الطفولة والقرية والعيد العيد في جيب جلبابي!

الطفولة والقرية والعيد العيد في جيب جلبابي!

كنت‭ ‬أحسبه‭ ‬أجمل‭ ‬طقس‭ ‬من‭ ‬طقوس‭ ‬العيد،‭ ‬أن‭ ‬يلطخ‭ ‬الناس‭ ‬جباههم‭ ‬بالرمل‭ ‬الذهبي‭ ‬الناعم،‭ ‬وهم‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬القرية،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فج،‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬الجماعية،‭ ‬تحت‭ ‬الشجرة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬دارنا،‭ ‬قرب‭ ‬النيل،‭ ‬أمشي‭ ‬مثل‭ ‬معزتنا،‭ ‬على‭ ‬أربع،‭ ‬عمري‭ ‬دون‭ ‬الثالثة،‭ ‬ولكن‭ ‬حين‭ ‬اشتد‭ ‬عودي،‭ ‬وصرت‭ ‬ذا‭ ‬سبع‭ ‬سنين،‭ ‬قربت‭ ‬الشجرة‭ ‬من‭ ‬الدار‭  ‬كثيرا،‭ ‬كما‭ ‬صار‭  ‬النيل‭ ‬على‭ ‬مرمى‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬كفي‭.‬

تحت‭ ‬شجرة‭ ‬الجميز،‭ ‬التي‭ ‬تمد‭ ‬غصونها‭ ‬عمداً،‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬مدى،‭ ‬وهذا‭ ‬فضل‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬سخر‭  ‬الشمس‭ ‬والقمر‭  ‬والشجر‭  ‬والموز،‭ ‬بنية‭ ‬خضراء،‭ ‬كي‭ ‬تظلل‭ ‬القرية‭ ‬كلها،‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق،‭ ‬نصلي‭ ‬على‭ ‬الرمل،‭ ‬تتزخرف‭ ‬كل‭ ‬الجباه‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬وبالرمل‭ ‬الذهبي،‭ ‬في‭ ‬الركعة‭ ‬الأولى،‭ ‬وفي‭ ‬الركعة‭ ‬الثانية،‭ ‬وقد‭ ‬نز‭ ‬العرق،‭ ‬بالشمس‭ ‬الوليدة،‭ ‬المبتهجة‭ ‬أكثر‭  ‬منا،‭ ‬يزيد‭ ‬وشم‭ ‬الرمل‭ ‬على‭ ‬جباه‭ ‬البنات‭ ‬والأطفال‭ ‬والجدات‭ ‬والرجال‭.‬

حسبته‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬طقسا‭ ‬من‭ ‬طقوس‭ ‬صلاة‭ ‬العيد،‭ ‬وأنا‭ ‬أتلفت‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة،‭ ‬لأخوالي‭ ‬وأهلي،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الصفوف‭ ‬الطويلة‭ ‬حولي،‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬السجود،‭ ‬فجيبي‭ ‬مليء‭ ‬بالحلوى،‭ ‬والبلح،‭ ‬واطرادة،‭ ‬وسبعة‭ ‬وثلاثين‭ ‬قرشاًب،‭ ‬محشورة‭ ‬فيه،‭ ‬جيبي‭ ‬منتفخ،‭ ‬كخد‭ ‬سعيد،‭ ‬مكور‭ ‬ببرتقالة‭ ‬بين‭ ‬ضروسه،‭ (‬أحسبها‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬يأمن‭ ‬مكر‭ ‬محاسن؟‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬محالة‭ ‬ستهوي‭ ‬ثروتي،‭ ‬إن‭ ‬سجدت،‭ ‬وتخطفها‭ ‬أختي،‭ ‬طريدتي‭ ‬محاسن،‭ ‬وتفر‭ ‬كالصقر،‭ ‬فهل‭ ‬أقطع‭ ‬صلاتي،‭ ‬وأركض‭ ‬خلفها؟‭ ‬فكنت‭ ‬أكتفي‭ ‬بالركوع‭ ‬فقط،‭ ‬وبحرص‭ ‬عظيم‭ ‬على‭ ‬جيبي،‭ ‬كم‭ ‬حكيم‭ ‬هو‭ ‬الخياط،‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الجيب‭ ‬لصق‭ ‬القلب،‭ ‬في‭ ‬جلبابي،‭ ‬نبضي‭ ‬يهدهد‭ ‬الجيب،‭ ‬كي‭ ‬يغريه‭ ‬بشراء‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬ويرغب‭.‬

رسخ‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬الصغير،‭ ‬أن‭ ‬العيد‭ ‬هو‭ ‬جردل‭ ‬الخبيز،‭ ‬فوق‭ ‬دولاب‭ ‬أمي،‭ ‬وأن‭ ‬تلبس‭ ‬الجديد،‭ ‬بمكوة‭ ‬المصنع،‭ ‬وتتوضأ،‭ ‬وتزخرف‭ ‬جبهتك‭ ‬برمل‭ ‬ذهبي‭ ‬ناعم،‭ ‬من‭ ‬الخلاء‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬للقرية،‭ ‬أسعدني‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬جدتي‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تُعيِّرني‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬حين‭ ‬أتسخ،‭ ‬بالرمل‭ ‬والطين،‭ ‬كلنا‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬العيد،‭ ‬الرمل‭ ‬يعلو‭ ‬الحاجب،‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬حلم‭ ‬العين،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تعلوه،‭ ‬أبداً‭.‬

‭ ‬أكتم‭ ‬ضحكتي،‭ ‬االخشوع‭ ‬وااااجب‭ ‬في‭ ‬الصلاةب،‭ ‬حين‭ ‬أنظر‭ ‬خلفي‭ ‬لجدتي،‭ ‬وأجدها‭ ‬دون‭ ‬كل‭ ‬المصلين،‭ ‬رسمت‭ ‬خطوطاً‭ ‬بالرمل‭ ‬على‭ ‬جبهتها،‭ ‬تحاكي‭ ‬موج‭ ‬النيل‭ ‬قربنا،‭ ‬وتركت‭ ‬الحفر‭ ‬بين‭ ‬التجاعيد‭ ‬فارغة،‭ ‬مثل‭ ‬فؤاد‭ ‬أم‭ ‬موسى،‭ ‬كم‭ ‬تعددت‭ ‬رسومات‭ ‬الرمل‭ ‬على‭ ‬الجباه،‭ ‬كالغيم‭ ‬فوق‭ ‬السماء،‭ ‬وكي‭ ‬لا‭ ‬أفسد‭ ‬مراسم‭ ‬العيد،‭ ‬وقد‭ ‬حرمت‭ ‬جبهتي‭ ‬من‭ ‬السجود،‭ ‬خوفاً‭ ‬على‭ ‬ثروتي،‭ ‬كنت‭ ‬أمد‭ ‬يدي،‭ ‬وأقبض‭ ‬حفنة‭ ‬رمل،‭ ‬وأدعك‭ ‬بها‭ ‬جبهتي،‭ ‬وشم‭ ‬العيد‭.‬

ما‭ ‬نخلعه،‭ ‬من‭ ‬ملابس‭ ‬رثة،‭ ‬كي‭ ‬نرتدي‭ ‬ثياب‭ ‬العيد‭ ‬الجديدة،‭ ‬هي‭ ‬ملابس‭ ‬العيد‭ ‬الفائت،‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف،‭ ‬زهاد‭ ‬كالنبي،‭ ‬عليه‭ ‬السلام،‭ ‬وسقراط‭ (‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭)‬،‭ ‬ولو‭ ‬تركوني‭ ‬وشأني،‭ ‬فأجمل‭ ‬قميص‭ ‬لبسته‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬هو‭ ‬جلدي،‭ ‬لكنهم‭ ‬يتدخلون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬حتى‭ ‬شكل‭ ‬أنفي،‭ ‬وملمس‭ ‬شعري،‭ ‬فرضته‭ ‬علي‭ ‬جيناتهم‭.‬

‭ ‬أشم‭ ‬رائحة‭ ‬القطن،‭ ‬وكي‭ ‬المصنع،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يطعنني‭ ‬دبوس‭ ‬في‭ ‬جسمي‭ ‬النحيف،‭ ‬لأني‭ ‬عجول‭ ‬في‭ ‬لبس‭ ‬ملابسي،‭ ‬لا‭ ‬أقوى‭ ‬على‭ ‬الصبر‭ ‬مطلقا،‭ ‬مطلقا،‭ ‬قبل‭ ‬إفراد‭ ‬القميص‭ ‬واستخراج‭ ‬الدبابيس،‭ ‬التي‭ ‬تلوي‭ ‬أكمام‭ ‬قميصي‭ ‬الجديد،‭ ‬على‭ ‬ظهره،‭ ‬مثل‭ ‬سجين‭ ‬خطير،‭ ‬مقيدة‭ ‬يداه‭ ‬خلفه‭.‬

‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يناديني‭ ‬أخي‭ ‬الأكبر،‭ ‬وأنا‭ ‬أركب‭ ‬الدراجة،‭ (‬مزلط‭ ‬الركب،‭ ‬مغبر‭ ‬الثياب‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬أبت‭ ‬أن‭ ‬تمضي‭ ‬مستقيمة،‭ ‬لأني‭ ‬أقسمت‭ ‬لصاحب‭ ‬الدراجات‭ ‬أني‭ ‬أجيد‭ ‬سواقة‭ ‬الدراجة‭ (‬أظنني‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬أفلاطون،‭ ‬العلم‭ ‬كامن‭ ‬في‭ ‬النفس‭)‬،‭ ‬فتهوي‭ ‬بي‭ ‬ذات‭ ‬اليمين،‭ ‬وذات‭ ‬الشمال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬متر‭ ‬أعبره،‭ (‬أظنني‭ ‬نسيت‭ ‬السواقة،‭ ‬كما‭ ‬ينسى‭ ‬أحدنا‭ ‬أموراً‭ ‬كثيرة‭ ‬يعرفها‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أبرر‭ ‬لنفسي،‭ ‬فلمن؟‭ ‬أقترب‭ ‬من‭ ‬أخي،‭ ‬يقفز‭ ‬جانبا،‭ ‬كدت‭ ‬أصدمه،‭ ‬كي‭ ‬يستخرج‭ ‬قصديرة‭ ‬من‭ ‬الياقتيب،‭ ‬كانت‭ ‬تشدها‭ ‬للأعلى،‭ ‬كي‭ ‬تستدرج‭ ‬الشاري،‭ ‬بأن‭ ‬االلياقة‭ ‬قويةب،‭ ‬وهي‭ ‬ألين‭ ‬من‭ ‬ماء،‭ ‬وهو‭ ‬يهمهم‭ ‬االعجلة‭ ‬من‭ ‬الشيطانب،‭ ‬أخطف‭ ‬القصديرة،‭ ‬تشبه‭ ‬الهلال،‭ ‬وبها‭ ‬ثقوب‭ ‬مثل‭ ‬أفلام‭ ‬السينما،‭ ‬ألعب‭ ‬بها‭ ‬كسلاح،‭ ‬أهدد‭ ‬به‭ ‬أختي،‭ ‬وأحرس‭ ‬ثروتي‭.‬

الويل‭ ‬لأمي‭ ‬إن‭ ‬وصلت‭ ‬ملابسي‭ ‬الجديدة‭ ‬قبيل‭ ‬العيد‭ ‬بيوم،‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬أسألها‭ ‬امتى‭ ‬يأتي‭ ‬العيد؟ب،‭ ‬فترد‭ ‬بكرة،‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬عبارة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬هذه‭ ‬أبداً،‭ ‬أحسها‭ ‬كذبة،‭ ‬أريدها‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬اسيأتي‭ ‬بكرةب،‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يتأخر‭ ‬العيد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬أضيق،‭ ‬تتوالى‭ ‬أسئلة،‭ ‬متى؟‭ ‬لمَ‭ ‬تأخر؟‭ ‬هل‭ ‬جرى‭ ‬له‭ ‬شيء؟،‭ ‬أحس‭ ‬العيد‭ ‬تأخر‭ ‬قرناً‭ ‬ثم‭ ‬أغضب‭ ‬من‭ ‬العيد،‭ ‬لمَ‭ ‬يتأخر؟‭ ‬ألم‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬ملابسي‭ ‬وصلت؟‭ ‬وبأني‭ ‬أتوق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ألبسها‭ ‬من‭ ‬أجلي،‭ ‬له؟‭ ‬كنت‭ ‬أتصور‭ ‬العيد‭ ‬كائناً‭ ‬حياً،‭ ‬كنت‭ ‬مثل‭ ‬الشعراء‭ ‬العظام،‭ ‬أحس‭ ‬وأتخيل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬كائناً‭ ‬حياً،‭ ‬الأعياد،‭ ‬ورمضان،‭ ‬كلها‭ ‬كائنات‭ ‬حية،‭ ‬جميلة‭. ‬يحال‭ ‬غضبي‭ ‬للعيد،‭ ‬أشتمه‭ ‬اأنت‭ ‬متأخر‭ ‬مالك؟ب،‭ ‬أخاطبه،‭ ‬وأحسه‭ ‬يركب‭ ‬حمارة‭ ‬كسلاااانة،‭ ‬تقدم‭ ‬رجلاً‭ ‬وتؤخر‭ ‬أخرى،‭ ‬فار‭ ‬غضبي،‭ ‬وقلت‭ ‬لأمي‭ ‬بصرامة،‭ ‬وبوز‭ ‬ممدوووود‭ ‬االعيد‭ ‬جااااااءب،‭ ‬وقف‭ ‬العيد‭ ‬قربي،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الليل‭.‬

حين‭ ‬تشرق‭ ‬شمس‭ ‬العيد،‭ ‬تتعجب‭ ‬من‭ ‬فتى‭ ‬صغير،‭ ‬عاش‭ ‬عيده‭ ‬قبيل‭ ‬الناس،‭ ‬ينام‭ ‬بملابس‭ ‬العيد،‭ ‬وحذاءه‭ ‬معه،‭ ‬ولعابه‭ ‬بلل‭ ‬جيبه‭ ‬وحجره،‭ ‬ومن‭ ‬عجب‭ ‬يسير‭ ‬كل‭ ‬يومه‭ ‬حافياً،‭ ‬وفي‭ ‬نومه‭ ‬لبس‭ ‬الحذاء،‭ ‬من‭ ‬يأمن‭ ‬الأحلام؟‭ ‬قد‭ ‬تخلق‭ ‬شوكاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فقد‭ ‬ألبستني‭ ‬أمي‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬ليلاً،‭ ‬وكفى‭ ‬الله‭ ‬المؤمنين‭ ‬القتال،‭ ‬والعناد‭.‬

تساهر‭ ‬القرية،‭ ‬كلها،‭ ‬في‭ ‬الكنس،‭ ‬والرش،‭ ‬والغسيل،‭ ‬وأنوار‭ ‬فوانيس‭ ‬الترزية‭ (‬الخياطين‭)‬،‭ ‬في‭ ‬سهر‭ ‬مع‭ ‬النجوم،‭ ‬فوزية،‭ ‬حسن‭ ‬ود‭ ‬أحمد،‭ ‬آمنة‭ ‬بت‭ ‬حواء،‭ ‬تساهر‭ ‬فوانيسهم‭ ‬حتى‭ ‬الصبح،‭ ‬وارتينةب‭ ‬حسن‭ ‬تبدو‭ ‬كشمس‭ ‬صغيرة،‭ ‬تتعجب‭ ‬منها‭ ‬الأغنام،‭ ‬والقطط،‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬هل‭ ‬قامت‭ ‬القيامة؟‭ ‬ويتعجب‭ ‬الدجاج‭ ‬لمَ‭ ‬طال‭ ‬النهار؟‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تنام‭ ‬عند‭ ‬الغروب،‭ ‬متعبة،‭ ‬من‭ ‬صحو‭ ‬الفجر،‭ ‬وحوامة‭ ‬عن‭ ‬رزق‭ ‬وقمح،‭ ‬برسن‭ ‬حدسها‭ ‬في‭ ‬نواحي‭ ‬البيت‭.‬

يظل‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬الدار،‭ ‬لا‭ ‬يفارقها،‭ ‬إن‭ ‬العيد‭ ‬الأحلى،‭ ‬الأسمر،‭ ‬هي‭ ‬أمي،‭ ‬عيد‭ ‬دائم،‭ ‬عيد‭ ‬حولنا،‭ ‬وفينا،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬بالقرية‭ ‬كهرباء،‭ ‬ولكن‭ ‬نور‭ ‬وجه‭ ‬أمي‭ ‬يضيء‭ ‬في‭ ‬سابع‭ ‬الظلمات‭ .