هل من سبيل لحماية الأسرة من الأجهزة الحديثة؟

هل من سبيل لحماية الأسرة  من الأجهزة الحديثة؟

بدأت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬عموماً،‭ ‬والرضع‭ ‬خصوصاً،‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأشعة‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة،‭ ‬ففي‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬صوّت‭ ‬البرلمان‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬يحدّ‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬اللاسلكية‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الحضانة‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭.‬

إن الدعوة إلى تقنين استعمال هذه الأجهزة وانبعاثاتها أصبحت حاجة ملحة، خصوصاً بعد التوجه الجديد الذي يعتبر هذه الانبعاثات من أشد الأخطار التي تهدد البيئة والحياة، وصرنا نتحدث عن تلوث من نوع جديد هو التلوث الكهرومغناطيسي، الذي يعتبره البعض أخطر من التلوث البيئي، فهو تلوث يستهدف فلذات الأكباد في فضاءات مغلقة - كالبيوت والمدارس ودور الحضانة ورياض الأطفال - ويجعلهم عرضة لمستوى عال من الموجات الكهرومغناطيسية التي باتت أغلب مراكز الأبحاث في العالم، خصوصاً تلك التي تهتم بالأمراض المزمنة كالسرطان وغيره، تطرح حولها أكثر من علامة استفهام، وتزداد شكوكها يوماً بعد يوم في وجود علاقة بينها وبين ظهور أورام خبيثة في الدماغ والعمود الفقري وآلام الرأس واضطرابات في النوم وفي ضربات القلب، وغير ذلك من الأعراض.

إنها أجهزة تعيش مع الإنسان ولا تكاد تفارقه... الهاتف، الحاسوب، أجهزة الواي فاي (Wi-Fi)، أجهزة مراقبة الرضع، والقارئ اللوحي (iPad).

ولا نبالغ إذا قلنا إن الأجيال التي تناط بها نهضة الأمة ورفعتها وتقدمها أصبحت مهددة في مستقبلها وصحتها النفسية والجسدية والبيئية.

صنّف الخبراء الأجهزة التي تصدر أكثر نسبة من الأشعة الضارة, فجعلوا في رأس القائمة الهواتف الجوالة، وأجهزة الواي فاي، وأجهزة البلوتوث، وكذا أجهزة تسخين المأكولات
(الميكرو-واف), ونسبة الانبعاثات الكهرومغناطيسية التي تصدر منها تشكل خطراً متنامياً على صحة الأسرة عموماً والأطفال خصوصا. وحسب تقارير بعض المختبرات العلمية، فإن إدخال وتعميم تقنية الجيل الرابع (4G) يضاعف من مستوى هذه الإشعاعات بنسبة 50 بالمائة عن مستواها الحالي، أي إلى الضعف، وهي زيادة تدق ناقوس الخطر وتستدعي مقاربة متكاملة لهذه الظاهرة التي لا تسترعي انتباه الآباء والأمهات، ولا تكاد تشغل بال الأوساط الصحية والبيئية، نظراً لانشغال الجميع بنفعها عن ضررها.

فإذا كان لا بد من استعمال هذه التقنيات الحديثة، فلا بد من خطوات يمكن القيام بها للحد من تأثيراتها السلبية، ويمكن هنا تسجيل بعض الإشارات المهمة والتقاط بعض المحطات الرئيسة من قبيل:

1-إبعاد الأطفال ما دون سن الـ12 عاماً عن استعمال الهاتف الجوال، فقد ظهرت بعض الأعراض السلبية على الأطفال من جرّاء تعرضهم لإشعاعات الهواتف الخلوية مثل: صعوبة التعلّم، تشتت الانتباه، الشرود الذهني، فرط الحركة، وغيرها... لذا ظهرت في الغرب قوانين رادعة لهذا.

2- توعية الآباء والأمهات والأطفال بخطر هذه الموجات عن طريق الإشهار والإعلانات في الأماكن العامة وعبر المواقع الإلكترونية والمناهج التعليمية.

3-إلزام الشركات المنتجة أو المركبة لأجهزة الاتصال والهواتف وأجهزة الواي فاي وغيرها بكتابة مستوى انبعاث الأشعة والموجات على أغلفة منتجاتها.

4-عدم استعمال  أجهزة الواي فاي وملحقاتها إلا عند الضرورة ولفترة محدودة، والاستعاضة عن ذلك باستعمال الإنترنت السلكي. 

5-إبعاد المرأة الحامل والرضيع عن مكان هذه الأجهزة ووضعها في مكان بعيد عن غرف الأطفال والإكثار من استعمال الهاتف الثابت في البيت، واستعمال سماعات الأذن بدل وضع الهاتف الخلوي على الأذن مباشرة وعلى مقربة من الدماغ.

6-التقليل من حالة استعمال الهاتف النقال أثناء التنقل بالسيارة، لأنه يصدر انبعاثات إشعاعية أكثر من حالة الوقوف.

7- إغلاق الهاتف أثناء النوم وإبعاده عن الأطفال.

8-عدم وضع الهاتف على الأذن إلا عندما يفتح الخط، فهو يرسل إشارة المكالمة بمستوى عال من الإشعاعات.

9- تقييد وقت لعب الأطفال بالهواتف أو القارئ اللوحي، بحيث لا يتجاوز نصف الساعة في اليوم أو أقل، وإذا كان لا بد فيجب استعمال شبكة الاتصال السلكي فهي أكثر أماناً .