فواكِهُ تلتَهمُ الْكَمانَ

فواكِهُ تلتَهمُ الْكَمانَ
        

(1)

كرَز كاملٌ في فمِها
يا شعْبًا منَ الرِّئتيْنِ!
عَجِّلْ بوضْع الكُوردِيُّونِ علَى صَريفِ المائِدة
كيْ لا يغْرقَ الماءُ في الإيقاعِ
وكيْ لا يدْنو من بابِ نزوحِنا ديك
أو خبير بأنْسابِ الوافدينَ

(2)

تضاءلَ  مفْْعول المُنَوِّمِ
هاتفُ منْ يرِنُّ؟
شربْنا كلَّ ما في الْكأْسِ من ظمأ إليْها
فهلْ عادُوا من الدَّفْنِ؟
إن قفاك حليقةٌٌ بِمُدَية سلْخ الْخنازيرِِِِِ
وإلى متى ستظلُّ أخْرقَ هكذا؟
أنْت أرَقْتَ كل ما في القصيدة من ماءٍ
قلتُها للمرَّةِ الثالثة
دونَما خطأ في الْعَدِّ
سُعالُكَ غيرُ ملائمٍ
فالطَّيرُ بالْكادِ حطَّتْ
على أُنوفِ الدَّلافين ِ

(3)

يا لَحُمرتِها!
وردةٌ  بيضاءُ تستيقظُ مِنْ نُعاسي
فيمَا أدْمغةٌ بنفْسَجِيَّةٌ
تَتَسكَّعُ بِبُرودٍ  فِي حَرِّ الأرْبعاءِ
وأنا
لمْ أرَ أيَّ مُؤشِّرٍ يُوحي بِأنِّي سأدْخلُ أو سأخْرجُ
أو ربَّمَا
سألْقي بِرِيشَة الطَّاوُوسِِ مِنْ أعْلى العِبارةِ
فِعلا سمعتُ صَافرةََ الإنْذارِ
عاينْتُ انقطاع  تيَّارِ التَّفاصِيلِ
رأيتُ أكثرَ مِنَ شَعْبٍ وقتيلةٍ على مائدةِ الْحوارِِ
وشممتُ رائحة النبيذِ
مشوبةً بأخطاءَ مطبعيةٍ لا حصْرَ لَها

(4)

طِوارُكَ  آمن؟
لا أظنُّ
سوى أنَّه بعيدٌ عن الحافةِ قربها منِّي
وهُنَّ
أعْني بَحَّاراتِ  الفنْدقِِ الْجَبليِّ
يقرأْنَ طالعَ الموْجِ في عيْنِ الغريبةِ
عنْدَ مجْرى الْحليبِ
تعثر الصَّخْرُ حتَّى أضاءَ رأس الملاكِ بزرقَةِ التَّكْوينِ
ذئْبٌ لا يَرى في مراياهُ غيرَ عُوائِه
كأسٌ  بِأكثرَ مِنِْ قلبٍ
كمَا الشَّمْعدانُ
بعيْنٍ مغْمضةٍ   تقرأُ ما تُواريهِ الْحُجُبُ
والآيةُ
ليلٌ يعقبُه ليلٌ
كمَا في لعْبةِ الرُّولِيتِ

(5)

فجأة
غابتْ أفراسُ البحْرِ
يا مَضيقَ هُرْمزَ !
عنْ أيِّ موْجٍ  تبْحثُ أمواجُك في دَواتِي 
تحتَ ليْل يحبسُ  أنْفاسَهُ الزرقاءَ
كلَّما خِلسةً بدَتْ من جديدٍ   أفراسُ هذا النَّصِّ
وكُلما لاح برْقُ الْحروفِ بيْنَ أناملِي؟
حروفٌ
تعِدكَ بِبيُوتٍ قدْ لا يسْكنُها أحدٌ
أوْ بخِيامٍ لا تتَّسِعُ لِروحيْنِ
ثُمَّ إن العَلاماتِ كلَّها
محضُ أشِعَّةٍ
متحركةٍ 
أو جامدةٍ
تُــــغـــْرِي بوُقــــوفِ أنــْثى الْبَط ِّعند مدْخلِ الكُوخِ
قبالةََ خطرٍٍ داهمٍ
يتقدَّمُ  مغتبِطًا  برأسيْنِ
مثلَ كعْكةٍ مقدَّسةٍ  محْشوَّةٍ  بالمَنِّ
والسَّلْوَى
ومن كهْفٍ لكهْفٍ
يحدُثُ أن تتَّسِعَ المَضايقُ وِفقََ
صُدفةٍ غيرِ آمنةٍ
حدِّقْ ملِيًّا إذن
في نوايا الأسْطُرْلاَبِ كيْ لا تضِيعَ
إن أرضا واحدةً لن تكْفِي لهندسةِ المَقولاتِ
أو بالأحرى
كن حذرًا وضعْ
حيثُ لا أثرَ هناكَ
للضُّحى
للْأرانبِ
أو للزَّيْزفونِ
منْ أديمِ قلتَ ؟
لمْ أفْهَمْ
فهلْ تعْني
أنَّ جمْرةً ما ستسْقطُ في فَمِ المُوميَاءِ؟
أمْ أنَّ التَّكهُّنَ بالنَّدى
يُوحي باحْتمالِ اشْتعالِ برْقٍ مَا فِي مَدارِي؟

(6)

عجبًا!
غُرفةٌ كامِلةٌ
منْ نافذةٍ مغْلقَةٍ تُطلُّ
ومثْلَ رِماحٍ
تَتَسلَّى بإصابةِ أعْناقِ الْخُيولِ
يلْعبُونَ الطَّاولَةَ على النَّرْدِ
حيثُ يدٌ
أخَفُّ منْ يدِ قالبِ الأَدْوارِ
تخْدَعُ منْ أساءَ الظَّنَّ بالصُّدْفةِ
ليستْ مفارقةً إذنْ
سقوطُ الْكِيمياءِ
فِي يَدِ الْحَفَّارِ 
أرأيتَ؟
كلُّ شيءٍ
فجأةً
حلَّ فِي اللاشيءِ
وحتْما
سوْف يحضُرُ قنَّاصٌ
من لحْمٍ ودَمٍ
متْبوعًا  بكلْبٍ من ورقٍٍ
ورائحَةُ الرَّصاصِ
تَفوحُ منْ أذنيْكَ.

-----------------------
* شاعر من المغرب.

 

 

رشيد المومني*