأوائل‭.‬

رأت‭ ‬الدولة‭ ‬والقائمون‭ ‬على‭ ‬الفنون‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬تأسيس‭ ‬جهاز‭ ‬يتخصص‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬بتأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب،‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬مباركة‭ ‬لرعاية‭ ‬الفنون،‭ ‬وإيماناً‭ ‬منه‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬بأن‭ ‬الحضارات‭ ‬والشعوب‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭ ‬إلا‭ ‬بتراثها‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭.‬

فكان‭ ‬ميلاد‭ ‬المجلس‭ ‬صرحاً‭ ‬شامخاً‭ ‬يرعى‭ ‬الفنون‭ ‬والفنانين‭ ‬والمثقفين،‭ ‬وقد‭ ‬أسند‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الكويتي،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الأستاذ‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬حسين‭ ‬هو‭ ‬وزير‭ ‬الدولة،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬المؤسس‭ ‬للثقافة‭ ‬الكويتية،‭ ‬والذي‭ ‬حمَّل‭ ‬ثقل‭ ‬وعبء‭ ‬مسؤولية‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للشاعر‭ ‬المرحوم‭ ‬أحمد‭ ‬العدواني‭ ‬أميناً‭ ‬عاماً،‭ ‬ومعه‭ ‬الدكتور‭ ‬خليفة‭ ‬الوقيان‭ ‬أميناً‭ ‬عاماً‭ ‬مساعداً،‭ ‬فاكتمل‭ ‬الهرم‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وصار‭ ‬رمزاً‭ ‬بارزاً‭ ‬يرعى‭ ‬الفنون‭ ‬والآداب‭ ‬والثقافة‭ ‬فيها‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬كانت‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬برعاية‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمل‭ ‬تشق‭ ‬العباب‭ ‬وتمهّد‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬جيل‭ ‬رابع‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الشباب‭ ‬تشجعهم‭ ‬وتدفعهم‭ ‬للمشاركة‭ ‬والمنافسة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الراية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬تشرّبت‭ ‬عروقه‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬له،‭ ‬فلابد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والعطاء،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬نتجاهله‭ ‬أو‭ ‬نحجب‭ ‬عنه‭ ‬الأضواء،‭ ‬وهم‭ ‬مجموعة‭ ‬أرى‭ ‬فيهم‭ ‬النبت‭ ‬الصالح‭ ‬والعطاء‭ ‬المستقبلي‭ ‬الصادق،‭ ‬منهم‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬العتيبي‭ ‬والفنان‭ ‬سعد‭ ‬البلوشي‭ ‬والفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬الجيران‭ ‬والفنانة‭ ‬خديجة‭ ‬باهوايد‭ ‬والفنانة‭ ‬شيماء‭ ‬أشكناني‭ ‬والفنانة‭ ‬سوسن‭ ‬البدر‭ ‬والدكتورة‭ ‬عبير‭ ‬الكندري‭ ‬والدكتور‭ ‬الفنان‭ ‬وليد‭ ‬عنبر،‭ ‬وآخرون‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬تحضرني‭ ‬أسماؤهم،‭ ‬وهم‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬والمستوى‭ ‬والمقدرة‭ ‬الفنية‭ ‬ما‭ ‬يؤهلهم‭ ‬لكي‭ ‬يصبحوا‭ - ‬بإذن‭ ‬الله‭ - ‬جيلاً‭ ‬واعداً‭ ‬يحمل‭ ‬الراية‭ ‬بعدما‭ ‬حملها‭ ‬الروّاد‭ ‬ومن‭ ‬تلاهم‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنين‭ ‬

من‭ ‬أعمال‭ ‬المثال‭ ‬سامي‭ ‬محمد

لوحة‭ ‬سريالية‭ ‬للفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالله‭ ‬القصار

د

لوحة‭ ‬عقاب‭ ‬بحار‭ ‬للفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الدمخي