الكاتبة السورية غادة السمان وعِذاب الركابي سأنشر كل أوراق الحب التي أُرسلت لي!
غادة السمّان.. المبدعة الكبيرة الّتي لا ترتدي ثوبَ الكاهنة، بلْ تعيش في قلبها، ودينُها السريّ الحريّة، ومعابدهُ مضاءةٌ أبداً بالإيحاء التعبيريّ الجماليّ. الحريّة وحدها مَنْ يقدر على استعبادها، أيقونة حياتها وهي تنزفُ ضوءاً وعطراً! ألتقي بها عبرَ أثير القصيدة الذي لا تغيبُ نسماته، وقناة التواصل بيننا الّتي تبثّ فقراتها العذبة- الجارحة هي الكلمات، أمهر وأرقّ مَنْ يُرتّبُ اللقاءات بينَ الأحبّة الذينَ يذوبونَ وداً، ويطفئون بدموعهم الحجرية نيرانَ زمنٍ مراوغٍ... وهي تبعثُ بإبداعاتها (شعراً ورواية) لي، تارةً أوراقها بعطر بيروتَ، وتارةً أخرى مموسقة بفضاءات باريس، حيث تقيم منذ سنوات. وليسَ أمامي إلاّ الإصغاء لأنين وجراحات وأحلام امرأة ليسَت ككلّ النساء، تتشكّل بيانياً... امرأة من كلمات (تلهو بالاستعارات)، مخالفةً بذلك ميلان كونديرا الّذي لا يُحبُّ اللهو بها!
كاتبة ومبدعة ليسَت كبقية الكاتبات والمبدعات، عقدتْ حلفاً دهرياً مع الكلماتِ – حريتها القصوى، وهي مبتهجة باستعبادها لها ما مضى من السنين، وما سيأتي حتى تقف عقارب ساعة الزمن!
تكتبُها كلماتُها قصائدَ... قصصاً... ورواياتٍ، توقظُ عشبَ الأرض كرنفالاتُ إبداعها الجميل... وأنا أقرأ بكلّ طقوس التديّن، وأصغي مستعيناً بكيمياء القصيدة – شفيعي، فكانت الثمرة كتابي «غادة السمّان... امرأة من كلمات»، وهو بعطرِ قلبينا، وفسفورِ همومِنا.
هلْ ملأتِ الدنيا وشغلتِ الناس؟
الجوابُ: نعم! في كلّ بيتٍ كتاب، شاهد على جنونها الضروريّ و«رفّ شرس من الكتبِ في المكتبة العربية»!!
وهي غادة السمّان وكفى!! كلماتها، أعمالها، إبداعاتها، مصدر بهجةٍ وحزنٍ في الآن... تمرين على صوفية الولادة والموت، وعلى جسارة الفرح والحزن معاً... إبداعاتها وهي بمشاعرَ وأحاسيسَ لا حصر لها، جوازُ سفر صالح مدى الحياة لثقافةٍ عربيةٍ أصيلة، جديدة، ومثيرة!
غادة السمّان... مخلوقٌ بيانيّ!
هي الكاتبة.. والعاشقة.. والشاعرة الساحرة... والروائية... مكتبة بأرفف مخملية، وإذا ما اندلع حريقٌ في غرفِ الوقت، فإنَّ كلماتها تطيرُ بأجنحة الرؤى والأحلام لتخلدَ في مكانٍ.. فضاءٍ آخرَ، حدائقَ بعطر المدى والأزل، يدلُّ عليها كلّ عاشقٍ، وكلّ عصفورٍ... وفراشةٍ، وزهرةٍ... وندى!
الكتابة هيَ الموت الذي يجعلنا أحياء
< من القصة القصيرة إلى الرواية إلى قصيدة النثر والنص المفتوح إلى أدب الرحلات إلى اليوميات الصحفية الثقافية... تتعدد وجوه المغامرة... أي قلب هذا الذي يترك دمه وإمضاءه على كل ذلك؟ قولي لي هذه الرحلة الشاقة مع صخب الكلمات وفسفور الحروف ودهاليز الأفكار، ماذا أخذت منك، وماذا أعطتك؟
- رحلات العمر كلها صفحة مسيرة واحدة والكثير من صفحاته تعب... بدءاً بعامل البناء وانتهاءً بالأدباء، المهم دائماً هو النهوض بعد كل ضربة نسقط فيها على الأرض وربما إلى القاع. أنا شخصياً أحب ما أفعله واقتراف الكتابة يلذ لي... وإن كنت لا أجهل أن كل أديب صادق يحفر قبره بمعول قلمه. بالمقابل، لو لم أكتب لازددت تعباً، ثم إننا مع الحب ننسى حكاية «الفواتير» وماذا أعطتنا الكتابة أو أعطيناها أو أخذنا منها. كل ما أعرفه أنني بالكتابة كنت أتحول تدريجياً عاماً بعد آخر، نزفاً بعد آخر، جنوناً بعد آخر، حبراً بعد آخر، كنت أتحول من امرأة دمشقية لطيفة إلى رف شرس من الكتب في المكتبة العربية... وإنني أكاد أنجح في الموت بأسلوبي الخاص بعدما عشت أيضاً على النحو الذي أردته (إلى حد بعيد). الكتابة هي الموت اليومي الذي يجعلنا أحياء.
الكتابة حرفة المجانين السريين
< قلتِ مرة في واحد من حواراتك الممتعة: إن الكتابة انتحار!! أهو الانتحار المشهود من أجل ولادة أكثر صخباً... ووجود أكثر استفزازاً ومعنى؟ أم ماذا؟ أي انتحار هذا؟ ولأجل من؟
- إنه الاشتعال بتلك المتعة الأليمة التي لا شفاء منها إلا بالموت أو الجنون. إنها الكتابة حرفة المجانين السريين الذين يبدون من الخارج على درجة كبيرة من العقل... وهم يتسترون على مجنونهم الذي سجنوه في قاعهم، في غرفة مبطنة بكاتم الصراخ، ويسمحون له بالتعبير عن ذلك عبر أنابيب الحبر والأبجدية. الكتابة هي انتحار الأليف والروتيني فينا من أجل حياة أبجدية متأججة بلا قفازات ولا أقنعة ننسكب فيها وقد نستمر... أو نتوهم ذلك!
أكتبُ لأنّني أشتعلُ حياةً
< يقول الروائي غارسيا ماركيز: «أكتب كي يحّبني أصدقائي»، وتقول نوال السعداوي: «أكتب لأن هذا العالم يغضبني، ولا يرضيني»، وآخرون يكتبون لأن الكتابة أداة مقاومة شريفة، مقاومة الموت، والظلمة، والبلادة، وكل ما هو ديكوري مقيت، قولي لماذا تكتبين؟ وإلى متى يستمر الرهان على هذا النزيف الساحر الكوني لديك؟
- أكرر: أكتب كي لا أقتل، أكتب لأنني أشتعل حياة.
أكتب كي أنسى، أكتب كي أتذكر، أكتب لأتواصل والناس.
أكتب كمحاولة طفولية لتبديل عالم أرفض معظمه، أكتب واهمة أنني أساهم في التخفيف من بشاعة هذا الكوكب واعتقال حلاوته في كلمة.
أكتب لألتقي برفاقي الحقيقيين، والكلمة مؤامرة بناء لا تخريب.
أكتب كموقف ضد الحسّ بالعبثية واللاجدوى، ثم أكتشف أن الكتابة قد تكون ذروة العبثية واللاجدوى، أكتب صرخة يائسة ولكن ضد اليأس، أكتب لأنني لا أصلح لشيء آخر.
أكتب لأنني أحبّ ذلك.. وأكرهه أحياناً، ولكن حبّه يستعبدني على نحو ما.
الكتابة عبث لا جدوى منه، والصمت أيضاً!
أكتب.. أكتب.. إلى آخر هذا النمط من الإجابة عن هذا السؤال المستحيل, أي إلى ما لا نهاية. ولكن، ما جدوى ذلك كله الآن؟
لا تسألني لماذا أكتب، فقد فات زمن تصحيح (مساري)! إني متورطة بالحرف، وقد أنجبنا خمسين كتاباً حتى الآن. ترجم بعضها إلى 18 لغة حتى الآن أيضاً! (وقعت) في الكتابة، ولا نجاة لي. وها أنا أرتجف ريشة في مهب الجنون الملقب كتابة، ولم أعد أذكر كيف ولماذا اقترفت ذلك ولمْ أعد أذكر درب العودة، ولستُ متأكدة من أنني أرغب في مغادرة، فهو اللارجوع هذا، حتى لو وجدت المركب السحري الذي يخرجني من تياراته.. الكتابة هي «الأمر الواقع» في حياتي!... ونسيت كيف تورّطت ولماذا ومتى..؟ ولعل الكتابة هي الانتحار خوفاً من الموت! نسيت كيف بدأ الجنون، كعاشقة في قصة حبّ مليئة باليأس المشع، والأمل الخائب الجميل الذي يقودنا إلى «سرير الأبجدية».
العالمُ ضجرٌ من دون علامات استفهام وتعجّب
< الكتابة سؤال عسير... فهل جاءت الإجابة المستحيلة! أم إن علامات الاستفهام والتعجب ستظل تملأ حياتنا؟
- كم سيصير العالم مضجراً من دون غابات علامات الاستفهام وورود إشارات التعجب. أحتفي بعلامات الاستفهام أكثر مما أفرح برقم إضافي في حسابي المصرفي!
فعلامة الاستفهام شهوة إلى المعرفة والتلصص على كهوف النفس البشرية والآخر والذات للاستماع إلى همس احتضار الليل وطمأنة الفجر له مادام سيولد ثانية بين أحضان الغروب الذي هو شروق الليل. الكتابة محاولة للإنصات إلى صوت النغم الراكض في عروق النباتات وأصوات الليل والكلمات التي لم تقل.
لا أرتاح إلى الذين يكتبون بسيوف اليقين المُطلق لقطع رؤوس علامات الاستفهام... فما من يقين كبير إلا ويأتي متخاصراً مع علامة استفهام.
العالمُ مظلمٌ وكئيبٌ من دون شعر وشعراء
< «ستكتسح الرواية كل شيء» - (سانت بيف)!
ما رأيك في هذه العبارة؟ وهل تؤكد ما يشيع أن «الرواية ديوان العرب».. ما رأيك بهذه الانزلاقات التعبيرية الانفعالية؟ وهل تغضب الشعر والشعراء؟
- هذه وجهة نظر لا أكثر. أن يحمل قائلها اسماً (فرنجياً) مهماً لا يعني بالضرورة أنه على صواب.
لا أؤمن بنظرية «نهاية التاريخ» سياسياً ولا أدبياً، وأثبتت الأحداث أنها نظرة خاطئة، وتجاوز التاريخ نهاية التاريخ، وكذلك أيضاً لا أعتقد أن الرواية سدرة المنتهى، على الرغم من أنني من كتابها.. من الأفضل ترك نوافذ المستقبل الأدبي مفتوحة للدهشة. وكم سيصير هذا العالم مظلماً وكئيباً ومتوحشاً من دون قمر الشعر والشعراء.
أنا معنية بالشحنة الإبداعيّة
< ويقولون أيضاً: «هذا زمن الرواية» وذلك «زمن الشعر» من صنع هذه الأزمان المفتعلة؟ أهو إيقاع الإبداع أم إنها مبرمجة في مقاهي النقاد؟ قولي هل يمكن أن يتنازل فن من فنون الإبداع عن زمنه وموكبه الكرنفالي؟ أليست هذه الادعاءات تربك التواصل بين فنون الإبداع التي يكمل بعضها البعض؟
- الرواية، الشعر أدب الاعتراف، أدب الرحلات (وأنا من كتابه وعشاقه ولي خمسة كتب في حقله، هي: «الجسد حقيبة سفر»، «غربة تحت الصفر»، «شهوة الأجنحة»، «رعشة الحرية»، «القلب نورس وحيد»، إلى جانب أدب السيرة وغيرها من التسميات، هذه كلها تأتي عندي في الدرجة الثانية، لأنني معنية أولاً بالشحنة الإبداعية في أي حقل جاءت وبأيّ زي أسلوبي قدمت (عصري نعرفه أو مستقبلي مختلف)!
لا فرق عندي بين الكتابة على ورق البردي الفرعوني أو على شاشة الكمبيوتر أو من يكتب الرواية أو الشعر، المهم دائماً الشحنة الإبداعية والشرر المتطاير من الروح عبرها، ثم إن (هذه الادعاءات) كما تدعوها لا تربكني ولا تربك فن التواصل، بل أجدها مسلية في «السيرك النقدي».
لو قالَ جاليليو الأرضُ تدورُ شعراً لما حُكِمَ بالإعدام
< يشهد الفضاء الثقافي انتعاشاً إبداعيا روائياً كبيراً ظاهراً... قولي لي أهي نسمة صحية في فضائنا الثقافي؟ ألا ترين معي أن البعض يستسهل كتابة الراوية، وهي مخزون فكري وإنساني وحياتي كبير؟ ما أسباب ذلك؟ أهي الرغبة الجامحة في أن تسبق اسم الكاتب كلمة «الروائي»؟ ألهذا الحد هذه المفردة جذابة وساحرة؟
- الرداء لا يصنع الراهب، والإناء الكريستالي لا يحتوي بالضرورة على أجمل الأزهار. الإبداع هو المطلوب أولاً... إنه اقتراف التجديد في روح الأدب، وذلك عبر فضاءات لم تخطر ببال. «الموضات» تأتي وتروح، وتبقى روح العمل، مبدعة أو لا، حية أو لا.
من طرفي أجد لقب شاعر أكثر جاذبية من أي لقب آخر، وأسأل ت. س إليوت عن ذلك، فقد كان يجد في الشعر خلاصة المعارف الإنسانية وجوهرها. ولو قال العالم جاليليو نظريته العلمية حول دوران الأرض شعراً لما حكموه بالإعدام.
الأحلامُ أفلامٌ شخصيّة
ما دور هذا الحلم في حياتنا؟ احكِ لي شيئاً عن كيمياء حلمك وأنتِ المبدعة الكبيرة.. ومن تعيد سلالة الحالمين؟
- الحلم يوقظني من سبات الحياة اليومية. الأحلام أفلام شخصية يكتب حتى الأميّ السيناريو لها ويمثلها وينتجها، وهو البطل والمتفرج والناقد والممثل، وذلك كله يحدث أحياناً في إغماضة عين!
حين رحل الإنسان المثقف النبيل الذي احتضن حرفي وجنوني (بشير الداعوق) شعرت ضمناً في اللاوعي أنني مت معه في المستشفى الباريسي واحتضرت معه. وحين كان يلهث ولا يكفيه قناع الأكسجين كنت أشعر أن أكسجين العالم كله لا يكفيني لأحيا وأستمر.. وكلما تذكرته شعرت أنني أعيش ولا أحيا، وكلما حلمت أنه في الغرفة الأخرى أتمنى لو ظللت نائمة لأذهب إليه، بدلاً من يقظة كابوسية أليمة.
أما على الصعيد الأدبي فثمة أحلام تأتي كإجابة غرائبية على رواية أحار في خاتمتها. أذكر على سبيل المثال خاتمة روايتي الأخيرة «يا دمشق وداعاً» لقد حرتُ في أمر خاتمتها ووجدت تلك الخاتمة في كابوس ليلي عشته بكثافة موجعة.
ووعيت أن أشباح الكتابة في اليقظة تسللت إلى جحافل أشباح كوابيسي الليلية وأحلامي، كأنني لا أنام حقاً بل أفتح في وسادتي نافذة أقفز منها إلى عالم آخر، ولكنه عالم لمْ يقطع صلته بعدُ مع الحياة والأبجدية.
أجل لقد أملى عليّ كابوس عشته خاتمة روايتي «يا دمشق وداعاً» وليست المرة الأولى التي يحدث لي فيها ذلك أدبياً.
البداية هيَ شهوة إلى لحظة تواصل
< كل أدباء العالم بدأوا شعراء! قولي لي كيف كانت بدايتك؟ ما الفن الإبداعي الذي يؤرخ للحظة حريتك؟ كيف صغتِ أبجدية هذه البداية التي هي إضافة للحياة... وتجميل العالم... ومكسب لخطى الإنسان الحالم؟
- الأمر أكثر بساطة من ذلك. كنت بحاجة إلى لغة أخاطب عبرها الأشجار، وأقول لها اسكتي قليلاً لأسمع بقية أصوات نباتات الغابة وأخاطب العصافير الثرثارة، وأمد جسراً إلى الذين أحبّهم والذين أكرههم. البداية شهوة إلى لحظة تواصل ودية أو عدوانية لا فرق! لا إضافة ولا عملية تجميل لعالم إبداعي لا تجدي معه لعبة الألعاب.
الكاتب الحقيقي لا يقول: نويت أن أكون شاعراً، بل ينزف حبر قلمه على الورقة وقد يكون شاعراً. وما أكثر السخاء بهذا اللقب النبيل، وذلك من نقاد لا يملكون حق إهدائه لمن لا يستحقون.
< الحرية هيَ كلمة السرّ في كلّ ما أخطّه
- تقولين في أحد حواراتك: «إن على الإنسان أن يكون حراً وحيداً حينما يحس أنه بحاجة إلى الآخرين ويقول كويلهو: «الحرية.. الحرية في أن تكون وحيداً» أهي لحظة الجلوس مع النفس أمْ مع الفكرة أمْ هي وضع لغة جديدة للعلم؟
- إنها لحظة تجاوز الذات أيضاً، لحظة الشعور بالمسؤولية قبل أن نشهر على العالم سيف الرفض أو رايات العناق أو لحظة اللامبالاة... الحرية هي أيضاً احتضان اللغة العتيقة للأسلاف: لا حرية للفرد إلا بالتواصل والحوار، وحتى روبنسن كروزو اخترع لغة للتواصل مع «جمعه» الذي التقاه في جزيرة توحده. الحرية في جزيرة روبنسن كروزو نقيض لرحلة السندباد، أكان ذلك بفشل أو بنجاح.. فالحرية هي أيضاً محاولة لاقتراف مصير آخر... والحرية هي كلمة السرّ في كل ما أخطه، فأنا واحدة من عشاق الحرية... الحبيب الوحيد الذي لم أخنه يوماً!
إنّني عاشقة للشعر
< أرجو ألا أكون مخطئاً إذا قلت: إن حياتك كلها شعر... وكذلك إبداعك بكلّ أنواعه... وأنتِ تفرحين شعراً... وتحزنين شعراً... وتعشقين... وتولدين شعراً أهو «ميتافيزياؤك وحدك؟ أم أن الشعر ميتا فيزياء الكيان الإنساني؟ ماذا أضاف لك الشعر أيضاً؟
- أعترف كطفل تم ضبطه متلبساً بلعق حلوى جدته التي أخفتها على الرف العالي من الخزانة وتسلق ظهر الخزانة ليصل إليها: أنا أعشق ولا أستطيع كبقية العشاق التعميم، فعقلي اللعين الصافي مليء بالشك حتى في لحظات الغرام. كل ما أستطيع قوله: إنني عاشقة للشعر، لكنني لا أستطيع إطلاق الأحكام على غير جنون قلبي، ولعل العصور الآتية ستخترع صيغاً إبداعية جديدة من الزواج مع زمن الإنترنت والكمبيوتر والصور التي تومض أمام العين راكضة مهرولة كبرق رصاصة قاتلة أو كومضة من عصر جديد مشع آت... أم تراه زمن الاكتئاب الإلكتروني؟ وهل من عصر قادر على تبديل «روح الشعر»؟
أطالعُ كلّ ما تطولهُ يدي
< أعرف أن الشعر استراحة الروح.. تذكرة السفر المخملي للاصطياف في عوالم لم تكتشف بعد؟ لِمنْ تقرئين حين تحزمين حقائب الروح ومتاع الأحلام إلى هذه الرحلة؟ وحين تثقل رأسك الرؤى والأسئلة؟ مَنْ شاعرك الأمثل؟ حدثيني!
- أنا قارئة «مخزية» إذ أطالع كل ما تطوله يدي.. ولا أرمي بأي نصّ مطبوع، لأنني أحبّ أنْ أحكمَ بنفسي، وكمْ أفرح حين أكتشف مبدعاً لمْ يعطهِ النقدُ حقّه لأسباب لا صلة لها بالإبداع، بل لعزوفه عن تسويق نصّه بالأساليب المتعارف عليها اليوم، أو لأنه تصادف أن صدر نصّه في التوقيت غير المناسب سياسياً / حزبياً... إلى آخره. وانشغل النقاد والقراء عنه بهموم أخرى تتهدد لقمتهم وحياتهم، وتاريخ أوطانهم... ومصالحهم الذاتية أيضاً.
في كلّ إبداعٍ إنسانيّ شحنة شعرية
< البعض يفضل أن يقرأك شاعرة... وهناك من يحفظ كتابك «أعلنت عليك الحب» عن ظهر قلب... وكثيراً ما وجدت في حقائب الأصدقاء «عاشقة في محبرة»... ماذا تقولين؟ أهو جواز مرورك إلى أرواحنا؟ هل يزعجك أن تقدمي في محفل ثقافي كشاعرة؟ وهل سيغضب أبطال «عيناك قدري» و«الرواية المستحيلة».. وهل الرهان على الشعر رابح... مضمون؟
- لا لن يغضب أبطال «عيناك قدري» و «ليلة المليار» و«القمر المربع»، بل يشرفهم ذلك ويسعدهم كما يسعدني. في المقابل لا أحبّ أن تنجح عاطفتي كعاشقة للشعر، بإفساد ذائقتي (المستقبلية)، وبالتالي ففي قلبي مكان ينتظر دائماً الصيغ الجديدة التي سيطلع بها عالمنا الأدبي المستقبلي للجيل الشاب الذي سيولد وأنا أحتضر... فالأدب العربي نهر إبداع ونحن قطرات فيه، ومن يتوهم أنه الشلال الأعظم إبداعاً أو السدّ الأخير فهو واهم... نهر العطاء محصلة نزف من تدفقوا فيه بالمحبة لا بالعدوانية، ولا بعشق الظهور بذريعة الشعر بين المتشاعرات والمتشاعرين، ثم إنه في كل إبداع إنساني (حتى لو كان علمياً) شحنة شعرية كثيفة. لحظة اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية في سقوط تفاحة من الشجرة هي لحظة شعرية بامتياز، ولحظة ركض أرخميدس عارياً من حوض الاستحمام وهو يصرخ «وجدتها» هي لحظة شعرية أيضاً لا علمية فقط. لكنني أميز دائماً بين مزاجي الخاص وحركة التاريخ الأدبي! أنا أعشق الشعر وتلك حكاية حب شخصية، لكنني أولاً أحترم الإبداع الآتي لا الماضي وحده والحاضر، وما من عطاء بلا انبثاق ممن شيد قبله. لا رهان مضموناً، لكنني أكرر: أيّ إبداع إنساني لا مفرّ له من شحنة شعرية بمعنى ما. يشرفني أن يجدني البعض شاعرة أكثر مني روائية، ويطالعني في «أعلنت عليك الحب» أكثر من مطالعته لروايتي «سهرة تنكرية للموتى» مثلاً.
لا أحد يلغي إبداعاً سبقهُ بلْ يضيفُ إليه
< يقولون إن أدب أمريكا اللاتينية الروائي استطاع أن يهيل التراب على ما أنتجه كلاسيكيو الرواية العالمية (همنغواي، وايلد، كولن ويلسن، تولستوي) وآخرون.. ما تعليقك على هذا القول؟ ما الذي يميز روائيي أمريكا اللاتينية؟ لماذا كل هذه الضجّة حول أدبهم؟ وكل هذه المساحة من الحديث في الصحافة العربية والعالمية؟ من منهم توقفتِ عنده كثيراً، وتهمك قراءته؟
- هذه مبالغات نقدية. كشعوب قديمة جداً، نعرف أنه ما من إبداع يهيل التراب على آخر، وخصوصية أدب ما ثراء إضافي للمكاسب الإنسانية. ولولا اختراع الدولاب لما كانت هناك سفينة فضاء... لا أحد يلغي إبداعاً سبقه، بل يضيف إليه، وإلى فضاء العطاء اللامتناهي الشاسع المنفتح لجديد آخر مستقبلي.
المبدع هو العصفور الوحيد الذي لا يحلق بجناحيه إذا لم تكنْ قدماهُ راسخة في التراب كجذور... ولذا تحلق عصافير كثيرة مختلفة في الفضاء من قارات أخرى وأزمنة متعددة. لسنا وحدنا في هذا الكون!
أكسجين الحرية غير متوافر في الفضاء العربي
< تقولين: «ومن دون حرية، لا يمكن أن يكون الإنسان مسؤولاً، وبالتالي لا يمكن إطلاق أيّ حكم أخلاقي عليه» في ظل ما نعيشه من قهر وظلم وتسلط اجتماعي وقبلي وسياسي... أي تعريف بقي لهذه الحرية؟ وأي أخلاق هذه في عصر صارت فيه الأخلاق نقيصة وتهمة..؟ زمن التجار والمرابين والأفاكين وأصحاب الأذهان التقليدية الصدئة؟ كيف تقدمين نفسك من خلال كلماتك وحروفك بلا حرية؟ وفي عالمنا هل تتوافر الحرية الكافية للمبدع؟
- نعيش في غابة من المقصات تطارد أجنحة عصافير تحلق على الرغم من أنف كل شيء... أكسجين الحرية غير متوافر عربياً كما ينبغي، ولكن طائر الإبداع يحلق... لدى المغامر المبدع. أما استشهادك بقولي: «بدون حرية لا يمكن أن يكون المرء مسؤولاً»، فأظنه جاء في نص لي بعنوان «المرأة بحاجة إلى حريتها كي تصنع بها فضيلتها «كتبته قبل ألف عام (ذاكرتي مع الأسف قوية جداً!!)، وكنت أتحدث على ما أذكر عن مظلومة المظلومين المرأة العربية التي تتعرض لقمع مضاعف مركب.
ولكننا جميعاً نعيش في دنيا من المقصات تتكاثر كالجراثيم، مقصات تاريخية ومحلية ومستوردة أو متأسلمة... ولكننا نصرّ على الطيران كما أصرّ عجوز همنغواي على صيد سمكته، وحين التهمتها بقية الأسماك كان الشيخ مهزوماً في تلك الرحلة، لكنه لم يقهر... نحن نهزم هنا وهناك ولا نقهر، بل نصمم غالباً على متابعة الرحلة بكبرياء.
نحتالُ على الموتِ بالكتابة
< «الموت لغز منيع... لغز غريب» هل تتفقين مع أندريه مورو في عبارته هذه؟ هل تخافين الموت؟ ما تعريفك له؟ ما سلاحك الأشد مضاء لمقاومته والانتصار عليه؟
- الموت «فيروس» يصيبنا لحظة ولادتنا ولا شفاء منه.. وبين شهقة الولادة وشهقة الاحتضار نعربد، وبعضنا يمشي في الأرض مرحاً، لكننا جميعاً، الطغاة و«العبيد» نعيش في صالة الترانزيت بانتظار النداء علينا لنركب الطائرة إلى كوكب آخر لم يعد منه أحد ليكتب «ريبورتاجاً» مصوراً عن مشاهداته.
الأشعار الجميلة والرديئة التي كتبها البشر، الموسيقى التي عزفها على البيانو شوبان وبيتهوفن وسواهما، هؤلاء جميعاً كانوا يعزفون في المقهى المجاور للمقبرة.
نحتال على الموت بالكتابة، نتوهم أن حياتنا ستستمر في مكتبات القراء الذين يحتضنون كتبنا، لكننا نعرف في قرارة أنفسنا أننا لن نكون هنا لنفرح بذلك... نحتال على الموت في لحظات الحب وندّعي أن «الأبدية لحظة حب»، وهو عنوان كتاب شعري لي، ولكن الأبدية ليست صناعة بشرية والعشاق كلهم، كما المبدعون والأشرار سيموتون، ولن يدهشني أن يقوم أحد بالانتحار خوفاً من الموت!
أخافُ مِنَ الخوف
< مم تخافين؟ أليس الخوف إحدى قواعد التطهير؟ أم ماذا؟ قولي لماذا الخوف؟ ونحن في كل كلمة وقصيدة وكتابٍ نصنع الحياة، نجملها نؤكد استمرارها! وفي كلّ عمل إبداعي نولدُ... ونعيشُ المزيد من الحياة؟
- أخاف من الخوف... وأموت قليلاً مع كل كتاب أنجزه وأودعه... وكل لقاء فاتحة فراق... وكل حبّ كبير مشروع ألم كبير... حين نصنع حياتنا بالكتابة قد نضمن أن نحيا عدة حيوات إضافية، وليس بالمعنى الزمني. نحن نستطيع إرجاع عقارب ساعاتنا إلى الوراء، لا ساعة الزمن! الموت حقيقة أعرفها منذ رحيل أمي وأنا طفلة، ولذا عاشرته طوال عمري وحاولت مصادقة موتي لعيش «المزيد من الحياة» كما تقول في تعبيرك الجميل... وربما لذلك لا أخافه كثيراً فقد ألفته... فأنا أعرف أن الخوف لن يلغي زيارته التفقدية لي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
نحتال على الموت بالإبداع.. ولكننا نولد لنموت!..
الحُبُّ المرضُ الوحيدُ الّذي يتعسنا الشفاءُ منهُ
< لو أردتِ أن تضعي تعريفاً بليغاً لـ «الحبّ، الحريّة، الوطن» ماذا تقولين؟ ما الشيء الذي لا لغة له يجمع بين الأقاليم الثلاثة؟
- لا تعريف بليغاً لهذه الكلمات. فهي تعني لكل شخص شيئاً مغايراً وقابلاً للتبدل لديه أيضاً. هذه كلمات ملتبسة نعرفها حين نعيشها كما تعرف النحلة الأزهار التي تتغذى من رحيقها لتغزل عسلها بنشوة العطاء. وكما تستدل الطيور على درب هجرتها دونما بوصلة. الحب مثلاً في نظري هو المرض الوحيد الذي يتعسنا الشفاء منه. (هذا في هذه اللحظة) وقد أقول شيئاً آخر غداً!
المدن المخيفة هي مدينتنا الشخصية الداخلية
< «سأصل مدناً يحتمل جداً أن تكون حقيقية» (إيتالو كالفينو)! ما رأيك في هذا القول؟ وهل هناك مدن حقيقية وأخرى غير حقيقية؟ ما الذي يجذبك في المدن التي تحبين؟ وما الذي يخيفك؟ هل المدن مكونة من رغبات ومخاوف فعلاً؟ حدثيني!
- المستشرقة الإيطالية المعروفة إيزابيلا كاميرا دافليتو شبهتني في دراسة لها كتقديم لأحد كتبي المترجمة إلى «الإيطالية» بكالفينو، لكن ذلك لا يعني أنني أوافقه على كل ما يقوله.
ماذا لو كان إيتالو كالفينو وكنت أنا أيضاً شخصية في رواية، شخصية وهمية يقذف بها ذلك المؤلف الغامض الكبير في ليل لندن وباريس وجنيف وروما ونيويورك ومدن أخرى لا تحصى عشتها في عمر ثري بالوحشة والتشرد؟ ماذا لو كنت أتحرر للحظات من ذلك المؤلف الكبير وأشعر بالخوف في المدن الكبيرة من آلاف النوافذ المصطنعة حولي مدججة ببشر بينهم ألفة ومودة أو كراهية، وتدور خلفها لحظات قتل وإجهاض وفرح وحب وفراق، وأنا غريبة وربما فقط بطلة في رواية لا أملك لمصيري شيئاً غير الوحشة!
ليست المدن هي المخيفة، بل مدينتنا الشخصية الداخلية!
سأنشر كلّ الأوراق التي كُتِبَت كرسائل حُبٍّ لي
< نشرتِ رسائل غسان كنفاني لكِ... هل كنتِ تؤسسين لأدب رسائل جديد؟ أم هي دعوة حميمية وشفافة للآخرين لأن ينشروا رسائلهم بجرأة ومن دون خوف؟ كيف واجهتِ الضجة الإعلامية التي صاحبت نشر الرسائل في تلك الأيام؟ ماذا تضيف رسالة المبدع إلى المبدع الصديق والحبيب أيضاً؟ لإبداعنا وأدبنا وثقافتنا؟
- نشرتها للأسباب كلها التي جاءت في سؤالك.
أما الضجة فقد واجهتها بأعصابي الباردة التي أنعم بها الخالق عليّ، وأستعين بها دائماً حين «تقوم القيامة» فوق رأسي لعمل ما أقدمت عليه. وسأنشر أيضاً عما قريب المزيد من الرسائل.
كلما احترقت أوراق جبرا إبراهيم جبرا مثلاً في حريق بيته خلال الحرب العراقية، ننوح عليها ونتأسف، ولم يقم أحد بتلبية مطالبتي بمؤسسة تحفظ أوراق المبدعين الخاصة بعد رحيلهم لننشرها حين ينتهي مفعولها (الفضائحي)... وريثما يتم ذلك سأنشر الكثير من الأوراق المبدعة الجميلة التي تصادف أنها كتبت في قالب رسائل حب لي أو صداقة لأدبي. راجع كتابي «محاكمة حب» وستجد أن معظم الذين «قامت قيامتهم» لنشري الرسائل لم يدافعوا عن غسان، بل عن ازدواجيتهم وكانوا قد كتبوا لي رسائل مشابهة هي بحوزتي، وشنوا عليّ «حرباً وقائية»، وبينهم من زعم الدفاع عن غسان وكان قد هاجمه شخصياً وسخر من كتبه خلال حياته. أنا أقوم بتعرية الرياء العربي ولا يخيفني دفع الثمن، لأن إعلان الحقيقة يعتبر اعتداء على «القبيلة».
ثمّة نقاد نثقُ بكلماتهم لكنّهم قلّة
< اسمحي لي أن نتحدث عن النقد! هل توجد حركة نقدية جادة مواكبة لإبداعاتنا؟ لماذا يتهم النقد في صحافتنا الثقافية دائماً بالتقصير أو المجاملة والتلميع... ومحاولة ترميم ما انهار من قامات ثقافية لم يعد لديها شيء تقوله؟ هل انتهى الحكم الصائب؟ مَنْ من النقاد يشغلك... وتثقين بنزيف أصابعه؟
- ثمة نقد جاد عميق ونقد سريع للحصول على الراتب ونقد قاس في محله... لا نستطيع التعميم، وبالذات حين نرصد الناقد العربي.
وقد تعرضت في حياتي الأدبية الطويلة المدى لأنواع النقد كافة، وأذكر لك على سبيل المثال: كاتب رواية نصف فاشل، لكنه يحتل موقعاً في الصحافة الأدبية. كتب مقالة يسيل منها الحسد الأدبي يوم أصدرت روايتي «بيروت 75» قلت لنفسي: الغيرة بين الأدباء شائعة، ثم فازت ترجمة كتابي «بيروت 75» في جامعة مرموقة في الولايات المتحدة بجائزة رفيعة، ولم يذكر الروائي «النويقد» كلمة من ذلك حتى في خبر صحيفته. بعدها فاز بالجائزة نفسها، لكنه أفرد للخبر أربع صفحات من الصحيفة مترجماً التقديم لكتابه. قلت لنفسي: لعله لم يكن يعرف قيمة الجائزة حين منحت لي والآن عرفها حين نالها. بعدها بعام شاءت المصادفات أن يفوز كتابي المترجم للإنجليزية «القمر المربع» بالجائزة ذاتها. وأهديته الكتاب للتأكد من أنه علم بالأمر. لكنه لم ينشر خبراً واحداً حول ذلك!! إنه النقد حين ينحط ويصير مطية الغيرة والمصالح الشخصية لكاتب ما. ولحسن حظ أدبنا العربي ذلك استثناء، وثمة نقاد تستطيع أن تثق بكلمتهم، لكنهم «قلة».
أنا واحدة من أيتام الحرية والعروبة
< يأخذ الحديث عن الهوية الثقافية حيزاً في ندواتنا.. وملتقياتنا ومؤتمراتنا الأدبية والفكرية والثقافية، قولي لي وسط هذا التمزق والفرقة وغياب مدن كاملة من الخريطة، وتراجع دور المثقفين القوميين، هل يمكن الحديث عن ثقافة عربية منافسة وتحقيق هوية ثقافية؟ ماذا تقترحين لتحقيق مثل هذه الهوية الغائبة والمغيبة؟
- إذا فرضنا جدلاً أن «مدناً كاملة زالت من الخريطة، كما تقول، لكنني لا أظنها غابت عن القلب وعن أبجدية المبدعين الذين يعيدون تعميرها في ذاكرة الجيل الشاب الحالي والآتي، صحيح أنني واحدة من أيتام الحرية والعروبة والمشاعر القومية التي تلغي تكرار (الفتنة الكبرى)، لكنني لن أفقد لحظات التفاؤل على الرغم من سطوه الظلام، والهوية الثقافية قد تحجبها السحب، ولكنها لا تغيب في آفاق قلوبنا وسطورنا.. وهذا التمزق الموسمي من شيمنا كعرب!
أهدي وردة بيضاءَ لكلّ مَنْ أحبَّ سطوري
< قراؤك يفوق عددهم عدد الحروف والكلمات التي ضمتها إبداعاتك الجميلة.. شعراً، وقصة، ورواية، وتأملات... ماذا تقولين لهم؟ وهم يقدمون لكِ مع كل خطوة إبداعية وردة، وشمعة، وموكباً صاخباً من الأمنيات بالمزيد من التفوق؟!
- لا أقول لهم كلمات شكر مهترئة، بل أنبض لهم بمحبة القلب وامتنانه، وأهدي وردة بيضاء سحرية لكلّ من أحبَّ سطوري، وأشعل شمعة فرح له/ لها في معابد قلبي... وأحاول أن أستمر في جنوني الكتابي من أجلهم، ومن أجلي أيضاً! .