مغامرة اللغة عند أحمد شوقي

مغامرة اللغة  عند أحمد شوقي

كثر‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬شوقي‭ ‬استعمال‭ ‬تعبيرات‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬استقر‭ ‬عليه‭ ‬العرف‭ ‬اللغوي،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬مجيئها‭ ‬لضرورة‭ ‬فنية‭ ‬اقتضاها‭ ‬التصوير،‭ ‬أم‭ ‬كان‭ ‬لرغبة‭ ‬شوقية‭ ‬داخلية‭ ‬في‭ ‬التفرد‭ ‬والتميز،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬وجودها‭ ‬وهماً‭ ‬من‭ ‬الشاعر،‭ ‬أو‭ ‬ظناً‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الجادة‭ ‬من‭ ‬الصواب‭ ‬اللغوي،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬منه‭ ‬سهواً،‭ ‬ومحض‭ ‬غفلة‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬مقيس‭ ‬أو‭ ‬مسموع‭ ‬من‭ ‬لسان‭ ‬العرب،‭ ‬فمن‭ ‬ذلك‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد‭.‬

قال‭ ‬شوقي‭:‬

وَالشعرُ‭ ‬في‭ ‬حَيثُ‭ ‬النُفوسِ‭ ‬تَلَذُّهُ‭    

لا‭ ‬في‭ ‬الجَديدِ‭ ‬وَلا‭ ‬القَديمِ‭ ‬العادي

حَقُّ‭ ‬العَشيرَةِ‭ ‬في‭ ‬نُبوغِكَ‭ ‬أَوَّلٌ‭   

‭ ‬فَانظُر‭ ‬لَعَلَّكَ‭ ‬بِالعَشيرَةِ‭ ‬بادي

‭ ‬وقد‭ ‬أجاز‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬المصري‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬بقرار‭ ‬منشور‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المجمع،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

‮«‬يأنس‭ ‬بعض‭ ‬المتحدثين‭ ‬بمثل‭ ‬قولهم‭: ‬الكتاب‭ ‬رخيص‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ثمنه‭ ‬بجرِّ‭ ‬الثمن،‭ ‬والمعتمد‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الجمل،‭ ‬اسمية‭ ‬وفعلية،‭ ‬واللجنة‭ ‬ترى‭ ‬إجازة‭ ‬إضافتها‭ ‬إلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد،‭ ‬وجره‭ ‬بعدها‭ ‬قياساً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أخواتها‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬المكانية،‭ ‬وأخذاً‭ ‬برأي‭ ‬الكسائي،‭ ‬وما‭ ‬احتج‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الشعر،‭ ‬فيجوز‭ ‬أن‭ ‬يقال‭: ‬بادر‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬العمل‭ ‬الجاد،‭ ‬لا‭ ‬تمار‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العدل،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإضافة‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد‭ ‬بعدها‭ ‬سائغة‭ ‬قياساً‭ ‬واستعمالاً‮»‬‭ (‬مجموعة‭ ‬القرارات‭ ‬161،‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬49‭ ‬الجلسة‭ ‬23‭).‬

واستند‭ ‬تأصيل‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬إلى‭ ‬مذكرة‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬د‭. ‬شوقي‭ ‬ضيف‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إضافة‭ ‬حيث‭ ‬إلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد‮»‬‭ ‬اقترح‭ ‬فيها‭ ‬تصديق‭ ‬المجمع‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الجملتين‭ ‬الاسمية‭ ‬والفعلية،‭ ‬وإلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد‭ ‬أخذاً‭ ‬برأي‭ ‬الكسائي‭ (‬ت189هـ‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬القديم‭:‬

أما‭ ‬ترى‭ ‬حيث‭ ‬سهيل‭ ‬طالعاً

نجماً‭ ‬يضيء‭ ‬كالشهاب‭ ‬لامعاً

ومع‭ ‬أن‭ ‬مذهب‭ ‬البصريين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬إضافتها‭ ‬إلى‭ ‬المفرد‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬سُمِع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نادر،‭ ‬فإن‭ ‬الكسائي‭ ‬أجاز‭ ‬القياس‭ ‬عليه،‭ ‬ومن‭ ‬شواهدهم‭ ‬المشهورة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬أيضاً‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬نسبوه‭ ‬للفرزدق‭ ‬وتداوله‭ ‬النحاة‭ ‬وهو‭ ‬قوله‭: ‬

ونطعنهم‭ ‬تحت‭ ‬الحبى‭ ‬بعد‭ ‬ضربهم

ببيض‭ ‬المواضي‭ ‬حيث‭ ‬ليُّ‭ ‬العمائم

‭( ‬شرح‭ ‬شواهد‭ ‬المغني‭: ‬1‭/‬389‭):‬

وقول‭ ‬الشاعر‭:‬

وإنني‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬يدني‭ ‬الهوى‭ ‬بصري

من‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬سلكوا‭ ‬أدنو‭ ‬فأنظر

وقول‭ ‬أبي‭ ‬حية‭ ‬النميري‭:‬

إذا‭ ‬ريدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬نفحت‭ ‬له

أتاه‭ ‬برياها‭ ‬حبيب‭ ‬يواصله

على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‮»‬‭ ‬فيهما‭ ‬موصولة‭.‬

والأساليب‭ ‬التي‭ ‬تصاغ‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬ثلاثة‭: ‬أولها‭ ‬أن‭ ‬يليها‭ ‬اسم‭ ‬كما‭ ‬مر‭ ‬في‭ ‬الشواهد،‭ ‬وثانيها‭ ‬أن‭ ‬يليها‭ ‬جملة‭ ‬فعلية‭ ‬نحو‭: ‬اجلس‭ ‬حيث‭ ‬يجلس‭ ‬أخوك،‭ ‬وثالثها‭ ‬أن‭ ‬يليها‭ ‬جملة‭ ‬اسمية‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬اجلس‭ ‬حيث‭ ‬أخوك‭ ‬جالس‮»‬،‭ ‬والأسلوبان‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬فيهما‭ ‬وأمرهما‭ ‬هيِّن،‭ ‬أما‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬محل‭ ‬الخلاف‭.‬

وإضافة‭ ‬‮«‬حيث‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الاسم‭ ‬المفرد‭ ‬قليلة،‭ ‬وقد‭ ‬رويت‭ ‬في‭ ‬الشعرالعربي‭ ‬القديم،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إجازة‭ ‬الكسائي‭ ‬القياس‭ ‬عليها،‭ ‬وذكر‭ ‬الألوسي‭ (‬ت‭ ‬1924م‭) ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإضافة‭ ‬من‭ ‬الضرائر‭.‬

 

إدخاله‭ ‬‮«‬مهما‮»‬‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬الماضي

المشهور‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مهما‮»‬‭ ‬تمحضها‭ ‬للزمن‭ ‬المضارع،‭ ‬ولكننا‭ ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬شوقي‭ ‬داخلة‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬الماضي،‭ ‬وبعض‭ ‬علماء‭ ‬اللغة‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتخطئة‭ ‬والتصويب‭ ‬جعل‭ ‬دخولها‭ ‬على‭ ‬الماضي‭ ‬خطأ‭ ‬ومخالفة‭ ‬لما‭ ‬استقر‭ ‬عليه‭ ‬العرف‭ ‬اللغوي،‭ ‬لعدم‭ ‬ورود‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

فمن‭ ‬ذلك‭ ‬قول‭ ‬شوقي‭ ‬من‭ ‬قصيدته‭ ‬التي‭ ‬مطلعها‭:‬

هَمَّتِ‭ ‬الفُلكُ‭ ‬وَاِحتَواها‭ ‬الماءُ

وَحَداها‭ ‬بِمَن‭ ‬تُقِلُّ‭ ‬الرَجاءُ

ضَرَبَ‭ ‬البَحرُ‭ ‬ذو‭ ‬العُبابِ‭ ‬حَوالَي‭ ‬

ها‭ ‬سَماءً‭ ‬قَد‭ ‬أَكبَرَتها‭ ‬السَماءُ

مخاطباً‭ ‬رب‭ ‬العزة‭ ‬القادر‭ ‬أن‭ ‬ينجيهم‭:‬

رَبِّ‭ ‬إِن‭ ‬شِئتَ‭ ‬فَالفَضاءُ‭ ‬مَضيقٌ

‭ ‬وَإِذا‭ ‬شِئتَ‭ ‬فَالمَضيقُ‭ ‬فَضاءُ

فَاجعَلِ‭ ‬البَحرَ‭ ‬عِصمَةً‭ ‬وَابعَثِ‭ ‬الرح‭ ‬

مَةَ‭ ‬فيها‭ ‬الرِياحُ‭ ‬وَالأَنواءُ

أَنتَ‭ ‬أُنسٌ‭ ‬لَنا‭ ‬إِذا‭ ‬بَعُدَ‭ ‬الإِن

‭ ‬سُ‭ ‬وَأَنتَ‭ ‬الحَياةُ‭ ‬وَالإِحياءُ

يَتَوَلّى‭ ‬البِحارَ‭ ‬مَهما‭ ‬ادلَهَمَّت

‭ ‬مِنكَ‭ ‬في‭ ‬كُلّ‭ ‬جانِبٍ‭ ‬لَألاءُ

فاستخدم‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬مهما‮»‬‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬‮«‬مَهما‭ ‬ادلَهَمَّت‮»‬‭.‬

وكذلك‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

قاهِرَ‭ ‬الخَصمِ‭ ‬وَالجَحافِلِ‭ ‬مَهما

جَدَّ‭ ‬هَولُ‭ ‬الوَغى‭ ‬وَجَدَّ‭ ‬اللقاءُ

وكذلك‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬قصيدة‭ ‬تناول‭ ‬فيها‭ ‬مشكلات‭ ‬الزواج‭ ‬المعاصر‭:‬

كَم‭ ‬ناهِدٍ‭ ‬في‭ ‬اللّاعِباتِ‭ ‬صَغيرَةٍ

  ‬أَلهَتهُ‭ ‬عَن‭ ‬حَفَدٍ‭ ‬بِمِصرَ‭ ‬صِغارِ

مَهما‭ ‬غَدا‭ ‬أَو‭ ‬راحَ‭ ‬في‭ ‬جَولاتِهِ

‭ ‬دَفَعَتهُ‭ ‬خاطِبَةٌ‭ ‬إِلى‭ ‬سِمسارِ

وكقوله‭ ‬في‭ ‬قصيدة‭ ‬نهج‭ ‬البردة‭:‬

أَشياعُ‭ ‬عيسى‭ ‬أَعَدّوا‭ ‬كُلَّ‭ ‬قاصِمَةٍ

‭ ‬وَلَم‭ ‬نُعِدُّ‭ ‬سِوى‭ ‬حالاتِ‭ ‬مُنقَصِمِ

مَهما‭ ‬دُعيتَ‭ ‬إِلى‭ ‬الهَيجاءِ‭ ‬قُمتَ‭ ‬لَها

تَرمي‭ ‬بِأُسدٍ‭ ‬وَيَرمي‭ ‬اللَهُ‭ ‬بِالرُجُمِ

 

استعمال‭ ‬جموع‭ ‬ومفردات‭ ‬وصيغ‭ ‬صرفية‭ ‬غريبة

كجمعه‭ ‬كلمة‭ ‬سيف‭ ‬على‭ ‬‮«‬أسيُف‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬أعين‭ ‬وأرؤس،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أوزان‭ ‬القلة،‭ ‬والمسموع‭ ‬سيوف‭ ‬وأسياف‭ ‬للكثرة‭ ‬والقلة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬البردة‮»‬‭:‬

بيضٌ‭ ‬مَفاليلُ‭ ‬مِن‭ ‬فِعلِ‭ ‬الحُروبِ‭ ‬بِهِم

مِن‭ ‬أَسيُفِ‭ ‬اللَهِ‭ ‬لا‭ ‬الهِندِيَّةُ‭ ‬الخُذُمُ

وكاستخدامه‭ ‬‮«‬الشرع‭ ‬بضم‭ ‬الشين‭ ‬المشددة‭ ‬والراء‮»‬‭ ‬جمعاً‭ ‬لشراع‭ ‬المركب،‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

البر‭ ‬ليس‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬لجم‭  

والبحر‭ ‬ليس‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬عرضه‭ ‬شُرع

ومن‭ ‬غرائب‭ ‬لغته‭ ‬استخدامه‭ ‬كلمات‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬الأذن،‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يلتقطها‭ ‬من‭ ‬المعاجم،‭ ‬أو‭ ‬يتخيل‭ ‬وجودها‭ ‬فيها‭ ‬وهي‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬بأي‭ ‬معجم‭ ‬عربي،‭ ‬مثل‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬نسيك‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اخترعها‭ ‬شوقي‭ ‬اختراعاً،‭ ‬ولعله‭ ‬أراد‭ ‬بها‭ ‬صك‭ ‬وزن‭ ‬فعيل‭ ‬بمعنى‭ ‬مفعول،‭ ‬مثل‭ ‬قتيل‭ ‬من‭ ‬مقتول،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

نَحَتَ‭ ‬الشُعوبُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الجِبالِ‭ ‬دِيارَهُم

وَالقَومُ‭ ‬مِن‭ ‬أَخلاقِهِم‭ ‬نَحَتوكِ

لَم‭ ‬أَكذِبِ‭ ‬التاريخَ‭ ‬حينَ‭ ‬جَعَلتُهُم

رُهبانَ‭ ‬نُسكٍ‭ ‬لا‭ ‬عُجولَ‭ ‬نَسيكِ

ومن‭ ‬استخدامه‭ ‬لكلمات‭ ‬مندثرة‭ ‬قوله‭:‬

كم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬شبه

كلتاهما‭ ‬في‭ ‬مفاجاة‭ ‬الفتى‭ ‬شُرَع

فكلمة‭ ‬‮«‬شرع‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬بفتح‭ ‬الشين‭ ‬والراء‭ ‬معناها‭ ‬سواء،‭ ‬وهو‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬يدرسون‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭ ‬ويألفونها‭. ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬سطاع‮»‬‭ ‬بكسر‭ ‬السين‭ ‬بمعنى‭ ‬عمود‭ ‬البيت،‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

فكنت‭ ‬لبيته‭ ‬المحجوج‭ ‬ركناً

وكنت‭ ‬لبيته‭ ‬الأقصى‭ ‬سطاعا

 

إضافة‭ ‬النكرة‭ ‬إلى‭ ‬نكرة‭ ‬بعدها‭ ‬معرفة

يستهجن‭ ‬اللغويون‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬إضافة‭ ‬المتضايفين‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬قولهم‭: ‬‮«‬كلية‭ ‬آداب‭ ‬طنطا‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬الكلمتين‭ ‬الأوليين‭ ‬نكرتين‭ ‬أضيفت‭ ‬ثانيتهما‭ ‬إلى‭ ‬معرفة،‭ ‬وقد‭ ‬ورد‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬شوقي‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬البردة‮»‬‭: ‬

دَعَوتَهُم‭ ‬لِجِهادٍ‭ ‬فيهِ‭ ‬سُؤدُدُهُم‭ ‬

وَالحَربُ‭ ‬أُسُّ‭ ‬نِظامِ‭ ‬الكَونِ‭ ‬وَالأُمَمِ

فقوله‭ ‬‮«‬أُسُّ‭ ‬نِظامِ‭ ‬الكَونِ‮»‬‭ ‬أضيفت‭ ‬فيه‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬أس‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬نكرة‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬نظام‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬نكرة‭ ‬مضافة‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬بعدها‭.‬

وكما‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

نُجومُ‭ ‬سُعودِ‭ ‬المَلكِ‭ ‬أَقمارُ‭ ‬زُهرِهِ

لَوَ‭ ‬اَنَّ‭ ‬النُجومَ‭ ‬الزُهرَ‭ ‬يَجمَعُها‭ ‬أَبُ

فقد‭ ‬أضاف‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬نجوم‮»‬‭ ‬منكرة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سعود‮»‬‭ ‬المنكرة‭ ‬المضافة‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬المعرفة‭ ‬بأل،‭ ‬وقد‭ ‬درس‭ ‬المجمع‭ ‬اللغوي‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬وأقره‭ ‬بقرار‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

‮«‬يجري‭ ‬في‭ ‬الاستعمال‭ ‬العصري‭ ‬قولهم‭: ‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬طنطا‭  ‬‮«‬كلية‭ ‬آداب‭ ‬الزقازيق‮»‬،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬فيه‭ ‬اسمان‭ ‬منكران‭ ‬متضايفان‭ ‬إلى‭ ‬مضاف‭ ‬إليه‭ ‬معرفة،‭ ‬بغية‭ ‬التعريف‭ ‬والتحديد‭. ‬وترى‭ ‬اللجنة‭ ‬إجازة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإضافة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬إضافة‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الثاني‭ ‬والثاني‭ ‬إلى‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬في‭ ‬أو‭ ‬اللام،‭ ‬وذلك‭ ‬مما‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العربية‭ ‬نظائر،‭ ‬والإضافة‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬لغة‭ ‬مقبولة‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬استعمالها‮»‬‭ (‬مجموع‭ ‬القرارات‭: ‬155،‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬49‭/ ‬الجلسة‭ ‬23‭). ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬شوقي‭ ‬أمين‭ ‬بحثاً‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬الأصول‭ ‬ذكر‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تتابع‭ ‬الإضافات‭ ‬لا‭ ‬تأباه‭ ‬‮«‬العربية‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬يقال‭: ‬كتاب‭ ‬نحو‭ ‬البصرة،‭ ‬وكتاب‭ ‬أحكام‭ ‬الفقه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أمثلة‭ ‬المعاصرين‭ ‬ما‭ ‬يأبى‭ ‬التأويل‭ ‬والتخريج‭ ‬نحو‭ ‬قولهم‭: ‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬طنطا،‭ ‬كلية‭ ‬آداب‭ ‬الزقازيق،‭ ‬إذ‭ ‬المقصود‭ ‬بالإضافة‭ ‬هو‭ ‬إضافة‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬طنطا‮»‬‭ ‬وكلية‭ ‬الآداب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الزقازيق‮»‬،‭ ‬فكأن‭ ‬الاسمين‭ ‬المتضايفين‭ ‬اسم‭ ‬واحد‭. ‬وقد‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الإضافة‭ ‬في‭ ‬المضاف‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬‮«‬في‮»‬‭ ‬أو‭ ‬معنى‭ ‬‮«‬اللام‮»‬،‭ ‬فيكون‭ ‬التقدير‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬في‭ ‬طنطا‭ ‬أو‭ ‬لطنطا‮»‬‭ ‬و«كلية‭ ‬آداب‭ ‬في‭ ‬الزقازيق‭ ‬أو‭ ‬للزقازيق‮»‬‭ (‬أبحاث‭ ‬الدورة‭ ‬49‭)‬،‭ ‬ورأى‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬التعبير‭ ‬مقبول‭ ‬لا‭ ‬شبهة‭ ‬فيه‭.‬

 

إدخاله‭ ‬حرفاً‭ ‬على‭ ‬‮«‬سوى‮»‬‭ ‬

كما‭ ‬في‭ ‬إدخاله‭ ‬‮«‬ما‮»‬‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بمعنى‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬‮«‬سوى‮»‬‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

يَغتَبِطنَ‭ ‬في‭ ‬حَرَمٍ‭ ‬

لا‭ ‬تَنالُهُ‭ ‬الرِيَبُ

ما‭ ‬سِوى‭ ‬الحَديثِ‭ ‬بِهِ‭ ‬

يُبتَغى‭ ‬وَيُجتَذَبُ

هَكَذا‭ ‬الكِرامُ‭ ‬كِرا‭    

مٌ‭ ‬وَإِن‭ ‬هُـــــــــــمــــــــــــــــوا‭ ‬طَـــــــــــــرَبــــــــــــــوا

ومرة‭ ‬نراه‭ ‬يدخل‭ ‬حرف‭ ‬الجر‭ ‬‮«‬على‮»‬‭ ‬فيقول‭:‬

هَذا‭ ‬فَضاءٌ‭ ‬تُلِمُّ‭ ‬الريحُ‭ ‬خاشِعَةً

بِهِ‭ ‬وَيَمشي‭ ‬عَلَيهِ‭ ‬الدَهرُ‭ ‬مُحتَشِما

فَمَرحَباً‭ ‬بِكُما‭ ‬مِن‭ ‬طالِعينَ‭ ‬بِهِ‭   

عَلى‭ ‬سِوى‭ ‬الطائِرِ‭ ‬المَيمونِ‭ ‬ما‭ ‬قَدِما

 

الفصل‭ ‬بين‭ ‬ركني‭ ‬الجملة‭ ‬بالعطف‭ ‬أو‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬شبه‭ ‬الجملة‮»‬

‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

خَلا‭ ‬لَها‭ ‬مِن‭ ‬رُسومِ‭ ‬الحُكمِ‭ ‬دارِسُها

وَغَرَّها‭ ‬مِن‭ ‬طُلولِ‭ ‬المُلكِ‭ ‬باليها

ففصل‭ ‬بين‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬خلا‮»‬‭ ‬وفاعله‭ ‬‮«‬دارسها‮»‬‭ ‬بشبه‭ ‬الجملة‭ ‬‮«‬مِن‭ ‬رُسومِ‭ ‬الحُكمِ‮»‬‭ ‬وبين‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬غر‮»‬‭ ‬وفاعله‭ ‬‮«‬باليها‮»‬‭ ‬بشبه‭ ‬الجملة‭ ‬‮«‬مِن‭ ‬طُلولِ‭ ‬المُلكِ‮»‬

وفي‭ ‬قوله‭:‬

رَثَت‭ ‬لَها‭ ‬وَبَكَت‭ ‬مِن‭ ‬رِقَّةٍ‭ ‬فُوَلٌ

‭ ‬كَالبومِ‭ ‬يَبكي‭ ‬رُبوعاً‭ ‬عَزَّ‭ ‬باكيها

حيث‭ ‬عطف‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬رنت‮»‬‭ ‬فعلاً‭ ‬آخر‭ ‬‮«‬بكت‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬مجيء‭ ‬الفاعل‭.‬

 

عطف‭ ‬الاسم‭ ‬الظاهر‭ ‬على‭ ‬الضمير

ومنه‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬رثاء‭ ‬مصطفى‭ ‬رياض‭ ‬باشا‭:‬

مقامك‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬زعموا‭ ‬ولكن

رأيت‭ ‬الحق‭ ‬فوقك‭ ‬والمقام

 

إدخاله‭ ‬‮«‬أل‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬بعض‮»‬

كقوله‭: ‬

كَبيرُ‭ ‬السابِقينَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الكِرامِ

بِرُغمي‭ ‬أَن‭ ‬أَنالَكَ‭ ‬بِالمَلامِ

مَقامُكَ‭ ‬فَوقَ‭ ‬ما‭ ‬زَعَموا‭ ‬وَلَكِن

رَأَيتُ‭ ‬الحَقَّ‭ ‬فَوقَكَ‭ ‬وَالمَقام

لَقَد‭ ‬وَجَدوكَ‭ ‬مَفتوناً‭ ‬فَقالوا

خَرَجتَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الوَقارِ‭ ‬وَالاِحتِشامِ

وَقالَ‭ ‬البَعضُ‭ ‬كَيدُكَ‭ ‬غَيرُ‭ ‬خافٍ

وَقالوا‭ ‬رَميَةٌ‭ ‬مِن‭ ‬غَيرِ‭ ‬رامِ

وَقيلَ‭ ‬شَطَطتَ‭ ‬في‭ ‬الكُفرانِ‭ ‬حَتّى

أَرَدتَ‭ ‬المُـــــنــــعِـــمــــيـــــنَ‭ ‬بِــــــــالاِنــــــتــــِقــــامِ

 

التنويع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬الربط

من‭ ‬السمات‭ ‬المميزة‭ ‬للغة‭ ‬شوقي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬استخدامه‭ ‬أدوات‭ ‬الربط،‭ ‬بل‭ ‬يراوح‭ ‬شعره‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الربط‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬يشيع‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬معاني‭ ‬الحروف،‭ ‬والأدوات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬شاعت‭ ‬في‭ ‬العربية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬حصر‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭ ‬والاستشهاد‭ ‬لها‭ ‬تفصيلياً‭, ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إجمالاً‭ ‬إن‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭ ‬استخدم‭ ‬في‭ ‬الربط‭:‬

أ‭- ‬أدوات‭ ‬ربط‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الكلمات‭ ‬أو‭ ‬الجمل‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬بينها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬في‭ ‬المعنى‭ ‬أو‭ ‬درجة‭ ‬الحكم،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬علاقات‭ ‬معنوية‭ ‬أخرى‭. ‬وهذه‭ ‬الأدوات‭ ‬هي‭: ‬و‭/‬فـ‭/‬ثم‭/ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭: ‬كذلك‭ /‬كما‭ ‬أنّ‭... ‬وغيرها‭. ‬

ب‭- ‬أدوات‭ ‬ربط‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬التصورات‭ ‬التي‭ ‬تناقض‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسة،‭ ‬أو‭ ‬تختلف‭ ‬معها‭ ‬بسبب‭ ‬أو‭ ‬آخر،‭ ‬وهذه‭ ‬مثل‭: ‬بل‭/‬لكن‭/‬إنّما‭/ ‬رغم‭/ ‬مع‭ ‬أنّ‭.‬

وقد‭ ‬كثر‭ ‬منها‭ ‬عند‭ ‬شوقي‭ ‬استعمال‭ ‬‮«‬إنما‮»‬‭ ‬بهذه‭ ‬الدلالة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

هاتِها‭ ‬يا‭ ‬نَصيرُ‭ ‬إِنّا‭ ‬اجتَمَعنا

بِقُلُوبٍ‭ ‬في‭ ‬الدِّينِ‭ ‬مُختَلِفاتِ

إِنَّما‭ ‬نَحنُ‭ ‬في‭ ‬مَجالسِ‭ ‬لَهوٍ

نَشرَبُ‭ ‬الراحَ‭ ‬ثُمَّ‭ ‬أَنتَ‭ ‬مُواتِ

ومنها‭ ‬قوله‭:‬

تِلكَ‭ ‬أَيام‭ ‬شَباب‭ ‬قَد‭ ‬مَضَت‭ ‬آه

‭ ‬لَو‭ ‬تَرجع‭ ‬أَيام‭ ‬الشَباب

إِنَّما‭ ‬البيض‭ ‬الَّتي‭ ‬في‭ ‬لمتي

‭ ‬نَفَّرت‭ ‬في‭ ‬لَونِها‭ ‬بيض‭ ‬الكِعاب

كما‭ ‬شاع‭ ‬في‭ ‬شعره‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬بل‮»‬‭ ‬بوصفها‭ ‬أداة‭ ‬ربط‭ ‬دالة‭ ‬على‭ ‬الإضراب‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭:‬

المُصلِحونَ‭ ‬أَصابِعٌ‭ ‬جُمِعَت‭ ‬يَداً

هِيَ‭ ‬أَنتَ‭ ‬بَل‭ ‬أَنتَ‭ ‬اليَدُ‭ ‬البَيضاءُ

ما‭ ‬جِئتُ‭ ‬بابَكَ‭ ‬مادِحاً‭ ‬بَل‭ ‬داعِياً

وَمِنَ‭ ‬المَديحِ‭ ‬تَضَرُّعٌ‭ ‬وَدُعاءُ

ج‭ - ‬روابط‭ ‬تمهد‭ ‬لتعليل‭ ‬فكرة،‭ ‬أو‭ ‬استنتاج‭ ‬رأي،‭ ‬وذلك‭ ‬مثل‭: ‬بسبب‭/ ‬بفضل‭/ ‬حيث‭ ‬إن‭/ ‬لكي‭/ ‬نتيجة‭ ‬لـ‭/ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭. ‬

د‭- ‬وهناك‭ ‬فصيلة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الروابط‭ ‬كان‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬لغرض‭ ‬خاص،‭ ‬كأن‭ ‬يريد‭ ‬مثلاً‭ ‬أن‭ ‬يقيد‭ ‬فكرته،‭ ‬أو‭ ‬يجعلها‭ ‬مشروطة،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يود‭ ‬إعطاء‭ ‬تفصيلات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أو‭ ‬آخر،‭ ‬وهنا‭ ‬قد‭ ‬تسعفه‭ ‬أدوات‭ ‬ربط،‭ ‬مثل‭: ‬لو‭ ‬لم‭/ ‬إما‭  - ‬أو‭/ ‬لا‭ - ‬ولا‭/ ‬سواء‭ - ‬أو‭. ‬

 

الابتداء‭ ‬بالنكرة

شاع‭ ‬عند‭ ‬شوقي‭ ‬الابتداء‭ ‬بالنكرة‭ ‬خلافاً‭ ‬للمستحب‭ ‬عند‭ ‬النحاة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أهل‭ ‬البصرة‭ ‬ومن‭ ‬شايعهم،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أبياته‭:‬

جَلَّ‭ ‬رَمسيسُ‭ ‬فِطرَةً‭ ‬وَتَعالى

شيعَةً‭ ‬أَن‭ ‬يَقودَهُ‭ ‬السُفَهاءُ

وَسَما‭ ‬لِلعُلا‭ ‬فَنالَ‭ ‬مَكاناً

لَم‭ ‬يَنَلهُ‭ ‬الأَمثالُ‭ ‬وَالنظَراءُ

وَجُيوشٌ‭ ‬يَنهَضنَ‭ ‬بِالأَرضِ‭ ‬مَلكاً

‭ ‬وَلِواءٌ‭ ‬مِن‭ ‬تَحتِهِ‭ ‬الأَحياءُ

وَوُجودٌ‭ ‬يُساسُ‭ ‬وَالقَولُ‭ ‬فيهِ

ما‭ ‬يَقولُ‭ ‬القُضاةُ‭ ‬وَالحُكَماءُ

وَبِناءٌ‭ ‬إِلى‭ ‬بِناءٍ‭ ‬يَوَدُّ‭ ‬الخُل

دُ‭ ‬لَو‭ ‬نالَ‭ ‬عُمرَهُ‭ ‬وَالبَقاءُ

وَعُلومٌ‭ ‬تُحيِي‭ ‬البِلادَ‭ ‬وَبِنتا

هورُ‭ ‬فَخرُ‭ ‬البِلادِ‭ ‬وَالشُعَراءُ‭ ‬‭.