إحياء الصَّواب المهجور

إحياء الصَّواب المهجور

عزيزي‭ ‬القارئ،‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬بالعدد‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬علماء‭ ‬اللغة‭ ‬بخدمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وقضية‭ ‬الصواب‭ ‬اللغوي،‭ ‬بعد‭ ‬استشراء‭ ‬اللحن‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وهأنذا‭ ‬أذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬مثالاً‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأعلام‭.‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬عصرنة‭ ‬اللغة‮»‬،‭ ‬كي‭ ‬تفي‭ ‬باحتياجات‭ ‬العصر،‭ ‬مع‭ ‬تفعيل‭ ‬الاشتقاق‭ ‬لتؤدي‭ ‬وظيفتها،‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ - ‬كما‭ ‬أراه‭ - ‬بإحياء‭ ‬الصواب‭ ‬المهجور،‭ ‬والذي‭ ‬أتناوله‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭.‬

فسأدرس‭ ‬في‭ ‬بحثي‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬أعلام‭ ‬التصحيح‭ ‬اللغوي‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العدناني،‭ ‬فنتوقف‭ ‬مع‭ ‬خلفيته‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬هيّأته‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي،‭ ‬لمقاومة‭ ‬اللحن‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وندرس‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أعماله‭ ‬المشهورة‭ ‬في‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي‭ ‬وهو‭:‬‭ ‬معجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة‭.. ‬لمحمد‭ ‬العدناني‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬خلفية‭ ‬محمد‭ ‬العدناني‭ ‬الثقافية‭ ‬واللغوية‭:‬

فقد‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1903م،‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬‭ ‬بفلسطين‭ ‬لأسرة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬لبناني،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أكمل‭ ‬تعليمه‭ ‬قبل‭ ‬الجامعي‭ ‬التحق‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬ودرس‭ ‬فيها‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬ثم‭ ‬غيّر‭ ‬مساره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرأ‭ ‬شعرًا‭ ‬وألقاه‭ ‬أمام‭ ‬أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭ ‬الذي‭ ‬طرب‭ ‬لشعره،‭ ‬واستحلفه‭ ‬أن‭ ‬يتحوّل‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الأدب،‭ ‬ووعده‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬أبًا‭ ‬روحيًا‭ ‬له‭. ‬واستجاب‭ ‬العدناني‭ ‬لطلب‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي،‭ ‬وقطع‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬وغيّر‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬فريد‭ ‬عبدالله‭ ‬خورشيد‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬العدناني‮»‬‭ ‬لأنه‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬خورشيد‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬عربيًا،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬تكنّى‭ ‬بكنية‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬نزار‮»‬‭.‬

ثم‭ ‬تخرّج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ببيروت‭ ‬عام‭ ‬1927م،‭ ‬وعمل‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬مدرسًا‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬ولكنه‭ ‬ترك‭ ‬التدريس،‭ ‬وتفرّغ‭ ‬للإنتاج‭ ‬الأدبي‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬سنة‭ ‬1948م‭. ‬وظل‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1981م‭.‬

أما‭ ‬معجمه،‭ ‬الذي‭ ‬طوّف‭ ‬الآفاق‭ ‬ونال‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬معجمات‭ ‬التصحيح‭ ‬اللغوي‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وأغزرها‭ ‬مادة؛‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬معجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬عام‭ ‬1973م،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬منه‭ ‬مقالات‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الأديب‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬ليشمل‭ ‬المعجم‭ ‬سبعًا‭ ‬وثمانين‭ ‬ومائة‭ ‬وألف‭ ‬مسألة‭ ‬لغوية،‭ ‬وقد‭ ‬وضّح‭ ‬العدناني‭ ‬مجمل‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة‭ ‬لديه‭ ‬بأن‭ ‬تلقف‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعجم‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬الخطباء‭ ‬ومذيعي‭ ‬الراديو‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬ومن‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬والكتب‭ (‬معجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة،‭ ‬ص5‭).‬

وقد‭ ‬انشغل‭ ‬العدناني‭ ‬بمعجمه‭ ‬أعوامًا‭ ‬طويلة،‭ ‬فيقول‭: ‬‮«‬شرعت‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬المعاجم‭ ‬منذ‭ ‬كنت‭ ‬طالبًا،‭ ‬ثم‭ ‬واصلت‭ ‬التحقيق‭ ‬والبحث‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭..‬‮»‬‭ (‬ص5‭).‬

قضى‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العدناني‭ ‬نحبه‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬ينفي‭ ‬عنها‭ - ‬ما‭ ‬استطاع‭ - ‬ما‭ ‬يشوبها‭ ‬من‭ ‬اللحن‭ ‬والخطأ،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬القديم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الاجتهاد‭ ‬النحوي‭ ‬واللغوي‭. ‬وتؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬مقولته‭ ‬الشهيرة‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬المجد‭ ‬اللغوي‭ ‬أقل‭ ‬قيمة‭ ‬من‭ ‬المجد‭ ‬السياسي‭ ‬للأمة‭ ‬الصاحية‭ ‬حديثًا‭ ‬من‭ ‬سباتها‭ ‬العميق‭ ‬كأمتنا‭ ‬العربية،‭ ‬لذا‭ ‬أنصح‭ ‬لجميع‭ ‬قادتنا‭ ‬أن‭ ‬يوجّهوا‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬الفصحى،‭ ‬والإقلال‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ ‬في‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع‭ ‬والمقروء‭ ‬والمسارح‭ ‬ودور‭ ‬الخيّالة‭ (‬السينما‭)‬،‭ ‬وضبط‭ ‬معظم‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلات‭ ‬بالشكل‭ ‬التام،‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬صحة‭ ‬اللغة‭ ‬ملكة‭ ‬لدى‭ ‬القرّاء‮»‬‭ (‬ص5‭).‬

 

طريقة‭ ‬العدناني‭ ‬في‭ ‬معجمه

نعني‭ ‬بها‭ ‬فن‭ ‬التنظيم‭ ‬الصحيح‭ ‬لسلسلة‭ ‬أفكاره‭ ‬العديدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬الطريقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التتبع‭ ‬والاستقصاء‭. ‬وطريقة‭ ‬الباحث‭ ‬هي‭ ‬الموجه‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬والحارس‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬والمقوّم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

أولاً‭: ‬إحاطته‭ ‬بالموضوع‭ ‬الذي‭ ‬يعالجه

للعدناني‭ ‬معجمان‭ ‬في‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي،‭ ‬وهما‭:‬

1-‭ ‬معجم‭ ‬الأغلاط‭ ‬اللغوية‭ ‬المعاصرة،‭ ‬2‭- ‬معجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة‭.‬

وسأكتفي‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬بطريقته‭ ‬في‭ ‬معجم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬طريقته‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬إحاطته‭ ‬بموضوعه‭ ‬واهتمامه‭ ‬بالتحقيق‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬طلبه‭ ‬العلم،‭ ‬وأنه‭ ‬اهتم‭ ‬بالأخطاء‭ ‬التي‭ ‬تلقفها‭ ‬من‭ ‬الأفواه‭ (‬انظر‭ ‬ص5‭) ‬وصححها‭.‬

وقال‭ ‬أيضًا‭: ‬‮«‬‭.. ‬وأملي‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قد‭ ‬أديت‭ ‬الرسالة‭ ‬اللغوية‭ ‬الأدبية،‭ ‬التي‭ ‬نذرت‭ ‬حياتي‭ ‬كلها‭ ‬لها،‭ ‬إرضاء‭ ‬لأمتي‭ ‬ولغتي‭ ‬وضميري‭ ‬وإيمانًا‭ ‬بأن‭ ‬وحدة‭ ‬أمتي‭ - ‬حين‭ ‬يقدّر‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ - ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إحدى‭ ‬دعائمها‭ ‬القوية،‭ ‬التي‭ ‬يشاد‭ ‬عليها‭ ‬حصنها‭ ‬المنيع‮»‬‭ (‬ص12‭).‬

وكان‭ ‬متواضعًا‭ ‬في‭ ‬أمله‭ ‬فلم‭ ‬يذكر‭ ‬أنه‭ ‬أحصى‭ ‬الأخطاء،‭ ‬بل‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬غاية‭ ‬الجهد‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬أشهد‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أدّخر‭ ‬وسعًا‭ ‬في‭ ‬اجتناب‭ ‬الخطأ،‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬المضنية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة،‭ ‬مردّدًا‭ ‬قول‭ ‬ابن‭ ‬الأثير‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬السائر‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬الفاضل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يغلط،‭ ‬بل‭ ‬الفاضل‭ ‬من‭ ‬يعد‭ ‬غلطه‮»‬‭ (‬ص12‭)‬‭.‬

وقد‭ ‬ألزم‭ ‬العدناني‭ ‬نفسه‭ ‬باثنين‭ ‬وعشرين‭ ‬ضابطًا،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ضابطان‭ ‬يتصلان‭ ‬بضبط‭ ‬الكلمات‭ ‬عامة‭ ‬والأعلام‭ ‬خاصة،‭ ‬وختمها‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬حاولت‭ ‬جهدي‭ ‬بلوغ‭ ‬الكمال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعجم،‭ ‬وهيهات،‭ ‬فالكمال‭ ‬من‭ ‬صفاته‭ ‬تعالى‭ ‬وحده،‭ ‬لذا‭ ‬أرجو‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أعلام‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭  ‬والمستشرقين‭ ‬توجيه‭ ‬انتباهي‭ ‬‭- ‬مشكورين‭ - ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يخيّل‭ ‬إليهم‭ ‬أنه‭ ‬خطأ‭ ‬لأذكر‭ ‬لهم‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تصويبها،‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬مخطئين،‭ ‬أو‭ ‬لأصحح‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬الطبعة‭ ‬الثانية‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬مصيبين‮»‬‭ (‬انظر‭ ‬ص8‭-‬ص12‭).‬

ثانيًا‭: ‬ميله‭ ‬إلى‭ ‬الاستدلال‭ ‬بالرأي

يميل‭ ‬العدناني‭ ‬في‭ ‬تأليفه‭ ‬إلى‭ ‬الاستدلال‭ ‬بالآراء‭ ‬اللغوية‭ ‬والرد‭ ‬عليها‭ ‬أحيانًا،‭ ‬ويذكر‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا،‭ ‬وهذا‭ ‬يُظهر‭ ‬شخصيته‭ ‬العلمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬نقاء‭ ‬العربية‭. ‬وحسبنا‭ ‬أن‭ ‬ننقل‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مما‭ ‬ألزم‭ ‬نفسه‭ ‬به،‭ ‬وجعله‭ ‬من‭ ‬ضوابطه‭.‬

ومن‭ ‬حسن‭ ‬أخلاقه‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬مع‭ ‬العلماء‭ ‬يقول‭ ‬العدناني‭: ‬

‮«‬‭.. ‬لم‭ ‬أذكر‭ ‬أسماء‭ ‬اللغويين‭ ‬والأدباء‭ ‬الذين‭ ‬خطَّأتهم،‭ ‬لأن‭ ‬الغاية‭ ‬هي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الصواب،‭ ‬لا‭ ‬التشهير،‭ ‬وفي‭ ‬المرات‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬فيها‭ ‬الاسم‭ ‬كنت‭ ‬مضطرًا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬إما‭ ‬لشهرة‭ ‬المؤلف،‭ ‬وإما‭ ‬لأن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والمؤلفين‭ ‬الذين‭ ‬جاءوا‭ ‬بعده‭ ‬قد‭ ‬تبنّوا‭ ‬رأيه‮»‬،‭ (‬ص9‭). ‬فلم‭ ‬يتّبع‭ ‬رأيًا‭ ‬لشهرة‭ ‬قائله‭ ‬أو‭ ‬مكانته،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬همّه‭ ‬العلم‭ ‬وما‭ ‬يقتنع‭ ‬به‭.‬

ثالثًا‭: ‬تحرّي‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬لدى‭ ‬العدناني‭:‬

عرف‭ ‬العدناني‭ ‬بالأمانة‭ ‬العلمية،‭ ‬وتحري‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬النقل،‭ ‬وعزو‭ ‬الأقوال‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬أخذ‭ ‬منها‭. ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬إلى‭ ‬أهم‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها،‭ ‬وحصرها‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬وستين‭ ‬مصدرًا،‭ ‬وذكر‭ ‬مراجع‭ ‬المعجم‭ ‬في‭ ‬آخره،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬المراجع‭ ‬التي‭ ‬يبدأ‭ ‬اسم‭ ‬مؤلفها‭ ‬بالهمزة‭ ‬تسعة‭ ‬ومائة‭ ‬مرجع‭.‬

فأحيانًا‭ ‬كان‭:‬

1-‭ ‬يذكر‭ ‬المصدر‭ ‬وحده،‭ ‬ولا‭ ‬يحدد‭ ‬الموضع‭ ‬الذي‭ ‬نُقل‭ ‬منه،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المصدر‭ ‬معجم‭ ‬من‭ ‬المعاجم‭ ‬المعروفة،‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬الألف‭: ‬عدد‭ ‬مذكر،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الصحاح،‭ ‬مفردات‭ ‬الراغب،‭ ‬ومختار‭ ‬الصحاح،‭ ‬والمصباح‭ ‬المنير،‭ ‬والتاج،‭ ‬ومتن‭ ‬اللغة‭.. ‬والوسيط‭..‬‮»‬‭ (‬ص26‭).‬

ومثل‭: ‬‮«‬ويقولون‭ ‬بتّ‭ ‬فلان‭ ‬في‭ ‬الأمر‭. ‬والصواب‭ ‬بتّ‭ ‬فلان‭ ‬الأمر،‭ ‬أي‭: ‬نواه‭ ‬وجزم‭ ‬به‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأساس‮»‬‭: ‬بتّ‭ ‬عليه‭ ‬القضاء،‭ ‬وبتّ‭ ‬النية‭: ‬جزمها،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬المحكم‮»‬‭: ‬بتّ‭ ‬الشيء‭ ‬يبُتَّهُ‭ ‬ويَبِتَّه‭: ‬قطعه‭ ‬قطعًا‭ ‬مستأصلاً‭..‬‮»‬‭. (‬ص34‭).‬

ومثل‭: ‬‮«‬ويخطئ‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬المنذر‭ ‬من‭ ‬يقول‭: ‬أسدل‭ ‬الشعر‭ ‬والثوب‭ ‬والستر،‭ ‬ويقولون‭ ‬إن‭ ‬الصواب‭ ‬هو‭: ‬سَدَلَها‭ ‬يسدلها‭ ‬أو‭ ‬يسدلها‭ ‬سدلا‭: ‬أرخاها‭ ‬وأرسلها‭ ‬فهي‭ ‬مسدولة،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬المصباح‮»‬‭ ‬أنكر‭ ‬جواز‭ ‬استعمال‭ ‬‮«‬أسدل‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬الصحاح‭ ‬والأساس‭ ‬اكتفيا‭ ‬بذكر‭ ‬‮«‬سدل‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬المحكم،‭ ‬واللسان،‭ ‬والقاموس،‭ ‬والتاج،‭ ‬والمد،‭ ‬والمتن،‭ ‬والوسيط‭ ‬أجازت‭ ‬استعمال‭ ‬الفعلين‭ ‬‮«‬سَدَلَ‮»‬‭ ‬و«أسدَلَ‮»‬‭ ‬كليهما‮»‬‭. (‬ص117‭).‬

ومثل‭: ‬يقولون‭: ‬‮«‬أصابته‭ ‬التُّخْمةُ‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الأكل‮»‬،‭ ‬والصواب‭: ‬‮«‬أصابته‭ ‬التُّخَمَةُ‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬لسان‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬العامة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬تُخْمَة‭..‬‭ ‬ويروي‭ ‬الصحاح‭.. ‬وقد‭ ‬أورد‭ ‬تاج‭ ‬العروس‭.. ‬ورأيه‭ ‬كرأي‭  ‬اللسان‭ ‬أن‭ ‬التُّخمة‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬العامة‮»‬‭ (‬ص265،‭ ‬وانظر‭ ‬ص78‭).‬

لقد‭ ‬مثلت‭ ‬سابقًا‭ ‬بمواد‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬المعجم‭ ‬ووسطه‭ ‬ومنتهاه،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يظن‭ ‬ظان‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬المصدر‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬ذكر‭ ‬المصادر‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬المعجم‭.‬

2-‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬وحده‭: ‬يكثر‭ ‬لدى‭ ‬العدناني‭ ‬الاكتفاء‭ ‬باسم‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬تعضيده‭ ‬للتصويب‭ ‬اللغوي‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الفقرة،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬ويخطئون‭ ‬من‭ ‬يسمي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مستدير‭ (‬حَلَقة‭)‬،‭ ‬ويقولون‭: ‬إن‭ ‬الصواب‭ ‬هو‭ (‬حَلْقَة‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬أبا‭ ‬يوسف‭ ‬قال‭: ‬‮«‬سمعت‭ ‬أبا‭ ‬عمرو‭ ‬الشيباني‭ ‬يقول‭: ‬ليس‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬العرب‭ ‬حلَقة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬قولهم‭: ‬هؤلاء‭ ‬قوم‭ ‬حَلَقةٌ‭ ‬للذين‭ ‬يحلقون‭ ‬الشَّعر‭ ‬جمع‭ ‬حالق،‭ ‬وقد‭ ‬أجاز‭ ‬كُراع،‭ ‬فابن‭ ‬سيده،‭ ‬فالزمخشري،‭ ‬فالمطرزي‭ ‬فاللحياني،‭ ‬فالفيومي،‭ ‬فادوردلين،‭ ‬فأحمد‭ ‬رضا،‭ ‬تسكين‭ ‬اللام‭ ‬وفتحها‭ ‬وأنا‭ ‬أوثر‭ (‬الحَلَقةُ‭) ‬بفتح‭ ‬اللام،‭ ‬لأنها‭ ‬فصيحة،‭ ‬ويتلفظ‭ ‬بها‭ ‬عامة‭ ‬الناس،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬تسكينًا‭ ‬للام‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الفصاحة،‭ ‬والجمع‭: ‬حَلَقٌ‭ ‬وحَلَقاتٌ،‭ ‬وأضاف‭ ‬الأصمعي‭ ‬جمعًا‭ ‬ثالثًا‭ ‬هو‭: (‬حِلَقٌ‭) (‬ص69،‭ ‬وانظر‭: ‬83‭ ‬مادة‭ ‬‮«‬خفي‮»‬‭)‬‭. ‬

بان‭ ‬لنا‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬المادة‭ ‬اللغوية‭ ‬من‭ ‬بدايتها‭ ‬إلى‭ ‬نهايتها‭ ‬استدل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬رأيه‭ ‬بأسماء‭ ‬الأعلام‭ ‬المؤلفين،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬اسم‭ ‬كتاب‭ ‬واحد‭. ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬معروف‭ ‬ومألوف‭ ‬في‭ ‬معاجم‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي،‭ ‬لأن‭ ‬ابن‭ ‬سيده‭ ‬مثلا‭ ‬له‭ ‬معجمان،‭ ‬هما‭: ‬المحكم‭ ‬والمخصص،‭ ‬وكذلك‭ ‬الزمخشري‭ ‬له‭ ‬المفصل‭ ‬والأساس،‭ ‬وهذا‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الالتباس‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬المصدر‭ ‬غالبًا‭.‬

3-‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يذكر‭ ‬المصدر‭ ‬والمؤلف‭ ‬معًا‭: ‬استقام‭ ‬في‭ ‬معجمه‭ ‬ذكر‭ ‬المصدر‭ ‬ثم‭ ‬المؤلف،‭ ‬وفي‭ ‬مرات‭ ‬أخرى‭ ‬يذكر‭ ‬العكس،‭ ‬المؤلف‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬المصدر،‭ ‬والأمثلة‭ ‬التالية‭ ‬توضح‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭: ‬قال‭ ‬العدناني‭: ‬‮«‬ويقولون‭: ‬القلب‭ ‬والدماغ‭ ‬والكبد‭ ‬من‭  ‬الأعضاء‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬والصواب‭: ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الرئيسة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬المحكم‭ ‬لابن‭ ‬سيده،‭ ‬والتاج‭ ‬للزبيدي،‭ ‬والطرائف‭ ‬للثعالبي،‭ ‬والإمتاع‭ ‬والمؤانسة‭ ‬لأبي‭ ‬حيان‭ ‬التوحيدي،‭ ‬مجمع‭ ‬البحرين‭ ‬للصاغاني،‭ ‬ومفاتيح‭ ‬العلوم‭ ‬للخوارزمي،‭ ‬والوسيط‭ ‬لمجمع‭ ‬القاهرة،‭ ‬ومدّ‭ ‬القاموس‭ ‬لإدور‭ ‬لاين‮»‬‭ (‬ص98‭).‬

فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬رقم‭ ‬98،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬التالية‭ ‬99‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬بذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬المصدر،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬قال‭ ‬الحريري‭ ‬في‭ ‬درّة‭ ‬الغواص‭ ‬‮«‬يقولون‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬مرآة‭: ‬مرايا‭.. ‬والصواب‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬فيها‭ ‬مراء‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬مراع‭.. ‬وكان‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬الحريري‭ ‬في‭ ‬مفرداته‭..‬‮»‬‭ (‬ص99‭)‬،‭ ‬وانظر‭: ‬مادة‭ (‬ركن‭) (‬ص107‭)‬،‭ ‬وانظر‭ ‬مادة‭ (‬رمي‭)‬،‭ (‬ص108‭)‬،‭ ‬ونراه‭ ‬أحيانًا‭ ‬يمزج‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬دون‭ ‬اتباع‭ ‬نسق‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المادة،‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مثلاً‭:‬

‮«‬‭.. ‬واكتفى‭ ‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬صحاحه‭ ‬بأن‭ ‬قال‭: (‬سائر‭ ‬الناس‭) ‬جميعهم‭. ‬وأيّده‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ابن‭ ‬الجواليقي،‭ ‬وحققه‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬برى‭ ‬في‭ ‬حواشي‭ ‬الدرة،‭ ‬وأنشد‭ ‬عليه‭ ‬شواهد‭ ‬كثيرة،‭ ‬وأورد‭ ‬أدلة‭ ‬ظاهرة،‭ ‬وانتصر‭ ‬لهم‭ ‬الشيخ‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬من‭ ‬مصنّفاته،‭ ‬وسبق‭ ‬إمام‭ ‬العربية‭ ‬أبوعلي‭ ‬الفارسي،‭ ‬وحذا‭ ‬حذوه‭ ‬ابن‭ ‬جني‭. ‬ولكن‭: ‬اللسان،‭ ‬والمحيط،‭ ‬والتاج،‭ ‬والقاموس،‭ ‬ومتن‭ ‬اللغة‭ ‬تجيز‭ ‬إطلاق‭ ‬كلمة‭ (‬سائر‭) ‬على‭ ‬الباقي،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭..‬‮»‬‭ (‬ص125‭). ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ (‬سائر‭) ‬وجدنا‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬المعلومة،‭ ‬كما‭ ‬تظهر‭ ‬لنا‭: - ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬فالمصدر‭ (‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬صحاحه‭).. - ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬فقط‭ (‬ابن‭ ‬الجواليقي‭.. ‬أبوعلي‭ ‬الفارسي‭.. ‬ابن‭ ‬جني‭). - ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬فقط‭ (‬اللسان،‭ ‬المحيط،‭ ‬التاج،‭ ‬مد‭ ‬القاموس‭..). ‬وأود‭ ‬أن‭  ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العدناني‭ ‬لا‭ ‬يتبع‭ ‬طريقة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬مادة،‭ ‬فقد‭ ‬يذكر‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬تالية،‭ ‬وفي‭ ‬المادة‭ ‬الثالثة‭ ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬المصدر،‭ ‬ولا‭ ‬تفسير‭ ‬عندي،‭ ‬فلدينا‭ ‬كتب‭ ‬مشهورة‭ ‬ذكرت‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬المؤلف‭ ‬واللقب،‭ ‬وهناك‭ ‬كتب‭ ‬نادرة‭ ‬أو‭ ‬مغمورة‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬عنها‭ ‬شيئًا،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اللبس‭.‬

رابعًا‭: ‬طريقة‭ ‬العدناني‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬المادة‭ ‬العلمية

حدّد‭ ‬العدناني‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬صنعه‭ ‬للمعجم،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬‭.. ‬تقوية‭ ‬الفصحى،‭ ‬والإقلال‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬والمسارح،‭  ‬ودور‭ ‬الخيّالة‭ (‬السينما‭) ‬وضبط‭ ‬معظم‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلات‭ ‬بالشكل‭ ‬التام،‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬صحة‭ ‬اللغة‭ ‬ملكة‭ ‬للقراءة‮»‬‭ (‬ص5‭).‬

وهناك‭ ‬هدف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬أردت‭ ‬بهذا‭ ‬المعجم‭ ‬تقليل‭ ‬الأغلاط‭ ‬التي‭ ‬يقترفها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أدبائنا،‭ ‬وتحبيب‭ ‬الفصحى‭ ‬إلى‭ ‬الناس،‭ ‬بإثبات‭ ‬صحة‭ ‬مئات‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬زعموا‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬العامة‮»‬‭ (‬ص12‭).‬

ومما‭ ‬نلحظه‭ ‬أن‭ ‬العدناني‭ ‬وضع‭ ‬مواده‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬المعجمية‭ ‬الحديثة،‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الحرف‭ ‬الأصلي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬مواد‭ ‬المعجم،‭ ‬كما‭ ‬اعتمد‭ ‬وضع‭ ‬الصواب‭ ‬عنوانًا‭ ‬لبحثه،‭ ‬وفلسف‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬وضع‭ ‬الصواب‭ ‬عنوانًا‭ ‬للبحث،‭ ‬لكي‭ ‬يأخذه‭ ‬نظر‭ ‬القارئ،‭ ‬ويبقى‭ ‬في‭ ‬ذهنه،‭ ‬وذكر‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬الشرح،‭ ‬متلوًا‭ ‬بذكر‭ ‬الصواب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬ليزداد‭ ‬رسوخًا‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬والذاكرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تكرار،‭ ‬لكي‭ ‬تختزن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬اختزانها‮»‬‭ (‬ص9‭).‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬الأغلاط‭ ‬حسب‭ ‬ترتيب‭ ‬المعاجم‭ ‬الحديثة،‭ ‬لكي‭ ‬يسهّل‭ ‬الرجوع‭ ‬إليها،‭ ‬مع‭ ‬دليل‭ (‬فهرست‭) ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬المعجم،‭ ‬يرشد‭ ‬المستشير‭ ‬المستعجل‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭.. ‬وأردفت‭ ‬ذلك‭ ‬الدليل‭ ‬بأسماء‭ ‬أشهر‭ ‬الأعلام‭ ‬الذين‭ ‬استشهدت‭ ‬بهم،‭ ‬وأسماء‭ ‬مؤلفاتهم‮»‬‭ (‬ص9‭).‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الطريقة‭ ‬ما‭ ‬تفرّد‭ ‬به‭ ‬العدناني‭ ‬في‭ ‬معجمه‭ ‬أنه‭ ‬حين‭ ‬يقرأ‭ ‬استعمالاً‭ ‬لأديب‭ ‬شهير،‭ ‬أو‭ ‬لغوي‭ ‬كبير،‭ ‬لم‭ ‬تذكره‭ ‬المعجمات‭ ‬العربية،‭ ‬يواصل‭ ‬البحث‭ ‬عنه،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬وجدت‭ ‬مصدرًا‭ ‬موثّقًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬يجيز‭ ‬استعمالها‭ ‬أيّدته،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬جميع‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجيز‭ ‬ذلك‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬مصدرًا‭ ‬واحدًا‭ - ‬أو‭ ‬مصدرين،‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬تقول‭ ‬بجواز‭ ‬استعمالها،‭ ‬ذكرت‭ ‬أنها‭ ‬خطأ‭ ‬يجب‭ ‬اجتنابه‮»‬‭ (‬ص11‭).‬

كما‭ ‬نلحظ‭ ‬لدى‭ ‬العدناني‭ ‬أنه‭ ‬يحب‭ ‬القياس،‭ ‬ولا‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الشذوذ‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬إن‭ ‬اضطر‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬الإقرار‭ ‬بفصاحة‭ ‬هذا‭ ‬الشاذ،‭ ‬ويتضح‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬عن‭ ‬جمع‭ (‬حاجة‭) ‬على‭ (‬حوائج‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خطأها‭ ‬الأصمعي،‭ ‬والحريري،‭ ‬والمنذر‭. ‬يقول‭ ‬العدناني‭: ‬‮«‬ولكنها‭ ‬إن‭ ‬شذت‭ ‬في‭ ‬القياس‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تشذ‭ ‬في‭ ‬السماع،‭ ‬وقد‭ ‬أوردها‭ ‬التهذيب،‭ ‬والصحاح‭ ‬والعين،‭ ‬واللسان،‭ ‬والتاج،‭ ‬والمصباح،‭ ‬والمتن،‭ ‬والمد،‭ ‬والقاموس،‭ ‬وكشف‭ ‬الطرة‭..‬‮»‬‭ (‬ص71‭).‬

كما‭ ‬نلحظ‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬خالف‭ ‬سنته،‭ ‬فحكم‭ ‬بخطأ‭ ‬الصواب‭ ‬أحيانًا،‭ ‬ورفض‭ ‬لغات‭ ‬عربية‭ ‬صحيحة،‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬اللغويين‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬ربما‭ ‬رفضوها‭ ‬تعنتًا‭ ‬أو‭ ‬وهمًا‭. ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مثلا‭ ‬أنه‭ ‬منع‭ ‬أهل‭ ‬عصره‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭: ‬نفس‭ ‬الرجل،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ويقولون‭: ‬جاء‭ ‬نفس‭ ‬الرجل‭. ‬والصواب‭: ‬جاء‭ ‬الرجل‭ ‬نفسه،‭ ‬لأن‭ ‬كلمتي‭ (‬نفس‭ ‬وعين‭) ‬إذا‭ ‬كانتا‭ ‬للتوكيد،‭ ‬وجب‭ ‬أن‭ ‬يسبقهما‭ ‬المؤكد،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬الضبط‭ ‬الإعرابي،‭ ‬وأن‭ ‬تضاف‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬ضمير‭ ‬مذكور‭ ‬حتمًا،‭ ‬يطابق‭ ‬هذا‭ ‬المؤكد‭ ‬في‭ ‬التذكير‭ ‬والتأنيث‭ ‬والإفراد‭ ‬والتثنية‭ ‬والجمع‮»‬‭ (‬ص252‭).‬

وقد‭ ‬استخدم‭ ‬صاحب‭ ‬اللسان‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ونفس‭ ‬الشيء‭: ‬ذاته،‭ ‬ومنه‭ ‬ما‭ ‬حكاه‭ ‬سيبويه‭ ‬من‭ ‬قولهم‭: (‬نزلت‭ ‬بنفس‭ ‬الجبل‭)‬‮»‬‭.  ‬ولاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬‮«‬لسان‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬يدحض‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬العدناني،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬أجاز‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭. ‬وصار‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬من‭ ‬التعبيرات‭ ‬الشائعة‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬المثقفين‭ ‬والخواص‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬اللغة‭.‬

وقد‭ ‬أشار‭ ‬د‭. ‬الطناحي‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬إلى‭ ‬طائفة‭ ‬من‭ ‬الألفاظ‭ ‬والتراكيب،‭ ‬رآها‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬التصحيح‭ ‬اللغوي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬الشائع،‭ ‬وبعد‭ ‬التحرّي‭ ‬والمراجعة‭ ‬ثبت‭ ‬له‭ ‬صوابها،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬ذلك‭: ‬وقال‭: ‬يخطئ‭ ‬بعضهم‭ ‬استعمال‭ ‬‮«‬النفس‮»‬‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬التوكيد،‭ ‬يريدون‭ ‬أنك‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬الشيء‭ ‬نفسه‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬تقول‭: ‬نفس‭ ‬الشيء‭. ‬وقد‭ ‬وجدت‭ ‬استعمال‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يخطئونه‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬سيبويه‭ ‬1‭/‬266‭ - ‬وحسبك‭ ‬به‭ - ‬وذلك‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬وتجري‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يستخفون‭ ‬بمنزلة‭ ‬ما‭ ‬يحذفون‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الكلام‮»‬،‭ ‬وقوله‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬2‭/‬379‭: ‬‮«‬وذلك‭ ‬قولك‭: ‬نزلت‭ ‬بنفس‭ ‬الجبل،‭ ‬ونفس‭ ‬الجبل‭ ‬مقابلي‮»‬‭.. ‬وقال‭ ‬ابن‭ ‬جني‭ ‬في‭ ‬الخصائص‭ ‬1‭/‬348‭: ‬‮«‬وإنما‭ ‬جاز‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬رجع‭ ‬إلى‭ ‬نفس‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬بل‭ ‬لقرينة‭ ‬انضمت‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬المعنى‭ ‬إلى‭ ‬أو‮»‬‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمال‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬جميعًا،‭ ‬وهو‭ ‬الخليل‭ ‬بن‭ ‬أحمد،‭ ‬شيخ‭ ‬العربية‭ ‬وشيخ‭ ‬سيبويه،‭ ‬وذلك‭ ‬قوله،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬العين‭ ‬8‭/‬117‭ ‬‮«‬والترباء‭: ‬نفس‭ ‬التراب‭..‬‮»‬‭.‬

 

المصادر‭ ‬التي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها‭ ‬

العدناني‭ ‬في‭ ‬معجمه

ذكر‭ ‬العدناني‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬وعددها‭ ‬ستة‭ ‬وستون‭ ‬مصدرًا،‭ ‬تشمل‭ ‬أمهات‭ ‬المعجمات‭ ‬العربية‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ (‬الصحاح‭)‬‭ ‬للجوهري،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالمعجم‭ ‬الوسيط‭ ‬لمجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كتب‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي‭ ‬قديمًا‭ ‬وحديثًا،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ (‬درة‭ ‬الغوّاص‭ ‬في‭ ‬أوهام‭ ‬الخواص‭) ‬للحريري،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بـ«قل‭ ‬ولا‭ ‬تقل‮»‬‭ ‬للدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬جواد،‭ ‬كما‭ ‬اعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬كتب‭ ‬النحو‭ ‬العربي،‭ ‬وبخاصة‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭ ‬للأستاذ‭ ‬عباس‭ ‬حسن‭.‬

وقد‭ ‬عقّب‭ ‬العدناني‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬المراجع‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الكلمات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعجم،‭ ‬ولم‭ ‬أذكر‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلات‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء،‭ ‬بحق‭ ‬أو‭ ‬بغير‭ ‬حق،‭ ‬لأن‭ ‬جميع‭ ‬الأزمنة‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المسرفين،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬التسامح‭ ‬اللغوي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التنطع‭ ‬اللغوي‮»‬‭ (‬ص18‭).‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬البيّن‭ ‬لدينا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يرتب‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬ترتيبًا‭ ‬هجائيًا،‭ ‬ولا‭ ‬بحسب‭ ‬زمن‭ ‬تأليف‭ ‬المصدر،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تاج‭ ‬العروس‮»‬‭ ‬للزبيدي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المصادر،‭ ‬أعقبه‭ ‬بذكر‭ ‬‮«‬لسان‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬لابن‭ ‬منظور‭ ‬ثم‭ (‬القاموس‭ ‬المحيط‭) ‬للفيروزآبادي‭. ‬يبدو‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬العدناني‭ ‬رتب‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬حسب‭ ‬عدد‭ ‬ورودها‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬وكثرة‭ ‬الرجوع‭ ‬إليها،‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬رتب‭ ‬المصادر‭ ‬كلها‭ ‬ترتيبًا‭ ‬علميًا‭ ‬سليمًا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المعجم‭ ‬بذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬الكتاب‭.‬

كما‭ ‬وضح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬العدناني‭ ‬نوّع‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬المصدر‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬المتن،‭ ‬فنجده‭ ‬يذكر‭ ‬المصدر‭ ‬كاملاً‭ ‬بذكر‭ ‬الكتاب‭ ‬والمؤلف‭ ‬ووظيفته‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يكتفي‭ ‬بواحد‭ ‬منها،‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مثلا‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬وقد‭ ‬ارتأى‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬رضا،‭ ‬صاحب‭ ‬‮«‬متن‭ ‬اللغة‮»‬‭ ‬وعضو‭ ‬المجمع‭ ‬العربي‭ ‬بدمشق‭ ‬أن‭ ‬نبقي‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الكنبة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نستعمل‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الوثاب‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬حميرية‭..‬‮»‬‭ (‬ص223‭).‬

وأحيانًا‭ ‬يعطي‭ ‬معلومات‭ ‬زيادة‭ ‬فيها‭ ‬الغموض‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬المصدر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬وقال‭ ‬الأزهري،‭ ‬النحوي‭ ‬الشهير،‭ ‬الذي‭ ‬شرح‭ ‬الأجرومية‭: ‬إن‭ ‬أهل‭ ‬اللغة‭ ‬والنحو‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬فتح‭ ‬شين‭ (‬عشرة‭) ‬في‭ ‬الأعداد‭ ‬المركبة‭ (‬11-19‭)..‬‮»‬‭ (‬ص170‭).‬

وتفسير‭ ‬ذلك‭ ‬لدينا‭ ‬أن‭ ‬المعجم‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة،‭ ‬وأنه‭ ‬جمع‭ ‬مقالات‭ ‬عدة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات،‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬النسق‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬ذكر‭ ‬المصدر‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬المعجم‭.‬

ومما‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬المصادر‭ ‬في‭ ‬معجم‭ ‬العدناني،‭ ‬أنه‭ ‬جمع‭ ‬أحيانًا‭ ‬بين‭ ‬المصدر‭ ‬ومختصره‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬قال‭ ‬الصحاح‭ ‬والمختار‭: ‬وقد‭ ‬يدخلون‭ (‬أن‭) ‬على‭ (‬كاد‭) ‬تشبيها‭ ‬بعسى‮»‬‭ (‬ص234‭). ‬والمعلوم‭ ‬أن‭ (‬المختار‭) ‬يراد‭ ‬به‭ ‬مختار‭ ‬الصحاح‭ ‬للرازي،‭ ‬وهي‭ ‬اختصارات‭ ‬لما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الصحاح‭ ‬الجوهري،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬وجدناه‭ ‬أحيانًا‭ ‬لدى‭ ‬العدناني‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ثم‭ ‬قول‭ ‬مختار‭ ‬الصحاح‭ ‬الذي‭ ‬اختصر‭ ‬فيه‭ ‬قول‭ ‬الصحاح‮»‬‭ (‬ص96‭)‬،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬عيبًا‭ ‬يؤخذ‭ ‬عليه،‭ ‬لأن‭ ‬مختار‭ ‬الصحاح‭ ‬لا‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬الصحاح،‭ ‬وغايته‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬غاية‭ ‬الصحاح‭.‬

ومما‭ ‬يؤخذ‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬العدناني‭ ‬أنه‭ ‬جعل‭ ‬عاطفته‭ ‬مصدرًا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬التفسير‭ ‬اللغوي‭ ‬للمادة‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬أراه‭ ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صهيون‮»‬‭ ‬‮«‬وقد‭ ‬تفاءلت‭ ‬حين‭ ‬وجدت‭ ‬حركة‭ ‬أول‭ ‬حرف‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬صهيون‮»‬‭ ‬بالكسر،‭ ‬وأوثر‭ ‬أن‭ ‬أجمعها‭ ‬جمع‭ ‬تكسير،‭ ‬فأقول‭ ‬‮«‬صهاينة‮»‬‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬‮«‬صهيونيين‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬الجمع‭ ‬الذي‭ ‬ارتآه‭ ‬صاحب‭ ‬‮«‬متن‭ ‬اللغة‮»‬‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬يجمعوا‭ ‬جمع‭ ‬سلامة،‭ ‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬نكسرهم‭ ‬في‭ ‬معركتنا‭ ‬المقبلة‭ ‬معهم،‭ ‬كما‭ ‬كسر‭ ‬أولهم‭ ‬‮«‬الصاد‮»‬،‭ ‬وكسّر‭ ‬جمعهم،‭ ‬وسيتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬لأن‭ ‬حاستي‭ ‬السادسة‭ ‬ما‭ ‬عوّدتني‭ ‬أن‭ ‬تكذبني‮»‬‭ (‬ص145‭). ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬يذكّرني‭ ‬بما‭ ‬فعله‭ ‬نابليون‭ ‬حين‭ ‬أعد‭ ‬العدة‭ ‬لغزو‭ ‬مصر،‭ ‬حين‭ ‬وجد‭ ‬شابًا‭ ‬يبكي‭ ‬تحت‭ ‬شجرة،‭ ‬فقال‭ ‬له‭: ‬ما‭ ‬يبكيك؟‭ ‬قال‭: ‬تأخرت‭ ‬محبوبتي،‭ ‬فقال‭ ‬نابليون‭: ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬الغزو،‭ ‬فقد‭ ‬تغلبت‭ ‬عليهم‭ ‬العاطفة‮»‬‭.‬

هذا،‭ ‬ونحب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬مهم،‭ ‬وهو‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬المعجم‭ ‬على‭ ‬مصادره،‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬نسق‭ ‬واحد،‭ ‬فنراه‭ ‬أحيانًا‭ ‬يذكر‭ ‬المصدر‭ ‬والصفحة‭ ‬مع‭ ‬المؤلف،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬يكتفي‭ ‬بذكر‭ ‬أحدهما،‭ ‬ونكتفي‭ ‬هنا‭ ‬بذكر‭ ‬مثالين‭:‬

‭- ‬كتاب‭ ‬‮«‬النحو‭ ‬الوافي‮»‬‭ ‬للأستاذ‭ ‬عباس‭ ‬حسن‭.‬

لقد‭ ‬أفاد‭ ‬العدناني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬معجمه،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬ذكره‭ ‬بصورة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السابقة‭ ‬عليها‭ ‬واللاحقة‭ ‬لها‭. ‬من‭ ‬ذلك‭:‬

‭- ‬قال‭ ‬العدناني‭: ‬‮«‬‭.. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬النحو‭ ‬الوافي،‭ ‬في‭ ‬المجلد‭ ‬الرابع،‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬484‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭: ‬أما‭ ‬ضبط‭ ‬‮«‬الشين‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬عشرة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬المفرد،‭ ‬ففيه‭ ‬لغات‭.. ‬وجاء‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬486‭ ‬من‭ ‬المجلد‭ ‬الرابع‭ ‬أيضًا‭ (‬ص170‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬‭.. ‬لأن‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬العرب‭ ‬استعملت‭ ‬صيغة‭ ‬‮«‬أفعال‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكثرة‭ ‬أيضًا،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬القلة‭ ‬أكثر‮»‬‭ (‬ص68‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬‭.. ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬يوردها‭ ‬صاحب‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭ ‬عن‭ ‬حروف‭ ‬الحر‭ (‬راجع‭ ‬المجلد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬401‭-‬501‭)..‬‮»‬‭ (‬ص113‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬‭.. ‬وأجاز‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭ ‬أن‭ ‬نجمع‭ ‬كل‭ ‬اسم‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬‮«‬فَعْل‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬عينه‭ ‬واوًا،‭ ‬على‭ (‬أفعال‭) ‬و‭(‬فعول‭)..‬‮»‬‭ (‬ص253‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬أيّد‭ ‬عباس‭ ‬حسن‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬71‭ ‬من‭ ‬المجلد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬موسوعته‭ (‬النحو‭ ‬الوافي‭) ‬رأي‭ ‬الفارسي‭...‬‮»‬‭ (‬ص222‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬ويرى‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭ ‬أن‭ ‬المررة‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬فَعَلَة،‭ ‬هي‭ ‬جمع‭ ‬تكسير‭ ‬مقيس‭..‬‮»‬‭ (‬ص235‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬وقال‭ ‬النحو‭ ‬الوافي‭: ‬إن‭ ‬الفعل‭ ‬المضارع‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬دائمًا‭ (‬تقريبًا‭) ‬في‭ ‬خبر‭ ‬أفعال‭ ‬المقاربة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسبوقًا‭ ‬بـ«أن‮»‬‭ ‬المصدرية،‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬أوشك‮»‬،‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬كاد‮»‬‭..‬‮»‬‭ (‬ص222‭).‬

‭- ‬وقال‭: ‬‮«‬ويرى‭ ‬الأستاذ‭ ‬عباس‭ ‬حسن،‭ ‬عضو‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬ومؤلف‭ ‬‮«‬النحو‭ ‬الوافي‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجلد‭ ‬الثالث‭ ‬صفحة‭ ‬183‭ ‬أن‭ ‬المصدر‭ ‬الصناعي‭ ‬اسم‭ ‬جامد‭ ‬مؤول‭ ‬بالمشتق،‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬يتعلق‭ ‬به‭ ‬شبه‭ ‬الجملة،‭ ‬ويصح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نعتًا‭ ‬وحالاً‭.. (‬ص224‭).‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬العدناني‭ ‬لم‭ ‬يعرض‭ ‬هذا‭ ‬المصدر‭ ‬الواحد‭ ‬بطريقة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬وجدنا‭ ‬تغايرًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬نراه‭ ‬قد‭ ‬اكتفى‭ ‬باسم‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬مرة،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬ذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬والكتاب،‭ ‬وفي‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬زاد‭ ‬المجلد‭ ‬والصفحة،‭ ‬وفي‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬وظيفة‭ ‬علمية‭ ‬للمؤلف‭ ‬وهي‭ (‬عضو‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬بالقاهرة‭).‬

فإذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬مصدرًا‭ ‬آخر‭ ‬تكرر‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعجم،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة‮»‬،‭ ‬نراه‭ ‬أيضًا‭ ‬لم‭ ‬يذكره‭ ‬بطريقة‭ ‬واحدة،‭ ‬وإنما‭ ‬راعى‭ ‬الجانب‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ (‬من‭ ‬الملكية‭ ‬والجمهورية‭) ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يوحّد‭ ‬المصدر،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬أضاف‭ ‬دورة‭ ‬المجمع‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬فيها‭ ‬الأساليب‭ ‬المطروحة‭. ‬وهذه‭ ‬بعض‭ ‬مقولاته‭:‬

‭- ‬قال‭: ‬‮«‬أجاز‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثانية‭ ‬والثلاثين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬أن‭ ‬يصاغ‭ ‬أفعل‭ ‬التفضيل‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وصف‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬أفعل‭ ‬فعلاء‭ (‬ص45‭).‬

‭- ‬قال‭: ‬‮«‬ولكن‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الملكي‭ (‬مجمع‭ ‬فؤاد‭ ‬الأول‭)‬،‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬الميكروسكوب‭ ‬اسم‭ (‬مجهر‭)‬‮»‬‭ (‬ص58‭).‬

‭- ‬وقال‭ ‬أيضًا‭: ‬‮«‬ولقد‭ ‬أطلق‭ ‬مجمع‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬الجدول‭ ‬194‭ ‬كلمتي‭ ‬مردس‭ ‬أو‭  ‬مرداس‭ ‬على‭ ‬الآلة‭ ‬التي‭ ‬تدك‭ ‬بها‭ ‬الطرق‭ ‬المرصوفة‭ ‬بالحجارة،‭ ‬وهي‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬بالمحدلة،‭ ‬وفي‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬بـ«وابور‭ ‬الزلط‭..‬‮»‬‭ (‬ص62‭).‬

‭- ‬قال‭: ‬‮«‬‭.. ‬أما‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬فقد‭ ‬أجاز‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬كلمة‭ (‬الدولاب‭) ‬على‭ ‬خزانة‭ ‬الثياب‮»‬‭ (‬ص93‭).‬

‭- ‬وقال‭ ‬كذلك‭: ‬‮«‬‭.. ‬وقد‭ ‬أطلق‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬الملكي‭ ‬بمصر‭ ‬في‭ ‬الجدول‭ ‬رقم‭ ‬200‭ ‬المبدعة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تلبسه‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬عملها‮»‬‭ (‬ص110‭).‬

ولقد‭ ‬أفادني‭ ‬العدناني‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬في‭ ‬تصويباته‭ ‬كثيرًا،‭ ‬بخاصة‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط،‭ ‬الذي‭ ‬ألفه‭ ‬المجمع،‭ ‬ظل‭ ‬يتابع‭ ‬أعمال‭ ‬المجمع،‭ ‬وأبدى‭ ‬سعادته‭ ‬بإخراج‭ ‬الطبعة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬تفوز‭ ‬الطبعة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط‭ ‬بموافقة‭ ‬مجمع‭ ‬القاهرة‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬كلمة‭ (‬الطباشير‭)‬‮»‬‭ (‬ص152‭).‬

كما‭ ‬أكّد‭ ‬احترامه‭ ‬للمجمع‭ ‬وقراراته،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬وأنا‭ ‬أقترح‭ ‬على‭ ‬مجمعنا‭ ‬المحترم‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬الفعل‭ ‬المتعدي‭ (‬لغم‭) ‬إلى‭ ‬معجمه‭.. ‬واقترح‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬معجمنا‭ ‬النشيط‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬لُغم‮»‬‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬‮«‬لغم‮»‬،‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬التركية‭ ‬مضمومة‭ ‬الأول‭ ‬ساكنة‭ ‬الثاني‮»‬‭ (‬ص229،‭ ‬وانظر‭ ‬المدمة‭ ‬ص17‭).‬

2-‭ ‬متابعة‭ ‬العدناني‭ ‬من‭ ‬سبقه‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي‭:‬

يبدو‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬مواد‭ ‬المعجم‭ ‬أن‭ ‬مؤلفه‭ ‬الأستاذ‭ ‬العدناني‭ ‬قد‭ ‬اطلع‭ ‬على‭ ‬مؤلفات‭ ‬التصويب‭ ‬اللغوي‭ ‬التي‭ ‬سبقته،‭ ‬وأفاد‭ ‬منها،‭ ‬ونقد‭ ‬بعضها،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المؤلفات‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادره،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭:‬

1‭- ‬أخطاء‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬ألفاظ‭ ‬العلوم‭ ‬الزراعية

    ‬والنباتية‭ ‬لمصطفى‭ ‬الشهابي‭ ‬رئيس‭ ‬المجمع‭ ‬

    ‬العلمي‭ ‬العربي‭ ‬بدمشق‭.‬

2‭- ‬تذكرة‭ ‬الكاتب‭ ‬لأسعد‭ ‬داغر‭.‬

3‭- ‬دُرة‭ ‬الغواص‭ ‬في‭ ‬أوهام‭ ‬الخواص‭ ‬للحريري‭.‬

4‭- ‬قل‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬للدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬جواد‭.‬

5‭- ‬الكتابة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لزهدي‭ ‬جادالله‭.‬

6‭- ‬لغة‭ ‬الجرائد‭ ‬للشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬اليازجي‭.‬

7‭- ‬معجم‭ ‬متن‭ ‬اللغة‭ ‬للشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬رضا،‭ ‬

    ‬عضو‭ ‬المجمع‭ ‬العلمي‭ ‬العربي‭ ‬بدمشق‭.‬

8-‭ ‬المنذر‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬أغلاط‭ ‬الكتاب،‭ ‬لإبراهيم‭ ‬المنذر‭.‬

9‭- ‬نظرات‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والأدب‭ ‬للشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬الغلاييني‭.