الوجه والظل في التمثيل السينمائي

الوجه والظل في التمثيل السينمائي

كتاب‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬أسرار‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي،‭ ‬ويقدم‭ ‬قراءة‭ ‬ضافية‭ ‬لمختلف‭ ‬جوانبه‭ ‬واتجاهاته‭ ‬وأساليبه‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالعناصر‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭. ‬إنه‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الوجه‭ ‬والظل‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬ترجمه‭ ‬وأعده‭ ‬أمين‭ ‬صالح،‭ ‬وصدر‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭ ‬في‭ ‬بيروت‭. ‬يحاول‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬يحلل‭ ‬ويقرأ‭ ‬آراء‭ ‬ومقولات‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المشتغلين‭ ‬بالفن‭ ‬السينمائي،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الممثلين‭ ‬والممثلات‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬يقتبس‭ ‬الكتاب‭ ‬آراء‭ ‬هؤلاء‭ ‬وشهاداتهم‭ ‬عن‭ ‬علاقتهم‭ ‬بالتمثيل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬فهمهم‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬يحاول‭ ‬رصد‭ ‬المفاهيم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬وبواعثه‭ ‬وعناصره‭ ‬ومصادره،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬علاقته‭ ‬بالكاميرا‭ ‬والإخراج‭ ‬والسيناريو‭ ‬والمونتاج‭ ‬وبقية‭ ‬العناصر‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭.‬

إن‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬فن‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي‭ ‬ونظَّرت‭ ‬له‭ ‬قليلة‭ ‬جدا،‭ ‬وكأن‭ ‬المشتغلين‭ ‬بهذا‭ ‬الفن‭ ‬اكتفوا‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬مئات‭ ‬الكتب‭ ‬التنظيرية‭. ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬الكتاب‭ ‬بوجهات‭ ‬النظر‭ ‬النقدية‭ ‬حول‭ ‬فن‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي،‭ ‬وهي‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭ ‬قياساً‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬والنظريات‭ ‬التي‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬فن‭ ‬التمثيل‭ ‬المسرحي،‭ ‬بل‭ ‬حاول‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬جوانب‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬واتجاهاته‭ ‬وأساليبه‭ ‬وعلاقاته‭ ‬بالعناصر‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬معتقداً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬السينمائية‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬متخصصين‭ ‬هم‭ ‬أقدر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬خاصيات‭ ‬وخفايا‭ ‬فنهم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬والشهادات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬تجاربهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬المهنية‭ ‬والحياتية‭.‬

قام‭ ‬الكاتب‭ ‬بجمع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬الصحفية‭ ‬مع‭ ‬الممثلين،‭ ‬والمنشورة‭  ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬السينمائية،‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬تحديداً،‭ ‬وترجمتها،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬عروضاً‭ ‬مفصلة‭ ‬لبعض‭ ‬الكتب‭ ‬المتصلة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬السينمائي،‭ ‬محاولاً‭ ‬الإحاطة‭ ‬بأغلب‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بالتمثيل‭. ‬كذلك‭ ‬حاول‭ ‬الكاتب‭ ‬رصد‭ ‬المفاهيم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬وبواعثه‭ ‬وعناصره‭ ‬ومصادره‭ ‬وتقنياته‭ ‬وتأثيراته‭ ‬وتحولاته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬علاقته‭ ‬بالكاميرا‭ ‬والإخراج‭ ‬والسيناريو‭ ‬والمونتاج‭ ‬وبقية‭ ‬العناصر‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وكذلك‭ ‬المظاهر‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تتصل‭ ‬بالتمثيل‭.‬

يشير‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬ندرة‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬بشأن‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬المصادر‭ ‬الأجنبية‭ ‬والعربية‭ ‬قليلة‭ ‬جداً،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬تتعرض‭ ‬للسيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للممثلين،‭ ‬مع‭ ‬استعراض‭ ‬سريع‭ ‬لأعمالهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لمفاهيمهم‭ ‬وآرائهم‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬المهنة‭ ‬وما‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬وإشكاليات‭. ‬وحتى‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصحفية‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬أغلبها‭ ‬يهتم‭ ‬بأشياء‭ ‬هامشية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬بالشائعات‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬والقليل‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث‭ ‬يضيء‭ ‬مظاهر‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭.‬

الكتاب‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬لرصد‭ ‬مختلف‭ ‬مظاهر‭ ‬وقضايا‭ ‬التمثيل،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتقديم‭ ‬صورة‭ ‬واسعة‭ ‬وواضحة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الفن،‭ ‬من‭ ‬داخله،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصورات‭ ‬وتقييمات‭ ‬وأحكام‭ ‬مفروضة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬لهذا‭ ‬فضل‭ ‬الكاتب‭ ‬عرض‭ ‬الصورة‭ ‬بموضوعية‭ ‬تامة،‭ ‬وفق‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬نقدي،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬معينة،‭ ‬سواء‭ ‬اتفق‭ ‬أم‭ ‬اختلف‭ ‬مع‭ ‬الآراء‭ ‬المطروحة،‭ ‬فلكل‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مبرراتها‭ ‬ومنطقها‭ ‬وحتى‭ ‬فلسفتها‭. ‬وفي‭ ‬التمثيل،‭ ‬بالذات‭ ‬في‭ ‬جانبه‭ ‬التطبيقي،‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬هي‭ ‬المهمة،‭ ‬فما‭ ‬نراه‭ ‬مجسداً‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يثيرنا‭ ‬ويحرك‭ ‬مشاعرنا‭ ‬ويدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬منهجه،‭ ‬أو‭ ‬رأيه،‭ ‬أو‭ ‬موقفه‭.‬

يجمع‭ ‬الكاتب‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬عديدة‭ ‬متناقضة‭ ‬ومتضاربة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الشؤون‭ ‬المتصلة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬من‭ ‬مفاهيم‭ ‬وممارسات،‭ ‬ويبرر‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أساليب‭ ‬ومناهج‭ ‬وطرائق‭ ‬ورؤى‭ ‬متنوعة‭ ‬حسب‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬التجارب‭ ‬الشخصية‭ ‬لكل‭ ‬ممثل،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬تجارب‭ ‬متباينة‭ ‬ومتعارضة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬لأنها‭ ‬تنطلق‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬خلفية‭ ‬وموقف‭ ‬ورؤية‭ ‬فردية‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬العملي‭ ‬والنظري‭. ‬بالتالي،‭ ‬الكاتب‭ ‬لم‭ ‬يفاضل‭ ‬أو‭ ‬ينحز‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬دون‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬جمع‭ ‬مختلف‭ ‬الآراء‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬متوازية‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬أحدها‭ ‬الآخر‭.‬

يتناول‭ ‬الكتاب‭ ‬مفهوم‭ ‬التمثيل‭ ‬وبواعثه‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الممثلين،‭ ‬ويحاول‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭: ‬لماذا‭ ‬التمثيل؟‭ ‬أو‭: ‬كيف‭ ‬اختار‭ ‬الممثل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ممثلا؟

في‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضاً‭ ‬فصول‭ ‬تتناول‭ ‬الممثل‭ ‬والسيناريو،‭ ‬الممثل‭ ‬والحوار،‭ ‬الممثل‭ ‬والشخصية‭ - ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أطول‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب‭ -‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬علاقة‭ ‬الممثل‭ ‬بالمخرج،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أطول‭ ‬الفصول،‭ ‬لأنه‭ ‬يجمع‭ ‬آراء‭ ‬الممثلين‭ ‬والمخرجين‭ ‬معاً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬فهناك‭ ‬فصل‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬الممثل‭ ‬بالكاميرا‭ ‬والممثل‭ ‬بالماكياج‭ ‬والأزياء‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والمونتاج،‭ ‬كما‭ ‬يقارن‭ ‬الكتاب‭ ‬بين‭ ‬التمثيل‭ ‬المسرحي‭ ‬والتمثيل‭ ‬السينمائي‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الممثلين،‭ ‬ويتطرق‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬نجومية‭ ‬الفنان‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تعنيه‭ ‬الجوائز‭ ‬ويمثله‭ ‬التكريم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للممثل‭. ‬وكما‭ ‬سبق‭ ‬القول‭ ‬فإن‭ ‬الكتاب‭ ‬يتناول‭ ‬آراء‭ ‬وشهادات‭ ‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬مرتّبة‭ ‬ومنسّقة‭ ‬وفق‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تضمين‭ ‬تلك‭ ‬الشهادات‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬لتشكل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينها‭ ‬محاولة‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬محدد،‭ ‬أو‭ ‬إضاءة‭ ‬موضوع‭ ‬معين،‭ ‬يطرحه‭ ‬ذلك‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭.‬

يورد‭ ‬الكتاب‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬الممثلين‭ ‬والمخرجين‭ ‬للإجابة‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬التمثيل،‭ ‬ولماذا‭ ‬التمثيل‭ ‬بالذات؟‭ ‬يرى‭ ‬المخرج‭ ‬والممثل‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬كازافيتِس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التمثيل‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬للحياة‭. ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬فسوف‭ ‬تكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬على‭ ‬الشاشة‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الممثل‭ ‬آل‭ ‬باتشينو‭ ‬فيعتقد‭ ‬أن‭: ‬‮«‬التمثيل‭ ‬عمل‭ ‬شاق،‭ ‬إنه‭ ‬منشط‭ ‬ويزودك‭ ‬بالطاقة‭ ‬حيناً‭ ‬ويسبب‭ ‬لك‭ ‬الوهن‭ ‬حينا‭. ‬إنه‭ ‬عمل‭ ‬طفولي،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضاً‭ ‬مسؤول‮»‬‭.‬

كذلك‭ ‬يورد‭ ‬الكاتب‭ ‬رأياً‭ ‬للممثل‭ ‬الألماني‭ ‬كلاوس‭ ‬كينسكي،‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ممثلاً‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬الانتحار‭. ‬كنتُ‭ ‬دائماً‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أفهم‭ ‬لماذا‭ ‬أنا‭ ‬ممثل،‭ ‬لكننا‭ ‬جميعاً‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬قَدَرنا‭ ‬الخاص‭. ‬ذلك‭ ‬جارح‭ ‬ومعذب‭. ‬دائماً‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬روح‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬ممثل‭ ‬هي‭ ‬مجنونة‭ ‬ومريضة‭. ‬إنه‭ ‬يصلب‭ ‬نفسه‭ ‬باستمرار‭. ‬كلما‭ ‬مضى‭ ‬الوقت‭ ‬اشتد‭ ‬عذابه‭. ‬وهو‭ ‬بكل‭ ‬خطوة‭ ‬يقتل‭ ‬نفسه‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭. ‬إن‭ ‬مهنة‭ ‬التمثيل‭ ‬شاقة‭ ‬ومؤلمة،‭ ‬ولكنها‭ ‬حقيقتك‭ ‬أنت‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الممثل‭ ‬جاك‭ ‬نيكولسون‭ ‬فيرى‭ ‬أنه‭: ‬‮«‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬مهنة‭ ‬شاقة‭ ‬ومتطلبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التمثيل‭ ‬باستثناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أجيد‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬التمثيل‮»‬‭. ‬ويعرض‭ ‬الكاتب‭ ‬لسؤال‭ ‬الفن‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬يشتغل‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة‭ ‬المهمة‭ ‬والمشوقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لماذا‭ ‬يتجه‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬امتهانها؟‭ ‬ويورد‭ ‬رأياً‭ ‬للممثل‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماستروياني،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬أردتُ‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬محبوباً‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭... ‬إن‭ ‬عروق‭ ‬كل‭ ‬ممثل‭ ‬تنبض‭ ‬بهذه‭ ‬الحالة‭... ‬والتمثيل‭ ‬بالطبع‭ ‬وسيلة‭ ‬مدهشة‭ ‬لشخص‭ ‬غير‭ ‬واثق‭ ‬من‭ ‬نفسه،‭ ‬غير‭ ‬واثق‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالنسبة‭ ‬للآخرين،‭ ‬لكي‭ ‬يجعل‭ ‬نفسه‭ ‬مثيراً‭ ‬للاهتمام‭ ‬أكثر‮»‬‭. ‬أما‭ ‬هنري‭ ‬فوندا‭ ‬فيعتقد‭: ‬‮«‬إنك‭ ‬تصبح‭ ‬ممثلاً‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬ثمة‭ ‬تعقيدات‭ ‬في‭ ‬ذاتك،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬عادية‭ ‬أو‭ ‬سوية،‭ ‬وليست‭ ‬أشياء‭ ‬يسهل‭ ‬التعايش‭ ‬معها‮»‬‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬توم‭ ‬هانكس‭ ‬يتفق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬هنري‭ ‬فوندا،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬سنواتي‭ ‬المبكرة‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بالوحدة،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬توجهي‭ ‬للتمثيل‭. ‬أردتُ‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬محبوباً،‭ ‬وأن‭ ‬أثير‭ ‬إعجاب‭ ‬الآخرين‭ ‬بي‮»‬‭.‬

كذلك‭ ‬يرصد‭ ‬الكاتب‭ ‬رأي‭ ‬الممثل‭ ‬هارفي‭ ‬كِيتل،‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬التمثيل‭ ‬طريقة‭ ‬للنفاذ‭ ‬إلى‭ ‬العواطف‭ ‬والأحاسيس‭...‬،‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أصير‭ ‬ممثلاً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أقترب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬ذاتي‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬كِيتل‭: ‬‮«‬بواسطة‭ ‬التمثيل‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الألغاز‭ ‬التي‭ ‬عزلتني‭ ‬عن‭ ‬مشاعري‭. ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ممثلاً‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثل‭ ‬فان‭ ‬جوخ،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬لمواجهة‭ ‬قلقه‭ ‬الخاص،‭ ‬أي‭ ‬مخاوفه‭ ‬وتعبه‭ ‬ووحدته‭ ‬وجوعه‭ ‬وشكوكه‭ ‬وعذاباته‭ ‬ومعاناته‮»‬‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬آنثوني‭ ‬هوبكنز‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬الفن‭: ‬‮«‬أعتقد‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬أصبح‭ ‬ممثلا،‭ ‬لكنت‭ ‬الآن‭ ‬قاتلاً،‭ ‬أو‭ ‬مصاباً‭ ‬باضطراب‭ ‬عقلي‮»‬‭.‬‭ ‬أما‭ ‬الممثل‭ ‬جوبانتوليانو‭ ‬فيضيف‭: ‬‮«‬كان‭ ‬أمامي‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬لصاً‭ ‬أو‭ ‬مروج‭ ‬مخدرات،‭ ‬أو‭ ‬ممثلاً‭... ‬اخترت‭ ‬التمثيل‮»‬‭. ‬واعترفت‭ ‬الممثلة‭ ‬جين‭ ‬مونرو‭: ‬‮«‬لو‭ ‬لم‭ ‬أصبح‭ ‬ممثلة،‭ ‬لصرت‭ ‬مجنونة‮»‬‭. ‬ويتفق‭ ‬معها‭ ‬لي‭ ‬مارفين،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الأفلام‭ ‬منحتني‭ ‬فرصة‭ ‬ارتكاب‭ ‬أشياء‭ ‬لو‭ ‬ارتكبتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية‭ ‬لتعرضت‭ ‬للعقاب‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬الإعدام‭... ‬هكذا،‭ ‬في‭ ‬الأفلام،‭ ‬كنت‭ ‬أسرق‭ ‬وأقتل‭ ‬ثم‭ ‬أتسلم‭ ‬أجري‭ ‬وأمضي‭ ‬إلى‭ ‬البيت‮»‬‭!‬

وفي‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭: ‬أي‭ ‬دور‭ ‬يختار‭ ‬الممثل؟‭ ‬ولماذا‭ ‬أختار‭ ‬دوراً‭ ‬دون‭ ‬غيره؟‭ ‬فنجد‭ ‬الممثلة‭ ‬جودي‭ ‬فوستر‭ ‬ترى‭ ‬أن‭: ‬‮«‬ثمة‭ ‬شذرات‭ ‬من‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دور‭ ‬أؤديه‭. ‬وعندما‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬الشخصية‭ ‬شيئاً‭ ‬يتصل‭ ‬بي‭ ‬فإنني‭ ‬أعني‭ ‬حساسيةً‭ ‬ما،‭ ‬وجهةَ‭ ‬نظرٍ‭ ‬ما‭. ‬ثمة‭ ‬جزء‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شخصية‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الشاشة‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الممثلة‭ ‬جيسيكا‭ ‬لانج،‭ ‬فتقول‭: ‬‮«‬أختار‭ ‬أدواري‭ ‬على‭ ‬أساسٍ‭ ‬عاطفيّ،‭ ‬شخصيِّ‭ ‬جداً‭. ‬ما‭ ‬يعنيني‭ ‬حقا،‭ ‬كممثلة،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أجازف‭. ‬أحاول‭ ‬دوماً‭ ‬أن‭ ‬أجرب‭ ‬شيئاً‭ ‬لم‭ ‬أجربه‭ ‬من‭ ‬قبل‭... ‬شيئاً‭ ‬يمجدني،‭ ‬يأخذني‭ ‬إلى‭ ‬أقاليمَ‭ ‬لم‭ ‬أرتدها‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الممثلة‭ ‬جولييت‭ ‬بينوش‭ ‬فتقول‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬أدوار‭ ‬تختارك‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تختارها‭. ‬أغلب‭ ‬شخصياتي‭ ‬تتشابه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المواجهة‭ ‬القدرية‭ ‬مع‭ ‬الموت‮»‬‭. ‬ونعود‭ ‬مجدداً‭ ‬لجاك‭ ‬نيكولسون،‭ ‬الذي‭ ‬يزعم‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬أي‭ ‬فيلمٍ‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحتوِ‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬مشاهد‭ ‬عظيمة‮»‬،‭ ‬ويضيف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الفطنة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬الثلاثة‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المخرجين،‭ ‬وكيف‭ ‬يختارون‭ ‬الممثلين‭ ‬لأي‭ ‬فيلم؟‭ ‬

يرى‭ ‬المخرج‭ ‬مارتن‭ ‬سكورسيزي‭ ‬أن‭ ‬اختياره‭ ‬للممثلين‭ ‬يخضع‭ ‬لاشتراطات‭ ‬مغايرة،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬أن‭: ‬‮«‬90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬الإخراج‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الممثلين‭. ‬النسبة‭ ‬الباقية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الممثلين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬والراحة،‭ ‬وبأنهم‭ ‬محبوبون‮»‬‭. ‬ويتفق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬المخرج‭ ‬البريطاني‭ ‬ألن‭ ‬باركر،‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬إني‭ ‬أوجه‭ ‬عناية‭ ‬قصوى‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬الممثلين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬أفلامي‭. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُحْسِن‭ ‬اختيار‭ ‬ممثليك‭ ‬فالنتيجة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬حسنة‮»‬‭. ‬أما‭ ‬المخرج‭ ‬الروسي‭ ‬أندريه‭ ‬تاركوفسكي‭ ‬فالأمر‭ ‬لديه‭ ‬أعقد‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬باختيار‭ ‬الممثلين،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬النحت‭ ‬في‭ ‬الزمن‮»‬‭: ‬‮«‬عادةً‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬مسبقاً‭ ‬أي‭ ‬ممثل‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أختار‭... ‬الاستثناء‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬سولونيتسين‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬أفلامي‭... ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الممثلين‭ ‬مهمة‭ ‬طويلة‭ ‬وشاقة،‭ ‬ويستحيل‭ ‬تقرير‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كنتَ‭ ‬قد‭ ‬قمتَ‭ ‬بالاختيار‭ ‬الصحيح‮»‬‭..‬‮ ‬‭ ‬ويضيف‭ ‬تاركوفسكي‭: ‬‮«‬بل‭ ‬قد‭ ‬أذهب‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬الأصعب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أعتقد‭ ‬جازماً‭ ‬بأنني‭ ‬قد‭ ‬اخترت‭ ‬الممثل‭ ‬المناسب،‭ ‬وأن‭ ‬شخصيته‭ ‬الفردية‭ ‬تتوافق‭ ‬أو‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬رسمته‭ ‬في‭ ‬ذهني‮»‬‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬كوستا‭ ‬جافراس‭ ‬مخرج‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬الفَقد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لعبت‭ ‬بطولته‭ ‬الممثلة‭ ‬سيسي‭ ‬سبايك،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لفيلم‭ (‬الفقد‭) ‬فكرتُ‭ ‬مباشرة‭ ‬بـ‭ ‬سيسي‭ ‬سبايك‭. ‬قلة‭ ‬من‭ ‬الممثلات‭ ‬قادرات‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭. ‬إنها‭ ‬رائعة‭. ‬وليست‭ ‬نجمة‭ ‬بالمعنى‭ ‬السلبي‭ ‬للكلمة،‭ ‬وليست‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مفعمة‭ ‬بالشك‭ ‬واللايقين‭... ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬أحبه‭. ‬إنها‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬حاملة‭ ‬معها‭ ‬الأسئلة‭ ‬لا‭ ‬الأجوبة‭... ‬وبما‭ ‬أنني‭ ‬أعمل‭ ‬بالطريقة‭ ‬ذاتها‭ ‬فقد‭ ‬وجدتُ‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬معها‮»‬‭. ‬ويرى‭ ‬المخرج‭ ‬جوناثان‭ ‬ديمي‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬آنثوني‭ ‬هوبكنز‭ ‬لفيلم‭ ‬‮«‬صمت‭ ‬الحملان‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هوبكنز‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأصوب‭ ‬للدور،‭ ‬يقول‭ ‬ديمي‭: ‬‮«‬مبكراً‭ ‬جداً‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬هوبكنز‭ ‬لدور‭ ‬هانيبال،‭ ‬فمنذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬وأنا‭ ‬معجب‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬لقد‭ ‬شعرتُ‭ ‬بأنه‭ ‬سيكون‭ ‬رائعاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭: ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬ذكاء‭ ‬بالغاً‭. ‬ثمة‭ ‬شيء‭ ‬فيه‭ ‬يجعلك‭ ‬تشعر‭ ‬بأنه‭ ‬أكثر‭ ‬فطنة‭ ‬منك،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬هانيبال‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يلتقي‭ ‬بهم‭. ‬الخاصية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬شعرتُ‭ ‬بأنها‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬هوبكنز‭ ‬هي‭ ‬حسه‭ ‬الإنساني‭ ‬وما‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دفء‭ ‬وحنو‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬كيف‭ ‬يرى‭ ‬الممثلون‭ ‬المخرجين؟‭ ‬هذا‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الممثل‭ ‬والمخرج،‭ ‬يقول‭ ‬الممثل‭ ‬روبرت‭ ‬دينيرو‭: ‬‮«‬المخرج‭ ‬الجيد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفرض‭ ‬رأيه‭ ‬وتصوراته،‭ ‬بل‭ ‬يصغي‭ ‬إليك‭ ‬إذا‭ ‬خطرتْ‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة،‭ ‬ويحاول‭ ‬بصدق‭ ‬أن‭ ‬ينفذها‮»‬‭. ‬ويرى‭ ‬الممثل‭ ‬هنري‭ ‬فوندا‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬قلة‭ ‬من‭ ‬المخرجين‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬اتصال‭ ‬حقيقي‭ ‬بالممثل،‭ ‬ومساعدته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬دوره‮»‬‭. ‬أما‭ ‬هوبكنز‭ ‬فيعترف‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬يسوده‭ ‬التوتر‭. ‬إنه‭ ‬كابوس‭. ‬إذا‭ ‬بدأ‭ ‬المخرج‭ ‬في‭ ‬الهياج‭ ‬والتوبيخ‭ ‬العنيف،‭ ‬فإنني‭ ‬ببساطة‭ ‬أطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬ممثل‭ ‬آخر‭. ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬يتعاملون‭ ‬بقسوة‭ ‬معي،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬غيري‮»‬‭. ‬

إن‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬كتاب‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬فقط‭ ‬بصورة‭ ‬متكاملة‭ ‬عن‭ ‬الممثلين‭ ‬والمخرجين‭ ‬والنص‭ ‬السينمائي،‭ ‬إنما‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الكاميرا‭ ‬والإضاءة‭  ‬والملابس‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬موضوعات‭ ‬تتعلق‭ ‬بذلك‭ ‬العالم‭ ‬الباهر،‭ ‬عالم‭ ‬الصورة‭ ‬السينمائية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بها‭ ‬