«أنور العطار» في رباعياته وظلال أيامه

«أنور العطار»  في رباعياته وظلال أيامه

بين‭ ‬عاميْ‭ ‬1913‭ ‬و1972‭ ‬ولد‭ ‬وعاش‭ ‬الشاعر‭ ‬السوري‭ ‬الكبير‭ ‬أنور‭ ‬العطار،‭ ‬أحد‭ ‬الأصوات‭ ‬الشعرية‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬جيله‭ ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬بدوي‭ ‬الجبل‭ ‬وعمر‭ ‬أبوريشة‭. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لم‭ ‬تُتح‭ ‬له‭ ‬شهرتهما‭ ‬ودوران‭ ‬شعرهما‭ ‬على‭ ‬الألسنة‭ ‬والأقلام،‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعته‭ ‬الانعزالية‭ ‬وابتعاده‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صخب‭ ‬الحياة‭ ‬والناس،‭ ‬مكتفيًا‭ ‬بنشر‭ ‬قصائده‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬الأدبية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬مجلة‭ ‬االرسالةب‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يصدرها‭ ‬الأديب‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬حسن‭ ‬الزيات‭. ‬

يقول الزيات عن العطار: «سورية التي أنجبت أبا تمام والبحتري والمتنبي وأبا فراس الحمداني وأبا العلاء المعري، لا تزال تلد الموهوبين من عباقرة الفن والفكر، لم تعقم بهم في أي زمن، ومن بينهم شاعرها - غير مُدافَع - أنور العطار. وأصدقاء «الرسالة» لا يزالون يجدون في ذاكرتهم حلاوة ما نعموا به من روائع أدبه طوال عشرين سنة. وتمتعنا بما أنشده صاحب «ظلال الأيام» من شعر لم يقع في أذني مثله منذ رحيل شوقي. وأنا أعرف من نفسي أني بطيء التأثر بالشعر والغناء، فلا يهزني منهما إلا الرائع العالي الطبقة، فإذا طربت لما صور العطار من وجوه الأرض ومجالي الطبيعة في قصائده الغرّ مثل: الوادي ولبنان ودمشق وبردى والخريف والمساء والظهيرة والبنفسجة، فالفضل للشعر الذي يملك الشعور، وللشاعر الذي يُنطق الحجر. وأدب العطار مثلٌ صادق للأدب السوريّ الحديث، وأكثر الصفات البلاغية انطباقًا عليه: الجزالة والسلامة والوضوح».

والفضل لابن الشاعر: هاني أنور العطار الذي كرَّس جهده لتحقيق تراث أبيه - شعرًا ونثرًا - ونشره، وجعله في متناول قارئ هذا الزمان، الذي فاته متابعة إبداعاته وبخاصة في سنوات تجليه وتدفقه وغزارته في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

وهكذا أصبح متاحًا لقارئه الآن مجلدان كبيران من شعر أنور العطار هما «ظلال الأيام» و«رباعيات علمتني الحياة» تم تحقيقهما ونشرهما في عامي 2013 و2015، بدايةً لنشر كل التراث الضخم لهذا الشاعر ومن بينه: البواكير، ووادي الأحلام، والنهر الشاعر، والليل المسحور، وربيع بلا أحبة، ومنعطف النهر، بالإضافة إلى آثاره النثرية وكتاباته عن شوقي ومحمد إقبال وطاغور ومي زيادة، وقبل هذا كلّه مسرحيتاه الشعريتان المخطوطتان: «آخر ملوك العرب في الأندلس (أبوعبدالله الصغير)» و«مصرع أبي فراس الحمداني».

والباحث عن جمال العربية في شعر أنور العطار سيصافحه عطر هذه اللغة الشعرية التي أتيح لها أن تكون مسبوكة بصياغة أدبية متمكنة، عالية الحسّ، جيدة الصنعة (كما يقول ابنه عنه في تقديمه لشعره). ذلك أن فتنة اللغة المتألقة وغوايتها ملمحٌ بارز في شعر المدرسة الشعرية الشامية، التي تنتسب إلى الشام بالمعنى الكبير الذي يشمل سورية ولبنان، والتي تضم في رحابتها الأخطل الصغير بشارة الخوري وأمين نخلة وسعيد عقل من شعراء لبنان، وصولاً إلى نزار قباني وشعراء جيله في سورية، الذين حلقوا بهذه اللغة الشعرية إلى آفاق لم تكن معهودة من قبل، ومذاقات تفرَّد بها كل منهم، وإن كان الطابع الأساسي لهم يظل مختبئًا تحت عباءة الأناقة، وتجليات اللغة، وانطلاقات الخيال والفكر إلى آفاق بلا حدود. يقول أنور العطار في قصيدته «ربيع بلا أحبة» التي يقدم لها بهذه الكلمات: «الربيع: ربيع الشباب وربيع الأحباب، فإذا ولّيا عن المرء ولّى كما يقول أبوالطيب المتنبي، وحين يعود الربيع والأحبة لقًى في القبور، لا تصدح الطيور ولكنها تنوح، ولا يضحك الندى في أعين الزهر ولكنما عينه تخضلّ بالدموع، ولا تدفّ الريح ولكنها تنتحب، ولا تحفّ أوراق الأشجار ولكنها تصطخب، ولا ترفّ الطبيعة ولكنها تكتئب».

ثم يقول أنور العطار: 

عاد‭ ‬الربيع‭ ‬وما‭ ‬عاد‭ ‬الأحباءُ

لا‭ ‬الزهر‭ ‬زهرٌ‭ ‬ولا‭ ‬الأنداءُ‭ ‬أنداءُ

كانوا‭ ‬به‭ ‬أمس‭ ‬أشواقاً‭ ‬مبرّحة

واليوم‭ ‬هم‭ ‬فيه‭ ‬أحلام‭ ‬وأصداءُ

مات‭ ‬الهوى‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬همس‭ ‬هامسةٍ

لها‭ ‬الأضالع‭ ‬ساحات‭ ‬وأبهاءُ

فيا‭ ‬ربيع‭ ‬الهوى‭ ‬لازلت‭ ‬مؤتلقاً

يرفُّ‭ ‬فيك‭ ‬الشذى‭ ‬والزهر‭ ‬والماءُ

لقيت‭ ‬فيك‭ ‬أحبائي‭ ‬وظلّلني

من‭ ‬سرحة‭ ‬الحبّ‭ ‬أحناء‭ ‬وأفياءُ

أبيتُ‭ ‬أرفلُ‭ ‬في‭ ‬بشر‭ ‬وفي‭ ‬دَعةٍ

ليست‭ ‬تزول،‭ ‬ودنيا‭ ‬الحب‭ ‬غناءُ

إذا‭ ‬الصباح‭ ‬تراءى‭ ‬في‭ ‬محفَّتهِ

أغنى‭ ‬صباحيَ‭ ‬من‭ ‬مرآكِ‭ ‬أضواءُ

وإن‭ ‬أطلّ‭ ‬مسائي‭ ‬واجمًا‭ ‬بَرِمًا

جَلتْهُ‭ ‬منك‭ ‬يدٌ‭ ‬للحسن‭ ‬بيضاءُ

فأنت‭ ‬لي‭ ‬فرحة‭ ‬الدنيا‭ ‬وزينتُها

ما‭ ‬عاود‭ ‬العين‭ ‬إصباح‭ ‬وإمساءُ

وأنتِ‭ ‬أنتِ‭ ‬أحاديثي‭ ‬وأخيلتي

وذكرياتي،‭ ‬وأنتِ‭ ‬البُرْءُ‭ ‬والداءُ

هذا النفس الشعري الهادئ المتئد، وهذا التدفق التعبيري في يُسر وسلاسة، وهذا الوجد بالطبيعة الخارجية والذوبان فيها - معادلاً ومكافئًا لطبيعة النفس والروح - هي عناصر أساسية تطالعنا في كثير من إبداعات أنور العطار، استجابة لطبيعته التأملية التي من أدواتها البصر والتصور والعظة والاعتبار، ومحاولة الوصول الدائبة إلى ما وراء المنظور، والامتزاج بكل ما هو لصيق بالنفس، منجذبٌ لاهتزازاتها وموجاتها الروحية المتتابعة. 

يتمثل هذا كله في واحدة من قصائده الباكرة «الشاعر» التي يقول فيها:

خلّياه‭ ‬ينحْ‭ ‬على‭ ‬عذباتِهْ

ويصغْ‭ ‬من‭ ‬دموعه‭ ‬آياتهْ

لا‭ ‬تثيرا‭ ‬به‭ ‬كمائن‭ ‬صدرٍ

ردّدتها‭ ‬الأحزان‭ ‬في‭ ‬أبياتهْ

ورواها‭ ‬فم‭ ‬الزمان‭ ‬بشجوٍ

فحسبنا‭ ‬بناته‭ ‬من‭ ‬رُواته

ثم‭ ‬جارت‭ ‬بغيًا‭ ‬وعقّت‭ ‬أباها

غير‭ ‬هيابة‭ ‬أذى‭ ‬سخطاته

فاستطالت‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذنبِ‭ ‬عليه

واستباحت‭ ‬بصرفها‭ ‬عزماتِهْ

ورمته‭ ‬في‭ ‬مهده‭ ‬بالرزايا

وجزتْه‭ ‬الأسى‭ ‬على‭ ‬حسناته

فجرى‭ ‬والأسى‭ ‬وليدين‭ ‬حتى‭ ‬

أدرك‭ ‬الكُنْهَ‭ ‬من‭ ‬مطاوي‭ ‬عِظاتهْ

والأسى‭ ‬منهل‭ ‬النفوس‭ ‬اللواتي

لم‭ ‬يَرُضْها‭ ‬الزمان‭ ‬في‭ ‬نكباته

وتوارى‭ ‬عن‭ ‬العيان‭ ‬وأمسى

في‭ ‬مصلّاهُ‭ ‬يشتكي‭ ‬عثراته

وعتاب‭ ‬الأيام‭ ‬خيرُ‭ ‬صلاةٍ

فاتركاهُ‭ ‬مستغرقاً‭ ‬في‭ ‬صلاتهْ

واجثُوَا‭ ‬قيد‭ ‬ظله‭ ‬بسكونٍ

وأصيخا‭ ‬لبثه‭ ‬وشكاته

هيكل‭ ‬يبعث‭ ‬القنوت‭ ‬إلى‭ ‬القلبِ

بما‭ ‬لاح‭ ‬من‭ ‬جليِّ‭ ‬صفاته

من‭ ‬يُحدِّقُ‭ ‬إليه‭ ‬يُبصرْ‭ ‬ملاكًا

نوره‭ ‬ساطع‭ ‬بكلِّ‭ ‬جهاتهْ

وقد نُشرت هذه القصيدة في جريدة «فتى العرب» عام 1927، سابقة قصيدة «الشاعر» لعلي محمود طه. والمقارنة بين القصيدتين - في الفكر والصور والأحاسيس والموقف من الحياة والناس - تتيح مجالاً خصبًا لدراسة فنية ثرية، تكشف عن عالمين شعريين لشاعرين متميزين مال أحدهما إلى الحداثة والاندفاع وآثر ثانيهما المحافظة والتروّي. وهناك ديوان رباعيات أنور العطار «علمتني الحياة» الذي يقول عنه ابنه في تقديمه: «واحد من آخر بنات أفكاره وآخر ما جادت به قريحته الشعرية، جاء على شكل رباعيات مميزة في صياغتها الشعرية، متنوعة في موضوعاتها، جذابة في جرسها الموسيقي».

عدد هذه الرباعيات مائة وخمس وسبعون، تبدأ كل منها بقوله: علّمتني، إشارة إلى ما تعلمه من الحياة، وكأنه يستصفي خلاصة خبرته مع الدنيا والناس، وجوهر تأمله في كل ما يحيط به من ظواهر الوجود ومظاهره، يختزل فيها نتاج تجربته الحياتية التي شاء الله أن تكن قصيرة في قياس عمر العبقرية، فقد عاش ما يزيد قليلاً على تسعة وخمسين عامًا، كما يقول ابنه وهو يشير إلى تراث أبيه الثري والمتميز، الذي هو نتاج علمه الواسع واطلاعه الكبير وغوصه العميق في تراث الأدب العربي والآداب العالمية الأخرى، وبخاصة الأدب الفرنسي في منحاه الرومانسي، حيث تأثر كثيرًا بالشاعر لامارتين والشاعر ألفرد دي موسيه وترجم نظمًا كثيرًا من أشعارهما، كما أشار في موضع آخر إلى التفات أنور العطار المبكر لشعر كل من أحمد شوقي والبحتري.

يقول في رباعياته الأولى: 

علّمتني‭ ‬وعلّمتني‭ ‬الحياةُ

فامّحى‭ ‬الشك‭ ‬وانجلت‭ ‬ظلماتُ

وجّهتني‭ ‬بفضلها‭ ‬ورعتْني

رِعْيةً‭ ‬أُفردت‭ ‬بها‭ ‬الأمهاتُ

فمن‭ ‬الشوق‭ ‬تنهل‭ ‬العبراتُ

ومن‭ ‬الحب‭ ‬تنبع‭ ‬الذكرياتُ

فإذا‭ ‬فاض‭ ‬بالسداد‭ ‬بياني

قلتُ‭: ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬علّمتني‭ ‬الحياةُ

ثم يقول: 

علّمتني‭ ‬الحياةُ‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬البســْ

ـمةِ‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬الدياجير‭ ‬نورا

فابتسم‭ ‬تشرقِ‭ ‬السماوات‭ ‬والأر

ضُ،‭ ‬انشراحاً‭ ‬وفرحة‭ ‬وحبورا

إنها‭ ‬النفس‭ ‬دمعة‭ ‬وابتسامُ

فامْحُ‭ ‬سطر‭ ‬الأسى‭ ‬وخلِّ‭ ‬السرورا

وابتهج‭ ‬فالوجود‭ ‬يوم‭ ‬ويمضي

ليس‭ ‬يُرجى‭ ‬لطيفه‭ ‬أن‭ ‬يزورا

‭***‬

علّمتني‭ ‬الحياةُ‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الحــــا

ضرِ‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬الفؤاد‭ ‬سرورا

فتمتع‭ ‬باليوم‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬فيه

لا‭ ‬تكدَر‭ ‬نعيمه‭ ‬تكديرا

ودع‭ ‬الأمس‭ ‬لا‭ ‬تحُمْ‭ ‬حول‭ ‬مثوا

هُ،‭ ‬ولا‭ ‬توقظِ‭ ‬النؤوم‭ ‬الغريرا

وابتعد‭ ‬عن‭ ‬غدٍ،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬منا

لا‭ ‬ولا‭ ‬نحن‭ ‬منه،‭ ‬حتى‭ ‬يزورا

وفي قوله: «فتمتع باليوم ما دمت فيه» مطابقة مع قول عمر الخيام في إحدى رباعياته: 

واغنم‭ ‬من‭ ‬الحاضر‭ ‬لذّاتِه

فليس‭ ‬في‭ ‬طبع‭ ‬الليالي‭ ‬الأمانْ

ثم يقول أنور العطار عن «ساعة المغيب»:

علمتني‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬مغيب‭ ‬الشَّمْــ

ـسِ‭ ‬رمز‭ ‬للنفس‭ ‬حين‭ ‬تغيبُ

حشرجاتٌ‭ ‬ملء‭ ‬الفضاء‭ ‬عصيّا

تٌ،‭ ‬ودنيا‭ ‬إذا‭ ‬انقضت‭ ‬لا‭ ‬تؤوبُ

وسكون‭ ‬مخيّمٌ‭ ‬ينثر‭ ‬الرُّعْـــ

ــبَ،‭ ‬ومرأى‭ ‬يشجيك‭ ‬منه‭ ‬الشحوبُ

‭***‬

ويقول عن «النسيان»:

علّمتني‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬النِّسْـــــ

ـيانِ‭ ‬ما‭ ‬يزدهي‭ ‬به‭ ‬النسيانُ

تتخفى‭ ‬الأرزاءُ‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬الرَّحْـــــ

ـبِ،‭ ‬وتُطوى‭ ‬الهموم‭ ‬والأحزانُ

هو‭ ‬أنس‭ ‬الساري‭ ‬إذا‭ ‬اعتكر‭ ‬اللَيْـــ

ــل،‭ ‬وغابت‭ ‬في‭ ‬صمتها‭ ‬الأكوانُ

وهو‭ ‬بُرءُ‭ ‬المجروح‭ ‬إن‭ ‬مضّه‭ ‬الجرْ

حُ،‭ ‬وعزَّ‭ ‬الأسى‭ ‬وجار‭ ‬الزمانُ

ويقول بعنوان «الدنيا حلم»: 

وتعلّمتُ‭ ‬أنّ‭ ‬دنياي‭ ‬حلمُ

واغتراري‭ ‬بها‭ ‬ضلال‭ ‬ووهمُ

هي‭ ‬دار‭ ‬الشتات‭ ‬ما‭ ‬لاح‭ ‬نجم

في‭ ‬حماها،‭ ‬إلا‭ ‬تغيّب‭ ‬نجمُ

فكأن‭ ‬الصفاء‭ ‬طيف‭ ‬تولّى

وكأن‭ ‬الهوى‭ ‬خيال‭ ‬مُلمُّ

فاسأل‭ ‬الرَّبْعَ‭ ‬من‭ ‬طوى‭ ‬الأُنْسَ‭ ‬عنه

فإذا‭ ‬الربع‭ ‬في‭ ‬الكآبة‭ ‬رسْمُ

وأخيرًا يقول في رباعية «التسامح»: 

علَّمتني‭ ‬أن‭ ‬الحكيم‭ ‬على‭ ‬الأيا

م‭ ‬يصفو‭ ‬قلبا‭ ‬ويرهفُ‭ ‬حسّا

يسع‭ ‬الكون‭ ‬حلمهُ‭ ‬فإذا‭ ‬الأحـــــ

ـــقادُ‭ ‬تُطوى‭ ‬طيًّا‭ ‬عجيباً‭ ‬وتُنسى

علمتني‭ ‬أن‭ ‬التسامح‭ ‬روضٌ

لذَّ‭ ‬مجنًى‭ ‬وطاب‭ ‬زرعاً‭ ‬وغرسا

والحكيم‭ ‬الحكيم‭ ‬من‭ ‬خالط‭ ‬النَّا

سَ،‭ ‬فأغضى‭ ‬طرْفاً‭ ‬وسامح‭ ‬نفسا

وشكرًا للابن الوفيّ لتراث أبيه، العاكف على تحقيقه، ونشره في أبهى صورة .