تاريخ الملذات البشرية.. الرغبات وقيودها

تاريخ الملذات البشرية.. الرغبات وقيودها

يعتبر‭ ‬عالم‭ ‬النفس‭ ‬البلجيكي‭ ‬شارل‭ ‬كورنريتش‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬الذين‭ ‬يهتمون‭ ‬في‭ ‬أبحاثهم‭ ‬بسلوك‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬اللذة‭. ‬وقد‭ ‬اختار‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ - ‬موضوع‭ ‬العرض‭ ‬والتحليل‭ - ‬أن‭ ‬يعمّق‭ ‬البحث‭ ‬حول‭ ‬المحرّك‭ ‬الأساسي‭ ‬لوجودنا‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬اللذة‭. ‬لذلك‭ ‬نراه‭ ‬يلاحق‭ ‬المحفّزات‭ ‬التي‭ ‬تولّد‭ ‬اللذة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬الخليقة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬سواء‭ ‬تمثّلت‭ ‬بالأكل،‭ ‬أو‭ ‬بالتعاون،‭ ‬أو‭ ‬بتربية‭ ‬الأولاد،‭ ‬أو‭ ‬بالجنس‭. ‬كما‭ ‬نراه‭ ‬ينشط‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬تحدّ‭ ‬من‭ ‬الملذات‭ ‬عند‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬ليصل‭ ‬في‭ ‬بحثه‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬الاعتدال‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬الإنسان‭ ‬سعادته‭. ‬يحاول‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬حدود‭ ‬اللذة‭ ‬أن‭ ‬يقارن‭ ‬بين‭ ‬اللذة‭ ‬عند‭ ‬الإنسان،‭ ‬واللذة‭ ‬كما‭ ‬يحياها‭ ‬الحيوان،‭ ‬متخذًا‭ ‬من‭ ‬الهرّ‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬منطلقًا‭ ‬للمعاينة‭ ‬وتسجيل‭ ‬الملاحظات،‭ ‬وتقرير‭  ‬النتائج،‭ ‬يتمدّد‭ ‬هرّ‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬الكنبة‭ ‬في‭ ‬صالون‭ ‬البيت،‭ ‬منزعجًا‭ ‬من‭ ‬الضجة‭ ‬التي‭ ‬يثيرها‭ ‬الأولاد،‭ ‬يتثاءب،‭ ‬يتمطّى‭ ‬وينام‭ ‬مرتاحًا‭. ‬إنه‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬اللذة‭ ‬بامتياز‭. ‬ينظر‭ ‬الأولاد‭ ‬بغيظ،‭ ‬ويتساءلون‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬كالهرّ؟‭ ‬لماذا‭ ‬علينا‭ ‬الخروج‭ ‬في‭ ‬طقس‭ ‬بارد،‭ ‬والعجلة‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬ومعاناة‭ ‬عرقلة‭ ‬السير،‭ ‬ومواجهة‭ ‬كل‭ ‬ضغوط‭ ‬الحياة‭ ‬الحديثة؟

لكي نجري مقارنات أكثر دقة مع الهررة، كما يقول المؤلف، لابد أولاً من محاولة معرفة ما إذا كانت هذه الهررة تشعر باللذة، هذا ممكن إذا ما تجاوزنا الاعتبارات التشبيهية التي تجعلنا نسقط على الحيوانات إحساسات شبيهة بإحساساتنا.

في الخمسينيات من القرن الماضي - كما يذكر صاحب الكتاب - تقصّى الأمريكان جيمس أولدز وبيت ميلنر مركز اللذة عند الفئران بواسطة منفذين كهربائيين، فتبيّن لهما أن التحفيز الكهربائي لبعض المناطق من الدماغ أكثر تقديرًا  عند الفئران من الأكل. ويخلص شارل كورنريتش إلى أن المركز الدماغي للذة موجود عند العديد من الأجناس ابتداء بالأسماك وانــــتـــــهاء بالـــــحــــيوانات اللبـــــونة. إن الإحـــــساس باللذة هو اكتشاف مهم يحثّنا على القيام بأعمال مناسبة لبقائنا وتناسلنا. هذه الاعتبارات حملت الأمريكيين كنت بريدج وتري روبسون من جامعة ميتشيغن على تمييز نوعين متعلقين بضبط اللذة: الأول هو نظام «الشهوة» الذي يستعمل مادة منشطة كناقل عصبي، والثاني هو نظام «اللذة» المدعوم بمكونات من المورفين وحشيشة الكيف، يتم تنشّقها وإيصالها إلى الدماغ. وعلى الرغم من أن النظامين شديدا الارتباط، فإنهما غير متداخلين. من الممكن - على سبيل المثال - أن نشتهي بقوة شيئًا ما، من دون الإحساس باللذة عندما تشبع هذه الشهوة، كما أنه من الممكن أن نعيش اللذة من دون شهوة.

الابتداء بالتدخين على سبيل المثال، يحدث من دون أن ترافقه لذة من قبل المدخنين،  ولكن بعد فترة من مزاولته تأتي اللذة لتجعل من استهلاكه أمرًا دائمًا. على النقيض من ذلك، يشير متعاطو الهيروين إلى لذة قوية وحارقة في المرات الأولى لتعاطيهم هذه المادة المخدرة، ويفتقدون هذه اللذة بعد مداومتهم على تعاطيها.

 

خصائص‭ ‬اللذة‭ ‬البشرية

تنتج اللذة عادة عن تملّكنا لأشياء جذّابة ومغرية، كما تنتج عن حالات غياب عناصر مزعجة ومكدّرة. هذان النمطان المختلفان من اللذة مرتبطان بعلامات عصبية مختلفة. فالفوز بعناصر جذّابة ومغرية مرتبط بالإثارة. وبفيض من الأدرنالين (الكظر). بينما تقليص العناصر المزعجة، والمكدّرة يولّد تدفق الأوبيور في الأعصاب، والأحاسيس المستوحاة من هاتين الحالتين لا تتطابق لوجود إثارة في حالة، وعزاء في الحالة الأخرى.

إن اللذة المحصّلة بإبعاد العناصر المزعجة، تمثّلها جيدًا حالات كثيرة تمرّ في حياتنا، كانتزاع الأحذية الضيقة بعد نزهة دامت طويلا، أو الاستراحة في البيت بعد معاناة زحمة السير، أو الذهاب في عطلة بعد شهور من العمل المضني، باختصار إنها لذة ناجمة عن التوازن الجسدي عند الإنسان. ويتساءل مؤلف الكتاب: أتحسّ الهررة بمثل هذا النمط من اللذة؟ ويجيب قائلا إن الأمر قريب من المعقول بالنسبة للهررة التي تنزعج من اقتحام الأولاد أرضها أثناء الأعياد والمناسبات، وتشعر بالعزاء إذا ما عاد الوضع إلى ما كان عليه من هدوء.

يذكر المؤلف في هذا السياق أن هناك مثيرات كثيرة تحدث اللذة تبعا للعمر، فما يشعر به الكبار من لذة يختلف عما يشعر به الصغار، والدليل أن الأطفال حديثي الولادة تهدئ حركات الهدهدة من روعهم، وقد يكون ذلك عائدًا لتجارب معاشة في الرحم.  والأغلب أن تكون الهدهدة التي هي حركات مجيء وذهاب مدعّم أوّلي مرغوب ومهدّئ، لأنها تمارس وظيفة مهمة في تطوّر الدماغ عند الطفل.

يحبّ الأطفال إذن عن حق الأحاسيس المتأتية عن الحركة، كأن يتأرجحوا ويتنزّهوا في كل مكان، ويصعدوا وينزلوا طوال ساعات، وعندما يكبرون يستعملون وسائل أكثر إتقانًا، كي يستمروا في الهدهدة والدهلزة (عضو التوازن المرتبط بالأذن)، اللتين تؤمّنان قسطًا من اللذة عبر قيادة السيارات السريعة، والتزحلق، وألعاب الكرة على اختلاف أنواعها. ويضيف المؤلف ممازحا، الهرة لا ترقص، ولا تتأرجح، ولا تحبّ الهدهدة بشكل خاص، وهكذا يمكننا أن نتخيل أن نظام الهدهدة والدهلزة يتم عندها بوسائل أخرى، من خلال اللعب، والقفز، والمطاردة.

ليست اللذة حسيّة وحسب، كما يقول المؤلف، وإنما هي إدراكية، ورمزية في الآن نفسه، فنحن منجذبون إلى ما يسهّل فهمنا للعلم، وخاصة التصنيف: ما هو الحيوان الأكثر قوة والأكثر سرعة؟ أهذه الطريقة صالحة للأكل؟ ألحم البقر أطيب من لحم الغنم؟ أهذه النباتات تسمّم، صعبة المضغ، أم تتمتع بخصائص طبية نافعة؟ إن لذّتنا في الإحصاء والتصنيف تبرز أيضًا من خلال النشاطات التي لا فائدة ظاهرة منها كجمع الطوابع البريدية، والنقود القديمة.

نحن مدينون - كما يذكر المؤلف - إلى الأمريكي بول بلوم في أبحاثه التي تظهر كم نحن أناس «جوهرانيون» نؤمن بوجود عناصر جوهرية مكوّنة للأشياء، خلف الظواهر، فقد يحدث أن تكون القيمة الرمزية لغرض ما ذات علاقة بعناصر واقعية كقتل وحيد القرن، وتحويل قرونه إلى مسحوق مقوّ جنسيًا، أو اصطياد التمساح للاستفادة من أسنانه كمنشّط. ويمكن هنا استعمال القيمة الرمزية المنسوبة إلى غرض ما، لتعديل اللذة المحسوس بها بشكل كبير. فلوحة حقيقية للرسام مونيه أفضل من نسخة مقلّدة، وساعة رولكس حقيقية أفضل من أي ساعة مشتراة على الطريق. في هذه الحالات تتلاءم طبعا اعتبارات النفوذ مع السعي الإعلاني عن المقتنيات، لدرجة أن معلنًا فرنسيًا تجرّأ وقال: «إذا لم نحصل على ساعة رولكس قبل الخمسين من عمرنا تكون حياتنا قد ذهبت هدرًا».

يمكن إضافة القيمة الرمزية إلى منتوجات أخرى. مثلاً، أوضح التصوير الطبي للدماغ أن الأشخاص الذين أعطوا مشروب البيبسي والكولا من دون تمييز الواحد عن الآخر، ومن دون إعلامهم نشّطوا دارة الملذات بطريقة مماثلة. في المقابل عندما أعلم الأشخاص عن فحوى المشروب نشّطوا دارة الملذات بطريقة ميّزت الواحد عن الآخر تبعًا لأفضلياتهم.

هذا النوع من الدراسات السلوكية القائم على التصوير الدماغي، يبيّن بصورة منهجية النوع نفسه من النتائج مهما كان المنتج. لمشروب البرييه مذاق ألذ، لأننا نعرف أن هذا برييه. ويلاحظ العالم البلجيكي أن إلحاحنا على «الطبيعي» يأتي من خصائصنا الجوهرية، ماء القنينة يأتي من منابع طبيعية، والعلاج بالنباتات الطبيعية أفضل من العلاج بمواد كيميائية. ولكن من أين تأتي هذه النزعات الجوهرانية؟ يجيب المؤلف: تأتي من قدرتنا على تمثّل أفكار الآخرين، ما يسهّل على الواحد منا المناورة والكذب، وهما سلوكان مفيدان في سياق التعاون والتنافس بين أعضاء المجتمع، وتأتي من قدرتنا أيضًا على التفكير خارج إطار المألوف، أي التفكير «غير العادي» الذي يسمح بتصوّر مخططات مستقبلية، وتقييم عوالم لم توجد، وإنشاء فرضيات وسيناريوهات واستراتيجيات غير متوقعة. إن «التفكير غير العادي» الذي يبنى على التخيّل يغيّر بالكامل صلتنا باللذة، فقد تطوّر لكي يخطط للمستقبل ويفكر في ما يفكر به الآخرون. ويعتبر المؤلف هنا، أن ملكة التخيّل تمثّل منبعًا عظيمًا من الملذات تتجسّد في الانفعالات والأحاسيس التي تستدعيها أحلام اليقظة التي هي أقل قوة من تلك التي يحياها البشر في الواقع، ولكنها قوية فعلا.

إن الدخول إلى الرمزي بمعناه التصوّري والخيالي، سمح بإنشاء صناعة كذب وافرة، تتجسّد في الأدب والسينما والتلفزيون ووسائل الإعلام التي تثير فينا أنواعًا من الملذات المختلفة، عبْر ما تعرضه من ألعاب حول الجنس، أو الأدب الغزلي، أو المجلات، أو الأفلام الإباحية. في السياق نفسه، يمكن للقصص الخيالية إضافة إلى ما تثيره فينا من ملذات، أن تكسبنا خبرة اجتماعية من دون كلفة كبيرة، وأن تساعدنا على اكتشاف وتعلّم الحلول الممكنة في الحياة الحقيقية. أشخاص القصص الخيالية غالبًا ما يكونون مسليين أكثر من الأشخاص الذين نصادفهم في حياتنا اليومية. وحياتهم مسليّة أكثر، فهم يسهّلون علينا التعرف على أشخاص مختلفين، من الصعب التعرّف عليهم في وسطنا الثقافي والاجتماعي. والقصص الخيالية تسد أيضًا فراغ مراحل الزمن الطويلة التي لا يحدث فيها شيء في حياتنا، وتسمح بالقيام بمشاكلات في حيّز من الوقت تصل إلى حدود حياة، أو أجيال عدة.

 

وفرة‭ ‬الملذات‭ ‬عند‭ ‬البشر

إن القسم الأكبر من ملذاتنا وتسلياتنا يتوقّف على عاملين: إمكانية توافر الوقت، والقدرة على إيجاد الموارد التي تسمح لنا بشراء الوقت بالإفادة من أوقات الآخرين. كان لويس  الرابع عشر ملك فرنسا بحاجة إلى عمل ووقت المئات من الخدم لكي يتلذّذ بالحياة في قصر فرساي. ويلحظ صاحب الكتاب، أننا حاولنا طوال تاريخ البشرية أن نوفر الوقت بالتخلص من النشاطات الأساسية التي نتقاسمها مع الحيوانات، كالبحث عن الطعام، ومواجهة الحيوانات المفترسة، وتلك التي تميّزنا عن الحيوان خاصة، أي بناء الملاجئ تخوّفًا من ويلات الطبيعة. إن الطريقة العادية في توفير الوقت والعمل تكمن في  أن نوكله إلى الآخرين. وقد ساعدتنا قوانا الإدراكية على ترويض عدد كبير من العناصر العائدة لمحيطنا. عناصر تعود إلى مخلوقات أخرى، أو تعود إلى النباتات عن طريق الزراعة، أو تربية الماشية، أو تعود إلى مخلوقات بشرية عن طريق الاستعباد، أو استعمال التقنيات الأكثر حداثة، أو استعمال الماء والكهرباء.

بدأ تحرير الوقت بترويض النار منذ آلاف السنين، كما يقول المؤلف، وهو اكتشاف سمح لنا بتخفيض الوقت المكرّس للهضم، إضافة إلى أن النار حمتنا من الحيوانات الضارية. الترويض الآخر الذي أدى إلى تحرير الوقت، هو ترويض الجنس الآخر، وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة، والزراعة أيضًا ساهمت في تحرير الوقت، من خلال اختيارها للنباتات التي تفيد في الغذاء، وفي تحفيز الملذات الدماغية بواسطة المخدرات، أما تدجين الحيوانات فقد ساهم هو أيضًا في تحرير الوقت من خلال تعزيز المحاصيل الزراعية، واختصار المسافات في التنقّل، ولا ينسى المؤلف أن يشير إلى ترويض بعض المخلوقات البشرية في العصور المظلمة، بالإفادة من عمل العبيد كما جرى في زراعة قصب السكر، أو فلاحة الأرض. ويخلص إلى القول إن ترويض فئات أخرى من البشر يكمن في استعمال كل الناس لكل الناس في اقتصاد معولم.

 

قيود‭ ‬الرغبات

تكمن قيود الرغبات في نظام الحياة نفسه، وتدور حول ما أسميناه العادة. والعادة خاصية الخلايا العصبية التي بفعل تردّد محفّزاتها تصل إلى تخفيض ردود فعلها. الإشباع الغذائي ينجم عنه ألا نذهب بعيدًا في أكل ما لا يقبله الجسم. الملذات المكررة لا تجلب خلال وقت ما المنافع نفسها. إذا أكلنا صحنًا لذيذًا ألف مرة - على سبيل المثال - فسيتملّكنا بعض التعب، والجانب اللذيذ يزول بالكامل.

ترتبط العادة بظاهرة مجاورة لها هي التساهل، والاثنان يشكّلان سقف كأس اللذة، ويحدّان من إمكانات تمتّعنا بلذة دائمة. تتجلى هذه الظاهرة بشكل واضح عند الأولاد، فهم يضجرون بسرعة من الألعاب التي تقدّم لهم، ويبحثون عن ألعاب أخرى. وهذا مفيد كما يقول المؤلف، لأن إحدى مهماتهم الأساسية هي استكشاف ما يحيط بهم، والتعرف على كل جديد فيه. رادع إضافي للذة، رادع يختص بنا ويتأتى من قدرتنا في الوصول إلى الرمزي، قدرتنا في التطلّع إلى المستقبل، وتأجيل ما نرغب فيه الآن إلى المستقبل، بحثًا عن لذة أكبر. من ذلك، ما نشهده في حياتنا العامة من تضحيات في ملذات آنية، طمعًا بالحصول على ملذات في المستقبل تنبع من مهنة رفيعة الشأن، أو مركز مفض إلى نفوذ واسع. رادع أخير للذة يتمثّل في النظام الاجتماعي الذي يحرّم أخلاقيا ما يتمنّاه الإنسان أحيانًا. وهو ما ذكّر به فرويد في كلامه عن التناقض بين الـ«هو»، وهو الجزء المتعلّق بالملذات والغرائز، والجزء المتعلق بـ«الأنا» المثالي.

كتاب شارل كورنريتش، كتاب يفتح آفاقًا جديدة أمام القارئ العربي، قلما ارتادها الباحثون العرب. آفاق يتطلّع إليها الإنسان اليوم بحثًا عن فهم الملذات، وسعيًا إلى إدراك أبعادها المجهولة الكامنة بين الوجود والقيود.