نَسرٌ هو الشعرُ

نَسرٌ هو الشعرُ

إنّي‭ ‬أراهُ‭ ‬يُفلّـي‭ ‬غَيْــــــــمَ‭ ‬وَحْشَــتِهِ

ويرتقي‭ ‬ذروةَ‭ ‬المعنــــى‭ ‬بريشَتِـــهِ

نَسْرٌ‭ ‬فريسَتُهُ‭: ‬‮«‬الرُّؤيا‮»‬‭.. ‬يُطاردُها

بمِخلبٍ‭ ‬عبقريٍّ‭ ‬من‭ ‬بصيرتِـــــــــهِ

ما‭ ‬عادَ‭ ‬من‭ ‬غارةٍ‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أمــــــلٍ

أنّ‭ ‬‮«‬المجازاتِ‮»‬‭ ‬من‭ ‬أسلابِ‭ ‬غارتِهِ

ترصّدَ‭ ‬الشّهْبَ‭ ‬واصطادَ‭ ‬البريقَ‭ ‬بها

لكي‭ ‬يُضيءَ‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬عُمْرِ‭ ‬فكرتِهِ

يمطُّ‭ ‬عينيهِ‭ ‬عن‭ ‬أقصى‭  ‬مدارهما

كأنّـــهُ‭ ‬ســـــــــاكنٌ‭ ‬في‭ ‬أفْقِ‭ ‬دهشَتِهِ

يدنو‭    ‬من‭  ‬النّجْم‭...    ‬يدنو‭... ‬لا‭  ‬يرى‭    ‬أحداً

سوى‭ ‬الصّعــــودِ‭ ‬يُناجيهِ‭ ‬برحلَتِـــهِ

سـارٍ‭ ‬إلى‭ ‬الشّمسِ‭ ‬في‭ ‬علياءِ‭ ‬قُبَّتِهـا

‭ ‬كي‭ ‬يستريـــــحَ‭ ‬على‭ ‬علياءِ‭ ‬قُبّتِــــهِ

‭***‬

نَســرٌ‭ ‬من‭ ‬الفنِّ‭ ‬ما‭ ‬كفَّــتْ‭ ‬قوادِمُـــهُ

عن‭ ‬العروجِ‭ ‬إلى‭ ‬آفــــــاقِ‭ ‬فِتْنَـــــتِهِ

يجوزُ‭ ‬منفًى‭ ‬إلى‭ ‬منفًى،‭ ‬وما‭ ‬بَرِحَتْ

تطفو‭ ‬على‭ ‬وجهِـــهِ‭ ‬وَعْثَـاءُ‭ ‬غُربَتِـهِ

يحتلُّ‭ ‬في‭ ‬قمّــــةِ‭ ‬الوجدانِ‭ ‬منصِبَــهُ

أيُّ‭ ‬المناصبِ‭ ‬يعلــو‭ ‬فوق‭ ‬قِمَّـــتِهِ؟‭!‬

هيْمانُ‭ ‬في‭ ‬فَلَوَاتِ‭ ‬اللّيـــل‭ ‬مُرتعِشٌ‭..‬

ليتَ‭ ‬الشّمـوعَ‭ ‬تُؤَاخي‭ ‬ليـلَ‭ ‬رعشَتِهِ‭!‬

يهفو‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مَحْشرِ‮»‬‭ ‬الأفكارِ‭ ‬في‭ ‬وَلَهٍ

لكنّــهُ‭ ‬جاهلٌ‭ ‬ميقاتَ‭ (‬ساعتِـــــ‭)‬ـــهِ

‭***‬

نســـرٌ‭ ‬من‭ ‬الفنِّ‭ ‬ما‭ ‬زالتْ‭ ‬مخالبُــهُ

تمتدُّ‭ ‬مصقــــــولةً‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬رؤيتِهِ

مسافرٌ‭ ‬في‭ ‬شعورٍ‭ ‬لا‭ ‬تخومَ‭ ‬بــــــه

طريقُهُ‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬إحســاسُ‭ ‬لحظَتِهِ

منذُ‭ ‬الحياةِ‭ ‬وصوتُ‭ ‬العالمينَ‭ ‬له

لحنٌ‭ ‬يرنُّ‭ ‬على‭ ‬منقـــــارِ‭ ‬نغمَــــتِهِ‭!‬

يسعى‭ ‬ويُصغي‭ ‬إلى‭ ‬أنفاسِ‭ ‬مَنْ‭ ‬تَعِبُوا

من‭ ‬السّعــاةِ‭ ‬فيحدوهُـــــم‭ ‬بعزْمَتِهِ‭!‬

حيرانُ‭ ‬كالرّيـــــحِ‭ ‬لا‭ ‬عنوانَ‭ ‬في‭ ‬يدِهِ

وثَـمَّ‭ ‬ألفُ‭ ‬بريـــــدٍ‭ ‬وَسْطَ‭ ‬جعْبَـــتِهِ‭!‬

ما‭ ‬زالَ‭ ‬يحمِلُها‭ ‬شهداً،‭ ‬على‭ ‬أمــــــلٍ

أَنْ‭ ‬يُطْعِمَ‭ ‬الأرضَ‭ ‬من‭ ‬أحلامِ‭ ‬نخْلَتِهِ‭!