أقـوال سـان مـاو

أقـوال سـان مـاو

كنت أظن أن الخلود كلمة خيالية، ولكن بعد فترة، أدركت أن الخلود يصير حقيقة عندما يترك الإنسان أثراً جلياً في الحياة، وربما ترسخ هذا المعنى عندي أكثر، عندما رأيت خلود كاتبة بعد رحيلها لسنوات طوال، ظلت كلماتها وأعمالها متداولة بلا انقطاع إلى يومنا هذا. 
سان ماو من الكاتبات الخالدات في الأدب التايواني، أينما ذهبت في المكتبات الصينية وجدت أعمالها بطبعاتها المتجددة، بل وقــــد تجد قسماً خاصاً باسمها يضــــم أعمالها فــــقط. ولدت سان ماو في تايوان عام 1943، تزوجت من إسباني اسمه خوسيه، وتوفيت عام 1977. لها عدد كبير من الأعمال، وخاصة النثرية، ومن ضمنها: «ملاحظات خيال مآتة»، «قصة الصحراء»، «ليل ناعم»، وغيرها.
عزمت على أن أُعرِّف القارئ العربي بالكاتبة سان ماو من خلال مجموعة من أشهر أقوالها:

< «يجب أن يكون للإنسان على الأقل حلم وسبب ليكون قوياً. وإن لم يكن في قلبه مكان يسكن إليه، فيصبح مشرداً هائماً على وجهه أينما ذهب». 

< «أبكي عندما أحب أن أبكي، وأضحك وقتما أريد أن أضحك، طالما كل ذلك من منطلق طبيعي. فأنا لا أسعى إلى العمق والتعقيد، وكل ما أتطلع إليه هو البساطة». 

< «لا يُعثر دائماً على الأشياء التي يُسعى وراء البحث عنها، فمجيء وذهاب كل شيء في هذه الدنيا لهما وقتهما». 

< «كل مرة أشتاق فيها إليك، تتطاير حبة رمال في السماء، ثم تتحول إلى صحراء. كل مرة أشتاق فيها إليك، تسقط من السماء قطرة ماء، ومن ثم تصبح محيطاً». 

< «لعلنا ندرك مثل هذا اليوم في النهاية: نمسك بيد شخص آخر، ونمحوه من ذاكرتنا». 

< «إذا أديت عملك اليوم من كل قلبك، بضمير، وبذلت فيه قصارى جهدك، فعليك أن تذهب فرحاً إلى سريرك وتنام مطمئناً هادئ البال، بغض النظر عن النتائج».

< «الحلم يمكنه أن يكــــون خيالياً ومــبالغاً فيه، أما الطمـــوح فهـــــو درب صعــــب ننقــــش عليه آثار أقدامنا مع كل خطوة نخطــــوها فـــيه».

< «الحياة لا تتعدى كونها تراكم أربع وعشرين ساعة متتالية، فيجب عليَّ أن أفهم اختياراتي، في مثل هذا الوقت الثمين».
< «السعادة الحقيقية ليست فرحة جامحة جنونية، وليست عذاباً أيضاً، فمن وجهة نظري الشخصية هي مياه متدفقة، هي بحر زمردي هادئ، هي أن نكون أشخاصاً عاديين وسط البشر، هي أن نستمتع باللحظات السعيدة في الحياة، هي أن نكون في الجنة، حتى وإن كنا لم نمت». 
< «تَعلَّم أن تقرر حياتك بنفسك، حتى لو كنت وحيداً، فهذا لا يعد وضعاً غاية في السوء. لا تأسف على نفسك، ولا تشعر بالنقص ولا تحزن، ستمر الأيام متتالية، وستسير خطوة بخطوة، فالفرحة التي نلقاها بعد المرور بالصعاب والأزمات، تكمن في ضبط وتهذيب أنفسنا». 

< «أكثرت من قراءة الكتب، فتــغيرت ملامحي بشكل طبيعي، في كثير من الأوقات يتراءى لي أن الكـــتب الكثـيرة التي قرأتها تحولت إلى غيمة عابرة، لا أتـذكـــــرها مـــرة أخرى، ولكن في الحقيقة هي مازالت كامنة في طباعي، أسلوب كلامي، اتـــساع آفاقــــي، وبالطبع يمكنــها أن تظهر أيضاً في حياتي وكلماتي». 

< «إن لم يمر الإنسان بليل طويل من المعاناة، فلن يستطيع فهم الحياة، فلنجعل هذه الآلام دروساً وتعليماً لنا، إلى أن يأتي اليوم الذي نشعر فيه أننا حقاً قد نضجنا، بل وحتى يمكننا أن نشكر هذه الآلام على ما علمته لنا».

< «تمنيت أن أكون آخر شخص يفارق الحياة قبل والدي وزوجي، لن يهدأ لي بال إن مت أولاً، فسيجعل ذلك والديَّ يشربان من الكأس المرة نفسها التي شربت منها، بل لأنني قد فهمت الحب، وحبي كبير وعميق، واهتمامي وارتباطي بهما كبيران».

< «أثابر على عملي، وأجتهد في حياتي، أحتفظ بما أُضمره مـــن مشاعــر وديـــــة ونيَّة طيبة (وما أُضمره مــن شـــر أيضاً)، وأسعى لأكــون إنســـانة مخلصة طـــوال حيـــــاتي، لا أتنازل عن تمسكي بالحياة وحبـي لها، سأقضـــي أيــــاماً كثيرة لاحدود لها، في حيز الوقت المحدود». 
< «من أسباب تعاسة الإنسان، عدم احتفاظه بالسنين والأيام، ولا سبيل له لإنكار ذلك، فذات يوم سيتلاشى شبابه ويختفي بشكل طبيعي. إن كل تغيير يطرأ علينا، يكون بسبب تغير الزمن والبيئة، وتقدم خطانا في الحياة. ومرور السنين شيء حتمي لا مفر منه، فقوة الوقت تجبر الإنسان على التغير تدريجياً». 

< «كان خوسيه (*) يحتضني بذراعيه عندما تدق الساعة 12 ويقول: تمني 12 أمنية بسرعة. كنت أكرر الكلام نفسه بداخلي: كل ما أتمناه هو عمر مديد، كل ما أتمناه هو عمر مديد، كل ما أتمناه هو عمر مديد، كل ما أتمناه عمر مديد...». 

< «الغسق أجمل لحظة في اليوم، أتمنى لكل قلب مشرَّد أن يحظى بمأوى أبدي تحت ضوء قنديل». 

< «أعط نفسك وقتاً، ولا تقلق، خذ الأمور ببساطة، عش اليوم بيومه، من فضلك صدِّق أن صلابة الحياة مذهلة، تعاون مع قلبك للتطلع إلى الأفضل، ولا تتنازل عن عنايتك بنفسك». 

< «في الحقيقة، يطمئن قلبي بوجود كتاب جيد، وكوب شاي ساخن، وحياة ساكنة بها ليل طويل، فهذا يُعَد حظاً جيداً جداً في الحياة؛ لأننا لم نحيا في أوطان بها فوضى ناجمة عن الحروب أو بها حكم شمولي، فأنا ممتنة جداً لهذه الحرية، بل وأقدرها». 

< «لا أعتقــد أن السن، الحالة المادية، الجنسية، ولا حـــتى التعلـــيم، تــــعد شروط اختيار شريك الحياة؛ فبلا شك أن هذه الشـــروط مهمة بالنسبة للجميع، ولكـــنــــني أعتقد أن الأهم من ذلك هو روح وشخصية كل منهما، فهذا هو الشيء الذي نسعى إليه ويسمى بالتوافق» .

(*) خوسيه: زوج الكاتبة سان ماو.