العام الدولي للضوء

العام الدولي للضوء

وافقت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬هي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬للضوء‭ ( ‬IYL-2015‭)‬‭,‬‭ ‬وأن‭ ‬الأمير‭ ‬أندرو،‭ ‬دوق‭ ‬يورك‭ ‬هو‭ ‬راعي‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭. ‬كما‭ ‬أيد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتحادات‭ ‬العلمية‭ ‬الدولية‭ ‬والمجلس‭ ‬الدولي‭ ‬للعلوم‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬ويدار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجنة‭ ‬التوجيه‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يعقدها‭ ‬جون‭ ‬دادلي‭ ‬John M‭. ‬Dudley،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الفيزيائية‭ ‬الأوربية،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬برنامج‭ ‬اليونيسكو‭ ‬الدولي‭ ‬الأساسي‭ ‬للعلوم‭ (‬IBSP‭) ‬والأمانة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عبدالسلام‭ ‬الدولي‭ ‬للفيزياء‭ ‬النظرية‭ (‬ICTP‭)‬،‭ ‬التابع‭ ‬لليونيسكو‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى‭. ‬

السنة الدولية للضوء هي «مبادرة عالمية اعتمدتها الأمم المتحدة لرفع مستوى الوعي بأهمية ومنجزات علم الضوء والتقنيات البصرية والتطبيقات لفائدة البشرية، وتعزيز التنمية المستدامة وتوفير حلول للتحديات العالمية في مجالات الطاقة والتعليم والزراعة والاتصالات والصحة. وكذلك لبيان الدور المحوري للضوء في العالم الحديث والاكتشافات في مجال الاتصالات البصرية. وسينشأ عن العام الدولي للضوء منتدى من العلماء والمهندسين والفنانين والشعراء وآخرين، حيث سيتفاعلون سواء بعضهم مع بعض أو مع الجمهور، وذلك لمعرفة المزيد عن طبيعة الضوء، والكثير من تطبيقاته، ومناقشة دوره في حياتنا وثقافتنا».

عقد الافتتاح الأولي في مقر اليونيسكو في باريس في 19-20 يناير من هذا العام (2015)، حيث استمتع أكثر من ألف مشارك على مدى يومين كاملين بالعروض المبهرة ومحادثات الرؤية خلال برنامج مراسم الافتتاح. كما سيكون للمشاركين في جمعية البصريات الأمريكية (OSA) أثناء اجتماعهم الشتوي هذا العام فرصة التمتع بمعرض للرسوم الضوئية التي يقدمها التحالف العالمي للرسم بالضوء (Light Painting World Alliance LPWA). واللوحة الضوئية هي شكل من أشكال الفن وُلد في عصر التكنولوجيا، حيث يستطيع الرسام عمل صور خيالية عن طريق التلاعب في كمية الضوء والبيئة المادية، ومن خلال استخدام مصادر مختلفة للضوء، مثل مصادر الضوء من البطاريات البسيطة، وأشعة الليزر ومصابيح LED.

على هذا ستكون السنة الدولية للضوء عام 2015 فرصة للاحتفال بقوة جمال الخيال البشري وجماله، وكيف مكنتنا التكنولوجيا من توسيع الإمكانات الفنية والعملية الإبداعية. وكما قال رئيس الجمعية الفيزيائية الأوربية «من الأهمية بمكان أن تستمر العقول الشابة اللامعة وأن تنجذب إلى البصريات والضوئيات من أجل ضمان استمرار الجيل القادم من المهندسين والمبدعين في هذا المجال».

تم في الافتتاح إزاحة الستار عن منظمة «1001 اختراع»، وهي منظمة تعليمية دولية حازت جائزة مخصصة لتعميم تاريخ العلوم والتكنولوجيا في الحضارة الإسلامية خلال الفترة المعروفة باسم العصر الذهبي. تنتج المنظمة البرامج التعليمية العالمية وتقيم المعارض الحاصلة على جائزة، وتقدم العروض الحية، والأفلام القصيرة والكتب والمصادر التعليمية لأكثر من 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولها قاعدة جماهيرية في العالم تقدَّر بأكثر من 70 مليون نسمة. كما تقوم منظمة «1001 اختراع» بحملة دولية للعالم ابن الهيثم. على أن تستمر فعاليات السنة الدولية للضوء طوال العام، حيث تتكون من الأنشطة المنسقة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وكجزء من الحملة الدولية، سيقيم اليونيسكو معرضاً ومؤتمراً، يعقد في 14 سبتمبر المقبل، بعنوان «العصر الذهبي الإسلامي للعلوم لمجتمع المعرفة القائم». 

سيتم الاحتفال خلال ( IYL-2015) بأكثر من محطة ومناسبة:

• الذكرى الألفية على بصريات ابن الهيثم, 1015.

• مرور مائتي عام على مفهوم الضوء كموجة التي اقترحها فريسنل، 1815.

• مرور 150 عاماً على نظرية الكهرومغناطيسية وانتشار الضوء التي اقترحها ماكسويل، 1865.

• مرور مائة عام على نظرية أينشتاين في علم الكونيات من خلال النسبية العامة، 1915.

• مرور مائة عام على حصول كل من السير وليام هنري براج ونجله السيد وليام لورانس براج على جائزة نوبل في الفيزياء، لجهودهما في تحليل التكوين البلوري باستخدام الأشعة السينية.

• مرور 50 عاماً على اكتشاف الخلفية الكونية من الموجات الميكروية التي كتبها Penzias وويلسون، وإنجازات تشارلز كاو بشأن نقل الضوء في الألياف للاتصالات البصرية، 1965.

ويشارك في احتفاليات العام الدولي للضوء كل من: اليونيسكو، النقابات، المؤسسات التعليمية والبحثية، ومنصات التكنولوجيا، والشركاء من القطاع الخاص، كما تشارك الجمعيات العلمية التالية:

• الجمعية الفيزيائية بإفريقيا

 African Physical Society

• أكاديمية غانا للفنون والعلوم

 Ghana Academy of Arts and Sciences

• اللجنة الدولية للبصريات

 International Commission for Optics

• الاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية International Union for Pure and Applied Physics

• الأكاديمية الروسية للعلوم

 Russian Academy of Sciences

• معهد نيوزيلندا للفيزياء

 New Zealand Institute of Physics

• الجمعية الملكية لنيوزيلندا

 Royal Society of New Zealand

• الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك National Autonomous University of Mexico

 

الضوء‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية

الضوء، شأن يخصنا جميعاً، فبفضله نرى الأشياء. ويلعب الضوء دوراً حيوياً في حياتنا اليومية. لقد درس العلماء الضوء لمئات السنين. إن ألوان قوس قزح ليست سوى جزء صغير من موجات الضوء، الذي يطلق عليه الطيف الكهرومغناطيسي، الذي يشمل مجموعة متنوعة من الأطوال الموجية، من أشعة جاما إلى الراديو، بما في ذلك الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء. حتى لو كنا لا نستطيع أن نرى الطيف الكهرومغناطيسي كله، فإن موجات الضوء المرئي وغير المرئي هي جزء من حياتنا اليومية. تستخدم المجاهر لمشاهدة الأشياء الصغيرة جداً التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، كما تستخدم التلسكوبات لتساعدنا على رؤية الأشياء البعيدة في الفضاء من أجل عرض الكون وفهمه. وأيضاً، من خلال عملية التمثيل الضوئي، نجد أن الضوء هو أصل كل الحياة. كما أن التقنيات الضوئية توفر أدوات جديدة للأطباء والجراحين والتطورات الجديدة في البصريات وعلوم الرؤية تحسن نوعية الحياة، وتستخدم تكنولوجيات الضوء كل يوم في التشخيص الطبي بطرق، في كثير من الأحيان، لا دراية لنا بها.

لقد أحدثت تقنيات الضوء ثورة في الطب، وفتحت الاتصالات الدولية عبر الإنترنت، وتستمر لتكون محوراً لربط الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمع العالمي. لقرون عدة يتجاوز الضوء كل الحدود، وهو موضوع كبير لتحفيز التعليم. ففي جميع أنحاء العالم، يجري العلماء والمهندسون والفنيون أحدث الأبحاث العلمية لاستخدامات الضوء. كما يتم تدريس علم الضوء بنشاط في فصول المدارس. 

تدعم تقنيات الضوء الحياة اليومية، من شاشات LCD في التلفزيون والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى الأجهزة الطبية التي تستخدم تكنولوجيا الإضاءة إلى شبكة الإنترنت. إن الألياف البصرية هي المادة الرئيسة لشبكة الإنترنت في جميع أنحاء هذا الكوكب، وكابلات الألياف البصرية تساعد الناس على التواصل وتحمل الأطنان من المعلومات.

الضوء في كل مكان. في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية (ماسحات الباركود Barcode Scanners، ومشغلات DVD، والتحكم عن بُعد في التلفزيون)، والاتصالات (الإنترنت)، والصحة (جراحة العيون، والأجهزة الطبية)، والصناعة التحويلية (القطع بالليزر) والدفاع والأمن (كاميرات الأشعة تحت الحمراء، والاستشعار عن بُعد)، والترفيه (التصوير الثلاثي الأبعاد، عروض الليزر)... إلخ. وتستخدم خصائص الموجات والفوتونات لاستكشاف الكون، وعلاج الأمراض، وحتى في حل ألغاز الجرائم. 

كان اختراع الليزر اكتشافاً بالغ الأهمية في القرن العشرين، حيث تستخدم أشعة الليزر في البحث، وكذلك في التطبيقات اليومية. من خصائص بعض أجهزة الليزر التوجيه الجيد، ويكون الشعاع لامعاً جداً وله لون محدد للغاية. البعض الآخر له خصائص مختلفة، مثل نبضات قصيرة للغاية. الميزة الرئيسة في أشعة الليزر هي أن الضوء يكون محدداً بطريقة جيدة جداً ومستنسخ، على عكس مصادر الضوء العادية مثل الشمس أو المصباح. إن استخدامات الليزر العديدة تنبع من خصائصه الفريدة.

 كان تشارلز كامبل Charles Campbell وتشارلز كوستر Charles Koester من أوائل من دمروا ورماً في الشبكية باستخدام شعاع ليزر من الياقوت في عام 1961، وكان ذلك أول استخدام طبي لأشعة الليزر، وفي عام 1971 ظهرت طابعات الليزر, وفي عام 1974 ظهرت ماسحات الباركود، وفي عام 1981 حصل نيكولاس بلومبرجن Nicolaas Bloembergen وآرثر شاولو Arthur Leonard Schawlow على جائزة نوبل في الفيزياء, «لمساهمتهما في تطوير التحليل الطيفي لأشعة الليزر».

بعد خمسين عاماً منذ اكتشافه، أصبح الليزر أداة لا غنى عنها في حياتنا اليومية، ويواصل العلماء والمهندسون عملهم لإيجاد استخدامات جديدة لأشعة الليزر كل يوم، وتستمر اختراقات تكنولوجيا الضوء لتُحدث ثورة في الصناعة الطبية، حيث تُستخدم في التشخيص الروتيني مثل أوكسجين الأنسجة، والكشف المبكر عن الأورام، والكشف المبكر عن تسوّس الأسنان. 

ويستخدم الليزر الآن على نطاق واسع في عمليات، مثل: إزالة الورم، الوشم، الشعر، الوحمة. جراحة العيون وغيرها من العمليات الجراحية. ومن المتوقع أن تُحدث الهواتف الذكية ثورة في عالم الطب.

سوف يعتمد القرن الحادي والعشرون كثيراً على الضوئيات كما اعتمد القرن العشرون على الإلكترونيات. إن علم الضوئيات يفتح عالماً من الاحتمالات غير المعروفة والبعيد المدى يحدده فقط النقص في وجود الخيال .