عزيزي القارئ

عزيزي القارئ
        

إعلام جديد

          تثبت التجربة يومًا بعد آخر، مدى قدرة الإعلام المُغرض على فرض الصور النمطية، وتزييف الحقائق، وإشاعة الأساطير، فضلاً عن عدم امتلاكه القيم التي تبني المجتمعات.

          ويكشف رئيس التحرير في حديثه الشهري، من خلال عدة نماذج، كيف أصبح ذلك الإعلام - أخيرا - بين سندان التوجيه، ومطرقة المصداقية، سواء عبر الفضائح التي هزت عرش إمبراطورية مردوخ الإعلامية، أو ردة الفعل المخيبة لآمال متابعي الأحداث العربية التي حركت وجه بلدان المنطقة.

          إن السؤال الذي يطرحه حديث الشهر هو: هل كانت الانتفاضات العربية سببًا في استعادة الإعلام العربي المرئي والمكتوب دوره الحقيقي في إعلام وتنمية الوعي الجماهيري العربي، أم أنه يحتاج بدوره إلى انتفاضات جماهيرية ونخبوية لكي يستعيد دوره الحقيقي؟

          ويبدو أن المحك لا يزال قائمًا أمام الإعلام، في ظل سعي الفلسطينيين هذا الشهر لإعلان دولتهم من فوق المنبر نفسه الذي وافق على إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض مغتصبة نازعًا حقوق شعبها لأكثر من ستة عقود. وهو ما يطرح سؤالاً ثانيا حول مصير تلك الدعوة التي بدأت الدول الغربية ذاتها تعترف بحق فلسطين الشرعي والطبيعي في دولة آمنة لها حقوقها السيادية على أرضها. ولعل ملف «العربي» المخصص لقراءة الحقوق التاريخية والآمال الراهنة يمكن أن يقدم بعض الإجابات.

          وفي سلسلة ملفاتها لأعلام العرب والعالم، تخصص «العربي» زاويتين، الأولى تستقرئ صورة زعيم راحل، هو جمال عبد الناصر، على شاشة السينما العربية، والثانية تقدم رؤية وافية لمؤرخ كبير هو عبد العزيز الدوري.

          إن طرح تلك النماذج المضيئة في تاريخ النضال والفكر مهمة أساسية للإعلام الثقافي، كي تضيء مناطق باتت معتمة أمام الأجيال الجديدة.

          سفران تحتفي بهما «العربي»، الأول إلى مدينة أصيلة على المحيط الأطلسي بالمملكة المغربية، لكي توثق لاحتفال مؤسسة منتدى أصيلة بدولة الكويت ضيف شرف للدورة الـ 33 من موسمها الثقافي الدولي، ولم تكن الكويت حاضرة بإعلامها وحسب، بل بأعلامها وفنونها وثقافتها المتنوعة التي حظيت بمتابعة عربية وعالمية.

          أما السفر الثاني فكان إلى مدينة قازان على نهر الفولجا وهي تحتفل بمرور 125 عامًا على ميلاد شاعر القومية التتري عبدالله طوقاي. إن احتفاء «العربي» بثقافة الآخر ليجسد وجهًا لا يغيب عنها منذ تأسيسها في ديسمبر 1958م.

          كما أن القراءات الأخرى التي تدعوكم لها «العربي» بين العلوم والفنون والآداب، قد تجسد حصاد شهر من التحضير، إلا أنها تمثل عمرًا من التجربة لدى مبدعيها في العالم العربي والعالم لتقديم الجيد، والجديد أيضًا.

 

 

المحرر