مكتبة الكويت الوطنية مسيرة نهضة وذاكرة وطن
عند تأريخ بواكير النهضة الثقافية والفكرية والأدبية والتعليمية في الكويت، فإنه لا يمكن تجاوز محطة تأسيس المكتبة الأهلية في عام 1923م من القرن الماضي على يد نخبة من وجهاء الكويت ومثقفيها وأدبائها، تلك النواة التي تكونت في بيئة غلب عليها طلب الرزق بمشقة وانشغال دائم بمواسم الغوص والسفر، تدرجت هذه المكتبة في سلم الإشعاع من مكتبة صغيرة حتى غدت منارة شامخة تطل على مياه الخليج العربي، تستلهم من الماضي رسالتها الخالدة في نشر العلم والمعرفة، وتسترشد بأدوات الحاضر المتطورة طريقها نحو المستقبل.
رؤية واسعة أثمرت مكتبة
من المؤكد أن الاحتكاك ورؤية العالم عن طريق السفر والترحال ساهما بشكل كبير في تكوين الرغبة في مواكبة تطورات العصر الذي كان يسير في بعض البلدان كالهند والبلاد العربية القريبة من الكويت، بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الكويت، وقد استفادت الكويت من علاقتها التجارية مع الهند في فتح نافذة واسعة على كل ما هو جديد في العالم.
وضمن كتاب تذكاري حمل عنوان «المكتبة المركزية في خمسين عاماً» صدر عام 1986م يلقي الأستاذ بدر خالد البدر، رحمه الله، الضوء على صورة الكويت في تلك الفترة بالقول: «كانت الكويت في تلك الفترة محدودة، وغالبية الناس إما تجار أو ممن يركبون البحر في الغوص والسفر، وبجانب ذلك كانت هناك فئة واعية، كما كان يزور الكويت أناس من الخارج مثل الشيخ رشيد رضا، صاحب مجلة المنار، والشيخ عبدالعزيز الثعالبي وغيرهما» ويضيف: «كانت هناك خميرة طيبة في البلد من أدباء وعلماء العالم العربي».
من هنا يمكن تفهُم مغذيات الحراك الفكري والثقافي والأدبي المبكر الذي أثمر عن تأسيس المدارس كالمدرسة المباركية سنة 1911م والمدرسة الأحمدية سنة 1921م، وبداية الصحافة الكويتية ممثلة في مجلة «الكويت» سنة 1928م لمؤسسها الشيخ عبدالعزيز الرشيد، رحمه الله، وتأسيس النادي الأدبي سنة 1924م وتأسيس الجمعية الخيرية سنة 1913م التي بدأت معها مسيرة المكتبات في الكويت.
المكتبة الأهلية
افتتحت ضمن أنشطة الجمعية الخيرية أول مكتبة عامة عرفتها الكويت، ونظراً لعدم استمرار تلك الجمعية، انتقلت محتويات المكتبة إلى موقع جديد هو ديوانية «علي بن عامر» في سكة «عنزة» بالقرب في حي الوسط بمدينة الكويت آنذاك، وبقيت هناك فترة من الزمن قبل تحولها إلى المكتبة الأهلية.
وقد تنامت مع مرور الوقت الرغبة في وجود مكان يصلح لمناقشة الأفكار الأدبية والاجتماعية، وبعد لقاءات عدة عقدت في منزل الشيخ حافظ وهبة وبحضور عبدالحميد الصانع وسلطان إبراهيم الكليب لتحقيق هذه الرغبة تم إطلاق اسم «المكتبة الأهلية» على ديوانية «علي بن عامر» ليكون عملها أقرب إلى العمل المؤسسي قياساً على معطيات تلك الفترة التاريخية.
وفي عام 1936م شكلت المكتبة الأهلية مجلس إدارة على يد نخبة من وجهاء الكويت ومثقفيها وأدبائها، وضم أول مجلس إدارة لها تسعة شخصيات مرموقة في تاريخ الكويت أوائل القرن الماضي برئاسة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وتم تعيين عبدالله العمران النجدي، ملاحظاً على أعمال المكتبة، وتعيين عبدالحميد الصانع مشرفاً على شؤون عمل المكتبة، وقد ازدهرت تلك المكتبة بمقتنيات ثمينة من نفائس الكتب والمخطوطات والدوريات القيّمة مما جعلها مقصداً لطلاب العلم والمعرفة، وكانت تضم ما يناهز 1500 كتاب.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المكتبة الأهلية اعتمدت في تمويلها على تبرعات الشخصيات العامة، وفي مقدمتهم الأسماء المذكورة سلفاً، وكان ذلك أحد أسباب انفراط عقد مجلس الإدارة بعد خمس سنوات من العمل غير المنتظم، ومن أبرز قرارات المكتبة الأهلية، الاشتراك في جريدة الأهرام والمقطم من مصر وجريدة المقتبس من سورية.
مكتبة المعارف العامة
وضمن ملامح اتجاه الكويت نحو التنظيم ومواكبة التطور احتضنت الحكومة المكتبة الأهلية عام 1937م، وضمتها إلى دار المعارف وأطلق عليها مسمى مكتبة المعارف العامة، وعلى مدى أكثر من أربعين عاماً أودعت فيها كتب ومجلدات تعتبر من ذخائر الأدب العربي. فضلاً عن عديد من حقول المعرفة، وفي عام 1979، أي بعد استقلال دولة الكويت بـ 18 سنة ضُمت مكتبة المعارف العامة إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكان مخزونها حينذاك يتجاوز خمسين ألف كتاب ومجلد وأكثر من ستة آلاف دورية عربية وأجنبية، عدا المخطوطات النادرة.
مكتبة الكويت الوطنية
أُنشئت مكتبة الكويت الوطنية بموجب المرسوم الأميري السامي رقم 52 لسنة 1994م الذي حدد أهدافها كما يلي: تجميع وتنظيم وتوثيق وحفظ التراث والإنتاج الفكري الوطني، تكوين وتنمية المجموعات العربية والأجنبية المعنية بتاريخ الكويت والخليج والجزيرة العربية، حفظ حقوق المؤلفين والمخترعين والمبتكرين وأصحاب المصنفات الفنية وحماية الملكية الفكرية، القيام بدور المركز الوطني لصنع القوائم ضمن مشروع متكامل للفهرس الوطني الموحد، الارتقاء بمستوى أداء العناصر الوطنية العاملة في قطاع المكتبات ومراكز المعلومات على أحدث النظم التقنية في مجال عمل المكتبات، وأخيراً التعاون مع المكتبات الوطنية ومراكز البحوث والدراسات والمكتبات المتخصصة والعامة والاتحادات المعنية لتعزيز العلاقات المشتركة في مجال تطوير نشاط المكتبة الوطنية وإثراء مقتنياتها والنظم الفنية المعمول بها.
جولة داخل المكتبة الوطنية
كان لابد من عمل جولة استطلاعية شاملة داخلة مبنى المكتبة الوطنية، وقد رافقنا فيها المدير العام للمكتبة الوطنية كامل العبدالجليل، تقديراً منه لدور ومكانة مجلة العربي في المشهد الثقافي العربي.
قبل البداية حرص العبدالجليل على ذكر جهود الرواد الأوائل الذين وضعوا اللبنات الأولى للمكتبة الأهلية، كما أشاد بجهود جميع من ساهموا بتطويرها ورعايتها حتى وصلت لما وصلت إليه من رقي وشموخ، العبدالجليل قدم صورة شاملة لمبنى مكتبة الكويت الوطنية الذي يشغل مساحة 22 ألف متر مربع ويعد من أحدث وأفضل المباني الحكومية الذكية في كل الجوانب، خاصة في التجهيزات والمعدات الهندسية والفنية والأمنية لأنظمة التشغيل في المبنى.
المكتبة الوطنية مكونة من ثلاثة طوابق، انطلقت الجولة من بهو الطابق الأرضي الذي تُقام فيه عادةً الفعاليات والأنشطة مثل معارض الكتب، والمعارض الفنية والحرفية وغيرها، الطابق الأرضي ضم ثلاث مكتبات نوعية هي مكتبة الأطفال ومكتبة الناشئة ومكتبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ونادي أصدقاء المكتبة، كما يوجد قسم خاص لعرض إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (سلسلة عام المعرفة، مجلة عالم الفكر، مجلة الثقافة العالمية، سلسلة إبداعات عالمية، جريدة الفنون) ومجلدات مجلة العربي منذ العدد الأول عام 1958، وهو بمنزلة معرض دائم لتلك الإصدارات، وتُقام أنشطة مكتبة الكويت الوطنية الجماهيرية في المسرح الذي يقع في الدور الأرضي وهو مجهز بأحدث التقنيات المتنوعة، التي تستوعب العروض السينمائية وإقامة المؤتمرات والندوات.
في الطريق صعوداً نحو الطابق الأول كشف العبدالجليل عن رصيد المكتبة الشامل من الكتب وغيرها في جميع الأقسام والقاعات حيث بلغ ما يناهز الـ 310 آلاف كتاب ومجلد، مضيفاً: «إن طموحنا في المستقبل يهدف إلى رفع رصيدنا كماً ونوعاً لكي يقارب الحد الأدنى المسجل في كبرى المكتبات الوطنية العالمية، الذي لا يقل عن مليون كتاب، وهذا الأمر يتطلب جهوداً متواصلة وإمكانات كافية».
وصلنا إلى الطابق الأول، حيث توجد مكتبة الدوريات التي تجمع حوالي 800 عنوان لدوريات عربية و150 عنواناً لدوريات أجنبية منتظمة الإيداع، وثلاثة أقسام أخرى مصنفة للعلوم الاجتماعية واللغات والرسائل الجامعية والمعارف العامة والفلسفة وعلم النفس والأديان.
وأخيراً التاريخ والجغرافيا، ومن ثم انتقلنا للطابق الثاني الذي احتوى على قسم المطبوعات الحكومية، ومطبوعات الأمم المتحدة وأيضاً ثلاثة مصنفات للفنون والآداب والعلوم التطبيقية، وأخيراً العلوم البحتة، وخصصت قاعة مميزة حملت اسم «كويتنا» لكل ما يخص تاريخ دولة الكويت وتراثها الفكري والثقافي، بالكلمة والصورة الثابتة والمتحركة، قديماً وحديثاً.
في الدور الثالث والأخير توقفنا طويلاً عند قسم المكتبات الخاصة شرح العبدالجليل فكرة وجود هذه المكتبة التي اعتبرها بصمة مهمة في تاريخ مكتبة الكويت الوطنية، قائلاً: «تلبية لرغبة مجموعة من أعلام الثقافة والأدب والفكر والإعلام في إيداع جميع محتويات مكتباتهم، لكي تكون ضمن محتويات المكتبة الوطنية، فقد خُصص مكان يجمع تلك المكتبات الخاصة في مكان واحد، كما بادرنا بطلب مجموعة من المكتبات الخاصة الأخرى وسنحصل بعون الله قريباً على الجزء القيم والمهم من الكتب النادرة والمخطوطات الموجودة ضمن مقتنيات مكتبة الأستاذ عبدالعزيز حسين والشاعر عبدالله زكريا الأنصاري والأديب عبدالرزاق البصير والإعلامي رضا الفيلي رحمهم الله جميعاً»، ومن أبرز المكتبات الخاصة التي مررنا عليها، مكتبة الشاعر الراحل أحمد مشاري العدواني (1923م ذ 1990م) مؤلف النشيد الوطني لدولة الكويت وأول أمين عام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأشار العبدالجليل إلى تقديمه عرضاً ومقترحاً لنقل الجزء المميز لهؤلاء الرواد، إلى مكتبة الكويت الوطنية للمحافظة على هذا الإرث الثقافي الفريد، وعرضه بأبهى صورة. أما بقية محتويات الطابق الثالث فتدل أسماؤها على معانيها، مثل مكتبة «الكتب النادرة»، ومكتبة «التراث العربي» التي تضم نفائس الكتب العربية الثمينة، يصل عددها إلى أكثر من 30 ألف كتاب، وضم كذلك مخطوطات أصلية من أمهات التراث العربي، يصل عددها إلى أكثر من 2700 مخطوط.
في طريقنا إلى مكتب العبدالجليل أجاب عن سؤال حول الخدمات التي تقدمها مكتبة الكويت الوطنية، وأول ما استهل به هو موضوع حفظ حقوق المؤلفين على مؤلفاتهم المبتكرة من الاستغلال الأدبي، من خلال توفير الحماية الكاملة لهم طبقاً للقوانين والإجراءات التنفيذية.
وأردف العبدالجليل قائلاً: «إن إدارة حق المؤلف تمنح شهادات الإيداع ذات الرقم المعياري الدولي، لحماية المؤلفات وحفظ حقوق المؤلفين للكتب والمصنفات الفنية والتقنية والإنتاج الإعلامي، وتملك السلطة لضبط المخالفات والتعديات على حقوق المؤلفين والملكية الفكرية».
وتُقدم مكتبة الكويت الوطنية خدمات رئيسية مثل استرجاع المعلومات والبحث في قواعد المعلومات والأنظمة الآلية وعبر شبكة الإنترنت، وتقدم الخدمات المساندة والمستمرة للباحثين والطلبة والقرّاء، مثل خدمة التصوير وتوفير المراجع والإحاطة الجارية والبحث الانتقائي في مصادر المعلومات.
المكتبة الوطنية ومشاريعها المستقبلية
وعن المشاريع المستقبلية لمكتبة الكويت الوطنية أوضح العبدالجليل أن المكتبة تعمل لتنفيذ مشروعين وضعا ضمن الخطة الإنمائية المتوسطة الأجل لمشروعات الدولة، وداخل إطار مشروعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الأول مشروع «ذاكرة وطن» والثاني مشروع «الفهرس الوطني الموحد».
يعتبر مشروع ذاكرة وطن في صدارة المشاريع الهادفة إلى تحقيق دور وأهداف مكتبة الكويت الوطنية، وبلوغ رسالتها في جمع وتنظيم وتوثيق وحفظ وعرض الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي والفني للكويت وإعلامها وأعلامها، والمحافظة على التراث المادي واللامادي، وإبراز تاريخ الوطن بكل ما يحفل به من أحداث ووقائع ومناسبات، وهو يعتمد على التكنولوجيا الحديثة في أعمال إرساء قواعد البيانات والتوثيق والحفظ والنشر الإلكتروني، وإتاحة الأرشيف الثقافي الوطني الرسمي والأهلي بشكل كامل للباحثين والقراء وطلاب العلم والمعرفة ووسائل الإعلام كافة.
في المرحلة الأولى لمشروع ذاكرة وطن كشف العبدالجليل عن نية مكتبة الكويت الوطنية تحويل 5000 كتاب إلى النظام الرقمي الإلكتروني، من مكتبة تاريخ وتراث دولة الكويت، شاملة مختلف المجالات وجوانب الثقافة والمجموعات النادرة من الكتب المنشورة عبر تاريخ الكويت، وتحويل المخطوطات الكويتية المتوافرة بعد فهرستها إلى التوثيق والعرض الإلكتروني.
وسيتم إدخال جميع الوثائق الرسمية الكويتية منذ مطلع القرن الماضي، والوثائق التاريخية التي تدين العدوان العراقي على دولة الكويت 1990م ذ 1991م، والوثائق الخاصة بحرب التحرير وما تلاها، مع جمع وتصنيف وفهرسة وإيداع الخرائط الكويــــتية القديمة، عبر الأطالس الجغــــرافية التاريخية في العالم.
كما يشمل مشروع ذاكرة وطن كثيراً من المواد المهمة، التي يراد حفظها وتوثيقها مثل الصور الفوتوغرافية الموثقة للمناسبات والأحداث الوطنية، وإصدارات الطوابع البريدية الكويتية، وطوابع الفترتين الهندية والبريطانية الموشحة باسم الكويت منذ عام 1923، وجميع إصدارات الدينار الكويتي منذ عام 1961م والعملات السابقة المتداولة (الروبية والبيزة والآنة الهندية) وتوثيقها وعرضها على شكل أصول وصور رقمية.
وقد دشنت مكتبة الكويت الوطنية أخيراً عملية تحويل الكتب إلى النظام الرقمي الإلكتروني، ضمن مشروع جديد لها يستهدف توثيق الإنتاج الفكري وحفظه، وستكون المكتبة الوطنية بهذا المشروع مرجعاً للأرشيف الوطني، كما هو الأمر في كبريات المكتبات العريقة والمتقدمة في العالم.
وتم توثيق ورقمنة وحفظ مجلدات سلسلة تاج العروس من إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المتميزة في إحياء التراث العربي النادر. وجار حالياً تحويل مجلدات الموسوعات البريطانية ذات الوثائق التاريخية المهمة إلى كتب إلكترونية، من الأرشيف البريطاني عن دولة الكويت ودول الخليج والجزيرة العربية، في حقب تاريخية تبدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر، حتى العقد السابع من القرن الماضي.
كما تقوم المكتبة الوطنية حالياً بتحويل مجلدات الصحف والمجلات الكويتية القديمة، الصادرة منـــذ العــــقد الثـــــالث من العــــام الماضي من المجلدات الورقية إلى النظام الرقمي الإلكتروني.
الفهرس الوطني الموحد
والمشروع الثاني هو الفهرس الوطني الموحد، ويعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة لمكتبة الكويت الوطنية. يضم المشروع بصفة أساسية قوائم الإنتاج الفكري الوطني والمجموعات العربية والأجنبية من الكتب والمجلدات الموجودة بالمكتبات المتخصصة في الجامعات والوزارات والمؤسسات والهيئات العامة.
ويهدف هذا المشروع أيضاً إلى ربط عمليات التصنيف والفهرسة الآلية ورؤوس الموضوعات وحفظها ضمن النظام الرقمي الإلكتروني الموحد، وربط مكتبة الكويت الوطنية بالمكتبات المتخصصة والعامة، عبر شبكة واحدة متكاملة للببليوجرافيا الوطنية وإشراكها معاً ضمن بوابة الكويت في الفهرس العربي الموحد الذي يتخذ من مدينة الرياض مقراً رئيسياً له.
ومن المتوقع ربط خمـــسين مكتبة داخل الكويت بالنظــــام الآلي للفهرس الوطني الموحد.
الأنشطة والفعاليات
لمكتبة مفكرة ثقافية سنوية معتمدة، للنشاطات والفعاليات التي تنظمها وتقدمها المكتبة الوطنية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو مع مؤسسات ثقافية أخرى في المجتمع المدني. وتشمل أنشطة المكتبة الندوات والمحاضرات وورش العمل التدريبية، والمعارض والملتقيات في جوانب الثقافة والآداب والمعارف والفنون كافة.
واستحدثت المكتبة الوطنية مشروعاً، أطلقت عليه (سفارات تعرض حضارات) بحيث تقدم السفارات المعتمدة في الكويت بالدول ذات الحضارات التاريخية فعاليات ثقافية ومعارض كتب وأفلاماً وثائقية وصوراً فوتوغرافية، حول حضارة كل دولة وتاريخها وتراثها المادي العريق.
وفي جانب مهم آخر تحدث العبدالجليل عن علاقات المكتبة مع نظيراتها، موضحا أن السعي متواصل لتطوير العلاقات مع المكتبات المتخصصة والمؤسسات العلمية والثقافية في داخل الكويت وخارجها، وداخلياً أعدت مذكرات تفاهم وتعاون مشترك مع جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب، والمركز الوطني لتكنولوجيا المعلومات في معهد الكويت للأبحاث العلمية والجامعات الخاصة، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومركز البحوث والدراسات الكويتية.
أما على صعيد علاقات مكتبة الكويت الوطنية الخارجية، فقد تم بالفعل التواصل في المرحلة الأولى مع مجموعة من المكتبات الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مثل دارة الملك عبدالعزيز في الرياض، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ودار الكتب الوطنية في مدينة أبوظبي ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مدينة أبوظبي، ومكتبة قطر الوطنية، ومكتبة البحرين الوطنية.
واختتم المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية حديثه بالتأكيد على اهتمام الإدارة وحرصها في جانب تطوير الموارد البشرية الوطنية في المكتبة، وزيادة حصيلتها العلمية والمعرفية في مجال المهنة، وتعد لهذا الغرض برامج تدريبية متخصصة ومشاركات في دورات وورش عمل لتنمية المهارات والتطوير الوظيفي، «ونأمل في المستقبل القريب تفعيل برنامج للزيارات الميدانية لبعض المكتبات الوطنية في دول مجلس التعاون الشقيقة، بغرض تدريب العاملين الكويتيين على العمليات الفنية، والخدمات المعلوماتية المرجعية للمستفيدين وإكسابهم المهارات والخبرات، ومكتبات عالمية أخرى مثــــل مكتبـــة الكونجرس الأمريكية والمكتبة البريطانية ومكتبة الإسكندرية، ودار الكتب والوثائق القومية في مصر ودار الكتب الوطنية في الأردن وغيرها من المكتبات المهمة والعريقة» ■
مجموعة متنوعة لصور حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عرضت في معرض توسط البهو الرئيسي للمكتبة
المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الأستاذ كامل العبدالجليل متحدثا لمجلة العربي