أوبرا زواج فيجارو.. روعة متجددة طوال أربعة قرون!

أوبرا زواج فيجارو.. روعة متجددة طوال أربعة قرون!

في‭ ‬العام‭ ‬1784‭ ‬أصدر‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬الفرنسي‭ ‬بومارشيه‭ (‬1732‭ - ‬1799‭) ‬مسرحيته‭ ‬زواج‭ ‬فيجارو،‭ ‬أو‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ثلاثيته‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بـحلاق‭ ‬إشبيلية‭ ‬وانتهت‭ ‬بـالأم‭ ‬المذنبة،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ملهاة‭ ‬نثرية،‭ ‬مؤلفة‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬فصول،‭ ‬تستقي‭ ‬أحداثها‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬وفيها‭ ‬نقد‭ ‬لاذع‭ ‬لانحرافات‭ ‬النبلاء‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وسلطتهم‭ ‬المطلقة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬لديهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬التمتع‭ ‬بزوجاتهم،‭ ‬حيث‭ ‬يروي‭ ‬النص‭ ‬قصة‭ ‬دفاع‭ ‬رئيس‭ ‬الخدم‭ ‬فيجارو‭ ‬عن‭ ‬محبوبته‭ ‬من‭ ‬تحرشات‭ ‬النبيل‭ ‬الإسباني‭ ‬الذي‭ ‬يعملان‭ ‬عنده‭.‬

 بسبب جرأة المسرحية ومضمونها الثوري خضعت للرقابة، ومنعها الملك لويس السادس عشر شخصياً، وأمر بسجن مؤلفها، ومع ذلك ظلت تقدّم في الصالونات حتى سُمح بعرضها رسمياً، فلاقت نجاحاً كبيراً، وحملت الشهرة لكاتبها، وعن نصها الأدبي كتب الموسيقي النمساوي أماديوس فولفجانج موتزارت أوبرا زواج فيجارو بعد أن قام المؤلف والشاعر لورانزو دابونتي بكتابة النص الأوبرالي - أو الليبرتو – ليصبح نموذجا رفيعا في فن الكتابة الأوبرالية.

 ومن أجل تحويل مسرحية من خمسة فصول مثل هذه إلى أوبرا كان على «دابونتي» أن يراعي مجموعة من الاختلافات الفارقة بين الكتابة للأوبرا في نص يعد للغناء موسيقيا وبين النص الدرامي الأصلي الذي صاغه بومارشيه باعتباره «كوميديا»، وكي يقوم بتحويل فصول المسرحية الخمسة إلى عمل أوبرالي مكون من أربعة فصول مع الاحتفاظ بالشكل والمضمون الأساسيين في العمل. ومن أجل ذلك، قام بحذف أجزاء كثيرة من النص تفاديا للإساءة للإمبراطور النمساوي في ذلك الوقت، حيث ألغى كل فقرة تعبر عن مشاعر ثورية أو سياسية كتبها بومارشيه الذي كان قد دسّ في ثناياها ملاحظات ولمزات توقظ الجمهور وتمسّ ما يريد أن يقوم بنقده والاعتراض عليه ويشاركه ويتفق معه فيه.

وقد نجح في تحقيق ذلك بواسطة استعراضات انتقادية لاذعة تطول النظام السياسي وتشمل حالة المجتمع الفرنسي بأكمله، بدءا من الملك إلى كبار النبلاء الذين تهكم على تلطفهم بالنساء وتغزلهم بهن استنادا إلى قانون جائر من قوانين العصور الوسطى. ولكن بومارشيه لم يكن يهاجم طبقة النبلاء على إطلاقها، بل تناول بنقده حالات خاصة من بينهم ومن أفعالهم. أما دابونتي فقد تجنب في معالجته الأوبرالية الإساءة إلى الحكام، حيث حذف أي فقرات تعبر عن مشاعر ثورية أو آراء سياسية، الأمر الذي اضطره إلى تخفيض عدد الشخصيات في نص بومارشيه الأدبي إلى إحدى عشرة شخصية فقط في أوبرا موتزارت، تجنبا للاصطدام المتكرر بين الشخصيات الأرستقراطية الأساسية والشخصيات الثانوية التي تمثل الطبقة الدنيا، مكتفيا بشخصية البطل فيجارو ومعاونيه كي يتكفلوا بذلك الصدام أو الصراع دون تغيير يذكر في ما كتبه بومارشيه. كما احتفظ دابونتي بأسلوب ساخر فكه يحل به الصراع بين الخلاف القائم بين السيد وخادمه، محافظا على إيقاعه السريع في عرضه للأحداث وعلى الحيوية الجارفة التي ميزت النص الدرامي الأصلي. 

ومن أهم الشخصيات التي تم حذفها «بازيل» مدرس موسيقى للكونتيس وأيضا حاجب المحكمة، وجريب سوليل ذلك الراعي الشاب. وكي يستغني عن دور الرسول بيدريبيل فقد قام بجمعهم في فرقة من الفرق، حيث أصبحت حبكة القصة في نص الليبرتو أكثر اكتمالا وتركزا حول الشخصيات الأربعة الأساسية وهم: الكونت وفيجارو وسوزانا والكونتيسة، حيث أسبغ عليهم موتزارت طابعا موسيقيا مرحا بهيجا وإنسانيا وأقل جدية من نص بومارشيه. كما نجح «الليبرتو» في تكثيف بينية الأوبرا باختصارها وضغطها إلى أربعة فصول بدلا من خمسة، حيث تم الاحتفاظ بماهية الأحداث ودقة تسلسلها طوال الفصلين الأول والثالث، مع الحرص على تفادي الأجزاء الحوارية بين جموع الشخصيات في هذه الفصول دون ذكر أي عنصر ثوري أو سياسي من خلال الحوار. كما قام دابونتي بضم الفصل الرابع إلى الخامس، أي المناجاة اللطيفة بين فيجارو وخطيبته سوزانا مع الإعداد لحفل زفافهما، حيث إنه في أثناء ذلك يقرر كل من سوزانا وفيجارو إلى جانب الكونتيسة بوضع خطة رادعة للكونت للتخلي عن اختلائه بسوزانا، مراعين تنفيذ خطتهم تلك تدريجيا وعلى مراحل متتالية تبدأ منذ نهاية الفصل الرابع وحتى التنفيذ في نصف الفصل الخامس ختاما بنهاية الفصل. ومن أجل اختزال معظم الأجزاء في الفصل الرابع والتي كان يرى فيها دابونتي ضربا من الملل، عمد على ضم الفصلين مع الاحتفاظ التام بالمعنى والمضمون اللذين رمت إليها نهاية الفصل الخامس.

وبتتبع الخطوط العريضة لذلك العمل الفني، يلاحظ أن لورانزو دابونتي استطاع أن يحقق رؤية فنية خالصة المعاني وملخصة في الوقت نفسه لمسرحية من شأنها أن تنبض بالحياة مرورا بمجموعة من الأحداث الرئيسة التي تم تقليصها في بناء فني متكامل ليرمي بصداه إلى مسامع متذوقي هذه الأوبرا الجميلة الجادة حتى من خلال طابعها الكوميدي الأخاذ! 

تم عرض أوبرا زواج فيجارو للمرة الأولى في الأول من مايو عام 1786 على مسرح البلاط الإمبراطوري والملكي بفيينا، حيث سطر العبقري موتسارت أول فصل في تاريخ الأوبرا الهزلية.. وتعتر أول تعاون بين الشاعر «لورينزو دا بونتي» والمؤلف الموسيقي موتزارت، كي تمثل هذه الأوبرا ربما أعظم أعمال موتزارت حين تعكس خليْطا رائعا لعناصر إنْتاج أوبرا رائعة من النص إلى الحبكة الدرامية والموسيقى الرفيعة، حتى قيل إنها قد قلبت كل موازين الأوبرا المعاصرة بسبب إتقان غير مسبوق في مزج الكلمات باللحن وتطويعها للموسيقى بشكل كان جديدا تماما على فن الأوبرا في ذلك الوقت، حيث تلعب الموسيقى دورا رئيسا فيها, لدرجة أن المشاهد للعرض أو المستمع يشعر وكأنها تساند الحركة وتتغلغل في النص، وتبرز الشخصيات وتمس المشاعر والأحاسيس وتثير الانفعالات بشكل لم يسبق له مثيل في أي مشهد لحني قدمته الأوبرا العالمية من قبل. وفي ما يلي نقدم الشخصيات في «الليبرتو» وتلخيصا للفصول من شأنه أن يعرف القارئ على روعة هذا العمل, وأن يبسط له قصته قبل مشاهدتها أو الاستماع إلى تسجيل لها.

 

الشخصيات

1- فيجارو: خادم الكونت وخطيب سوزانا.

2- الكونتيسة: زوجة الكونت والتى تحبه بالرغم من معرفتها بخياناته.

3-الكونت الما فيفا: سيد كل من فيجارو وسوزانا.
4- سوزانا: خادمة الكونتسية.
5- كيرو بينو: وصيف الكونت.

6- مارسيلينا: سيدة تجبر فيجارو على الزواج منها.
7- دون بازيليو: بروفيسور موسيقي.

8- أنطونيو: جنايني وعم سوزانا.

9- بارتلو: محام من أشبيلية.

10- باربالينا: ابنة أنطونيو.

11- كوريتسيو: القاضي.

12- السيدتان.

 

الفصل‭ ‬الأول

يستعد كل من الخطيبين سوزانا وفيجارو للزواج، فتقوم سوزانا بقياس قبعة جديدة في الوقت الذي يقوم فيجارو بأخذ قياس الغرفة لوضع السرير في المكان المناسب، فتعارض العروس وضع السرير في تلك الغرفة لقربها من حجرة الكونت، وخاصة أنه ليس محل ثقة، لكن يؤكد لها فيجارو أنه إذا أراد الكونت الرقص، فسيكون على أنغام موسيقاي. يخرج العريس ويظهر بارتولو، ليعلن اعتزامه الانتقام من فيجارو، لأنه استهزأ به في إحدى المناسبات. نفس الشعور تعلنه مارسلينا ضد سوزانا لأنها تحب فيجارو، بعدها يغني الاثنان «دويتو» يعبر عن مجاملات غير حقيقية «اقبلى احتراماتي. تخرج مارسلينا من المشهد ويدخل شيروبينو، ليعلن ولعه بزوجة الكونت، لكنها في الواقع عاطفة جياشة تجاه الجنس الناعم، كما عبر «أنا نفسي لا أعرف». يقترب صوت الكونت، ما يدفع شيروبينو للاختباء خلف كرسي وتغطيه سوزانا بفستان.. يغازل الكونت سوزانا، لكن يسرع أيضا بالاختباء خلف نفس الكرسي عند سماع صوت دون باسيليو مدرس الموسيقى، ومنظم القصر في طريقه إلى الغرفة والمعروف عنه أنه يروج لكل أنواع الإشاعات ويدبر المكائد.. يلمح دون باسيليو لسوزانا باهتمام الكونت الزائد بها، كذلك يكشف حب شيروبينو للكونتيسة، يغضب الكونت ويخرج من مخبئه، ليعلن طرد هذا اللئيم من القصر،
يلمح الكونت حركة أسفل الفستان الملقى على الكرسي ويغضب عند رؤية شيروبينو وخاصة أنه يعتقد بأن الأخير لم يسمع كل ما قاله.. يعتذر شيروبينو ويقول إنه فعل كل ما بوسعه كي لا يسمع شيئا. يتغير المشهد بظهور فيجارو ومعه مجموعة من القرويين يلقون زهورا على أقدام الكونت، طالبين منه أن ينضم إلى زفاف سوزانا وفيجارو.. يعدهم الكونت بالذهاب، لكن يحول حديثه إلى شيروبينو ويأمره بترك خدمته وترك القصر. يحذر فيجارو شيروبينو من الحياة العسكرية التي تنتظره والحافلة بالأحداث الخطيرة التي تختلف كلية عن حياة الرغد والحب التي كان غارقا فيها في قصر الكونت, «لن تذهب بعد أيتها الجمجمة المحبة».

 

الفصل‭ ‬الثانى

يظهر شيروبينو وهو ينشد أغنية رومانسية للكونتيسة، معبرة عن حب مراهق تجاهها «أنت يا من تعرفين ما هو الحب», فتفكر كل من الكونتيسة وسوزانا فى استغلال هذا المراهق، لتنفيذ خطة لكشف سر الكونت، حيث ترتبان لمقابلة بين الكونت وسوزانا، على أن يذهب شيروبينو متخفيا في ثياب نسائية بدلا منها ويغلقون باب الغرفة بهدوء حتى لا يراهم أحد، لكنهم يسمعون صوت الكونت قادما من الخارج فيشعرون بالارتباك، فتختبئ سوزانا في غرفة النوم، في حين يهرع شيروبينو تجاه غرفة داخلية.. تحاول الكونتيسة إخفاء ارتباكها عند فتح الباب، ولكن الزوج يشك بأن هناك شيئا مريبا، وتدعي الكونتيسة بأن سوزانا بالغرفة المجاورة المغلقة من الداخل تجرب ثوبا جديدا.. لكنه لا يصدق ما تقوله الزوجة ويذهب لإحضار أداة لفتح الباب بالقوة ويجبر الكونتيسة على مرافقته.. فتخرج سوزانا من الحجرة وتحرر شيروبينو، لكن لا يستطيعان الخروج من المكان مما يدفع الأخير إلى القفز من الشباك، وتعود سوزانا إلى الغرفة مرة أخرى. يعود الكونت والكونتيسة إلى الغرفة مرة أخرى وهو لايزال يشك بأن هناك شخصا ما (شيروبينو) مازال مختبئا في حجرة النوم..
يثور غضب الكونت ويمسك بالبلطة ويفتح الباب بها.. فيفاجأ بوجود سوزانا كما تفاجأ أيضا الكونتيسة بوجودها، فتبادر بمعاتبة زوجها على شكه فيها، بعد أن زالت عنها المفاجأة.. يشعر الكونت بالخجل من غيرته ويطلب الصفح من زوجته. يظهر أنطونيو عم سوزانا والجنايني مرتعبا لرؤيته أحدا يقفز من الشباك ودهس الزرع وأفسده.. يظهر فيجارو ويقول إنه ذلك الشخص، لكن يضعه أنطونيو في مأزق عندما يخرج ورقة وقعت من يد الشخص الذي قفز من النافذة وهي ورقة اعتماد شيروبينو.. يعلن فيجارو أنه أخذها لأنه ينقصها ختم لكن لا يقتنع الكونت بتلك الرواية، ولكنهم يتحدون في ما بينهم أمام الجميع على أن هذه هي الحقيقة.. في الوقت الذي يشك الكونت في كلام فيجارو، تدخل مارسيلينا وبارتولو وباسيليو، ليعرضوا عليه موقفا أكثر تعقيدا، حيث تدعي مارسيللينا بأن فيجارو متزوج منها كتعويض عن مديونية دفعتها نيابة عنه.

 

الفصل‭ ‬الثالث

لاتزال سوزانا تفكر في مكيدة للكونت وتعده بمقابلته بالحديقة وتتركه في حيرة ما بين استجابتها ورفضها لعرضه، ولكن يزداد شكه نتيجة لسماعه للمحادثة التي جرت بينها وبين فيجارو عند خروجها من القصر، حينها يعبر عن غضبه الجامح «أرى سعادة خادمي في الوقت الذي أعاني فيه». تعود مارسيلينا بمرافقة دون بارتولو وكوريسو ليجبروا فيجارو على الوفاء بوعده وزواجه من مارسيلينا.. هنا يعلن أنه من عائلة نبيلة ولا يمكنه الزواج دون إذن من أبويه.. ولإثبات ما يقوله، يقوم بإظهار علامة على ذراعه اليمنى، في تلك اللحظة تندهش مارسيلينا وتنبري صارخة بأن فيجارو هو ابنها الذي اختفى بعد ولادته، وأن بارتولو هو أبوه ليزداد الموقف تعقيدا.. يحضن فيجارو أمه في الوقت الذي تدخل فيه سوزانا وفي يدها مبلغ مديونية خطيبها الذي تسلمته من الكونتيسة، فترى كلا من فيجارو ومارسيلينا في أحضان بعضهما، ولجهلها بالأحداث الأخيرة تتجه غاضبة نحو فيجارو لتضرب رأسه.. تشرح مارسيلينا الموقف لسوزانا التي تتساءل عن أمه وأبيه. يهم الجميع بالخروج عند حضور الكونتيسة التي تشدو بحنينها إلى أيام السعادة الماضية، أين تلك الأيام؟ وتتساءل إذا كان بالإمكان كسب حب زوجها مرة أخرى، لكنها لاتزال تفكر في مخططها السابق لمعاقبته وهو الموعد الوهمي مع سوزانا، لذلك تمليها خطابا تطلب فيه مقابلة الكونت.
يدخل مجموعة من الفلاحين مقدمين زهورا للكونتيسة وبينهم شيروبينو متخفيا في زي نسائي لكن يكتشفه الكونت وأنطونيو، وتتدخل باربارينا لتذكر الكونت بوعده لها بأن يعطيها ما تطلبه، ولأن شيروبينو غير مرتبط.. يعلن فيجارو بدء مراسم الفرح والرقص ويطلب المخطوبان مباركة الكونت لاعتزامهما الزواج. في الوقت الذي يرقصون رقصة الفاندانج (رقصة إسبانية) تمرر سوزانا وريقة في يد الكونت تحتوي على ما أملته الكونتيسة لتحديد موعد غرامي مساء.. مع تغيير في الخطة هذه المرة، حيث تتبادل سوزانا والكونتيسة ثيابهما، لتواجه الأخيرة الزوج بحقيقته.

‭ ‬
الفصل‭ ‬الرابع

يلتقي فيجارو وباربارينا في الحديقة حيث أوكل الكونت إليها مهمة طلب الختم من سوزانا، الذي وقعت به خطابها كبرهان على موعدهما، لكن تفقده باربارينا وتبحث عنه في كل مكان.. يعلم فيجارو أن سوزانا والكونت سيتقابلان، لكنه يجهل المخطط النسائي ويفكر بأن زوجته تخونه، لذلك يدعو كلا من بارتولو وباسيليو كشاهدين على الموعد الغرامي بين زوجته والكونت ويحذرهما من الخيانة النسائية «افتحوا قليلا عيونكم». يختفي فيجارو من المشهد لتظهر كل من سوزانا والكونتيسة متنكرتين ومبدلتين ثيابهما, تنشد سوزانا عن مذاق الحب الجميل, «آه تعالى ولا تغيب»، وتدرك أن فيجارو، الزوج الغيور، يراقبها عن بعد، وتزداد الخطة تعقيدا عندما يـأتي شيروبينو لموعده مع باربارينا، لكن عندما يرى سوزانا يحاول تقبيلها على أنها الكونتيسة.. يظهر الكونت ويحدث ارتباك شديد، فيقوم بضرب فيجارو، معتقدا أنه شيروبينو.. هنا ينتقم فيجارو من الكونت فيغازل سوزانا على أنها الكونتيسة. أخيرا يكتشف الجميع الخطة الموضوعة لتلقين الكونت درسا لن ينساه، والذي بدوره يطلب الصفح من زوجته التي تسامحه، كذلك يفصح فيجارو عن حبه العميق لسوزانا، ويبدأ الجميع بالاحتفال ليستمر طوال الليل .