إديث بياف.. خمسون عامًا على وفاتها

إديث بياف.. خمسون عامًا على وفاتها

إديث بياف Édith Piaf (1915-1963) واسمها الحقيقي Édith Giovanna Gassion، مغنية فرنسية، تعد في نظر الكثيرين «أعظم من غنى في تاريخ فرنسا». اشتهرت بأغانيها العاطفية وموضوعاتها التي عكست حياتها العاصفة من جهة ورسمت من جهة أخرى صورة مليئة بالتفاصيل والألوان للحياة الاجتماعية الفرنسية.

اسمها الكامل إديث جيوفنا جازيون ولدت في باريس في 19 ديسمبر 1915 على قارعة طريق «بال فيل شارع 72»، ثم أسعفها رجال شرطة نقلوها بصحبة أمها إلى مستشفى تينون Tenon القريب من المكان، حيث تلقت الإسعافات الأولية وسلمت لها شهادة ميلاد، سميت إديث تيمنا بالممرضة البريطانية إديث كافيل Edith Covell التي أعدمها الألمان خلال الحرب العالمية الأولى لمساعدتها ضباطا فرنسيين على الفرار من معتقلاتهم.
 والدتها أنيتا جيوفانا مايار (1895 – 1945) ذات جذور مغربية من جهة الأم وإيطالية من جهة الأب، كانت فقيرة تشتغل مغنية شوارع وحانات، لقبها الفني لين مارسا لم يقدر لها أن تجد من يتولى موهبتها الغنائية بالعناية، وكانت تمتلك صوتا وأداء متميزين، أما والد إديث فهو لويس ألفونس جازيون (1881-1944) ممثل في السرك ومهرج بهلواني، ظلت إديث طيلة حياتها تعتز بمواهبه الفنية وكفاحه المستميت من أجل لقمة العيش. 
 كانت أم إديث بياف مدمنة على الكحول تغني متشردة في أزقة العاصمة الفرنسية، فلم يجد والدها خلال فترة تجنيده في الحرب، من وسيلة لحماية إديث الصغيرة من إهمال أمها سوى أخذها إلى حماته (جدتها من جهة الأم) إيما سعيد بن محمد، التي ظلت في كنفها سنة ونصف السنة، ثم نقلها لتعيش في ظل رعاية والدته ليونتين لويز ديسكامب، التي كانت تدير إحدى الحانات. 
 بعدها بسنوات عاد الأب، وضمها إليه، خلال اشتغاله في «السرك»، ثم بعد طرده منه، حيث عمل بهلوانا متجولا في الشوارع، وأحيانا كانت إديث تنشد أمام الناس بعض الأغاني، التي كانت تحظى برضاهم لصوتها المتميز. استلفتت الانتباه بأدائها الجميل، فانفصلت عن والدها، واستقلت بحياتها كمغنيةِ في شوارع باريس وضواحيها مقتفية سيرة أمها، حينذاك تعرفت على لويس دوبون، وهو عامل توصيل شاب، فأحبته، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة مارسيل Marcelle التي اضطرت بسبب البحث عن لقمة الخبز إلى تركها في رعايته، لتموت الصبية بعد سنتين، تاركة في قلب الأم إديث جرحًا لن يندمل أبدا.
 
مجدها الفني
أصبحت إديث بعد انفصالها عن والدها مغنية في شوارع باريس، بصحبة صديقتها سيمون بيرتو، حيث كانت تردد في الحانات والمقاهي والطرقات أغاني عاطفية مقلدة المغنية الفرنسية فْريهيل Frehel، بشكل فردي أو أحيانا بالاشتراك مع رفيقتها سيمون التي ستصبح صديقتها الروحية لوقت طويل. 
 في عام 1935 وخلال انهماكها في أداء غنائها في زاوية التقاء شارع ترويون Troyon بشارع ماك ماهون Mac-Mahon، شاهدها لويس ليبلي فلم يخف إعجابه بها، ودعاها للقائه بمكتبه، مقترحا عليها الغناء في ناديه الليلي Gerny’s، لويس ليبلي هذا هو الذي سيخطو بها أولى خطواتها نحو الشهرة، أطلق عليها اسم العصفور الصغير la mome piaf، الاسم الذي سيظل مرافقًا لها حتى وفاتها. غير أن المحنة طرقت بابها مجددا، بقتل صاحب النادي الذي كان يرعاها، على أيدي عصابةٍ من الأشقياء كانت إديث على معرفة بهم، فأشارت إليها أصابع الاتهام، وانقلبت عليها وسائل الإعلام، قبل أن تبرّأ ساحتها وتعود بقوة أكبر إلى المشهد الفني، وقد تخلّصت من كل ما قد يسيء إلى مسيرتها الإبداعية.
 خلال تلك الفترة تعرف عليها الشاعر الغنائي ريموند أسّو، فتعلق بها، وكان بمنزلة حاضنها، وتعهد بدعمها بتعاون مع الملحنة ماركريت مونو وكتب لها الأغاني العديدة، وأدخلها إلى دور الغناء الراقية، وكانت بداية رحلة المجد، وبفضل نجاحها الغنائي، اكتسب هذا الشاعر بدوره صيتا ومكانة في الوسط الفني الفرنسي. 
 لقنها رفيقها أَسُّو أهم دروس الأداء الغنائي، كيف تعيش لحظة غنائها وتتقمص موضوعاتها وتجسد الأحاسيس التي تتضمنها، كما علمها كيف ترتقي بنفسها وتتأنق في لباسها وتتخلص من سلوك التشرد وحياة الشارع، وهو الذي اختار لها اللون الأسود للباسها الذي يلائمها ويعبر عن مكنونات شخصيتها وعن الألم الكبير الذي يسكن قلبها.
 في عام 1936 أصدرت أسطوانتها الأولى، الأمر الذي يعد خطوة فنية مهمة، وسرعان ما تلقاها المستمعون بالقبول، ولاقت رواجا ونجاحا منقطع النظير، ثم أحيت سهرات في صالات الغناء الباريسية الراقية، كما سجلت بعض الأغاني للإذاعة الباريسية التي زادت من شعبيتها، فتوالت نجاحاتها بسرعة فائقة.
هكذا وفي سن العشرين ربيعًا، ومضَ بريقها في الوسطين الشعبي والثقافي على حد سواء، متزامنًا ومع ألق أسماء مضيئة في عالم الفكر والأدب والفن، لعل أكثرهم بريقًا جان بول سارتر وألبير كامو وكوكتو وشاغال وآخرون، وقد تعرفت في الفترة ذاتها أيضًا على شخصيات شهيرة كالممثل موريس شوفاليي والشاعر جاك بورغيت وغيرهما. الأديب الشاعر بورغيت، الذي استمرت صداقتهما حوالي ربع قرن، كانت إديث تكن له مودة خاصة، فهو الذي حبب إليها القراءة، وأشبع بعض نهمها الثقافي، ورغبتها الدفينة في استدراك تعليمها الذي حرمتها منه ظروف نشأتها.

علاقة مع كوكتو
 مع نهاية الثلاثينيات تعرفت بياف على الأديب الفرنسي الكبير جان كوكتو، الذي سيصبح الصديق القريب والحميم لها، والذي سيكتب لها ومن أجلها نصوصا حوارية ومسرحية جميلة، أهمها مسرحيته الشهيرة «اللامبالي الجميل» التي خص بها المغنية إديث. 
 إديث بياف، والكاتب والشاعر متعدد المواهب جان كوكتو، ارتبطا بعلاقة وطيدة على مدى يفوق العقدين.
 كان كوكتو يدرك قيمة تجربتها الحياتية في قاع المجتمع الفرنسي، وجمالية أدائها الغنائي وصوتها النادر، الذي يعبر عن ذلك العالم وأولئك الأشخاص وتلك المآسي والأشجان أجمل تعبير، وقال لها كوكتو شارحا أهمية تجربتها الحياتية: «أنت أتيت من أعظم مسرح في العالم: مسرح الشوارع والحياة. أنت أميرة الغناء الفرنسي يا سيدتي، أنت أميرة الشقاء الفرنسي والفجيعة الفرنسية.. فرنسا كلها تحت قدميك، فرنسا كلها تجسدت فيك». وكان لهذه العلاقة أثرها القوي في ترسيخ وتقوية ثقة إديث في نفسها، فكتبت في إحدى رسائلها إليه: «إنك ترفع من معنوياتي، وتمنحني شيئًا من الشجاعة لمواجهة العالم». 
 إلا أن ضياء أوربا وبريقها سيخبوان خلال الحرب العالمية الثانية، وها هي إديث بياف مثل طير شريد تتجول في الجبهات، تصدح بأغانيها وسط دخان الموت لتخفف بعضًا من أحزان الجنود وأوجاعهم. 
 ازدادت شهرة بياف بعد انتهاء الحرب وعودة الأمن واستئناف الناس حياتهم وتسليتهم، وعادت إديث لتخفف عن الناس وتنسيهم هول المآسي التي عاشوها خلال الحرب، فواصلت غناءها، وزاد وهجها وتألقها، وغمرتها الأضواء من جديد، وانتشر صيتها في كل أوربا وأمريكا أيضا، فتلقت دعوات كثيرة لتحيي حفلات غنائية في دول عديدة، فأصبحت نجمةً عالمية وقدمت الكثير من الحفلات في أنحاء أوربا والأمريكتين وإفريقيا، كتبت أغنيتها الشهيرة «الحياة باللون الوردي» la vie en rose وغنت مع فرقة رفاق الأغنية «الأجراس الثلاثة»، كما تُرجم عدد من أغنياتها إلى لغات أخرى وأدت هي نفسها بعضًا منها باللغة الإنجليزية، وكانت كل أعمالها تلاقي النجاح الباهر.
ويظل حادث فقدان عشيقها الملاكم الفرنسي المغربي مارسيل سيردان، مؤثرا فيها بشدة، هذا الملاكم الذي لقبه الفرنسيون بالقنبلة المغربية، اعترافا بقوة لكماته وتصويباته السديدة، مات فجأة عام 1949 بعد سنتين من تعارفهما، إثر سقوط الطائرة التي كانت تقله إلى أمريكا للقاء بها. الوفاة المفاجئة لمعشوقها جعلتها تصاب بهذيان كبير، وقد طغى عليها شعور كاسح بالذنب، بتحميل نفسها المسئولية عما تعرض له من موت مفاجئ بإلحاحها عليه للقدوم إلى أمريكا ولقائها، هذا الفراق سيترك جرحًا غائرًا في روحها لوقت طويل. بعد عدد من الحوادث المتكررة والصدمات العنيفة التي تعاقبت عليها، تدهورت الحالة النفسية لإديث بياف حتى أدخلت إلى المصحات النفسية لأكثر من مرة، غير أنها لم تنقطع عن الغناء والظهور في أشهر مسارح فرنسا والعالم وقدمت عام 1961 واحدةً من أجمل أغنياتها «لا لست نادمة» وسجلت في ربيع 1963 آخر أغنياتها «رجلٌ من برلين». 
 خلال السنوات الأخيرة من حياتها، وعقب حضور الكاتب الفرنسي جان كوكتو إحدى حفلاتها، كتب عنها يقول: «لم يتبق منها شيء آخر غير نظرتها، ويديها الشاحبتين، وجبين الشّمع الذي يستدرج الضوء، والصوت الذي ينتفخ ويصعد، والذي شيئًا فشيئًا يحلّ محلها، متعاظمًا مثل ظل على حائط، لكي يعوض في النهاية تلك الطفلة المجيدة الخجولة».
 كان جان كوكتو يعاني حمّى شديدة بعد إصابته بأزمة قلبية، وعندما بلغه خبر وفاة إديث في الساعة الحادية عشرة من يوم 10 أكتوبر 1963، علّق قائلا: «يمكن القول إن السفينة غرقت الآن! إنه يومي الأخير على هذه الأرض»، وأضاف: «لم أعرف أبدا إنسانا أقل اقتصادا بروحه، إنها لا تنفق روحها بل تبددها، كمن يلقي الذهب من النوافذ». بعد منتصف النهار بقليل، فاضت روح جان كوكتو أيضا ولحق بها. ونشرت الصحافة الفرنسية الخبر تحت عنوان كبير: «موت إديث بياف قتل جان كوكتو»، وشهدت باريس واحدةً من أضخم المسيرات الجنائزية في تاريخها، وتدفق عشرات الآلاف من مواطنيها إلى الشوارع والساحات لتوديع مطربتهم العظيمة.

الأداء المتميز
 امتلكت إديث قدرة عظيمة على التعبير عما تريد قوله بصوتها ولباسها وطريقة أدائها. خلال الغناء، كانت تلبس السواد، ولا يبدو سوى وجهها الشاحب ويديها، تغني، تحرك يديها نحو الجمهور أو السماء، أو تضمهما لصدرها، فتبعث الحركة في المشاهد فيضا من الأحاسيس.
 صوتها قادر على أن يثير فيضا من الأحاسيس المختلفة المتناقضة في نفس المستمع، ما بين الفرح والأسى، يثير أشجان المستمع رغما عنه، ثم لا يفتأ يبهجه بسرعة. صوتها وهيئتها وأداؤها تعكس مأساتها وآلامها التي كابدتها في طفولتها وشبابها، فَفَنُّها يَغْتَذي من مأساتها، وما إن تخترق الأذن كلمة من غنائها حتى يصبح المستمع أسيرا لسحر الأداء الرائع؛ وموهبتها الفذة، وقدرتها السحرية هذه هي التي فتحت لها أبواب المجد بسرعة فائقة.

الموضوعات الإنسانية
هذا المجد الذي أدركته بياف، بفضل جهودها الحثيثة وعملها الدءوب وإرادتها الصلبة وعبقريتها الفذة، حقق لها نصرا كاسحا على كل ظروف الفقر والعوز التي عاشتها، والآلام التي كابدتها، إلا أن ذلك لم ينسها شجون سنوات العتمة والجوع، فحاولت أن تبتعد جهد الإمكان عن الأغاني الرخيصة التي كانت سائدة آنذاك، وخاصة في البارات والنوادي الليلية الوضيعة، فعالجت في أغانيها موضوعات جديدة من صلب الحياة الواقعية الأليمة، وبشجاعة أدبية وجرأة قل نظيرها، حرصت على تحطيم جدار الأنانية التي تجعل المجتمع ينظر باحتقار إلى بعض فئاته، كالمهرجين والفقراء، وفتيات الليل ، والمهاجرين، وغيرهم من الذين قهرتهم ظروفهم، ولفظهم المجتمع وألقى بهم أسفل درجاته، فغنت في أرقى الصالات، تنقل أصوات ومشاعر هؤلاء المستضعفين، كما غنت لما يشعر به الناس من أفراح وأحزان، مستعينة بعدد من كتاب الأغنية، منهم الشاعر الغنائي ريمون أسُّو الذي احتضنها في بداياتها الأولى مدة عامين، وكتب لها أجمل الأشعار التي تجسد ذكريات حياتها الخاصة، بإحساس عال لم تشهده الأغنية الفرنسية من قبل، كما وفقت رفيقتها المليحة مونو في إخراج هذه القصائد في أعمال فنية رائعة.
 في المرحلة الأولى للغناء، كانت الموضوعات عادية محايدة، تغني عن أناس عاديين، ثم انتقلت بعد ذلك إلى موضوعات جديدة تستلهم حياتها الخاصة وأحداثها التي طبعتها، تستذكرها وتسترجع مواقفها ومكابداتها، وهي حياة غنية بالآلام والآمال، والصراع في مواجهة تراجيديا الحياة، الذي خاضته وخاضه كثير من المتحدرين من الطبقات الشعبية الفقيرة. 
دعم الفن والفنانين
 أما الشيء الآخر الأجمل والأنبل في شخصية إديث، فهو حميميتها في رعاية المواهب الغنائية والموسيقية الشابة آنذاك، فقد سعت وراء بزوغ ألق المغني الشاب شارل أزنافور الذي مَدّت له يد العون حيث كانت تصطحبه معها في جل ترحالها الدائم في باريس وأوربا وأمريكا؛ كذلك الحال مع غيره، مثل جيرار بيكود وجورج موستاكي والآخرين.
وفي عام 1944 كان لها الفضل في اكتشاف وتقديم المطرب والممثل الفرنسي الكبير إيف مونتان وقدمت له الرعاية والحب حتى أصبح في مثل شهرتها تقريبًا. ساعدت إديث إيف مونتان حتى وصل إلى القمة بدوره، ثم تركته، فَلَوَّعَتْهُ، وكان الفراق الأبدي، كانت القطيعة المرة. وعلى أثر ذلك غنى إيف مونتان إحدى أجمل أغانيه «الأوراق الذابلة». ويكفي إديث فخرًا أنها ألهمته هذه الأغنية الخالدة، فلولاها، لولا الوداع الأخير والقطيعة، لولا لوعة الهجران والفراق لما كانت «الأوراق الذابلة» وتلك اللهجة الغنائية الحنونة التي لا تضاهى لإيف مونتان، وهي من أروع أغاني الطرب الفرنسي قاطبة.  ومدت يد العون إلى الكثير من المواهب التي كانت تشق طريقها في عالم الغناء والموسيقى والتمثيل، كما استنجد بها مدير مسرح الأولمبيا عام 1961 لإنقاذ مسرحه من الإفلاس، فلم تمنعها حالتها الصحية المتردية من الاستجابة، عرفانا بدور هذه المؤسسة في الحياة الفنية الفرنسية، وأحيت في الأولمبيا خلال ثلاثة أشهر حفلات غنائية عدة قدمت فيها أجمل أغانيها التي أعادت لهذه المؤسسة الفنية روادها وألقها ومجدها من جديد، فأبعدت عنها شبح الإفلاس. لأجل ذلك فإن مؤرخي الغناء الفرنسي يجمعون على أن إديث هي رائدة الغناء الفرنسي الحديث من دون منازع، وأن الفترة التي غنت فيها إديث (1945-1965) تعد بمنزلة العصر الذهبي للأغنية الناطقة باللغة الفرنسية، وتشكل فيها إديث علامة فارقة.

نجم خبا.. آخر لمع
سيرة إديث بياف وحياتها وأسرارها، كانت موضوعا لعدد من الكتب والأفلام السينمائية والمسرحيات، وفي يوم 21 أكتوبر عام 1982 أبت عالمة الفلك السوفييتية لودميلا كاراجكينا L. G. Karachkina إلا أن تخلد ذكرى هذه الفنانة الكبيرة فأطلقت اسمها على الكويكب رقم 3772 الذي اكتشفته، ففي كل يوم يشرق الكويكب مطلا على الأرض مواصلا رحلته في الفضاء، يرصد آلام الناس وأحلامهم، مثلما كانت تفعل المغنية إديث، الذي يأبى العالم إلا أن يجعل هذه السنة 2013، سنة إديث إحياء لذكرى وفاتها الخمسين تكريما لها واعترافا بقيمتها الفنية الخالدة.