«فنج شوي» (Feng Shui) مصطلح صيني قديم يعني طريق الرياح والماء، ويُعنى بتدفق الطاقة ومدى تأثيرها على حياتنا سواء بالسلب أو الإيجاب، وهو يمثل فلسفة صينية قديمة تعود لأكثر من أربعة آلاف عام. تقوم هذه الفلسفة على التصور الحسي بأننا يجب أن نحيا في تكامل مع الطبيعة المحيطة بنا، لا في تنافر معها، حيث يستند الـ «فنج شوي» إلى مفهوم ضمني يعتبر أن كل شيء في محيط الإنسان، أيا كان، وصولًا إلى أصغر التفاصيل المتعلقة بالأثاث والديكور، له تأثير، فهو إما أن يعمل على تعزيز الأهداف في الحياة، أو أنه يعمل ضد الفرد. ومن خلال فهم التيارات الدقيقة للطاقة الحيوية التي تسري في الجسم، أو تنساب من خلال كل شيء في هذا الـكون، يمكننا تهيئة الأجواء المناسبة التي تساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.

          في هذا العلم يقوم إخصائي الفِنج شوي بزيارة للمنزل ومعه بوصلة ويشرع في إعادة تغيير مسارات الطاقة عن طريق إعادة ترتيب وضع الأثاث، وتغيير الإضاءة، وإضافة مرايا ونباتات جميلة، وبذلك يصبح المنزل أكثر نظامًا، وهذا الشعور وحده له تأثير مذهل على صفائك الذهني، وهو يساعد على التركيز على الجوانب المهمة من حياتك، التي قد تكون أهملتها لفترة طويلة. فهذا العلم ينبض بالحيوية، وهو مليء بالأفكار البسيطة التي تجعل حياة الإنسان أسهل فهو علم وفن ونظام كامل للحياة.

          هذه مجموعة من النصائح التي يمكنها أن تكون دليلاً رائعًا لكيفية تطبيق نظريات الـ «فِنج شوي» على كل غرفة من غرف البيت وإضفاء طاقة إيجابية على كل ما يحيط بنا:

          1 - حجرة المعيشة تعد من أهم أجزاء البيت، لذا يجب الاهتمام باختيار موقعها في البيت، فمكانها المناسب وسط البيت، وذلك يرمز إلى تماسك العائلة، وهي أيضًا المكان الذي تلتقي فيه مع أصدقائك، لذا فإن تزيينها بشجرة كبيرة، وكريستالات متلألئة إلى جانب مرآة لها إطار مذهب، من الأشياء التي تزيد رغبتك في توطيد علاقتك مع أهلك وأصحابك بصورة أفضل.

          2 - غرفة النوم تحتل أهمية كبيرة في الـ «فِنج شوي» والنصائح التي تتعلق بها كثيرة، أولا يجب ألا تكون غرف النوم في وسط البيت. أما بخصوص أثاث غرفة النوم، فمثلا وضع السرير في الغرفة مهم جدًا وبحسب الـ «فنج شوي»، فإنه يجب ألاّ تكون قدمك أو رأسك في اتجاه الباب مباشرة فوضعية السرير من الأفضل أن تتيح لك مشاهدة الباب دون أن تنهض، كما أشار الخبراء إلى أن الرأس يجب أن يواجه المنطقة الشمالية أو الشرقية من الغرفة وإذا كانت زوايا الغرفة تسمح بأن تضع السرير بشكل مائل فهي الوضعية المثالية، كما ينصح بعدم وضع السرير تحت جهاز التكييف أو تحت أي شيء آخر معلق في السقف. ولا يفضل وضع السرير تحت النافذة، أما إذا اضطررت إلى ذلك فيمكن تغطية النافذة بستائر معتمة، هذا ويفضل أن يكون ظهر السرير مصنوعًا من الخشب بدلًا من نظيره القماشي. وبالنسبة لبقية مفروشات الغرفة، فالسجاد مثلاً من الضروري أن يتناسق مع الغرفة وأن يكون بلون فاتح من ألوان الطبيعة. ينصح أيضا بأن يكون طلاء الجدران باللون الأبيض أو ألوان الباستيل الهادئة، ألوان الوسادة وأغطية السرير، كذلك يجب أن تكون بيضاء أو بلون واحد هادئ، مع تجنب الألوان الصاخبة مثل الأحمر، ومن الأفضل أن يكون القماش من الحرير أو الكتان أو القطن، حيث ينصح بتجنب الأقمشة الصناعية والمركبة. ينصح أيضًا بالابتعاد عن التلفاز، كي لا تشوش على أجواء الغرفة المخصصة للنوم، وإذا كانت هناك ضرورة لوجود جهاز تلفزيون أو استيريو أو كمبيوتر في غرفة النوم فيفضل تغطيته في المساء. كما أن المرآة وفقًا لفلسفة الـ «فنج شوي»، يجب ألاّ تكون في مواجهة السرير. وينصح خبراء الـ «فنج شوي» بتجنب استخدام الأضواء الساطعة، فضوء الغرفة يجب أن يستمد في الصباح من الخارج وفي المساء من مصدر ضوء خافت. يذكر الخبراء أنه من الأفضل تجنب وضع اللوحات التي فيها مناظر للمياه أو النوافير في غرفة النوم، حيث إن هذه صور قد تتسبب في مشكلات تنفس. وفي حال وجود حمام داخل غرفة النوم، فلابد من الحرص على إبقاء بابه مغلقًا. ومن الضروري أيضًا عدم وضع النباتات الخضراء في غرفة النوم على الرغم من أنها مفيدة في باقي غرف المنزل، إلا أنه يفضل تجنبها في غرف النوم.

          3 - النموذج المثالي لحجرة الطعام تبعا لأسلوب الـ «ِفنج شوي» يتمثل في الحجرة المرتبة والمنظمة، التي يتوافر بها الكثير من الإضاءة ومنافذ التهوية، وهي التي تحتوي أيضا على مائدة مستديرة الشكل محاطة بثمانية مقاعد، مع وجود مزيج من الألوان الفاتحة والأخشاب والمنسوجات الطبيعية، التي تضفي المزيد من الراحة على جو الغرفة، كما أن النباتات ذات الأوراق المدببة تضفي المزيد من الطاقة والحيوية أثناء تناول الوجبات. وتعليق مرآة كبيرة تعكس طاولة الطعام من الأمور المُحببة أيضا كي يبدو الطعام مضاعفا على المائدة ويتضاعف الخير والرزق لأهل الدار.

          4 - تخضع عملية انتقاء الألوان في الـ «فِنج شوي» بالدرجة الأولى للذوق الشخصي، غير أن هناك أمورا يجب أخذها بعين الاعتبار، إذ يجب الابتعاد نهائيا عن اختيار اللون الأسود سواء في الجدران أو السجاد، أما اللون الأبيض فهو المفضل للجدران والأسقف، لأنه يمثل المؤثر القوي الذي يحرك طاقة التفاؤل والصحة، والأبيض الناصع أفضل من الأبيض المصفر قليلا.

          أما بالنسبة للأحمر فهو لون ناري يجلب الحظ والثروة، واستعماله مع الأثاث يزيد من طاقة الحياة، ولكن يجب إدخاله بحدود واعتدال. ويمثل الأخضر النقود، وخاصة إذا كان قويًا في جهة الجنوب الشرقي، ودرجات الأخضر جميعها جيدة، ولكن أفضل درجة هي الخضرة التي تشع بالحياة، أما اللون الأزرق فهو لون الماء، يجلب الخير الوفير. وينصح بالإكثار - مثلاً - من اللون الأصفر في المطبخ، فهو يعطي طاقة إيجابية للمعدة ويفتح الشهية، لذا يستخدم كثيرًا في المطاعم، أما الأسود والأحمر فلا يجب استخدامهما في المطبخ لتأثيرهما السلبي مع الغاز والثلاجة فيعطينا طاقة سلبية.

          5 - الزرع الأخضر الطبيعي يجلب الحظ، ويفضل الابتعاد عن النباتات ذات الأشواك والإبر الحادة داخل البيت، فهي تجمع طاقة سيئة جدا باستمرار. ويعد «البامبو» من النباتات التي يوصى بها في الـ «فِنج شوي»، كما ينصح بالابتعاد عن الأزهار المجففة أو الصناعية، فجمالية الورود بطبيعتها ورائحتها الزكية، حتى لو جفت بعد يومين يمكن التخلص منها، انطلاقا من فلسفة أن حياتنا تحتاج للتجديد في كل حين، فهذه دورة الحياة، والأفضل من الزهور المجففة تلك المصنوعة من الحرير الطبيعي، فهي تعبر عن الحياة.

          6 - من النصائح الأخرى التي تتعلق بإكسسوارات المنزل، وضع حوض سمك، وفيه أسماك في فن «الفِنج شوي» وهو من أفضل الطرق لجذب الطاقة الجيدة، وخصوصًا طاقة الحظ. وأيضا انتقاء لوحات معبرة واضحة لوضعها على الجدران، بدلا من اللوحات التي قد لا تعني أي شيء، والابتعاد عن وضع اللوحات التي تحمل رسومات الجبال والغروب والطفل الباكي والمعارك وغيرها. السجاد يجب أن يتبع شكل الغرفة، فإن كانت الغرفة مستطيلة، فالأفضل وضع سجادة مستطيلة ذات زخارف وألوان رائعة، ويجب الحذر من تعليق السجاد على الحائط حتى لو كانت من القطع الأثرية، فتعليقها قد يعطي أسوأ طاقة. وعدم المبالغة في تزيين الحمام، فلندع الحمام بسيطا قدر الإمكان، وعدم وضع الزهور أو تعليق صور جميلة أو مرآة كبيرة، فهذه الأمور ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة.
-------------------------------
* كاتبة ومترجمة من مصر.