كيف تؤثر الرقمية في الإبداع الأدبي؟
تمكن الفيلسوف الألماني نيتشه عام 1882 من اختراع آلة كاتبة من أجل تجاوز صعوباته البصرية التي كان يعانيها، وقد مكنته هذه الآلة فعلاً من تجويد خط كتابته التي تدهورت بسبب كثرة تركيز نظره على بياض الصفحة الورقية . غير أن هذا الاختراع سرعان ما أسهم بشكل غير واعٍ ومن دون قصد في التأثير على أسلوب نيتشه وتغيير نمطه الكتابي حسب رأي أحد الأصدقاء الفلاسفة النقاد.
إن كتابات نيتشه النثرية ذات الخصوصية المتفردة صارت بعد هذا الاختراع أكثر إيجازاً، وتشبه إلى حد ما رسائل البرقيات التلغرافية الموجزة، ويضيف هذا الناقد الفلسفي أن استعمال الآلة الكاتبة ساعده على بلورة خطاب نيتشوي ذي رؤية وملمح جديدين.
وخلاصة هذا المثال المتميز أن أي آلة كاتبة على الرغم من مظهر وجودها المحايد واستقلالها التام عن المادة النصية التي تسهم في خلقها فإنها ــ الآلة ــ تمارس بشكل خفي تأثيرها المباشر في شكل بل ومحتوى النص الأدبي أيضاً... ومن جانب آخر فإن هذه التقنية قد أحدثت تحولاً جلياً في عمق الفلسفة الـ«نيتشوية».
إن هذه الجدلية بين الفن وأسانيده تستحق منا اليوم بكل تأكيد مساءلتها من جديد، خصوصاً في عصر بات فيه الكتاب ينعطف - بلا رجعة - نحو مستقبل الرقمية بامتياز.
ومنذ بداية سنة 2000 صار هناك تآصر بين الكتاب المطبوع والكتاب الرقمي الذي يسمى كذلك الكتاب الإلكتروني أو «الإيبوك e-book» الذي تم اختراعه بفضل التزاوج بين اختراعين تقنيين مهمين هما: المعلوميات التي أتاحت إمكانية القراءة على شاشة الحاسوب والعنصر الثاني يتعلق بالإنترنت.
هذا الاختراع غير المسبوق الذي دشن سنة 1998، حيث اخترع كل من جاك أتالي Jacques Attali و«إيـــــريك أورسيـــــنا Erik Orsenna» الـ«سيبوك Cybook» كأول جهاز خاص بقراءة الكتاب الإلكتروني الذي لم يلق وقتئذ رواجاً تجارياً كما كان متوقعاً. غير أنه مع انتشار شبكة الويب web وخصوصاً الويب في نسخته الثانية web2.0 التي أغنت الشبكة العنكبوتية بفضل مواقع التواصل الاجتماعية، استفاد الكتاب الإلكتروني من تجويد تقني وترويج تجاري لافت للنظر.
إن تدشين هذا القطاع الجديد الواعد في مجال الكتب الإلكترونية ينطوي على عديد من الرهانات.
بداية، يتعلق الأمر بـ«الكتاب» كما هو متداول بين أيدينا وعلى رفوف مكتباتنا، إذ صار يفقد بعض خاصياته الورقية مثل الرائحة والملمس وحركة تقليب الصفحات، ثم خاصية ثانية تتعلق باستغناء القارئ عن فضاءات التخزين والاعتماد فقط على وسيط رقمــــي متفرد يحمل هوية الكتاب فــي مفهــــومه العام، مما جعل هذا الأخير في موقع مساءلة، باعتباره عملاً فكرياً، وباعتباره أيضاً سنداً وكتاباً إلكترونياً يوفر إمكانية البحث في مكونات النص وبنياته، وأيضاً في تشعباته وربطه بشبكة الويب.
وكما هو معلوم، ففي سلسلة صناعة الكتاب الورقي يقدم المؤلف مخطوطته للناشر الذي يعرضها على لجنة الانتقاء، فالتصحيح، ثم المعالجة، وأخيراً إعداد الصفحات... وبعد إرساله إلى المطبعة، ثم إلى مصمم الغلاف يأتي دور الناشرالذي يحدد شروط النشر والتوزيع، سواء بالنسبة للمكتبات أوالأسواق التجارية الكبرى... أما في ما يخص المكتبات فإن مهمتها تبقى ضمن هذا الإطار التقليدي تنحصر في الحفاظ على السلامة المادية والفكرية للكتاب والحرص أيضاً على الرقي بعلاقته مع عموم القراء.
ويأتي اليوم دور السلسلة الرقمية التي جاءت بفاعلين جدد، كما وضعت في الوقت نفسه الفاعلين الورقيين القدامى موضع تساؤل محرج ومهم جداً. من بين هؤلاء المتدخلين الجدد يوجد مهندسو أسانيد القراءة الرقمية وصناع حواملها الإلكترونية وصنّاع الهواتف الذكية وموزعو الكتب الإلكترونية.
هؤلاء الفاعلون الجدد في مجال صناعة الكتاب الإلكتروني ونشره وضعوا صناع الكتاب الورقي في موقف لا يحسدون عليه، وفي مقدمتهم مهني المطابع والناشرون الذين باتوا يعيشون في زمن موسوم بإعادة هيكلة جديدة لبنياتهم التحتية الصناعية، وكذلك في المكتبات الورقية التي باتت من جهتها تعيش تنافسية شرسة مع المكتبات الرقمية المجانية التي تضع رهن إشارة القراء الشبكيين الكتب والمؤلفات المجانية وكتب العلوم الكلاسيكية القديمة التي لا تخضع لأي قانون من قوانين حقوق النشر.
وأفرزت صناعة الكتاب الرقمي تحولاً يتعلق بفعل القراءة، وخصوصاً على مستوى عاداتها وزمنها أي وقت ممارستها الفعلية.
فنحن لا نمارس القراءة بالكيفية نفسها على الورق مثلما نقرأ على اللوحة الإلكترونية. ويرى نيقولا كار في القراءة الإلكترونية بعض الجوانب السلبية مثل فقدان التركيز والزيغ اللاإرادي عن القراءة الخطية العادية بسبب التيه والضياع في تشعبات الشبكة العنكبوتية وروابطها المغرية على حساب الإبحار الهادف في عمق النص، ويقترح عالم النفــــــس ماريان وولف تفسيراً آخر مرتبطاً أساساً بالخلايا الدماغية.
فانطلاقاً من كون دورتنا البيولوجية الدماغية قابلة للتطويع والتكييف بشكل مرن وطبيعي في تعاطيها مع وسائل الاتصال الحديثة، فإن هذا يوضح بشكل لا جدال فيه التأثير السلبي للقراءة الشبكية على قدراتنا القرائية العميقة والمفيدة، وأيضاً على مســـــتوى منظـــومة تفكيرنا. إن عاداتنا القرائية التقليدية في طريقها إلى التحول الحتمي بسبب انزياحها عن الخطية الورقية ونزوعها إلى تفضيل الإبحار الشبكي المفتوح على عديد من احتمالات القراءة ومصادر وحدة الموضوع المتعددة.
وعن تأثير الكتاب الإلكتروني على عاداتنا القرائية، والذي يهمنا أكثر في هذا المبحث، فإنه يرتبط بالجانب الجمالي عند المؤلف بحيث إذا كنا لا نقرأ بالكيفية نفسها على مختلف الأسانيد والحوامل الإلكترونية، فإن الكتابة من جانبها على غرار ما تحدثنا عنه قبل قليل حول آلة نيتشه يمكن أن تتغير بسبب التحولات التقنية التي يتعرض لها الكتاب عبر الزمن.
لكن ماذا نعني بالكتابة أولاً؟ إنها قبل كل شيء حركة فيزيقية نمارسها بهدف تسطير حروف ثم كلمات، وأخيراً جمل وفقرات بفضل عملية الرقن على أزرار لوحة المفاتيح keyboard.
لقد انتهى زمن التسويد والمسودات، وبانتهائه اختفت بعض الطقوس المتعلقة بعملية التشفير والتكويد، لكن في المقابل طفت على السطح مخاطر أخرى، يضيف نيقولا بون: لقد تبدى الخطر منذ البداية لأننا كنا نكتب تحت قواعد الكتاب الورقي، إذ لا يمكننا تصحيحه بعد صدوره في المكتبات، لكن المفاجأة بعد ذلك كانت قوية تتعلق بطفرة جديدة من الوسائل الإبداعية المتاحة للكاتب، منها شساعة المساحة الرقمية، بل لا محدوديتها مقارنة مع محدودية الورق والتصحيح الأوتوماتيكي الفوري للأخطاء الإملائية والنحوية والتركيبية، وسهولة تعديل النص من دون تشطيبات وإنجاز عملية نسخ لصق (copy-paste)، وبالإضافة إلى كل هذا هناك عادات جديدة لم نعهدها من قبل، ففي الماضي كنا نحمل معنا كراساتنا ومخطوطاتنا الورقية، غير أننا اليوم بمجرد ما نفرغ من عملنا الأدبي بعد مراجعته النهائية نسجله أو نحفظه في قرص أو مفتاح التخزين (يو إس بي) USB) Universal Serial Bus)، وأينما تنقلنا أو سافرنا ترافقنا كتاباتنا وإبداعاتنا ووثائقنا المعروفة أو السرية، وباختصار شديد فإن تغيير السند حطم كثيراً من الأنماط الكتابية التقليدية وخلق أخرى جديدة.
ومما لاشك فيه أن رقمنة الكتب، تشجِّع على اعتماد الأشكال الكتابية القصيرة بل حتى الميكروروائية micro -roman والرقمنة أيضاً تسهم في تغيير ريتم وإيقاع النشر الذي يصير بفضلها نشراً جاهزاً عبر حلقات على شكل الرواية المسلسلة التي عرفت مجدها في القرن التاسع عشر، وأحياناً نشرها على الهواتف المحمولة فقط.
والكتابة لا تعني كيف نكتب فحسب أو ماذا نكتب، وإنما من يكتب أيضاً. والسؤال المطروح هو المتعلق بالكاتب نفسه، هل سيظل المؤلف هو الكاتب المفرد والوحيد للرواية، أم إن الربط الشبكي سوف يمنحه إمكانية الإبداع التفاعلي الذي سوف يؤدي حتماً إلى تحرير فعل الكتابة الفردية من فاعلية الكتاب؟ فالقارئ الذي كان بالأمس القريب متلقيا «سلبيا» صار اليوم بفضل هذه التفاعلية (interactivity) الرقمية طرفاً نشيطاً ومهماً وكاتباً وقارئاً في عملية الإعداد البنائي للنص السردي، خلافاً لما دأبت عليه العلاقات التقليدية.
إذن أليس من الموضوعية أن نتساءل اليوم ما إذا كان مفهوم المؤلف قد تأثر بهذا التحول وصار فضفاضاً أكثر فأكثر اعتباراً لهذا الشكل الكتابي الاجتماعي المفتوح الذي نجح في تحقيق مصاهرة بين دمقرطة النشر الذاتي وإمكانات الإنترنت؟
والإشكال الحقيقي اليوم لا يتعلق فقط بسؤال «من هو المؤلف الرقمي» وإنما بات السؤال نفسه ينسحب أيضاً على الناشر «من هو الناشر» وعلى المكانة الجديدة التي بات يحتلها على مستوى الإخراج الفني والجمالي للكتاب.
لقد بات من واجب الناشرين التقليديين الإسراع اليوم قبل أي وقت مضى إلى التأهيل المهني في مجال العلوم الرقمية الجديدة من جهة، ومن جهة أخرى على المؤلفين القيام بأدوارهم التي كانت موكولة إليهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم إحصاء زهاء 25 ألف كتاب إلكتروني نشرها المؤلفون أنفسهم نشراً فردياً autoédités عام 2011، أي ما يعادل مجموع ما أنتجه الناشرون الأمريكيون.
وعليه فإن إعادة تحديد مفهوم المؤلف الرقمي تطرح إشكالين مهمين: الإشكال الأول يرتبط بالعلاقة بين المؤلف والقارئ، ثم بين المؤلف والناشر. ومن البديهي القول إنه إذا كان التطور الإلكتروني قد ساعد كثــــيرين في عملية النشر الذاتي الفردي فإنه أيضــــاً أسهــــم في تغيير العلاقات وإعادة توزيـــــع الأدوار بيـــــن الأطراف الأساسية الفاعلة في هذه العملية.
عموماً يبقى سؤالنا الإجمالي إلى أي حد استطاع الكتاب الإلكتروني أن يؤثر في الإبداع الأدبي؟
وسوف نبحث في تداعيات هذا الاختراع التكنولوجي على الجانب الجمالي و«الأستطيقي» في ثلاثة مستويات: أولاً العملية الإبداعية والمحتوى والعلاقات التي يوظفها المؤلف مع الأطراف الأخرى المتعلقة بالكتاب (القارئ ـ الناشر...)، ولتحقيق ذلك علينا بداية تجنب عائقين أو بالأحرى موقفين هما: من جهة أولى التخوف المبطن الذي يرفض جميع التحولات الضرورية للكتاب، ومن جهة ثانية الموقف المتفائل بعالم التكنولوجيا والاتصال، والذي يجتهد في إيجاد الحلول القمينة والجديرة بعملية الارتقاء بالكتاب والفاعلين الأساسيين في صناعته.
تحولات الكتاب (البضاعة)
ما هو الكتاب الإلكتروني؟ وهل هو في حقيقته كتاب أو شيء آخر؟ إن تحويل الكتاب من شيء مادي إلى شيء افتراضي رقمي يعتبر اختراعاً مستجداً، وبالتالي فإن الأمر يتعلق في هذا الصدد بشيء ملتبس وغامض، وإن شئنا أن نقول، إنه عصي على التحديد والتعريف في الوقت الراهن.
غموض والتباس مفهوم الكتاب الإلكتروني جعله لا يحظى بطابع المشروعية من أجل فرض وجوده، مما جعله في وضع تجاهل إن لم نقل تهميشاً مقصوداً من عاداتـــنا القرائية المألوفة.
فإلى حدود يناير 2012 بلغت الضريبة على القيمة المضافة الخاصة بالكتاب الإلكتروني في فرنسا 19.6 في المائة، ما يعني بكل وضوح أنه لم يستفد من التخفيض الضريبي، مثله مثل البضاعات والمنتجات المطبعية والمكتبية الأخرى. والكتاب الإلكتروني لم يتم الاعتراف به ككتاب لا يختلف في دوره عن الكتاب الورقي إلا قبل شهور قليلة، ما أدى في الأخير إلى التعامل والتعاطي معهما معاً على القدر نفسه والأهمية والفاعلية.
يتعين علينا إذن دراسة المتغيرات التي تؤثر في الكتاب (البضاعة) كما نعرفه ويمكن إجمالها فــــي أربــــع نقاط: 1 - أسانيد القراءة 2 - أشكال القراءة 3 - منصات الولوج إلى الكتاب 4 - المكونات الجديدة التي تبتدعها الرقمية.
إن فعل قراءة كتاب كان إلى حدود السنوات الأخيرة يعني اقتناء شــيء مطبوع، حيث العناصر الوحيدة القابلة للتعبير فيه هي تلك المتعلقة بالإعداد والإخراج الورقي وفق منهجيات النشر لدى كل دار للنشــــر على حدة.
والقارئ في الوقت الراهــــن يجــد نفسه أمام عديد من الأسانيد، فبالإضافة إلــى الكتاب الكلاسيكي المطبوع ورقياً هناك الملفات files التي يمكن تحميلها وقراءتها على حامل خاص على شاشة الحاسوب أو جهاز الهاتف الذكي Smartphone أو أي لوحة إلكترونية قارئة.
أن يبقى وفياً للكتاب الورقي، هذا هو المبدأ العام الذي يؤسس عليه هذا السند الإلكتروني. ورغم أن القارئ يملك عديداً من الاختيارات لعرض النص المرقون، فالجهاز القارئ يروم إلى حد ما تقليد الكتاب الورقي بشكل من الأشكال.
نظرياً ليس هناك فرق طبيعي في العمل ولا في طريقة القراءة بين نص مطبوع وآخر محمل على جهاز للقراءة.
وهكذا استطاعت أشهر ماركات القارئات الإلكترونية الموجودة في السوق أن تقوم مقام الكتاب الورقي. لا يختلف وزن وحجم هذه القارئات الإلكترونية عن كتـــــاب الجــــيب pocket book، كما أن شـــاشاتها وحبرها الإلكـــــتروني لا يستهلك سوى قدر قليل من الطاقة، مما يتيح لهذه القارئات استقلالية أوسع عن الموصل الكهربائي المنزلي أو المكاني بصفة عامة.
يحقق أيضاً جهاز القارئ الرقمي نوعاً من المتعة والراحة التي يحققها الكتاب الورقي، كما أن طرائق القراءة التي يعرضها، سواء على الهاتف الذكي أو الألـــــواح الإلكترونية، هي طرائق مختلفة ومتــــنوعة نستطــــيع تطبيقها في جل الوضعيات... وبصرف النظر عن بعض خصوصيات الورق مثل الرائحـــة وحركة اليد التي تقلب الصفحات، فإن جهاز القارئ الإلكتروني يتجاوز فــــي مستوى آخر هذه التقاليد بفضل مستجدات عــــادات جديـــــدة مثل النقر أو الضغط على الروابـــط والقدرة الفائقة على التخزين، مما يجعل النص الســردي الرقمي يبدو إلى حد ما الوجه الآخر للنص الورقي.
أخيراً يبقى السؤال الضاغط والمحوري قائماً: أي مستقبل مبهم يلاحق الكتب الورقية إذا كان الكتاب الرقمي قادراً على تحقيق كل وظائف الكتابة كلما طعمناه بتطبيقات تقنية وعملية جديدة؟ هل سيختفي الكتاب الورقي كما لو أنه قد استنفد دوره التاريخي الذي أداه منذ خمسة قرون، ليفسح المجال للدور القادم للكتاب الإلكتروني.
باستطاعة الرقمية أن تناوش وتهدد الطباعة الورقية، لكنها من دون شك لن تلغيها أو تقتلها بصفة نهائية، لأن الورق سيبقى حاضراً بيننا، وسيظل كذلك شئنا أم أبينا في بعض مناولاتنا وتعاملاتنا اليومية بشكل يستحيل على أي اختراع آخر أن يعوضه أو يقوضه. بل إنه بقدر ما سيتصاعد نشر الكتب الإلكترونية وإنتاجها، فإن مجموع الكتب المهمة الموجودة في رفوف مكتبات بيوتاتنا سوف يحظى منا مع مرور الزمن بالمزيد من الاهــــتمام والرعاية والحميمية ■