تدريبات التحكُّم الوظيفي للأطفال

الهدف هنا هو تعليم وفهم وإدراك وكيفية التعرّف Toilet Training على الإشارات المنبّهة الصادرة من أجسامهم بضرورة إفراغ الأمعاء أو المثانة وتشجيعهم على ذلك لحين استعمال الوعاء الخاص (Potty) ثم دورة مياه الكبار بعد ذلك.
وبداية يكون الطفل مستعداً لهذه التدريبات من سن عامين إلى ثلاثة، ويجب أن يبدو على الطفل اهتمام حقيقي ونية صادقة لذلك، والطفل يكون جاهزاً لهذه التدريبات مع اكتمال ونضج نموّه الحركي والإدراكي والانفعالي.
هناك بعض الفحوص لتقييم جاهزيته لهذه التجربة، ومن عشر مفردات يجب أن يجتاز ثماني على الأقل، وهي استطاعة الطفل الإشارة إلى عينيه، وأنفه، وفمه، وشعره، وقدرته على الاستجابة لتعليمات لفظية من والديه بأن يجلس - مثلاً - على مقعد معين، ثم ينهض واقفاً، يمشي مع والدته إلى مكان محدد مثل حجرة أخرى، ويكن قادراً على تقليد أحد أبويه في نشاط ما، ويستطيع إحضار شيء مألوف لهما، وأخيراً يمكنه وضع شيء له مع شيء آخر مثل دميته إلى جوار أحد كتبه. واهتمامنا بعد ذلك سينصب على جعل الطفل جافاً طوال النهار، وكثير من الأطفال يشعرون بانقباضات الأمعاء، ويكون سهلاً عليهم التحكم بإفراغها لمحدوديتها، ولأنها تعطي إشارات أقوى للطفل والأبوين.
ويجب تجنّب حدوث إمساك للطفل لأن هذا يعقد فرص التدريب برفض الطفل الجلوس على وعائه الخاص، ويستطيع الأطفال التحكم في إفراغ الأمعاء والمثانة الواحدة قبل الأخرى، أو يتم إنجاز ذلك معاً في الوقت نفسه، ومن السهولة بمكان أن يستطيع الطفل استخدام الوعاء بأن يؤقلمه الأبوان على استعماله بكامل ملابسه أولاً، وبعد ذلك يمكن وضعه في الحمام ليتشجع ويتعوّد عليه، خاصة مع إخوته الكبار أو والديه بدورة المياه، سواء كان بملابسه أو دونها، وحالما يشعر الطفل بالتوافق والارتياح. لهذا علينا إخباره دون سؤاله بالجلوس عليه بين ساعة وأخرى للاستفادة من ردّ الفعل الانعكاسي لانقباضات المعدة والأمعاء بجعله يستعمل الوعاء بعد الوجبات الرئيسية بفترة وجيزة، ويستطيع الأبوان إضافة أوقات أخرى لاستخدام الوعاء عندما تبدو إشارات سلوكية من الطفل للتغوّط العاجل بأن يصبح فجأة هادئاً بعد صخب، ثم يبدأ بإجهاد عضلات بطنه ويحتقن وجهه، وقد يخرج منه ريح.
ويجب الثناء على الطفل إن جلس على الوعاء، ومرة أخرى لو نجح في إخراج فضلاته، وإذا لم ينجز ذلك، نشجّعه بأن هناك مرات قادمة سيوفق فيها، وأحياناً يحتاج الطفل إلى قضاء فترة أطول على الوعاء، وحتى نساعده نحضر له ألعابه المفضلة وكتبه ليتسلى.
وبذلك تصبح المهمة أكثر جاذبية ومتعة وليس عقاباً مشروطاً، ولا مجال لعقابه بعد محاولات فاشلة، لأن تلك التدريبات هي مهارات فردية تنمو وتتطور مع الوقت وليست صراعاً بين إرادة الطفل ووالديه.
وقد لوحظ أنه من السهل أن يتعلم الطفل أن يتبوّل في وضع الجلوس أولاً، ثم يتحوّل بالتدريج إلى وضع الوقوف، ويمكن استعمال الحفاظات أثناء التدريب، أما السراويل فهي أفضل لسهولة إنزالها وظهور ما بها من بلل، وفي حالة قضاء أي وقت خارج المنزل على الأبوين أن يكونا يقظين منتبهين بالمحافظة على مواعيد الجلسات ومراقبة إشارات الطفل اللفظية والحركية، معلنة حاجته للإفراغ ويكون معهما ما يكفي من ملابس الطفل النظيفة لاستبدالها بملابسه المتسخة إن حدث ذلك، وكل هذا دون توبيخ أو عقاب.
ويمكن للطفل أن يأخذ وعاءه معه في الخروج ليشعر بالاطمئنان والأمان، وعموماً عند سن ثلاث سنوات يصبح 80 في المائة من الأطفال قادرين على التحكم الوظيفي تماماً طوال النهار في البيت أو المدرسة، وسرعان ما يحل التحكم الليلي الكامل بعد ذلك .